السفير حاتم يسري يكشف لـ«الأسبوع» رؤية مصر لتعزيز التعاون مع كينيا في السياسة والاقتصاد والثقافة
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
أكد السفير حاتم يسري، سفير مصر في كينيا، أن العلاقات المصرية - الكينية تمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون الإفريقي - الإفريقي، ليس لأنها علاقات دبلوماسية راسخة فحسب، بل لأنها مبنية على رؤية استراتيجية مشتركة تهدف لخدمة مصالح الشعبين وتعزيز الاستقرار في شرق إفريقيا.
وفي تصريحات خاصة لـ«الأسبوع» على هامش المهرجان الدولي المسرحي في كينيا، قال السفير: إن مصر تنظر إلى كينيا باعتبارها شريكًا محوريًا في محيطها الحيوي.
وأضاف: العلاقة بين مصر وكينيا ليست علاقة استيراد وتصدير فقط، بل تقوم على الثقة والمصالح الاستراتيجية. نحن نتعاون في ملفات الأمن المائي، التجارة، البنية التحتية، ودعم الاستقرار الإقليمي في شرق إفريقيا.
وأشار إلى أن الشركات المصرية العاملة في كينيا تُعد نموذجًا ناجحًا للقوة الاقتصادية المصرية في القارة، حيث تشارك في مشروعات حيوية متعلقة بالطرق والإسكان والطاقة المتجددة وتطوير الموانئ، مؤكّدًا أن هذه الشركات تحظى بثقة الحكومة الكينية والشعب الكيني على حد سواء.
لافتا إلى أن كينيا سوق واعد، ومصر تمتلك خبرات كبيرة في مجالات يحتاجها السوق الكيني، ومن هنا فإن الفرص أمام البلدين لا حدود لها، خصوصًا مع رغبة الجانب الكيني في الاستفادة من التجربة المصرية في الصحة والتعليم والتحول الرقمي.
وفي سياق حديثه، أكّد السفير أن العامل البشري يمثل أحد أهم مظاهر التعاون، فوجود عدد كبير من الأطباء والمهندسين المصريين في كينيا يعكس الثقة المتبادلة ويظهر مدى التكامل المهني بين الجانبين، ويسهم هؤلاء الخبراء بدور بالغ الأهمية في تطوير قطاعات حيوية مثل الصحة والبناء والاتصالات.
كما شدّد على أن الدبلوماسية المصرية في كينيا تعمل وفق رؤية شاملة لا تفصل بين السياسة والاقتصاد والثقافة، بل تدمجها في منظومة واحدة تهدف لتعزيز الحضور المصري في شرق إفريقيا. وقال: «حين نتحدث عن العلاقات المصرية - الكينية، نتحدث عن شراكة استراتيجية تمتد من نهر النيل إلى المحيط الهندي، علاقة تنظر إلى المستقبل وتستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم.
وتحدث السفير حاتم يسري عن الدور الثقافي الذي تلعبه مصر في كينيا، مؤكدًا أن الثقافة ليست مجرد نشاط مكمّل للدبلوماسية الرسمية، بل هي "العمود الفقري للقوة الناعمة المصرية" وجسر التواصل الأكثر فاعلية بين الشعوب.
وأضاف: إن الثقافة ليست رفاهية، بل ضرورة، هي الطريق الذي تتعرف من خلاله الشعوب على بعضها البعض، واللغة التي تُفهم بلا كلمات، ومصر، بتاريخها العريق وحضارتها الممتدة، لديها واجب ومسؤولية تجاه القارة الإفريقية.
مشيرًا إلى أن مصر لا تنظر للدور الثقافي باعتباره نشاطًا احتفاليًا محدودًا بالمهرجانات، بل جزءًا من الهوية المصرية التي تسعى لمد جذورها داخل إفريقيا. وقال: حين تشارك فرقة مسرحية أو فرقة فنون شعبية في مهرجان بكينيا، فهي لا تقدم عرضًا فنيًا فقط، بل جزءًا من روح مصر، من موروثها وأصالتها.
وأوضح أن الشباب الكيني يتفاعل مع الفن المصري بطريقة لافتة، وأن مشاركة الفرق المصرية في البرامج الثقافية داخل كينيا تفتح آفاقًا جديدة للتفاهم وتسهم في بناء جسور إنسانية لا تستطيع السياسة وحدها أن تبنيها. وقال: "أحيانًا يفعل الفن ما لا تقدر عليه الخطابات السياسية، عرض مسرحي يُقدَّم بحب وإخلاص قادر على إعادة تشكيل صورة دولة بأكملها في ذهن الجمهور.
وأكد أن مصر وضعت استراتيجية متكاملة للدبلوماسية الثقافية في إفريقيا، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يؤمن بأن الثقافة ركيزة أساسية في العلاقات بين الشعوب ووسيلة لتعميق الانتماء الإفريقي المشترك.
وأضاف: في السفارة نعتبر كل مبادرة فنية أو ثقافية مصرية في كينيا ليست حدثًا عابرًا، بل حلقة في سلسلة ممتدة، لذلك نحرص على دعم الفرق والمبدعين، وتسهيل مشاركتهم، وتقديمهم بالشكل الذي يليق باسم مصر.
واختتم السفير حديثه مؤكدًا أن مصر ماضية في دعم كينيا على المستويات كافة، وأن ما يجمع البلدين أكبر من علاقات ثنائية، بل رؤية مشتركة لمستقبل إفريقي أكثر استقرارًا وازدهارًا، مشددًا على أن القاهرة ونيروبي شريكان في الطريق نفسه، وطرفان يؤمنان بأن الثقافة والاقتصاد والسياسة تشكل جسدًا واحدًا لا ينفصل.
اقرأ أيضاًحفل أنيق للدورة 46 لـ «القاهرة السينمائي».. «رسائل إنسانية» مؤثرة وحضور فلسطيني قوي
من الجنوب إلى نيروبي.. «أناكوندا» تكتب فصلًا جديدًا في المسرح المصري
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: كينيا العلاقات المصرية الكينية مهرجان كينيا الدولي للمسرح المصریة فی فی کینیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير النفط يبحث مع السفير الجزائري توسيع استثمارات «سوناطراك» في ليبيا
استقبل وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية خليفة رجب عبد الصادق صباح اليوم سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى ليبيا عبد الكريم ركايبي، حيث جرى خلال اللقاء التأكيد على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين وحرصهما المشترك على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة.
وناقش الجانبان تطورات أعمال شركة سوناطراك في ليبيا، إضافة إلى بحث فرص توسيع الشراكات المستقبلية، خصوصاً في مجالات الموارد غير التقليدية، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
كما تناول اللقاء مشاركة الجزائر المرتقبة في فعاليات وزارة النفط والغاز، وفي مقدمتها منتدى ليبيا–أفريقيا الدولي للغاز المقرر عقده يومي 6 و7 ديسمبر 2025، وقمة ليبيا للطاقة والاقتصاد التي ستقام خلال الفترة من 24 إلى 26 يناير 2026.
وتواصل وزارة النفط والغاز جهودها لتعزيز التعاون الإقليمي وتطوير الشراكات الداعمة لتنمية قطاع الطاقة في ليبيا.