الثورة نت /..

حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الاثنين، من خطورة الوصاية الخارجية على لبنان، مؤكداً أن هذه الوصاية لا تهدف إلى استقرار البلد، بل تعمل على تعميق أزماته وتغذية أسباب الفتنة والتوتر الداخلي.

وأوضح الشيخ قاسم، في كلمته خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الإعلامي محمد عفيف، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست وسيطاً بين الأطراف اللبنانية، بل هي طرف معتدٍ ورئيسي وشريك مباشر في العدوان الذي يشنه الكيان الإسرائيلي على لبنان، مشدداً على أن واشنطن توجه الكيان الإسرائيلي في تحديد حدود العدوان بما يتوافق مع التحركات السياسية والضغوط الدولية.

وأشار إلى التصريحات “الإسرائيلية” الرسمية التي تؤكد أن كل عمليات الاعتداء والقصف والإجرام ضد لبنان تتم بالتنسيق المباشر مع الولايات المتحدة، مبيناً أن الكيان الإسرائيلي يوظف الاعتداءات في إطار تنفيذ الدور الأمريكي بالمساعدة والدعم.

وأكد أن الولايات المتحدة هي من أفسدت الوضع اللبناني منذ عام 2019، إذ شهدت البلاد سلسلة تحركات شعبية حملت بالفعل أوجاعاً حقيقية ومشكلات معقدة، لكن تداخل التدخل الأمريكي والأجنبي أضفى على الحراك الشعبي حالة من الفتنة الداخلية بهدف تغيير موازين القوى وإرباك المشهد الوطني.

وبيّن أن الهدف الرئيسي من إشعال الفتنة الداخلية كان خلط الأوراق ودفع الجميع إلى أزمة مستمرة، ما يتيح للولايات المتحدة التدخل وفرض رغباتها على الواقع اللبناني. وقال الشيخ قاسم إن انهيار العملة اللبنانية، إفلاس البنوك، وتضرر الاقتصاد كلها نتائج مباشرة للسياسات والتدخلات الأمريكية.

وأضاف: “إذا أردت أن تعرف أكبر المصائب التي أصابت لبنان، فتش عن أمريكا فهي مصدر كل تلك الأزمات، وهي التي تقود هذا النهج التخريبي”.

كما أكد، أن أركان الفساد المالي والسياسي في لبنان، سواء الذين عملوا في المرحلة السابقة أو من يستمرون اليوم، ليسوا إلا بيادق في يد الولايات المتحدة، مشيراً إلى دعم واشنطن لهؤلاء الأطراف الذين باتوا معروفين لدى الجميع، وأن السياسة الأمريكية تواصل تخريب حياة اللبنانيين.

ولفت أمين عام حزب الله إلى أن وفداً من وزارة الخزانة الأمريكية زار لبنان مؤخراً بهدف التضييق المالي على حزب الله، مما ينعكس على عموم اللبنانيين.

وأوضح أن من بين القضايا التي يستهدفها الوفد الأمريكي، مؤسسة “القرض الحسن”، مؤكداً أنها مؤسسة اجتماعية تخدم جميع المواطنين وتُعد رئة تنفس اجتماعي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتعمل على تسهيل حياة الناس والفقراء والمحتاجين من مختلف الطوائف.

وأشار إلى أنه لا يملك أحد سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل الاجتماعي، ولا ينبغي لأي طرف أن يكون أداة لعدوان جديد، داعياً الحكومة وحاكم مصرف لبنان وكل المعنيين إلى الكف عن الإجراءات التي تزيد التضييق ليس فقط على حزب الله وجمهوره، بل على جميع اللبنانيين.

وذكر الشيخ قاسم أن التبرعات التي تصل عبر وسائل عديدة هي تبرعات اجتماعية مخصصة للإعمار والترميم ومساعدة المحتاجين والعاطلين عن العمل في لبنان من كل الطوائف.

وأفاد بأن رئيس الجمهورية اللبنانية وعدداً من القيادات السياسية من مختلف الطوائف تحدثوا عن “بخ السموم” والتحريض بين اللبنانيين، مشيراً إلى وجود كلام كاذب ومحاولات لإثارة الفتنة ودفع لبنان نحو الوصاية الأمريكية داخليًا وخارجيًا.

وشدد على أن خراب البلد يصيب الجميع ولا يُستثنى منه أحد، قائلاً: “بينما تظنون أنكم تخربون علينا فقط، إنما تخربون على أنفسكم وبيئتكم وأبنائكم أولاً.”.

وحذر من مغبة استمرار الجهات المحرضة، مؤكدًا أن من يطهو السم ويثير الفتنة مكشوفون ويفرح الاحتلال بأسمائهم وأقوالهم، لكن في النهاية “لن يبقى إلا الحق وأصحاب الأرض هم من يستعيدونها”.

وأكد الأمين العام لحزب الله، أهمية تحصين الساحة الإعلامية عبر مراقبة ما يُبث من رسائل ومضامين، مشدداً على دور الإعلام في الدفاع عن الحق وكشف الاعتداءات التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق لبنان وفلسطين.

وتساءل: “أي صورة أوضح من حق المقاومة في الدفاع ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان؟ وأي صورة أشد وضوحاً من مشاهد المجازر التي ارتكبها العدوان سواء في لبنان أو فلسطين؟ أما المشهد الأكثر فظاعة فهو حين يقتل العدوان المدنيين أو الإعلاميين بلا رحمة”.

وشدّد على أن وحدة الصف اللبناني هي السبيل لردع العدوان الإسرائيلي واستعادة الحقوق، مؤكداً أنه يجب على الكيان الإسرائيلي الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى، مشيراً إلى قدرة اللبنانيين على التفاهم فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الخارجية.

كما حذّر من خطورة ما يقوم به بعض الأطراف الذين يعملون لخدمة المشروع الإسرائيلي، مؤكداً أن ما يجري اليوم في لبنان ليس مجرد عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل هو عدوان موصوف يهدف للسيطرة على لبنان وتجريده من جميع مقومات القوة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، وفرض السيطرة التامة على البلد.

وفي سياق الأحداث الأخيرة، أشار الشيخ قاسم إلى واقعة اليونيفيل، حيث أصدر بياناً أكد فيه أن الكيان الإسرائيلي بنى جداراً تجاوز الخط الأزرق، وأدى ذلك إلى فقدان أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية لصالح الكيان، كما أكدت اليونيفيل أن جنودها تعرضوا لإطلاق نار بشكل مباشر من قبل القوات “الإسرائيلية”، وكان من الممكن أن يتعرضوا للإصابة على بعد أمتار قليلة.

وأوضح أن كل المكوّنات اللبنانية باتت في مواجهة مباشرة مع هذا العدوان، والذي لا يستثني أحداً: “هذا العدوان لا يقبل لا اليونيفيل ولا الجيش اللبناني ولا المدنيين، ولا يريد أصلاً أن يكون هناك استقرار لا في جنوب لبنان ولا في سائر لبنان”.

واعتبر الاعتداءات على قوات اليونيفيل، الجيش اللبناني، والمدنيين، تعكس خطورة المرحلة وتوسع العدوان، مشدداً على ضرورة مواجهة هذا الخطر بكافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية، والتفكير الجاد في جميع السبل المؤدية إلى وضع حد لهذه الاعتداءات.

وشدّد الأمين العام لحزب، على أن الحكومة اللبنانية بمؤسساتها وأركانها تتحمل المسؤولية في التفكير الجاد ووضع برامج واضحة لمواجهة الاعتداءات المتكررة، معتبراً أن الدولة مُطالبة بإعداد خطط شاملة تمكّنها من مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.

وأشار إلى أن المبعوثين الدوليين خلال لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين يقرّون بأحقية لبنان ويؤكدون أن الكيان الإسرائيلي يتغوّل في عدوانه، بينما يحظى بدعم أمريكي مطلق، مضيفاً أنهم عادةً ما يطالبون لبنان “بالتجاوب” في سياق الضغط على المقاومة، وهو ما وصفه بالاستسلام غير المقبول.

واستنكر منطق المجتمع الدولي القائم على الاعتراف بحق لبنان في مواجهة العدوان، مع عدم تقديم أي خيارات عملية سوى الاستسلام لمطالب الكيان الإسرائيلي.

وقال: “ما معنى أن نتجاوب؟ يعني أن نستسلم، لماذا؟ هل الحق مع إسرائيل؟ يردون لا، الحق معكم وهم يعتدون، لكن ليس بيدنا شيء آخر. كلا، لدينا خيار آخر، فالعدوان هو المشكلة وليس المقاومة، العدوان هو المشكلة وليس أركان الدولة ولا الجيش اللبناني، وأداء الجيش اللبناني لا علاقة له بذلك”.

وأكد أن نقطة الانطلاق في المعالجة يجب أن تنطلق من تحميل العدو مسؤولية التصعيد والاعتداء، وليس توجيه اللوم للمقاومة أو مؤسسات الدولة الوطنية. معتبراً من يصف المقاومة بالمشكلة فقط لأنها ترفض الاستسلام، يرضى بتمكين الكيان الإسرائيلي من العبث بمصير لبنان.

ووجّه الأمين العام لحزب الله، رسالة مباشرة إلى الحكومة اللبنانية، مؤكداً أن حزب الله جزء من هذه الحكومة ويطمح لنجاحها في بناء لبنان وتحريره، مشدداً على أن التنازلات التي قدّمتها الحكومة بهدف رفع العدوان لم تحقق أي نتائج ملموسة.

وأوضح أن الحكومة وقعت في خطأ حين اتّبعت نهج التنازلات أملاً في إنهاء العدوان، مشيراً إلى أن تجارب التنازل المتكررة، وتقديم العروض المسبقة من طرف واحد، لم تثمر عن أي فائدة، إذ لم تُقابل بأي تجاوب من الطرف الآخر.

وأضاف أن تطبيق الاتفاقيات من جانب لبنان تم بانضباط لأكثر من سنة، بينما الكيان الإسرائيلي لم ينفذ أيًّا من التزاماته.

وتطرّق إلى خطة “حصرية السلاح” التي أقرّتها الحكومة ثم قامت بتعديلها بعدما تبيّن خطرها وخطأها الكبير إثر رفض المقاومة والشعب اللبناني لهذا النهج، ورغم ذلك لم تلقَ هذه المبادرات استجابة من الطرف الآخر.

واعتبر أن كل القرارات المتعلقة بالانتشار جنوب نهر الليطاني، وحتى الاستعداد للمفاوضات، إضافة إلى قبول مبادئ ورقة براك “المخزية”، كلها مثّلت تنازلات من طرف لبنان لم تقابلها أي خطوات من الكيان الإسرائيلي، ولم يحصل لبنان على أي ضمانة أميركية، بينما استمرت الطلبات بالمزيد من التنازلات.

ونصح الشيخ قاسم الحكومة بأن تتوقف عن ذلك النهج، وأن تعلن موقفاً حازماً قائلاً: “قولوا لا دفاعاً عن حقوق لبنان، ولنتكاتف جميعاً في هذا الموقف، حتى لو بقي هناك من يسعى للسيطرة أو يرتهن للخارج”.

وأكد أن النجاح ممكن في حال وقف الشعب والحكومة صفاً واحداً، وأن تحقيق الاستقلال وتحرير الأرض واستكمال خطوات الاستقلال يتطلب وحدة المسلمين والمسيحيين ومختلف المناطق في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه، دفاعاً عن الحقوق اللبنانية.

واعتبر الأمين العام لحزب الله، الهجوم الذي يتعرض له رئيس مجلس النواب نبيه بري، هجوم آثم لا مبرر له سوى محاولة تسهيل السيطرة على البلاد عبر استدعاء الوصاية الأجنبية، مؤكداً أن الرئيس بري يمثل ركيزة أساسية في تحقيق استقرار لبنان، ومنع الفتنة، والمساهمة في بناء الدولة المستقلة والمحررة.

وشدد على ضرورة الاستمرار في تطبيق القانون الانتخابي المعتمد دون تعطيل أو تلاعب، حفاظاً على نزاهة واستقرار الحياة السياسية اللبنانية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأمین العام لحزب الله الکیان الإسرائیلی الولایات المتحدة الجیش اللبنانی الشیخ قاسم على لبنان فی لبنان حزب الله على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الممثل المبدع الجعدبي يكشف تفاصيل الرسالة التي وصلته من السيد القائد

وقال في مقابلة مع صحيفة لا ان موقفه لازال رافضا للعمل في قنوات العدوان او المتحالفة معه مهما كانت رسالته او انسانيته او بعده عن الشكل السياسي.

واكد انه "من غير المعقول أن تشاهد المسلسل الدرامي دون أن تشاهد الشريط الإخباري الذي يُمرر على الشاشة أثناء بثه والذي تهدف من خلاله القناة ـ التابعة للعدوان ـ إلى تمرير سياستها عن طريق دس السم في العسل، مضيفا : البعض قد يقول أنا لا دخل لي بالسياسة، أنا أؤدي عملا دراميا هادفا أو إنسانيا. هذا خطأ، بل بالعكس أنت تساهم في أخذ جمهورك ومتابعيك إلى هذه القناة المعادية لوطنك.

وحول مقطع الفيديو الذي انتشر مؤخرا للجعدبي وقراره بالظهور للتحدث عن التراكمات التي سببها العدوان من ضغوط وتفاقم للاوضاع فاشار الجعدبي بالقول "الحمد لله ولي الأمر والقيادة تجاوبوا، بدءاً من السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس المشاط وبقية قيادة الدولة كلهم تجاوبوا تجاوبا تاما، ونحن الآن بصدد إصلاح وضع الممثلين، وبإذن الله ستسمعون أخبارا جيدة عن وضع الممثلين في هذه الفترة."

واضاف : "وصلتني رسالة نصية من السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بأنه سيتم بإذن الله إصلاح أوضاع الممثلين، كما وصلتني منه هدية. أيضاً لاقى تجاوبًا من الرئاسة والمالية، وتعاونوا معنا. ونحن الآن في إطار المرحلة الأولى من نهاية المشكلة والأولى لحلها.

مقالات مشابهة

  • الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدًا.. حزب الله يتمسّك بـالقرض الحسن ويرفض أي تضييق
  • الشيخ نعيم قاسم: الانتشار جنوب الليطاني رغم العدوان تنازل
  • حزب الله يهاجم واشنطن: الوصاية الأمريكية خطر يهدد لبنان بأكمله
  • أكاذيب ومحاولات لتحريض داخلي.. قاسم للحكومة وحاكم مصرف لبنان: أوقفوا الاجراءات التي تستهدف الحزب
  • الممثل الجعدبي يكشف تفاصيل الرسالة التي وصلته من السيد القائد؟
  • الممثل المبدع الجعدبي يكشف تفاصيل الرسالة التي وصلته من السيد القائد
  • بري: الانتخابات اللبنانية ستجري في موعدها وإعادة ترتيب الأوضاع حق مشروع لحزب الله
  • الرئيس اللبناني: استمرار وجود إسرائيل بأراضي لبنان وأعمال البناء التي تجريها انتهاك للقرار ١٧٠١
  • الملفات اللبنانية في استراتيجية الضغط الإسرائيلي