واقعة التلاوة بالمتحف الكبير تكشف صدامًا بين السلوك الفردي ورؤية العلماء لحقيقة إيمان المصريين القدماء
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
في واقعة تحولت خلال ساعات إلى واحدة من أكثر اللقطات تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر شاب وهو يتلو آيات داخل البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
الفيديو الذي التقط من على الدرج العظيم بدا في بدايته طبيعيًا لزائر يقف أمام عظمة المكان، لكنه سرعان ما أثار موجة واسعة من الجدل، بعدما اعتبره كثيرون خروجًا عن طبيعة المتحف ودوره، خصوصًا أن الآيات التي تلاها الشاب كانت من السورة التي تتناول مواجهة النبي موسى لفرعون، وهو ما فسره البعض كتلميح مباشر لاتهام الحضارة المصرية القديمة بالوثنية.
خبير ٱثار: الحضارة المصرية لم تكن وثنية… وما جرى داخل المتحف المصري الكبير لا يليق بمكان يقدم التاريخ
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان إنه يرفض اتهام الحضارة المصرية بالوثنية، مؤكدًا أنها عرفت الله الواحد منذ فجر التاريخ.
وأوضح ريحان أن قراءة القرآن لها أصول، وأن المتحف المصري الكبير ليس موقعًا ولا مجالًا لتلاوة القرآن، مشيرًا إلى وجود قاعات مخصصة للندوات يمكن من خلالها مناقشة موضوعات متنوعة، وأن قراءة آيات معينة ذات تفسيرات متعددة داخل موقع مرتبط بالحضارة المصرية القديمة قد يُقصد بها اتهام تلك الحضارة بالوثنية.
وأكد ريحان أن الحضارة المصرية القديمة عرفت الإله الواحد، مستشهدًا بنصوص “تحوت” التي تتحدث عن الإله الخالق بقولها: هو الواحد الصمد لا يشوبه نقص، هو الباقى دومًا هو الخالد أبدًا، هو الواقع الحق، كما أنه المطلق الأكمل الأسمى… إلى آخر ما ورد بالنصوص من وصف دقيق للإله الواحد الذي “ليس كمثله شيء”، فضلًا عن ذكر لفظ “الإله الواحد” في أكثر من موضع بكتاب “الموتى”.
وأشار كذلك إلى أن المصريين القدماء عرفوا “ماعت” إلهة الحق والعدل والنظام، موضحًا أن كلمة “ماعت” تعني الحق والعدالة والنظام والتوازن والانسجام والصدق، وأنها كانت الأساس الذي يقوم عليه الكون والمجتمع، إذ آمن المصري القديم بأن الحفاظ على “ماعت” هو سر شروق الشمس وجريان النيل واستقرار الحياة.
وقال ريحان إن مبادئ ماعت الـ42 تتقاطع مع كثير من القيم الأخلاقية التي وردت في القرآن الكريم، مثل: أنا لم أرتكب خطيئة، لم أسرق، لم أقتل، لم أكذب، لم أختلس، لم أرتكب الزنا، لم أتهم أحدًا زورًا، لم أغضب بدون سبب… وغيرها من المبادئ التي تعكس منظومة أخلاقية رفيعة.
وأضاف ريحان أن الأدلة التاريخية تثبت نزول الأنبياء إلى أرض مصر المباركة ودعوتهم أهلها إلى التوحيد، ومنهم سيدنا شيث بن آدم، وإدريس، وإبراهيم، ويوسف وأبوه وإخوته الأسباط، وأيوب وذو القرنين والخضر ولقمان، عليهم جميعًا السلام، مشيرًا إلى أن حضارات قامت في زمانهم وكانت دعوتهم للتوحيد واضحة فيها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحضارة المصرية القديمة المتحف المصري الكبير المصريين القدماء الآثار الحضارة المصریة القدیمة المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
السفارة المصرية في روما تروج لافتتاح المتحف المصري الكبير
نظمت السفارة المصرية في روما برئاسة السفير بسام راضي، فعالية ثقافية كبرى للترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير، وذلك في قلب العاصمة الإيطالية روما بمقر الأكاديمية المصرية للفنون برئاسة الدكتورة رانيا يحيى.
شهد الحفل حضور عدد من كبار المسئولين الإيطاليين، وأعضاء السلك الدبلوماسي، إلى جانب نخبة من الخبراء والأثريين والمتخصصين في علوم المصريات، وممثلين عن القطاع الثقافي.
تضمن الحفل عرضا تفصيليا لمكونات المتحف المصري الكبير، وقاعاته الحديثة، ورؤية العرض المتحفي، بالإضافة إلى استعراض مراحل إنشائه منذ وضع حجر الأساس وحتى افتتاحه في الأول من نوفمبر الجاري.
كما قام الحضور بجولة داخل معرض الفن التشكيلي وكذلك المتحف الكائن بالأكاديمية، والذي يضم مجموعة من المستنسخات الفرعونية المستوحاة من كنوز الملك توت عنخ آمون.
وأكد السفير بسام راضي أن المتحف المصري الكبير يجسد جهود الدولة المصرية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في إبراز وعرض الآثار المصرية بصورة تليق بعظمة الحضارة المصرية، وتقديمها لشعوب العالم وفق أحدث الأساليب العالمية.
وأشار إلى أن الاحتفال العالمي بافتتاح المتحف كان رسالة واضحة إلى العالم أجمع، تعكس ثراء التراث المصري عبر العصور المختلفة، كما يبرهن على الدعم الكبير الذي توليه الدولة المصرية بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لحماية التراث الثقافي والأثري، وتقديمه للبشرية باعتباره جزءا أصيلا من التراث الإنساني ومنارة حضارية تخاطب العالم بأسره.
ومن جانبهم، أعرب الحضور عن سعادتهم وفخرهم بالحضارة المصرية العريقة، وما تقوم به الدولة المصرية من جهود حثيثة لتعزيز مكانة مصر الإقليمية والعالمية.