أثار تحقيق لصحيفة هآرتس موجة غضب واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد كشفه أن عشرات الفلسطينيين من غزة غادروا القطاع خلال الأشهر الماضية عبر رحلات اقتصادية منخفضة التكاليف نظمتها جهة غامضة تدعى "المجد".

وتدعي "المجد" أنها منظمة إنسانية، وفق التحقيق، رغم عدم وجودها قانونيا في الأماكن التي تزعم العمل منها، كما تبين ارتباطها بشخص يحمل الجنسية الإسرائيلية الإستونية يدعى تومر جانار ليند.

هآرتس: مؤسسة مجهولة تدعي أنها إغاثية ويديرها إسرائيلي من إستونيا أخرجت مئات السكان الغزيين من القطاع#غزة #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/NYv455ZQjw

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 17, 2025

ووفق الموقع الإلكتروني للمنظمة، فهي مؤسسة تهدف إلى "تقديم المساعدة للمجتمعات المسلمة في مناطق الحروب"، إلا أن التحقيق كشف أن المنظمة غير مسجلة في ألمانيا ولا في القدس الشرقية كما تدعي، وأن موقعها أُنشئ فقط في فبراير/شباط الماضي، في حين لا تعمل روابطها على شبكات التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"موقف بطولي".. سعوديون ينقذون صينيين من السيول في حائلlist 2 of 2التدفق المفاجئ للهواتف الذكية إلى غزة يثير التساؤلاتend of listرحلة مشبوهة إلى جنوب أفريقيا

تزايدت علامات الاستفهام بعد وصول طائرة تقل 160 فلسطينيا من غزة إلى مطار "أو آر تامبو" في جوهانسبرغ عبر رحلة غير معتادة نظمتها مؤسسة غير مسجلة تدعى "المجد أوروبا"، التي جمعت مبالغ مالية من المسافرين.

جمعية غامضة يملكها إسرائيلي إستوني أخرجت مئات الغزيين من القطاع
تقدم الجمعية للفلسطينيين دفع نحو ألفي دولار مقابل ضمان مكان لهم على رحلة طيران مستأجرة إلى وجهات مثل إندونيسيا ماليزيا جنوب أفريقيا
في موقعها يُذكر أنها تأسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس الشرقية لكن صحيفة هآرتس… https://t.co/8ds73UZIbz pic.twitter.com/3td2E26v2e

— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 16, 2025

ورفضت السلطات الجنوب أفريقية السماح لهم بالنزول فورا بسبب عدم وجود أختام خروج في جوازاتهم وعدم تقدمهم بطلبات لجوء.

إعلان

ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، نُقل المسافرون بحافلات إسرائيلية إلى مطار رامون، ووضعوا على طائرة غير معلمة، هبطت أولا في نيروبي قبل الوصول إلى جوهانسبرغ، بعد حصول تل أبيب على إذن من دولة ثالثة لاستيعابهم، دون الكشف عن اسمها.

رحلة الغموض من غزة إلى جنوب أفريقيا

يورو عربية – 15 نوفمبر 2025

كانت الرحلة التي غادرت غزة تحت جنح الفوضى تحمل في ظاهرها طوق نجاة بسيطًا، رحلة تبدأ من معبر كرم أبو سالم وتتجه عبر مطار رامون إلى جوهانسبرغ، لكنّ تفاصيل الساعات التي سبقت المغادرة واللحظة التي حطت فيها الطائرة في… pic.twitter.com/BvNY3galFA

— Wisam Abulhaija (@A_Al_Journalist) November 15, 2025

وحوّل انتشار مقاطع فيديو للركاب داخل الطائرة الرحلة إلى لغز استقصائي أثار اهتمام الرأي العام بين النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي.

اتصالات مبهمة

وتداول نشطاء شهادات لسكان غزة قالوا إنهم تلقوا اتصالات من أرقام أجنبية، بينها أرقام أوروبية، تعرض عليهم تسهيل خروجهم من القطاع مقابل مبالغ مالية كبيرة، مع طلب الدفع بالعملات الرقمية مثل "يو إس دي تي" (USDT) "حتى لا يُعرف مكان وصول الأموال".

وأشار آخرون إلى أن تكرار هذه القصص يعكس وجود شبكة وسطاء تعمل في مناطق رمادية، مستغلة الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، دون أن تتوفر إثباتات قانونية حاسمة.

ورأى نشطاء أن الرحلة نفسها تطرح أسئلة أكثر من تلك التي تجيب عنها، إذ إن الخروج عبر معبر كرم أبو سالم يتطلب تنسيقا أمنيا حساسا، والانتقال إلى مطار رامون يشير إلى جهة قادرة على إدارة إجراءات معقدة، مما يعني أن العملية لم تكن عشوائية.

تهجير ناعم

اعتبر عدد من النشطاء أن ما جرى يمثل محاولة تهجير ناعمة لسكان قطاع غزة، من خلال إدخالهم في رحلات بلا وثائق رسمية ودون ضمانات واضحة، مما جعل مصيرهم مجهولا حتى بعد وصولهم إلى جنوب أفريقيا.

وكتب أحد النشطاء: "الخروج بلا عودة وبدون أوراق رسمية، هذا تهجير ناعم".

لكم الله يا اهل غزة

العدو بدء في عمليـ،،،،،ـات تهجير طوعي من غزة إلى عدة دول أفريقية وأوربية ومن يساعده في ذلك مؤسسة مجد أوروبا مقرها في القدس…

المؤسسة لديها مناديب في غزة يحصلون على الأموال باهظة مقابل هجرة كل شخص من غزة عبر معبر كرم أبو سالم بالتنسيق مع جيش العدو… pic.twitter.com/9uGxhFXZqa

— د. امينة العمادي????????♥️???????? (@Dr_Aminaalemadi) November 16, 2025

وقال آخر: "منظمة تهجيرية استغلت حاجة الناس وأخرجتهم دون إثبات هوية، في عملية منظمة ومدبرة".

وأثارت الشهادات التي تحدثت عن تجريد الركاب من ممتلكاتهم وحرمانهم من حقائبهم مخاوف إضافية، حيث يشير ذلك إلى أن العملية لم تكن عشوائية، بل كانت مخططة بدقة لتقييد قدراتهم على إثبات هويتهم أو العودة إلى قطاع غزة.

واعتبر ناشطون أن الفلسطينيين الذين أُخرجوا دون جوازات مختومة لقصد جهة مجهولة قد يكونون ضحايا خطة تهجير خبيثة، تظهر العملية على أنها هجرة طوعية، بينما الواقع يعكس عملية تهجير مدبرة ومقصودة.

واختتم آخرون بالتأكيد على أن هذا الأسلوب يندرج ضمن ما وصفه البعض بـ"التهجير الناعم"، الذي يهدف إلى تفادي ردود الفعل القانونية أو الدولية، مع الإبقاء على واجهة قانونية غير واضحة، ويثير التساؤلات حول مصير الفلسطينيين الذين أُخرجوا دون ضمانات أو وثائق رسمية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وسم pic twitter com من غزة

إقرأ أيضاً:

من غزة إلى جوهانسبرغ.. تفاصيل رحلة غامضة خُدع فيها غزيون

أثارت أزمة تأخير دخول عشرات الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة إلى مطار جوهانسبرغ جدلا واسعا، بعدما حاولت وسائل إعلام إسرائيلية استغلال الحادثة لتصوير جنوب أفريقيا بأنها تمارس "النفاق" و"ازدواجية المعايير"، في وقت تقود فيه حملة دولية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.

في المقابل، كشفت التحقيقات أن الرحلة التي أقلّت الفلسطينيين من قطاع غزة نظمتها مؤسسة مشبوهة، مما أثار مخاوف من عمليات تهجير غير معلنة.

وأكدت سلطات الحدود في جنوب أفريقيا أن هذه الرحلة هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر، وأن التدخل الرئاسي كان حاسما لإنهاء الأزمة ومنح إعفاء إنساني للمسافرين.

فما تفاصيل الحادث؟ وكيف بدأت الأزمة وانتهت؟

ما الذي حدث في مطار جنوب أفريقيا؟

وصل 160 فلسطينيا من قطاع غزة، الخميس، إلى مطار "أو آر تامبو" في جوهانسبرغ، عبر رحلة غير معتادة نظمتها مؤسسة تبين لاحقا أنها غير مسجلة، لكن السلطات الجنوب أفريقية رفضت في البداية السماح لهم بالنزول من الطائرة، إلى حين التحقق من ظروف وصولهم، بسبب عدم وجود أختام خروج في جوازات سفرهم، وعدم تقدمهم بطلبات لجوء.

وقد وصف أحد الناشطين، نايجل برانكن، الوضع بأنه كان مأساويا، إذ ظل الركاب، وبينهم أطفال ونساء حوامل، عالقين داخل الطائرة لأكثر من 9 ساعات.

كيف وصل المسافرون من غزة إلى جنوب أفريقيا؟

سجل المسافرون الفلسطينيون من قطاع غزة للسفر عبر منصة إلكترونية لمؤسسة تُدعى "المجد أوروبا"، وهي جهة غير مسجلة، قامت بجمع مبالغ مالية تراوحت بين 1500 و5000 دولار من كل شخص.

أُبلغ المسافرون بموعد المغادرة من غزة قبل ساعات قليلة، وطُلب منهم حمل حقائب ظهر صغيرة، لكن عند عبورهم معبر كرم أبو سالم، مُنعوا حتى من هذه الحقائب، وأُتيح لهم فقط حمل الهواتف وجوازات السفر وبعض المال.

ونُقل المسافرون من معبر كرم أبو سالم بحافلات إسرائيلية إلى مطار رامون، ثم وضعوا على طائرة غير معلمة دون معرفة وجهتها، ودون أن تختم لهم السلطات الإسرائيلية ختم خروج.

إعلان

هبطت الطائرة أولا في نيروبي بكينيا، قبل نقلهم إلى طائرة مستأجرة متجهة إلى جوهانسبرغ.

سفيرة فلسطين لدى جنوب أفريقيا حنان جرار مع المسافرين العالقين في الطائرة في مطار جوهانسبرغ (رويترز)كيف تم حل أزمة المسافرين؟

خلال ساعات الانتظار الحرجة، وجه المجتمع المدني انتقادات حادة للتأخير، حيث وصف الباحث نعيم جينا، المتحدث باسم "تحالف منظمات المجتمع المدني المستجيبة للأزمة" في حديثه للجزيرة نت أن الموقف الأوّلي كان مخزيا ولا يتناسب مع التعامل مع لاجئين "خدعتهم إسرائيل".

وتحت ضغط المجتمع المدني والمخاوف من تدهور الوضع الإنساني، تدخلت الرئاسة الجنوب أفريقية بشكل حاسم ومنحت إعفاء إنسانيا لـ137 راكبا، وسُمح لهم بالدخول.

وفي تصريح رسمي لوسائل الإعلام، قالت ممي موغوتسي، نائبة مفوض الاتصالات والتسويق في سلطة إدارة الحدود، إن المسافرين في الرحلة الأخيرة مُنعوا من الدخول في البداية، لكن الرئاسة منحتهم إعفاء بعد التحقق والتدخل.

وأضافت "بحلول وقت القبول، كان 23 من أصل 160 مسافرا قد غادروا بالفعل من جنوب أفريقيا إلى وجهاتهم النهائية. لذلك، تمت معالجة طلبات 137 راكبا فقط لدخول البلاد تحت رعاية مؤسسة وقف الواقفين".

هل من سوابق؟

نعم، في 28 أكتوبر/تشرين الأول، وصلت رحلة أولى تقل 176 فلسطينيا من قطاع غزة، وتم استقبالهم في جنوب أفريقيا برسائل عبر "واتساب" تحدد لهم سيارات "أوبر" لنقلهم على نفقتهم الخاصة إلى بيوت ضيافة وفنادق رخيصة في مناطق متفرقة من جوهانسبرغ.

وبعد ذلك تم حجز إقامة لهم لمدة 7 أيام فقط، ثم انقطعت الجهة التي نظمت سفرهم عن التواصل معهم وتركتهم في حالة من الضياع الكامل.

كيف استغل الإعلام الإسرائيلي الحادثة؟

صورت وسائل إعلام إسرائيلية الحادثة على أنها نفاق من جنوب أفريقيا، التي تقود حملة لمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية، متجاهلة أن التأخير كان إجراء مؤقتا لحين التحقق من الملابسات.

وانتشرت عناوين مثل "السلطات ترفض السماح لهم بالنزول من الطائرة" في صحيفة هآرتس، مصحوبة بتعليقات ساخرة من القراء تتهم جنوب أفريقيا بالنفاق، حيث كتب أحدهم "هذه هي جنوب أفريقيا نفسها التي ضدنا ومع الغزيين؟ العالم كله يرى النفاق".

@PalEmbassyZa confirms that it has been working since the very first moment in direct and close coordination and collaboration with relevant South African authorities to resolve the humanitarian situation involving the arrival of 153 Palestinian citizens coming from Gaza pic.twitter.com/joEe0NB3Ms

— Embassy of the State of Palestine – South Africa (@PalEmbassyZa) November 14, 2025

ما رد سفارة فلسطين بجنوب أفريقيا؟

السفارة الفلسطينية في جنوب أفريقيا أصدرت بيانا أوضحت فيه أن الفلسطينيين وصلوا دون أي إشعار أو تنسيق مسبق، وأن منظمة مضللة وغير مسجلة استغلت الظروف الإنسانية المأساوية لأهالي قطاع غزة، وجمعت الأموال منهم، وسهلت سفرهم بطريقة غير مسؤولة، ثم حاولت التنصل من أي مسؤولية عند ظهور التعقيدات.

وأكدت السفارة أنها عملت منذ اللحظة الأولى بالتنسيق مع السلطات الجنوب أفريقية لحل الأزمة، وأعربت عن تقديرها العميق للقرار الإنساني بمنح تأشيرات دخول لمدة 90 يوما، وحثت أبناء الشعب الفلسطيني على توخي الحذر في التعامل مع مثل هذه المنظمات أو أي وسطاء غير رسميين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • يديرها إسرائيلي إستوني.. شبكة غامضة تهرّب الغزيين عبر رحلات سرية / تفاصيل جديدة
  • يديرها إسرائيلي إستوني.. شبكة غامضة تهرّب الغزيين عبر رحلات سرية
  • "هآرتس": جمعية غامضة أخرجت مئات الغزيين من القطاع
  • "هآرتس": جمعية غامضة أخرجت مئات الغزيين من غزة
  • تحقيق: جمعية غامضة تنظم مغادرة مئات الغزيين من قطاع غزة
  • رحلة غامضة.. كيف سهلت إسرائيل نقل 150 غزيا لجنوب أفريقيا بلا وثائق؟
  • تهجير منظم.. رحلة غامضة من غزة تشعل غضب المنصات
  • رحلة غامضة من غزة إلى جوهانسبرغ.. هل تكشف خيوط مشروع تهجير؟
  • من غزة إلى جوهانسبرغ.. تفاصيل رحلة غامضة خُدع فيها غزيون