لجنة التحقيق في أحداث السويداء تتعهد بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
عرضت اللجنة الوطنية السورية للتحقيق في أحداث السويداء، اليوم الأحد، آخر ما توصلت إليه في تحقيقاتها، وتعهدت بمحاسبة كل المتورطين في الانتهاكات التي شهدتها المحافظة في يوليو/تموز الماضي.
وقال رئيس اللجنة القاضي حاتم النعسان، خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الإعلام بدمشق، إن هذا المؤتمر يعبّر عن التزام اللجنة بواجبها القانوني في كشف الحقيقة، وتحديد المسؤولية، وضمان العدالة للضحايا والمتضررين.
وأضاف النعسان أن منهجية لجنة التحقيق تقوم على الحياد والاستقلالية، إذ تقوم بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة من جميع الأطراف، مشددا على أن اللجنة لم تتعرض لأي ضغط أو تعليمات من أي جهة كانت في الدولة السورية.
وتابع أن منهجية اللجنة وأساليب عملها تتوافق مع المبادئ الأساسية الخاصة بتشكيل لجان التحقيق وفق معايير الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأشار النعسان إلى أن الأحداث "المؤسفة" التي شهدتها السويداء في يوليو/تموز الماضي، من استهداف للأرواح والممتلكات العامة والخاصة، ومن تهجير قسري، لا يمكن التعامل معها بمعالجات شكلية أو سياسية، بل بتحقيق فعال يستوفي المعايير القانونية الواجبة.
وبدأت الاضطرابات في السويداء بمواجهات بين عشائر بدوية ومسحلين دروز، وتدخلت القوات الحكومية السورية لاحتواء المواجهات لكنها تعرضت للاستهداف من المجموعات المسلحة المحلية، وكذلك من إسرائيل، مما اضطرها للانسحاب.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل المئات من مدنيين وعسكريين، وأفادت تقارير بوقوع انتهاكات شملت إعدامات ميدانية وتهجير آلاف السكان.
وقال رئيس لجنة التحقيق السورية حاتم النعسان إن اللجنة زارت مواقع الاعتداءات في ريفي السويداء ودمشق ومناطق أخرى، وأجرت مقابلات مع ناجين ومتضررين وشهود عيان، بيد أن اللجنة لم تتمكن من دخول مدينة السويداء التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة درزية.
إعلانوأضاف أن مهام اللجنة تتمثل في كشف الملابسات والظروف التي أدت إلى الأحداث، وفتح تحقيق فعال وجاد في كل ادعاء بوقوع انتهاكات جسيمة، وتحديد هوية المشتبه بهم من مرتكبي هذه الانتهاكات والجرائم.
كما تشمل المهام -بحسب النعسان- تحديد المسؤولية الفردية عن الجرائم، وضمان عدم الإفلات من العقاب، ومحاسبة كل من يثبت تورطه، وإصدار توصيات قانونية لضمانات عدم تكرار مثل هذه الأحداث والانتهاكات في أماكن أخرى في سوريا.
وتابع أن صلاحيات اللجنة مفتوحة وليس لها سقف، وأن كل من يثبت قيامه بانتهاكات سوف يحاسب وفق القانون السوري.
كما قال النعسان إن اللجنة تحقق في الانتهاكات المزعومة من جميع الأطراف بشمولية ودقة ودون محاباة.
من جهته، قال المتحدث باسم لجنة التحقيق عمار عز الدين إن اللجنة جمعت الأدلة وحفظتها بما يضمن سلامتها لتقديمها إلى القضاء.
وأضاف عز الدين أن اللجنة أوقفت أفرادا من وزارتي الدفاع والداخلية وأحالتهم للقضاء المختص، مشيرا إلى أن السماح بدخول لجنة التحقيق الدولية يؤكد جدية الدولة السورية في المحاسبة.
وأشار إلى أن المحققين استمعوا لإفادة الأطباء الشرعيين الذين عاينوا جثث القتلى ولإفادات عدد من العسكريين الذين شاركوا في تأمين السويداء خلال الأحداث.
وأكد المتحدث السوري أن تقرير اللجنة سيكون وفق المعايير الدولية، وأن النتائج ستعرض أمام وزارة العدل والرأي العام.
ومن الخلاصات التي توصلت إليها التحقيقات الأولية عدم وجود مقاتلين أجانب في السويداء خلال الأحداث الأخيرة.
وأشادت اللجنة، خلال المؤتمر الصحفي، بالتعاون الذي أبدته وزارتا الداخلية والدفاع السوريتان معها أثناء عملها، وقالت إنها طلبت تمديد فترة عملها شهرين حتى تتمكن من تقديم تقرير ينصف الجميع.
وأوضحت أن عملها مكمل لعمل لجنة التحقيق الدولية، وقالت إنها اجتمعت مع الأخيرة التي أثنت على منهجيتها، مؤكدة أن دور لجنة التحقيق السورية ينتهي بإحالة المتهمين للقضاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فی الانتهاکات لجنة التحقیق
إقرأ أيضاً:
بقذائف الهاون.. اشتباكات وتصعيد مستمر في السويداء السورية
قال خليل هملو مراسل قناة القاهرة الإخبارية في محافظة السويداء، إنّ الاشتباكات في الريف الغربي للمحافظة متواصلة منذ نحو 5 أيام، وتحديدًا في محيط بلدة المزرعة والقرى المجاورة لها، بما في ذلك تل الحجر، وهي مناطق خاضعة لسيطرة قوات الأمن العام.
وأضاف في تصريحات مع الإعلامي محمد عبيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ مصادر في المحافظة أكدت وقوع اشتباكات بعيدة، لم تكن قريبة، واعتمدت على استخدام القذائف الصاروخية وقذائف الهاون التي استهدفت مواقع الأمن العام في محيط بلدة المزرعة وعددًا من النقاط الأخرى شمال غرب المدينة.
وبيّن هملو أنّ هذه الاستهدافات تأتي في إطار التصعيد المتواصل من قبل الفصائل الموالية لرجال الدين حكمه الهجري، المعروفة بالحرس الوطني في محافظة السويداء.
وأشار إلى أنّ هذا التصعيد يبدو مرتبطًا بالتحضيرات الجارية اليوم لزيارة وفد من السويداء إلى المملكة الأردنية الهاشمية، بهدف البحث في سبل عودة المحافظة بشكل كامل إلى سيطرة الحكومة السورية، وبسط الأمن، وسحب السلاح من الجهات المسلحة.
وذكر، أنّ تصريحات قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء لوسائل إعلام سورية، تشير إلى وجود حراك داخل المحافظة يسعى لإنهاء حالة الفوضى الأمني، وذلك على خلفية نشاط الفصائل الموالية لرجال الدين حكمه الهجري، والتي تُعرف حاليًا بالحرس الوطني.