موفد بري يستطلع الموقف الايراني والثنائي ينفي خلاف بري-قاسم
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
عقد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل اجتماعات على هامش تمثيل بري في مؤتمر «القانون الدولي تحت الهجوم» في ايران.
وكتبت" الاخبار": فيما رُوّج بأن الهدف من زيارة خليل استطلاع رأي القيادة الإيرانية في بعض الملفات بمعزل عن حزب الله، خصوصاً بعد الكتاب المفتوح الذي وجّهه الحزب إلى الرؤساء الثلاثة أخيراً، أكّدت مصادر مطّلعة أن «لقاءات خليل تدخل في إطار التنسيق القائم بين طهران وعين التينة منذ الحرب، وحمل خلالها خليل أسئلة حول عدة نقاط لها علاقة بالجبهات في المنطقة والمفاوضات الأميركية - الإيرانية وبالجبهة اللبنانية، خصوصاً أن طهران كما بيروت مهدّدة بعدوان إسرائيلي في أي لحظة».
وكتبت" الشرق الاوسط": بعض خصوم بري ذهبوا بعيداً في تعاطيه مع إيفاده لمعاونه إلى العاصمة الإيرانية، وأخذ يروّج بأنه أوفده خصيصاً ليشكو أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لدى القيادة الإيرانية، لتفرّده بكتابه المفتوح للرؤساء الثلاثة (الجمهورية جوزيف عون، والبرلمان نبيه بري، والحكومة نواف سلام) من دون التشاور معه، باعتباره «أخاه الأكبر»، ويحمل منه تفويضاً بكل ما يتعلق بملف الجنوب.
وفي هذا السياق، استغرب مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» كل ما قيل عن أن بري أوفد خليل ليشكو قاسم لدى القيادة الإيرانية. وقال المصدر ، إنه «اختار عن قصد كاتم أسراره، الذي هو بمثابة أحد أبرز المسؤولين في حركة (أمل) ممن يدورون في الحلقة الضيقة المحيطة به، ليس لتمثيله في المؤتمر فحسب، وإنما للتواصل مع المعنيين بملفي لبنان والعلاقات الأميركية - الإيرانية لاستكشاف الموقف الإيراني على حقيقته حيالهما، ليكون في وسع بري أن يبني على الشيء مقتضاه».
ولفت المصدر إلى أن خليل التقى أمين المجلس الأمني القومي الإيراني علي لاريجاني، المكلف مواكبة الوضع اللبناني والتطورات المحيطة به بتواصله مع قيادة «حزب الله»، تحديداً مجلسه الجهادي المعني مباشرة باستعادة الحزب لقدراته العسكرية وترتيب أوضاعه في هذا الخصوص.
وقال إن اجتماعه بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «يأتي في سياق الدور الموكل إليه بملف السياسة الخارجية الإيرانية في ضوء ما آلت إليه الاتصالات التي يتولاها عدد من الوسطاء في محاولة لاستئناف المفاوضات الإيرانية - الأميركية».
ورأى أن بري «ليس مضطراً لإيفاد خليل إلى طهران ليشكو قاسم على تفرّده بكتابه المفتوح للرؤساء الذي سبّب انزعاجه»، مشيراً إلى أنه تصدّر الاجتماع الذي عُقد لاحقاً بين معاونيهما السياسيين علي حسن خليل وحسين خليل، «انطلاقاً من حرص بري على عدم تظهير خلافهما للعلن، لأنه ليس في وارد افتعال مشكلة يستغلها من يتزعّم الضغوط التي تستهدف الحزب في الداخل والخارج».
وأكد المصدر أن الحزب، كما نقل على لسان المعاون السياسي لقاسم، «لم يقصد بكتابه المفتوح بري تحديداً، وهو حريص على التحالف معه ويحظى بتقدير لمواقفه ولن يفرّط فيه»، مع أن النائب خليل رأى، نقلاً عن بري، أن قاسم لم يكن مضطراً لرفع كتابه للرؤساء، وكان يمكنه الاستعاضة عنه ببيان يطل به على حاضنته الشعبية ويحدد فيه موقفه من دعوة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، إسرائيل، للتفاوض.
وقال إن «انزعاج» بري من كتاب قاسم للرؤساء «عولج وتمت السيطرة على تداعياته، ولم تترتب عليه مفاعيل من شأنها تهديد التحالف الاستراتيجي» بين طرفي «الثنائي الشيعي». ولفت إلى أن «الحزب باقٍ على تفويضه لبري ويقف خلفه في تعامله مع التطورات، أكانت عسكريةً أو سياسيةً، تتعلق بالوضع المشتعل في الجنوب».
واعتبر أن لا صحة لكل ما قيل ويقال حول نقل الخلاف إلى طهران عبر خليل «لأن ما سمعه من عراقجي ولاريجاني لا يمكن لموفد غيره أن يسمعه بكل تفاصيله من معلومات تحيط به من قِبَل من يتوليان إدارة ملف الجنوب والتطورات المتلاحقة في المنطقة».
لكن المصدر نأى بنفسه عن التعليق على الموقف الأخير لقاسم بقوله إن لا خطر على المستوطنات في شمال إسرائيل، وإن الحزب استعاد قدراته العسكرية في إطار الدفاع عن لبنان في وجه الاعتداءات، ولا تحمل أهدافاً هجومية أو قتالية، مع أن مفاجأة قاسم أُثيرت في لقاءات خليل الإيرانية، فيما رأى خصومه بأنه كان من المستحسن لقاسم أن يضع تحوّله في موقفه بطمأنته المستوطنات بعهدة الدولة لتقوية موقف عون في التفاوض إذا قُوبل بموافقة إسرائيل.
مواضيع ذات صلة موفد بري في طهران و"حزب الله" مستاء من "المركزي":نحن على عتبة مرحلة خطيرة Lebanon 24 موفد بري في طهران و"حزب الله" مستاء من "المركزي":نحن على عتبة مرحلة خطيرة
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قانون الانتخاب القرض الحسن حزب الله
إقرأ أيضاً:
السوري القومي في ذكرى تأسيسه: ثابتون في مسيرة النهضة
رأى عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي إيلي الياس في عيد تأسيس الحزب أن "التواريخ لم تكن مجرد أزمنةٍ عابرة في مسيرة النهضة التي أسسها الزعيم، بل شكلت الانطلاقات المصيرية التي ثَبّتت الأساس القومي والنظامي لحياة أمةٍ بأسرها، وقال: "في هذا التاريخ منذ ثلاثةٍ وتسعين عاماً، وُلِدَ الحزب السوري القومي الاجتماعي لا من رحم صدفة، ولا تلبية لرغبة عابرة، بل من حاجة الأمة إلى نهضةٍ تنقذها من حالة البلبلة والتخبط والتفسخ، لتَردَ لها معنى وجودها، وقوة فعلها، ووحدة اتجاهها".وفي بيان، قال الياس: "إن ذكرى التأسيس ليست احتفالاً بالشكل، بل فعل إيمانٍ، مقرون بإرادةٍ واعية، لتجديد الانطلاقة الكبرى التي غيّرت وجه الأمة، وللتأكيد بأن تأثيره هذا لم يتوقف عند النطاق الزمني في 16 تشرين الثاني لعام 1932، بل تعداه ليكون فعلاً للمستقبل، نقف أمامه وقفة عزٍ وإيمان، وقفة تاريخٍ حيّ يتدفق من صميم الحياة، نستحضر به قسمنا، وقسم الأوائل من رفقائنا، ونجدد عهودنا بأننا نحن أبناء هذه العقيدة ثابتون في مسيرة النهضة التي أسسها أنطون سعاده. فعلٌ لم يأتِ به المعلم إعلاناً سياسياً، بل لإعلان ولادة نهضة، يؤسس به لنظامٍ جديد مؤيد بعقيدة جليّة صحيحة تعبر عن جوهر نفسيتنا وشخصيتنا القومية الاجتماعية، ومُطلقاً لحركة صراعٍ من أجل قضيةٍ تتناول حياة الأمة بأسرها، لا من أجل القضايا الجزئية الفردية أو الفئوية، أو المصالح الآنية، فالحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب نهضة الأمة ويعمل للأمة كلها، وقد عبّر سعاده عن ذلك بوضوح عندما قال: "الحزب السوري القومي الاجتماعي فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها".
أضاف: "اعتبر المؤسس فعل التأسيس عملاً يكاد يرتقي بأهميته لحجم القضية القومية التي وضعها، وهو عامل أساسيّ لانتصارها، وهذا ما أكد عليه في خطابه عام 1938: إنّ إنشاء المؤسسات ووضع التشريع هو أعظم أعمالي بعد تأسيس القضية القومية. إن هذا التحديد يُعبّر عن الإدراك العميق لطبيعة العمل القومي المنظّم، القائم على نظام مؤسسيّ وتشريعيّ يحمي القضية القومية ويعبّر عنها، ويوحّد اتجاهها، ويضمن استمرارية حركتها عبر الأجيال، لتكون قوة فاعلة في المجتمع، فتأسيس الحزب كان الحدّ الفاصل بين أن نكون حركة نظاميّة تمثل إرادتنا العامة في إجماع فاعل موحّد الاتجاه، أو أن نكون مجرد تيار فكري أو سياسي منفعل وعابر ومشتت. وقبيل إحياء هذه الذكرى، أنجز الحزب سلسلة استحقاقات جاءت تجسيداً لإرساء دور المؤسسات واستمرارية هذا الدور وأهميّته، وتعبيراً عن عمق النهج القومي والنظامي المتأصل بها، وتأكيداً بأن الحزب ليس مجموعة أفراد، بل نظامٍ حيّ ينبض بالفعل، ويتجدّد عبر الالتزام بالنظام، ويقوى عبر الممارسة الفاعلة. كما أن هذا المشهد هو الدليل، أن الحزب عبر ثلاثةٍ وتسعين عاماً ما زال راسخاً في ضمير أبناء الأمة، يتحرك بقوة العقيدة، وعمق الالتزام، وأنه رغم ما مرَّ فيه من محن لا يزال الحزب الوحيد المعبّر عن مصالح الأمة العامة، بعيداً عن أي مصلحة جزئية مهما كانت، وأن الدم الجديد الذي يسري في شرايينه يحمل قضيّته دون ارتباك".
وتابع: "إن دعوة المجلس القومي المنتخب عام 2019 للانعقاد وانتخاب قيادة جديدة لم يكن مجرد محطة تنظيمية، بل كان تجديداً للعهد القوميّ، ووقفة مراجعة مسؤولة، ودعوة صادقة لوحدة القوميين عبر إرادتهم، بالتالي فإن إداراتنا الحزبية، والتي أتت نتيجة الإرادة القومية الحرة، هي اليوم سائرة لأن تكون سلطة فاعلة، بعيدة عن الشكل، وقيادة مسؤولة، معبّرة عن إرادة القوميين الاجتماعيين، وإدارة واعية لمصالح الأمة، فالتحديات الكبيرة، والمرحلة المقبلة تتطلب منا جميعاً الارتقاء إلى مستوى هذه المسؤولية التاريخية".
وقال: "استنهض فينا سعاده الوعي، قبل أن يحرّك فينا الفعل، لأنه أراد أن تكون حركتنا مؤيّدة بصحة العقيدة والوعي المنظم الفاعل، وحدّد الأساس المنهجيّ للتفكير الذي اعتمده كأحد مرتكزات الوعي بقوله: "التعيين شرط الوضوح. ومن منطلق التعيين، فإننا اليوم في حضرة التأسيس نمرّ في زمن عصيب، بين كيانات أمةٍ ما برحت تبحث عن ذاتها، فخطوط سايكس – بيكو، لم تعد مجرد خطوط سياسيّة، بل أصبحت خطوط نارٍ وحديد تقطعُ أوصالَ الأمة كما خُطّط لها، وبدأت نيرانها تلتهم جسّد كياناتها، كما أنها بدأت تتحوّل إلى جدران ٍمجتمعيّة نفسيّة واقتصاديّة وثقافيّة، تعيق قيام أيّ شعور بالانتماء القوميّ المشترك وتضعف وحدة الروح، ليصبح كل كيانٍ في عزلة عن الآخر، كما أن الوعي القوميّ العام ما أشدّ ما ضاع بين شعارات زائفة، وحدودٍ مصطنعة، ونفوسٍ غافلة تحسب التجزئة وطناً والاستقلال تبعيّة مقنعة، ليكون كل كيان من كيانات الأمة مسرحاً، أبناؤه تتنازعهم الطوائف، وتُقسمهم المذاهب، وتستدرجهم القوى الغربية إلى ميادين الفتنة والدمار واستلاب الإرادة، لدرجة أصبحنا نرى أكثر من علمٍ، وأكثر من رايةٍ، وأكثر من ولاءٍ، مع صراع العصبيات الطائفية والمصلحية التي تمزق وحدة المجتمع، وحكومات وقوى تتناحر باسم الاستقلال وهي ما زالت أسيرة الإرادات الأجنبية. كما أن الخطر اليهوديّ الذي حذّر منه سعاده بكلام واضح بأنه خطر لا ينحصر في فلسطين فقط "بل هو يتناول لبنان والشام والعراق أيضاً"، هو خطرٌ وجودي بطبيعته وبنشأته، وقد أصبح أكثر تهديداً اليوم وأكثر تمدّداً نتيجة وضع كيانات الأمة الذي حدّدناه بدقة من ضياعٍ للسيادة القوميّة، ومن تفسّخ مجتمعي ونزاعات وانقسامات، تحاول حرف الصراع عن مساره الطبيعي والوجوبي".
أضاف: "كل ما نشهده اليوم، هو البرهان على أن النهضة القومية الاجتماعية التي أرسى قواعدها الزعيم، لم تكن حلماً ولا ترفاً فكرياً، بل كانت الشرط الوحيد لحياة الأمة ووحدتها ووحدة قواها، وإن ساحة الصراع القومي المصيري ضد العدو الصهيوني هي ساحة صراعنا الأساسي، وإن الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ التأسيس وحتى الآن اعترضته الكثير من الصعوبات والعراقيل، وجابهته قضايا عديدة، ومؤامرات وحوادث مختلفة، إلا أنّه استطاع التغلب عليها واستطاع معالجتها، فظهرت حقيقته جليّة كما حدده سعاده: "أنه حزب الاستقلال القومي والسيادة القومية والحقوق القومية".
وختم: "إن القوة الواعية الفاعلة التي نادى بها سعاده بقوله: إن فيكم قوة لو فعلت لَغيّرت وجه التاريخ. هي قوة النظام، قوة المؤسسات، قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، التي تعمل لخدمة مصالح الأمة، في حركة الصراع لانتصار القضية القومية الاجتماعية. ومن هنا وقد أنجزنا جميع هذه الاستحقاقات الحزبية، فإن مسؤوليتنا كأعضاء في صفوف النهضة أمام الحزب والأمة، لا بد أن تتجلى بإرادة واعية، وانتظام وانضباط، وقوة منتجة، للتغلب على جميع الصعوبات الداخليّة، وأن نكون حريصين على صون مؤسسات الحزب، عاملين على وحدة الصفوف، ووحدة الاتجاه، ووحدة الإرادة والحركة في معركة الوجود والمصير". مواضيع ذات صلة احتفال في ذكرى تأسيس الامم المتحدة واليونيفيل تستعد لإعادة جنودها إلى بلادهم Lebanon 24 احتفال في ذكرى تأسيس الامم المتحدة واليونيفيل تستعد لإعادة جنودها إلى بلادهم