توكل كرمان تدعو من تايوان إلى نموذج عالمي أكثر عدالة وتؤكد العالم أمام لحظة حاسمة تتطلب تحولًا عاجلًا نحو التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
دعت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، يوم الاثنين، إلى تبنّي نموذج عالمي أكثر عدالة واستدامة في مواجهة ما وصفته بـ"لحظة تاريخية حاسمة" تتقاطع فيها الأزمات المناخية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك خلال كلمة ألقتها في جامعة تسينغ هوا الوطنية بمدينة هسينشو في تايوان ضمن سلسلة فعاليات BRIDGES.
وقالت كرمان، التي كانت المتحدثة الرئيسية في المؤتمر، إن التنمية المستدامة لم تعد "مفهومًا نظريًا أو خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية ستحدد مصير العالم"، مشيرة إلى أن استنزاف الموارد وارتفاع درجات الحرارة وتفاقم عدم المساواة تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
وأضافت أن "الاحتباس الحراري لم يعد أرقامًا في التقارير، بل حقائق مدمرة" تؤثر على النظم البيئية وحياة البشر، لافتة إلى أن تايوان تقف في "الخطوط الأمامية" لأزمة المناخ بما تواجهه من أعاصير وأمطار غزيرة وجفاف وارتفاع في مستوى البحر. وأكدت أن التحول إلى الطاقة المتجددة هو "الدرع الأقوى" لمواجهة تداعيات المناخ.
وانتقدت كرمان ما وصفته بسيطرة المصالح الضيقة والشركات الكبرى على القرار العالمي، مؤكدة أن "الاقتصاد بلا عدالة يصبح استغلالًا، وبلا إنسانية يتحول إلى تدمير"، ودعت إلى اقتصاد "أخلاقي" يركز على الابتكار الذي يخدم الإنسان ويحترم البيئة وحقوق العمال.
وتطرقت كرمان إلى تأثير الحروب والاستبداد في تقويض التنمية، مستشهدة بغزة واليمن والسودان وأوكرانيا، معتبرة أن "لا تنمية مستدامة دون إنهاء الطغيان والصراعات ومحاسبة مجرمي الحرب". وشددت على أن الديمقراطية تمثل "شرطًا أساسيًا" للتنمية والازدهار.
وأضافت أن أمن تايوان جزء أساسي من أمن العالم، وأن أي تهديد لها يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي والدولي، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب السلام والقانون الدولي في ظل الضغوط الساعية لفرض الأمر الواقع.
وأشادت كرمان بالتقدّم التكنولوجي لتايوان، خصوصًا في صناعة الرقائق الإلكترونية والابتكار الرقمي، لكنها حذّرت من أن هذا التقدّم يتطلّب حماية من القرصنة والحروب السيبرانية ومحاولات السيطرة السياسية.
وفي ختام خطابها، خاطبت الشباب مؤكدة أنهم "الجيل الذي يصنع التغيير" بأدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، ودعتهم إلى الدفاع عن العدالة المناخية والاجتماعية وحقوق العمال ومكافحة الفساد، قائلة: "المستقبل سيُكتب بأيديكم وبإبداعكم".
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
آبل تستعد لأكبر تحول قيادي منذ أكثر من عقد.. تيم كوك يرحل العام المقبل | القصة الكاملة
تشير تقارير من “فاينانشيال تايمز”، إلى أن تيم كوك قد يتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة آبل في وقت مبكر من العام المقبل، فيما تعمل الشركة حاليا على وضع خطة دقيقة لخلافته.
ويتولى تيم كوك قيادة آبل منذ عام 2011 بعد أن خلف ستيف جوبز، وقاد الشركة على مدى 14 عاما نحو أن تصبح عملاقا بقيمة 4 تريليونات دولار، متجاوزة هواتف آيفون لتشمل الأجهزة القابلة للارتداء، والخدمات الرقمية، وتقنيات الواقع المختلط، ومع ذلك، يبدو أن كوك قد يمرر القيادة قريبا إلى جيل جديد من الإداريين.
فيما يلي أبرز المعلومات المعروفة حتى الآن حول هذا التحرك المحتمل في خمس نقاط رئيسية:
1. آبل تبدأ التخطيط لعصر ما بعد تيم كوك:بحسب “فاينانشيال تايمز”، بدأت إدارة آبل العليا ومجلس إدارتها مناقشات مفصلة حول الشخص الذي سيتولى القيادة بعد تيم كوك، ورغم عدم توقع أي إعلان رسمي قبل مكالمة أرباح الشركة في يناير، فإن المصادر تؤكد أن التخطيط الداخلي قد تكثف لضمان انتقال سلس عند حدوث أي تغيير قيادي.
وتهدف الشركة لتجنب أي حالة من عدم اليقين بين المستثمرين والموظفين بعد تنحي تيم كوك، وقد ألمح كوك منذ سنوات إلى أن ولايته لن تستمر للأبد، وقال مرة إنه لا يرى نفسه “لا يزال الرئيس التنفيذي بعد عقد من الآن”، ومع اقتراب هذا الموعد، يبدو أن آبل تستعد لمستقبل دون رئيسها التنفيذي الطويل الأمد.
يتصدر قائمة المرشحين جون تيرنوس، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة في آبل، انضم تيرنوس إلى الشركة عام 2001، وكان لاعبا رئيسيا وراء كل جهاز رئيسي منذ أيام iPod الأولى.
ويشرف حاليا على تطوير الأجهزة لجميع منتجات آبل، بما في ذلك آيفون وآيباد وماك وآيربودز وبرنامج Apple Silicon، وتصفه آبل بأنه “يترأس جميع فرق هندسة الأجهزة، بما في ذلك فرق آيفون وآيباد وماك وAirPods وغيرها".
ويشتهر تيرنوس داخليا بأسلوبه المتواضع وإتقانه الفني، قبل انضمامه إلى آبل، عمل في Virtual Research Systems، وتخرج في الهندسة الميكانيكية من جامعة بنسلفانيا، وإذا تم اختياره، سيكون سادس رئيس تنفيذي في تاريخ آبل، والأول من صفوف مهندسي الشركة المعاصرين.
3. ولاية تيم كوك كانت قياسية:عندما تولى كوك منصب الرئيس التنفيذي خلف ستيف جوبز في 2011، كانت قيمة آبل السوقية حوالي 350 مليار دولار، اليوم، تتجاوز القيمة 4 تريليونات دولار، ما يجعل آبل أكثر شركة قيمة في العالم، وقد شهدت قيادته توسع الشركة لتشمل الخدمات الرقمية مثل Apple Music وiCloud وApple Pay، وتحويلها إلى أعمال بمليارات الدولارات.
كما ركز تيم كوك على جعل آبل أكثر أخلاقية ووعيا بيئيا، مع التركيز على الطاقة المتجددة، وشفافية سلسلة الإمداد، والشمولية، ورغم تحديات مثل تراجع مبيعات آيفون وزيادة التنظيمات العالمية، حافظت منهجيته الهادئة والمتزنة على صدارة آبل في عالم التقنية.
4. الرئيس التنفيذي القادم سيرث آبل في مرحلة انتقالية:سيستلم الرئيس التنفيذي القادم زمام الأمور في وقت حاسم، تستثمر آبل بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي، والواقع المختلط، وربما مشروع Apple Car الشهير بالشائعات.
وتعتبر جهودها في الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، بقيادة سماعة Vision Pro، محاولة لتعريف المنصة الكبرى التالية بعد الهواتف الذكية.
وفي الوقت نفسه، تواجه آبل ضغوطا متزايدة من الجهات التنظيمية ومنافسة شرسة في أسواق مثل الصين، وسيحتاج القائد القادم إلى موازنة الانضباط التشغيلي لـ كوك مع التركيز على الابتكار الجريء، وهو ما سيراقبه المستثمرون وعشاق آبل عن كثب.
5. لا تعليق من آبل لكن المؤشرات واضحة:لم يعلق كل من تيم كوك أو جون تيرنوس على شائعات الخلافة، ولم تصدر آبل أي تصريحات رسمية، ومع ذلك، إذا كانت التقارير صحيحة، فإن الشركة تستعد بالفعل خلف الكواليس، بأسلوب آبل الكلاسيكي الدقيق والهادئ.
حتى الآن، يظل تيم كوك في القيادة، مشرفا على تطوير المنتجات والتوسع في مجالات جديدة، ومع اقترابه من 15 عاما كـ رئيس تنفيذي، تتزايد التكهنات حول خليفته المحتمل.
وإذا تحققت هذه التكهنات، فقد تكون المرة القادمة التي تكشف فيها آبل عن “شيء آخر” ليست جهازا جديدا، بل إعلانا عن القائد القادم للشركة.