الجزيرة:
2025-11-17@07:29:06 GMT

مسعد بولس.. هل تنجح صفقاته الأفريقية في صنع السلام؟

تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT

مسعد بولس.. هل تنجح صفقاته الأفريقية في صنع السلام؟

من الكونغو الديمقراطية إلى السودان يتحرك مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية والعربية، في سباق دبلوماسي محفوف بالتحديات، وسط انتقادات داخلية وتكهنات بشأن تضارب المصالح.

ويُعرف بولس في الأوساط الدبلوماسية بلقب "فورست غامب الدبلوماسية"، وهو أسلوب دبلوماسي غير تقليدي، فهو يظهر في كل زاوية من القارة حاملا طموحا لصنع السلام، لكن النتائج لا تزال بعيدة المنال، وفق تقرير نشره موقع "أفريكا ريبورت" المعني بالشؤون الأفريقية.

ترامب يتحدث مع مستشاره مسعد بولس (يمين الصورة) فيما يستمع بقية مسؤولي الإدارة بالبيت الأبيض (أسوشيتد برس)حضور لافت وسط شكوك متزايدة

في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2025 شارك بولس في مؤتمر دعم السلام والازدهار بمنطقة البحيرات الكبرى -والذي عُقد في باريس– مبعوثا رئاسيا رفيعا.

ظهور بولس هناك بنظارته الشمسية المميزة وابتسامته الواثقة يعكس أسلوبه غير التقليدي في العمل الدبلوماسي.

لكن خلف هذا الحضور تتراكم الانتقادات من داخل البيت الأبيض والكونغرس، حيث يعتبر بعض الموظفين أن تحركاته الأفريقية تستهلك وقت الرئيس دون جدوى، في حين يشتكي مساعدون في الكونغرس من غياب الإحاطات المنتظمة بشأن أنشطته.

علاقات متوترة واتهامات بالتضارب

الخبراء المخضرمون في السياسة الخارجية الأميركية يبدون تحفظا على أسلوب بولس، مشيرين إلى أنه لا يستشيرهم ولا ينسق معهم.

تيفاني ترامب (في الصف العلوي إلى اليمين) وزوجها مايكل بولس خلال خطاب ترامب بالكونغرس (أسوشيتد برس)

وفي الوقت ذاته، تتزايد الاتهامات بتضارب المصالح، خاصة أن لعائلته مصالح تجارية في نيجيريا ولبنان، مما يثير تساؤلات بشأن دوافعه الحقيقية في بعض الملفات، وفقا لما نقلته "أفريكا ريبورت" عن مصادر مطلعة.

وفي الكونغو الديمقراطية، حيث حاول بولس التوسط بين كينشاسا ورواندا، اصطدمت جهوده بجدار من التعقيدات السياسية والميدانية.

إعلان

ونقل الموقع عن أحد مساعدي الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي قوله إن "الشعب الكونغولي قد يكون معك على الإفطار، لكنه سيبصقك وقت الغداء إن لم تنجز شيئا".

السودان.. عقدة أخرى في طريق الوساطة

في السودان، لم تكن الأمور أفضل، فمحاولات بولس لكسر الجمود بين الأطراف المتنازعة لم تحقق اختراقا يُذكر، وسط تصاعد القتال وتدهور الوضع الإنساني.

بولس يشارك في مؤتمر لدعم السلام والازدهار بالبحيرات الكبرى في باريس (أسوشيتد برس)

ويشير دبلوماسي أفريقي سابق -بحسب ما جاء في تحقيق موقع "أفريكا ريبورت"- إلى أن "بولس يتحرك بسرعة، لكنه يفتقر إلى العمق السياسي المحلي، السلام لا يُصنع بالصور واللقاءات فقط".

ورغم هذه التحديات فإن بولس يواصل جولاته مستندا إلى دعم مباشر من الرئيس ترامب الذي يحب التفاخر بإنجازاته في صنع السلام، حتى قبل تحققها.

لكن غياب التنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية وتجاهله المؤسسات التقليدية يضعفان فرص نجاحه ويثيران حفيظة الدبلوماسيين المحترفين.

أسلوب شخصي في إدارة الملفات

يعتمد بولس على أسلوب شخصي في إدارة الملفات بعيدا عن البروتوكولات الرسمية.

بولس (يسار) والخليفي يشهدان توقيع اتفاق سلام لإنهاء القتال بين حركة "إم 23" وحكومة الكونغو بالدوحة (رويترز)

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نظم جلسة عشاء غير رسمية للصحفيين في فندق بوتيكي بجوهانسبرغ، حيث تربطه علاقة ودية بالمالكين، ويُستخدم المكان مقرا غير رسمي لاجتماعاته.

كما يستعين بعدد من الفنانين والمشاهير وأحد مالكي شركات الإعلام في دعم تحركاته، وفق ما أفاد به موقع "أفريكا ريبورت".

هذا النمط غير التقليدي أكسبه شعبية في بعض الأوساط، لكنه في الوقت ذاته أثار شكوكا بشأن جدية مهمته، خاصة في ظل غياب نتائج ملموسة على الأرض.

ومع اقتراب الانتخابات الأميركية يتساءل مراقبون عما إذا كان بولس سيستمر في مهمته، أو ما إذا كانت جهوده ستُطوى ضمن ملفات إدارة ترامب التي لم تكتمل.

خلفية عن بولس ودوره في إدارة ترامب

ينتمي مسعد بولس إلى عائلة لبنانية نيجيرية ذات نشاط تجاري واسع، وقد برز اسمه في الأوساط السياسية الأميركية بعد ارتباطه بعائلة ترامب من خلال زواج نجله مايكل بولس من تيفاني ترامب.

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي (يمين) يستقبل مستشار ترامب لأفريقيا مسعد بولس (الرئاسة الكونغولية)

هذا الارتباط العائلي أتاح له دخول الدائرة المقربة من الرئيس، وتولّي مهام دبلوماسية غير تقليدية، خاصة في ملفات الشرق الأوسط وأفريقيا.

ورغم افتقاره إلى خلفية دبلوماسية رسمية فإن بولس اعتمد على علاقاته الشخصية وقدرته على بناء شبكات سريعة، مما جعله يظهر في ملفات حساسة مثل ليبيا والقرن الأفريقي، وإن كانت مساهماته في هذه الملفات محل جدل واسع، وفق ما أورد تقرير "أفريكا ريبورت".

البرهان (يسار) ومسعد بولس مستشار الرئيس ترامب لشؤون أفريقيا (وكالات)

بين الطموح والواقع

بولس -الذي يُعرف بأسلوبه المباشر وقدرته على بناء علاقات سريعة- يواجه الآن اختبارا حقيقيا: هل يستطيع تحويل حضوره اللافت إلى نتائج دبلوماسية ملموسة؟ أم أن الوقت قد نفد، في ظل تعقيدات الملفات الأفريقية وتراجع الثقة في قدرته على صنع السلام؟

إعلان

في كل الأحوال يبقى بولس شخصية مثيرة للجدل تجمع بين الطموح الشخصي والدور الرسمي، وتتحرك في مساحة رمادية بين السياسة والدبلوماسية وبين المصالح الشخصية والمهمات الرئاسية، كما خلص تقرير "أفريكا ريبورت".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات أفریکا ریبورت صنع السلام مسعد بولس

إقرأ أيضاً:

أفريكا كونفدينشيال: جبهة معارضة جديدة تهز قبضة آبي أحمد على أقاليم إثيوبية

أفاد تقرير لمجلة أفريكا كونفدينشيال، أن الحكومة الفدرالية الإثيوبية تواجه ضغوطا متزايدة مع بروز جبهة فضفاضة تضم قوى من أقاليم أمهرة وأورومو وتيغراي، الأمر الذي يعيد رسم الخريطة السياسية في القرن الأفريقي.

فبعد سلسلة من الانتصارات التي حققتها قوات فانو في إقليم أمهرة، بدأت حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد تظهر علامات الإرهاق، في ظل تنامي التنسيق بين خصومها وتكثيفهم للهجمات.

وفي رسالة رسمية وجهتها وزارة الخارجية الإثيوبية إلى الأمم المتحدة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، اتهمت الحكومة "جبهة تحرير شعب تيغراي" (TPLF) ودولة إريتريا بـ"تمويل وتعبئة وتوجيه" قوات فانو التي حققت تقدما ملحوظا في منطقة شمال وولو.

وتأتي هذه الاتهامات في سياق تاريخي معقد، إذ كانت جبهة تحرير تيغراي قد خاضت حربا دامية ضد أديس أبابا وحلفائها من إريتريا وفانو بين عامي 2020 و2022، قبل أن تنتهي تلك الحرب باتفاق بريتوريا للسلام.

بيد أن التطورات الأخيرة تكشف عن هشاشة الوضع الداخلي؛ فالصراع في أمهرة الذي بدأ بمواجهات متفرقة عام 2023 تحول سريعا إلى تمرد واسع النطاق بحلول أغسطس/آب من العام نفسه، ما أجبر الحكومة على إعلان حالة الطوارئ وتمديدها مرارا.

كما أن التوترات مع قومية الأورومو -التي تشكل أكبر مجموعة إثنية في البلاد- تضيف بعدا آخر للأزمة، حيث تتزايد الدعوات داخل أوروميا لمراجعة النظام الفدرالي القائم على أسس إثنية، والذي يرى كثيرون أنه ساهم في تعميق الانقسامات.

من جهة أخرى، يثير المشهد الإقليمي قلقا متزايدا، فالعلاقات بين إثيوبيا وإريتريا تشهد توترا جديدا بعد سنوات من التحالف ضد تيغراي.

وقد حذرت تقارير دولية من أن خطر اندلاع مواجهة مباشرة بين البلدين ما زال قائما، خاصة مع استمرار الاتهامات المتبادلة بشأن دعم المليشيات العابرة للحدود.

إعلان

وبالتوازي مع ذلك، يزداد الوضع الإنساني سوءا أيضا، إذ وثقت منظمات حقوقية استمرار انتهاكات واسعة ضد المدنيين، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية واستهداف البنية التحتية الحيوية في مناطق النزاع.

وتجعل هذه التطورات من الأزمة الإثيوبية واحدة من أكثر الملفات تعقيدا في القرن الأفريقي، مع احتمالات أن تؤدي التحالفات الجديدة بين القوى المعارضة إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في البلاد، وربما فتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع الممتد.

مقالات مشابهة

  • برلماني: أسبوع الإعمار بالقاهرة يعكس ريادة مصر في دعم السلام والتنمية بالقارة الأفريقية
  • سكان عين وسارة ومسعد يثمنان قرار الرئيس تبون ترقيتهما إلى ولايات بكامل الصلاحيات
  • الصافي عبد العال: أسبوع الإعمار بالقاهرة يؤكد ريادة مصر في دعم السلام والتنمية الأفريقية
  • رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يثمن جهود الرئيس السيسي في قيادة ملف إعادة الإعمار والتنمية
  • مبعوث ترامب لإفريقيا: ما يحدث فى السودان أكبر أزمة إنسانية بالعالم
  • مبعوث ترامب: الحرب في السودان "أكبر أزمة إنسانية بالعالم"
  • مسعد بولس للجزيرة: واشنطن تدفع نحو هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر بالسودان
  • هآرتس: هل تنجح خطط ترامب الغامضة في إعادة تنظيم المنطقة ومنها إسرائيل وسوريا؟
  • أفريكا كونفدينشيال: جبهة معارضة جديدة تهز قبضة آبي أحمد على أقاليم إثيوبية