الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية قالون عن نافع.. اليوم
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
يعقد مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر، برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، ختمة جديدة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، وذلك اليوم صلاة العصر بالمدرسة الأقبغاوية.
ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافعوصرح د. عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، بأن هذا البرنامج يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والبرامج التي ينظمها مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر، ويهدف إلى قراءة القرآن الكريم برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني، وذلك بعد الانتهاء من ختمتين الأولى بالقراءات السبع، والثانية بالقراءات الثلاثة المتممة للعشر، بواقع نصف جزء يومياً، مع تقديم شرح مفصل للتلاوة وتعريف بأصول القراء ومذاهبهم، كما سيتناول الملتقى التنبيه على الكلمات الفرشية المختلف فيها بين القراء، مما يسهم في تعزيز الفهم العميق للقراءات العشر المتواترة ورفع مستوى التلاوة بين المشاركين.
وفي ذات السياق أوضح د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الختمة الجديدة تُعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الإسلامي، حيث تعكس تنوع القراءات المتواترة الصحيحة في تلاوة القرآن الكريم، هذا التنوع يهدف إلى نشر الثقافة القرآنية وتعليم أساليب القراءة الصحيحة، مشيرًا إلى أن البرنامج يسعى إلى توفير منصة تعليمية تفاعلية، مما يساعد في نشر الوعي بأهمية ضبط القراءة وإتقانها.
ودعا د. عودة جميع المهتمين بعلوم القرآن الكريم، سواء كانوا طلابًا أو معلمين أو جمهورًا عامًا، للمشاركة في هذا الملتقى الفريد، حيث يُعتبر هذا الحدث فرصة قيِّمة للتعلم والتفاعل مع كبار المتخصصين في القراءات، مما يعزز من ترسيخ القيم القرآنية في المجتمع.
ويُشرف على الملتقى كل من د. عبدالكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، وفضيلة الشيخ حسن عبدالنبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، ويشارك في تقديم الشرح والتلاوة مجموعة من أساتذة القراءات وعلومها من كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها بجامعة الأزهر، بالإضافة إلى عدد من أعضاء لجنة مراجعة المصحف الشريف والسادة أئمة القبلة بالجامع الأزهر وشيوخ مقارئ الرواق الأزهري، كما يدير الملتقى باحثون متخصصون في علم القراءات بالجامع الأزهر، مما يضمن تقديم محتوى علمي رفيع.
يأتي ذلك وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف د. عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. عبد الكريم صالح، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف، والشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر،والشيخ إبراهيم حلس مدير إدارة الشئون الدينية، ود. مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع شيخ الأزهر صلاة العصر الأزهر بروایة الإمام قالون عن الإمام نافع لجنة مراجعة المصحف الشریف بالجامع الأزهر الجامع الأزهر القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
خطيب الأزهر يدعو للمثابرة: النحلة تطير 400 ألف متر وتقف على 8 ملايين زهرة لإنتاج كيلو عسل
ألقى الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، التي تناولت موضوع "سورة النحل وبناء المجتمع"، حيث أوضح أن رسالة الإسلام جاءت لبيان طريق الهداية للناس وتحذيرهم من طريق الضلال.
الصراط المستقيموأكد خطيب الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليبين للأمة ما يجب وما يمتنع وما يحل وما يحرم ليعيش المجتمع في أمن وسلام، مشيرًا إلى الفارق الكبير بين عبد تعايش مع وحي الله مقتديًا بالرسول ﷺ في أقواله وأفعاله، وهو ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، وبين عبد اتبع هواه والشيطان، وخالف المنهج وابتعد عن الصراط المستقيم ووقع في الحرام، وهو ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.
سورة النحل ومبادئ بناء المجتمع
وشدد خطيب الجامع الأزهر، على أن سورة النحل تستعرض مبادئ بناء المجتمع من خلال الدعوة إلى التفكر في نعم الله، والتأكيد على قيم العدل والإحسان كركائز لإقامة مجتمع سليم، وتقديم النحل نموذجًا مجتمعيًا متكاملاً في التنظيم والنظام الهندسي العجيب، مبيناً أن النحل ليس مجرد حشرة تنتج العسل بل يمثل نظامًا فريدًا في شكل المجتمعات، وأشار إلى أن السورة تحث على بناء مجتمع قوي ومترابط عبر ربط شكر النعم بحسن استخدامها، والتأكيد على دور الفرد في تحقيق الخير العام، لافتاً إلى أن ذكر النحل في القرآن هو لأخذ العبرة والعظة، وأن العلم الحديث كشف أن انقراض هذه الحشرة سيؤدي إلى اختفاء ثلثي غذاء الإنسان لدورها الحيوي في تلقيح النباتات والزهور.
وبين مدير عام الجامع الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى يلفت انتباهنا إلى عظمة النحل كدليل على قدرته، حيث تتجلى هذه القدرة في التنظيم الدقيق داخل مملكة النحل، حيث لكل فئة مهام محددة، مثل جمع رحيق الأزهار وإيداعه في الخلية، مشيراً إلى أن النحلة عند وقوفها على زهرة تترك عليها رائحة لئلا يضيع وقت نحلة أخرى بالوقوف عليها، وأنها تقوم بعملية التلقيح التي تحول الزهرة إلى ثمرة.
دعاء للشيخ نادي أحمد زيدان مؤذن مسجد السيدة زينب .. توفي اثناء الوضوء
دعاء يوم الجمعة لغفران الذنوب.. كلمات بسيطة رددها قبل غروب الشمس
وبين أن العلم الحديث رصد أن النحلة تطير لمسافة لا تقل عن أربعمائة ألف متر وتقف على ثمانية ملايين زهرة لإنتاج كيلو عسل واحد، موجهاً رسالة للشباب بضرورة المثابرة والسعي والأخذ بالأسباب وأداء رسالتهم الموكلة إليهم بدلاً من تضييع الوقت في ما لا يفيد، مثل إدمان الجلوس أمام شاشات الهواتف والحواسيب، لكي يتقدم المجتمع ويرتقي.
تحقيق الراحة والطمأنينة
وذكر خطيب الجامع الأزهر، أن هناك صنفاً آخر من النحل يعمل داخل الخلية على بناء بيوت سداسية الشكل، موضحاً أن اختيار الشكل السداسي لم يكن عبثاً، بل عن حكمة، حيث يؤكد علماء الرياضيات أنه أفضل الأشكال الهندسية لأنه يملأ الفراغات بالكامل ولا يهدر شيئاً، بخلاف الأشكال الأخرى التي تترك زوايا مهملة، مشيراً إلى أن النحل يقوم بالبناء من جميع الأطراف حتى منتصف القرص بتناسق عجيب، وأن هذا البناء المعماري الفريد هو بتعليم من رب الكون جل جلاله، مستشهداً بقوله تعالى: ﴿وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾، مؤكداً أن أجود أنواع العسل ما كان في الجبال ثم في الأشجار، ولافتاً إلى ضرورة التزامنا بالقوانين التي وضعتها الدولة فيما يتعلق بالبناء المعماري لتحقيق الراحة والطمأنينة.
ولفت الدكتور هاني عودة إلى أن سورة النحل تحوي إعجازاً علمياً وتشريعياً واضحاً، مشيراً إلى أنها تُسمى سورة النعم لأن الله تعالى ذكر فيها العديد من النعم، ودللت على وحدانية الله سبحانه وتعالى بالأدلة القاطعة التي تنفي الشبيه له في ذاته وصفاته وأفعاله، موضحاً أن السورة تحدثت عن وجوب شكر النعم واستخدامها فيما يرضي الله، وأن استخدامها في معصية الله يؤدي إلى الهلاك، كما في قصة القرية الآمنة، ومشدداً على أنه لن تستقيم الحياة إلا بالتعايش مع المنهج القرآني وهدي السنة النبوية. وختم مبيناً أن السورة دعوة إلى مبادئ أساسية لبناء مجتمع قوي وقيم عبر التشجيع على التعاون والتنظيم وأهمية العدل والإحسان، مؤكداً أن الإحسان في العمل يؤدي لنتائج إيجابية، بينما السلوك السيئ يؤدي للعقاب.
واختتم خطيب الجامع الأزهر خطبته موصياً بضرورة السير على المنهج الصحيح الذي شرعه الله في التعامل مع الأهل والأولاد وجميع أفراد المجتمع، والدعوة إلى التمسك بخُلُق الصفح والعفو، مستدلاً بقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ﴾، فمن صبر على الأذى نال الخير الذي كتبه الله وأودعه للصابرين.