هل تحطمت 3 طائرات للقوات الجوية الهندية في يوم واحد؟
تاريخ النشر: 16th, November 2025 GMT
في خضم التوتر المستمر بين الهند وباكستان، الذي يمتد لعقود ويأخذ أشكالا متعددة من الصراع بدءا من النزاعات الحدودية والمواجهات العسكرية إلى الحملات الدعائية والإعلامية المتبادلة؛ أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ميدانا جديدا للحرب الباردة بين الجارتين النوويتين.
وخلال الأيام الماضية، تداولت حسابات باكستانية على نطاق واسع مقطع فيديو زعمت أنه يوثق تحطم 3 طائرات تابعة لسلاح الجو الهندي في يوم واحد قرب منطقة تامبارام بمدينة تشيناي جنوبي الهند، واحدة منها من طراز "بيلاتوس بي سي-7" (Pilatus PC-7).
وانتشرت الفيديو مصحوبا بتعليقات ساخرة تشكك في كفاءة القوات الجوية الهندية، وتتهمها بالعجز عن إدارة عملياتها التدريبية، في محاولة لتصوير الهند على أنها "قوة متداعية" غير قادرة على مواجهة باكستان في أي صراع محتمل.
???? INDIAN AIR FORCE THREE CRASHES IN SINGLE DAY!! ????????
– Indian Air Force (IAF) PC-7 Pilatus trainer aircraft crashed near Tambaram, Chennai, during exercise.
– Two more unidentified aircraft crash during exercises in same region.
And Indians still want their Air Force to fight… pic.twitter.com/I59Bdjut2j
— Zard si Gana (@ZardSi) November 14, 2025
ولاقت هذه المنشورات تفاعلا واسعا عبر منصة "إكس"، إذ تحولت المزاعم خلال وقت قصير إلى مادة نشطة للتداول بين أنصار الطرفين. ويُظهر المقطع المتداول 3 لقطات مدمجة لطائرات مشتعلة بعد سقوطها، في محاولة لإضفاء مصداقية على الرواية المتداولة.
Three crashes in a single day ????
What has happened to IAF pic.twitter.com/S2okdYVoae
— War Analyst (@War_Analysts) November 14, 2025
ما الحقيقة؟أجرى فريق "الجزيرة تحقق" بحثا عكسيا عن المشاهد المتداولة للتأكد من صحتها وحقيقة الادعاءات المزعومة حول تحطم 3 طائرات هندية في يوم واحد، لكن تبين أنها مضللة.
إعلانواتضح أن الفيديو الأول منشور من قبل في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2023 عقب تحطم طائرة تدريب قرب حيدر آباد في ولاية تيلانغانا، وغير مرتبط بأي حادث جديد لسقوط طائرات.
أما الفيديو الثاني فيوثق بالفعل حادثة حديثة لسقوط طائرة تدريب تابعة لسلاح الجو الهندي في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قرب منطقة تامبارام بمدينة تشيناي، من دون تسجيل أي إصابات، وفقا لما أعلنته القوات الجوية الهندية.
VIDEO | Tamil Nadu: An Air Force training aircraft crashed near Thiruporur in Chengalpattu district. More details are awaited.
(Full video available on PTI Videos – https://t.co/n147TvrpG7) pic.twitter.com/SPPRXri1mO
— Press Trust of India (@PTI_News) November 14, 2025
أما الفيديو الثالث فظهرت له نسخة قديمة منشورة في 26 فبراير/شباط 2022 لتحطم طائرة تدريب في منطقة نالغوندا وليس حديثا كما يتم تداوله.
وتحقق فريقنا ممّا تداولته وسائل الإعلام الهندية والحسابات الرسمية للتأكد من صحة المزاعم بشأن تحطم 3 طائرات هندية في يوم واحد، ليتبين بعد الفحص أن هذه الرواية غير صحيحة تماما، ولا تستند إلى أي أساس من الواقع.
وتوظف حسابات من الهند وباكستان الفضاء الرقمي بشكل مستمر لنشر الادعاءات والمقاطع المفبركة، مستغلة أي حادثة عسكرية أو تقنية لتغذية روايات سياسية وإعلامية تستهدف النيل من صورة الطرف الآخر، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع عدد كبير من المتابعين في فخ التضليل والمعلومات المضللة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فی یوم واحد
إقرأ أيضاً:
غضب سياسي في أنقرة بعد تحطم طائرة عسكرية.. قرار مفاجئ من أردوغان بشأن زيارة أوجلان
تشهد الساحة السياسية في تركيا جدلاً حاداً إثر مطالبة قيادات في حزب الشعب الجمهوري الحكومةَ بإعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح عشرين عسكرياً لقوا حتفهم في حادث سقوط طائرة شحن عسكرية بالقرب من الحدود الجورجية – الأذرية.
وجدد زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوغور أوزال، دعوته للرئيس رجب طيب أردوغان باتخاذ خطوة رسمية لإعلان الحداد، وذلك خلال زيارته لعائلة الطيار الراحل يارباي غوخان كوركماز. ونشر أوزال عبر حسابه على منصة “إكس” مناشدة مباشرة للرئيس التركي، مؤكداً أن البلاد تعيش حالة حزن عميق تستوجب موقفاً رسمياً.
وفي السياق ذاته، انتقد نائب رئيس الحزب مراد باكان عدم تنكيس الأعلام وعدم إعلان الحداد الوطني، معتبراً أنه “من غير المقبول” تجاهل مشاعر ملايين الأتراك في ظل هذا المصاب. وجاءت تصريحات باكان خلال حضوره مراسم تشييع الضحايا في قاعدة مورتيد الجوية بالعاصمة أنقرة، حيث وصف المشاهد بأنها “مؤلمة للغاية”، مؤكداً أن الجميع يعيش حالة فجيعة مع وصول رفات العسكريين إلى مدنهم.
ووجه باكان انتقادات حادة للرئيس أردوغان، مذكّراً بإعلان الحداد الرسمي سابقاً على وفاة قائد حركة “حماس” إسماعيل هنية، وكذلك على رحيل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتساءل قائلاً: “لماذا لا يُعلن الحداد على شهدائنا العشرين من الضباط وصف الضباط والرقباء؟ ولماذا لا تُنكّس الأعلام التي نُكّست سابقاً لزعيمين أجنبيين ولا تُنكّس اليوم على أرواح جنودنا؟”.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت أن طائرة شحن عسكرية من طراز C-130 تحطمت أثناء قدومها من أذربيجان بالقرب من الحدود الجورجية – الأذرية، ما أسفر عن مقتل كامل طاقمها المكوّن من عشرين عسكرياً.
تقارير: أردوغان يمنح الضوء الأخضر لزيارة برلمانية إلى أوجلان في سجن إمرالي
أفاد الصحفي التركي عبد القادر سيلفي أن الرئيس رجب طيب أردوغان وافق على السماح للجنة برلمانية بزيارة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، في خطوة سياسية لافتة هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
وقال سيلفي في مقاله بصحيفة “حريت” إن الاجتماع الأخير بين أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي شهد مراجعة كاملة لخارطة طريق مبادرة “تركيا خالية من الإرهاب”، وإن الجانبين توصلا إلى توافق تام بشأن استمرار هذه الجهود السياسية والأمنية.
وخلال اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية لحزب العدالة والتنمية، أبدى بعض قيادات وقواعد الحزب رفضهم الشديد لزيارة أوجلان، واعتبروها “حملاً ثقيلاً لا يمكن تحمله”. إلا أن أردوغان رد قائلاً: “لن نحمل حزبنا عبئاً لا يستطيع تحمله”، لكنه في الوقت نفسه أذن بإتمام الزيارة، ما اعتبر إشارة واضحة إلى إعطاء الضوء الأخضر النهائي.
من جانبه، أعلن دولت بهجلي دعمه الكامل للخطوة، مؤكداً أن زيارة أوجلان ستكون “إيجابية” ضمن إطار المبادرة السياسية الجديدة، مشيراً إلى أن زعيم العمال الكردستاني “أوفى بوعوده حتى الآن”، ما يعزز احتمالات استمرار الحوار مستقبلاً.
وبعد انحسار التوتر السياسي بين الحزبين الحاكمين عقب لقاء أردوغان وبهجلي، تبدو الزيارة البرلمانية إلى سجن إمرالي أقرب من أي وقت مضى، في تطور يُنظر إليه كإحياء محتمل لمسار سياسي لحلّ القضية الكردية بطرق سلمية.