◄ انتهاك إسرائيل للقانون الدولي يمثل التحدي الأخطر أمام تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة

◄ ضرورة ممارسة الضغط الفعّال على إسرائيل لضمان احترام وقف إطلاق النار

◄ تأكيد رفض عُمان لفرض "أي ترتيبات خارجية" تتعلق بإدارة غزة

◄ إقصاء أي فصيل فلسطيني في تقرير المصير ينطوي على مخاطر

 

 

مسقط- العُمانية

عقدت وزارة الخارجية بالنادي الدبلوماسي الاجتماع السنوي السادس مع أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدين لدى سلطنة عُمان، وذلك لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة في المنطقة، واستعراض التطوّرات المرتبطة بمسيرة التنمية الوطنية ورؤية "عُمان 2040"، إلى جانب السياسة الخارجية العُمانية.


 

وعبّر معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية خلال الاجتماع عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها البعثات في مسقط للمحافظة على علاقات التعاون بين بلدانهم وسلطنة عُمان وتعزيزها، مُشيدًا بافتتاح عدد من البعثات خلال العامين الماضيين، من بينها سفارات أرمينيا وأذربيجان وأوكرانيا، إلى جانب مكتب البنك الدولي، وما يمثله ذلك من دعم للحضور الدبلوماسي والشراكات القائمة مع سلطنة عُمان. وتناول معاليه ما تضمنته رؤية "عُمان 2040" من توجهات طموحة في مجالات التجارة الدولية والاستثمار الخارجي المباشر والمشروعات المشتركة والتطوير التكنولوجي، مع التركيز على التحول الأخضر، مؤكّدًا أنّ هذه العناصر تُشكّل ركائز أساسية في المرحلة المقبلة، وأنّ سلطنة عُمان تعمل لتكون من أكثر دول المنطقة جذبًا للعيش والعمل والاستثمار، فضلًا عن كونها وجهة رائدة للزيارة.

وفي هذا السياق، استعرض معاليه قرار التوجه نحو تطبيق ضريبة الدخل على الأفراد مستقبلًا، موضحًا أنّ هذا التوجه يعكس رؤية طويلة المدى لتأمين مصادر دخل مستدامة في مرحلة لن يكون فيها الاعتماد على النفط والغاز هو الأساس في ترسيخ التضامن الاجتماعي، وأنّ الإسهام العادل والمتناسب للمواطنين يُمثّل قاعدة مالية لمتانة المجتمع ووئامه؛ بما يدعم جودة الحياة.

وأشار معاليه إلى مصادقة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المُعظَّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، باعتباره خطوة محورية في مواءمة سلطنة عُمان مع الأُطر الدولية لحقوق الإنسان، ومساهمة أساسية في مسيرة التطور الداخلي، مؤكّدًا أنّ الإنسان يظل محورًا تتمحور حوله جهود التشجيع والتمكين في مختلف مجالات الحياة، وأنّ ازدهار الإنسان في أوسع معانيه هو غاية مشتركة لأي تقييم حقيقي لجودة الحياة.


 

وعلى الصعيد السياسي، تطرّق معاليه لتطوّرات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والأوضاع المأساوية في قطاع غزة على وجه الخصوص، مؤكّدًا أن استمرار انتهاك إسرائيل للقانون الدولي من خلال احتلالها دولة فلسطين والعمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين يمثل التحدي الأخطر أمام تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأعرب معاليه عن تقدير سلطنة عُمان للدول التي منحت الاعتراف الدبلوماسي الكامل بدولة فلسطين، لما أضافته هذه الخطوات من قوة إلى موقف الأغلبية العالمية الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وتطرّق معاليه إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في 9 أكتوبر، معربًا عن تقدير سلطنة عُمان للدور الذي قامت به الأطراف التي أسهمت في تحقيقه، ولا سيما الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا والممثلين الفلسطينيين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ الانتهاكات الإسرائيلية الواضحة والمتكررة لهذا الوقف بما أدى إلى سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين، تطرح تحديًّا جديًّا أمام صدقية الالتزام بهذا الاتفاق.

ودعا معاليه إلى بذل كل جهد ممكن من قِبل المجتمع الدولي لممارسة ضغط فعّال على إسرائيل لضمان احترام وقف إطلاق النار باعتباره الحد الأدنى المطلوب لحماية المدنيين وتهيئة الأرضية لأي جهد سياسي جاد.

وأكّد معاليه ضرورة أن يكون الشعب الفلسطيني ممثلًا تمثيلًا حقيقيًّا في أي مسار سياسي قادم، مشددًا على أنّ حق تقرير المصير يشمل حق الفلسطينيين في اختيار من يمثلهم، وأن أي ترتيبات تتعلق بإدارة غزّة ينبغي ألّا تُفرض من أطراف خارجية أو تقوم على إقصاء أي فصيل فلسطيني من البداية، لما يحمله ذلك من مخاطر على فرص تشكيل قيادة وطنية موحّدة تتحمل مسؤولية السيادة مستقبلًا، موضحًا أنّ تجاوز منطق الإقصاء وإفساح المجال للحوار -مهما كان صعبًا- يُمثّل شرطًا ضروريًّا لتحقيق تقدم حقيقي نحو سلام عادل ودائم.

وفي خِتام الاجتماع، أعرب معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية عن شكره وتقديره لأصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية على جهودهم في تعزيز علاقات التعاون مع سلطنة عُمان وحرصهم على التفاعل البنّاء مع تطوّراتها الداخلية والخارجية.


 

وعبّر رؤساء البعثات في مداخلاتهم عن تقديرهم في عقد هذا اللقاء السنوي المُثمر، وحرصهم على مواصلة دعم الشراكة والتعاون مع سلطنة عُمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعزيز النمو الحضري المُستدام.. 145 شركة تتقدم لمشروع قطار القدية

البلاد (الرياض)
كشفت الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص وشركة القدية للاستثمار عن أن 145 شركة تقدمت برغبتها للمشاركة في تنفيذ مشروع قطار القدية السريع، تشمل: المطورين والموردين والمشغلين والمستثمرين واستشارات الإدارة والتصميم. يهدف المشروع إلى ربط مطار الملك سلمان الدولي، ومركز الملك عبد الله المالي (كافد)، ومدينة القدية خلال 30 دقيقة من خلال مسار للقطار السريع تصل سرعته إلى 250 كيلومترًا في الساعة. يأتي المشروع في إطار إيجاد شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص لتنفيذ مشروعات تطوير منظومة النقل في مدينة الرياض، وتحسين مستوى جودة الحياة لسكانها وزائريها، وتعزيز نموها الحضري المُستدام، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وكانت الجهات الثلاث قد أعلنت في سبتمبر الماضي، بدء مرحلة تسجيل الشركات والكيانات الراغبة في المنافسة على تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع قطار القدية السريع، عبر نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية يستعرض تطورات الأداء المالي وجهود استعادة ثقة المستثمرين
  • "الدولة" يستعرض مع وفد "صندوق النقد" التطورات الاقتصادية والمالية
  • الخارجية تستعرض مع سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية التطورات التنموية والقضايا الراهنة
  • حلقة عمل تناقش استضافة نحو 70 شركة سياحية أوروبية لسلطنة عمان
  • مؤتمر دولي يستعرض الاتجاهات الحديثة في دعم الصناعات الإبداعية
  • تعزيز النمو الحضري المُستدام.. 145 شركة تتقدم لمشروع قطار القدية
  • تقدم ملحوظ لسلطنة عُمان في مؤشرات الاقتصاد الرقمي
  • “الحقيل” يستعرض رؤيته المستقبلية لجعل “البلديات والإسكان” أول وزارة ذكية متكاملة في العالم
  • عزمي يستعرض التوجهات الجديدة لمنظومة الملكية الفكرية في المؤتمر العالمي للسكان