الثورة نت:
2025-11-16@21:49:00 GMT

“مفخرة “التنكيل بالأسرى!

تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT

 

 

-شهد التاريخ وما يزال حالات لتعذيب وقتل الأسرى والتنكيل بهم، لكنها ظلت حالات فردية من قبل أفراد وعصابات وبقيت شواهد يخجل منها أصحابها ويحاولون إنكارها والتنصل عنها، لكنها ظلت وصمة عار ولعنة تطاردهم أبد الدهر.. أما أن تصبح تلك الانتهاكات والجرائم معتمدة بقوانين وتشريعات والتعاطي معها كأعمال بطولية عظيمة تستدعي الفخر والتباهي والاستعراض، فذلك لم نعلمه إلا اليوم وعلى أيدي أقذر البشر وأتفه مخلوقات الله.


-في سجون ومعتقلات الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتعرض الأسرى الفلسطينيون لتعذيب وامتهان واغتصاب ممنهج للنساء والرجال ومعاملات وحشية تفوق ما قد يتخيله عقل الإنسان، ولا يكتفي المجرمون والقتلة بأفعالهم القذرة تلك وإنما يتعمدون تصوير قبحهم ونشره عبر وسائل الإعلام لتدمير كرامة الضحايا ونسف إنسانيتهم، بينما يكتفي عالم الحضارة والمدنية المتابعة لفصول وتفاصيل الجريمة بصمت قاتل، أما أخوة الدين والنسب والعروبة فيمضون بعيونهم العمياء في درب” التطبيع” منبهرين بما يقال عن النعيم الموعود لكل من يخطب ود الكيان العاشق للسلام والحوار والتعايش واحترام الجوار وحقوق الآخر، كما تسوق له الدعاية الأمريكية ليل نهار.
-وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان شهادات حية مروعة لعشرات من المعتقلين السابقين في سجون الاحتلال وهي لنساء ورجال وكبار وأطفال وتلك الشهادات الموثقة تحكي عن وحشية وسادية وإجرام لم يشهد له التاريخ مثيلا.
-ما يجري في سجون الاحتلال من فظائع بحق الأسرى والمختطفين ليس عبارة عن تصرفات فردية ناجمة عن أمراض نفسية للسجانين، كما يحاول مسؤولو الكيان أن يوهموا العالم وإنما سياسة رسمية يقررها الساسة على أكبر المستويات، هدفها كما بات واضحا إعادة إنتاج الخوف وتحطيم الروح الجماعية للإنسان الفلسطيني ودفعه إلى الاستسلام وإبعاد فكرة المقاومة عن عقله ونفسيته وإسكات كل صوت حر قد يتصدى لمشاريع ومخططات كيان الاحتلال الذي طالما تشدق بأنه الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وانطلت أكذوبته تلك على كثير من دول العالم، وما كشفته دماء عشرات الآلاف من الأبرياء في قطاع غزة التي أريقت خلال العدوان الأخير، لا يزال يقابل بالصمت والمغالطات والتعامي من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية في المنطقة والعالم ما يجعل الجميع شركاء في الجريمة.
-إفلات الكيان وقيادته الإجرامية من العقاب وما يعيشه من الأمان الذي يوفره له الفيتو الأمريكي وصمت المجتمع الدولي وخنوع المحيط، شجعه على التمادي والطغيان في انتهاكاته.
-اليوم صار لزاما محاكمة قيادات الكيان عسكريين وسياسيين ومستوطنين وفق اختصاصات المحكمة الجنائية ويجب القيام بعمل حقوقي واسع لتفعيل الرقابة الدولية على مراكز الاعتقال من أجل ردع المجرمين والانتصار للكرامة الإنسانية وجميع المؤسسات الحقوقية الفاعلة في العالم ملزمة بأداء مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بإجراءات ملموسة تضع حدا للجريمة وليس بتصريحات دبلوماسية وإدانات فارغة لا يراها القتلة في “تل أبيب” سوى ضوء أخضر لمواصلة هواياتهم في قتل الشعب الفلسطيني والتنكيل برجاله ونسائه تحت غطاء الحرب على الإرهاب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جرائم في زنازين الاحتلال

تختم ن.أ، التي تبلغ الثانية والأربعين من عمرها، شهادتها للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقولها:
«في هذا اليوم تعرّضت للاغتصاب مرتين. تُركت يوماً كاملاً بلا ملابس داخل الغرفة التي بقيت فيها ثلاثة أيام. في اليوم الأول تم اغتصابي مرتين، وفي اليوم الثاني مرتين، وفي اليوم الثالث بقيت بلا ملابس وكانوا ينظرون إليّ من فتحة الباب ويصوّرونني. قال لي أحد الجنود: سوف ننشر صورك على مواقع التواصل. وخلال وجودي في الغرفة جاءتني الدورة الشهرية، فطلب مني ارتداء ملابس ونُقلت بعدها إلى غرفة أخرى».

وفي شهادة أخرى، يروي أ.أ، وهو رجل وأب فلسطيني يبلغ من العمر 35 عاماً، عن اعتقاله من مستشفى الشفاء في آذار 2024، تفاصيل 19 شهراً من التعذيب: التعرية، الشتائم النابية، التهديد باغتصابه هو وعائلته، وصولاً إلى اغتصابه من قبل كلب مُدرّب داخل معتقل سديه تيمان العسكري.
من هم هؤلاء الجنود الذين يقفون خلف هذه الشهادات؟ وما هي القيم والأخلاق التي ينتمون إليها؟ وما هو موقف المؤسسات الدولية المعنية إزاء هذا النوع من الجرائم بحق الأسرى والأسيرات؟ ولماذا، حين تقع جرائم مشابهة في أفريقيا أو سورية أو بحق الإيزيديات في العراق، تُعقد المؤتمرات ويُسلّط الضوء، بينما يُبتلع الصوت حين يكون الضحايا فلسطينيين؟

هل يعتبر العالم ما يحدث في فلسطين مجرد «أعراض جانبية للصراع»، أم أن مشاهد القتل والتدمير والتهجير والتجويع باتت تغطّي ما عداها، لتسدل ستار النسيان على الجرائم الجنسية في الزنازين؟

الشهادات التي وثّقها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تكشف ارتكاب جرائم اغتصاب وتعذيب جنسي، خلف قضبانٍ حديدية وجدرانٍ صمّاء تختنق فيها الصرخات. في سجون تُدار تحت سلطة المتطرّف بن غفير، يُمارس الاحتلال سلسلة من الفظائع التي لا تقلّ وحشية عن المذابح. وهي شهادات تُحمِّل الضمير الإنساني عبء الكرامة المكسورة والإنسانية المهشّمة.

وفي المقلب الآخر، تُلاحَق المدعية العسكرية في سجن سديه تيمان لأنها سمحت بتسريب فيديو يُظهر جندياً يرتكب فعلاً جنسياً قسرياً بحق أسير من غزة.

الجريمة نفسها لا تهزّ منظومة الاحتلال، بينما تُوجَّه الانتقادات لِمن فضحتها!
هذه المفارقة وحدها كافية لفضح منطق المؤسسة العسكرية الحاكمة للسجون.
لقد وثّق المركز حالات اغتصاب وتحرّش جنسي وإذلال جسدي على لسان ناجين وناجيات، رغم أن العادة لا تتجه إلى الإدلاء بهذه النوعية من الجرائم الخادشة للحياء، ولأسباب تتعلق بالخصوصية الثقافية الفلسطينية، فيما تُحوّل سلطات الاحتلال أجساد الأسرى إلى أدوات للانتقام وكسر الإرادة.

وهذا يتطابق مع التوسيع الذي أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، لتعريف العنف الجنسي المرتبط بالصراع المسلح وأحدها الاحتلال، باعتباره جريمة قائمة بذاتها وذات صلة بالصراع نفسه وليست «أضراراً جانبية للحرب».

إن التعذيب في سجون الاحتلال ليس عشوائياً ولا فردياً. إنه منظومة منهجية مُخطّط لها، تستهدف هدم الشخصية الفلسطينية. فالاحتلال لا يكتفي بالقتل خارج السجن، بل يواصل داخل الزنازين منهج احتلال الجسد وتجريده من الإنسانية، ضمن منظومة مُحكمة من الإذلال والهيمنة، مغلقة عن العيون.

ماذا علينا أن نفعل؟
لا يكفي نشر تقرير مجلس حقوق الإنسان؛ بل يجب تحويله إلى معركة مفتوحة لعزل الاحتلال حتى النهاية وآخر نقطة في سطور الوثائق والشهادات المقدمة. المطلوب حملات وطنية ودولية تُسلّط الضوء على هذه الجرائم، والتواصل مع المنظمات الدولية ووسائل الإعلام، ودفع الأمم المتحدة لفتح تحقيقات، وتحويل الشهادات إلى ملفات قانونية تُقدَّم للمحاكم الدولية، وملاحقة كل مسؤول عن الجريمة، ومنع إفلاتهم من العقاب، لأن الصمت تواطؤ، وكل من يصمت شريك. والانتظار يعطي الاحتلال ضوءا أخضر للاستمرار. كل هذا يحصل ويعمم على الملأ، بينما يستمر العالم في محاولات بيعنا الخطط التي تحمل عناوينها السلام الذي يبقي الاحتلال على مقربة من المصيد.

لا تكفي قراءة الشهادات، بل ينبغي تحويل قصص الأسرى وعذاباتهم إلى مادة إعلامية وسينمائية تُظهر للعالم أن جرائم الاحتلال لا تجري فقط في ميادين القتل المكشوفة، بل في دهاليز السجون المغلقة حيث تُرتكب الفظائع التي لا تُرى.

وأختم بما قالته إحدى المعتقلات في شهادتها، لتكون دافعاً لرفع صوت الأسرى والأسيرات:
«انتهكوني عدة مرات. لا أحد يسمع. لا أحد يرى. يبدأ كل شيء كيوم عادي، ثم يتحوّل إلى ليلة لا تُحتمل. ليس هذا سرداً متخيّلاً، بل واقع يُسجَّل في السجن بهدوءٍ مُخيف، لأن خلف هدوء السجون فظائع لا تُرى».

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • استعداداً لزوال الكيان الإسرائيلي: هارفرد تجمع ذاكرة إسرائيل في مخزن سري
  • بالأسماء.. الإعلان عن قائمة 1468 أسيرا من قطاع غزة في سجون الاحتلال
  • جرائم في زنازين الاحتلال
  • سماحة المفتي: الكيان الصهيوني يماطل وعلى العالم التدخل الفوري
  • ملتقى الحوار الوطني الثالث بإسطنبول يدعو لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني
  • كولومبيا: لا عدل ولا سلام دون وقف الإبادة وتحقيق النصر الفلسطيني
  • المركز الفلسطيني: ظروف مأساوية يعانيها الأسرى مع دخول فصل الشتاء
  • “الخارجية”: المملكة تدين وتستنكر استمرار الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني
  • “حماس” تحذر من كارثة إنسانية وتدعو العالم لإغاثة غزة مع دخول الشتاء