إصابة قائد قوات درع السودان خلال عملية عسكرية في أم سيالة شمال كردفان
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
قوات درع السودان قالت إنها نفّذت الاثنين 17 نوفمبر 2025 عملية عسكرية ناجحة في أم سيالة شمال كردفان، ما أدى إلى إصابة قائدها أبو عاقلة كيكل إصابة طفيفة، وواصل قيادة المعركة وفقا لبيان..
التغيير: الخرطومقالت قوات درع السودان إن قائدها تعرّض لإصابة طفيفة أثناء قيادته عملية عسكرية نفّذتها القوات يوم أمس الاثنين 17 نوفمبر في منطقة أم سيالة بشمال كردفان.
وأوضحت في بيان اليوم الثلاثاء أصدره مكتبها الإعلامي والناطق الرسمي أنها قدّمت إليه الإسعافات اللازمة في لحظتها قبل أن يواصل قيادة المعركة حتى نهايتها.
وجاء في البيان أن العملية جرت ضمن ما وصفته القوات بتكامل الجهد العسكري بينها وبين القوات المسلحة والقوات المساندة ضد قوات الدعم السريع.
إلى جانب إنها تأتي -وفقا للبيان- تنفيذا لخطة عسكرية متكاملة وضعتها القوات المسلحة لاستئصال التمرد وتدمير قدراته بصورة كاملة في محور شمال كردفان، واتخذت من منطقة أم سيالة مرحلة أولى.
وأضافت قوات درع السودان أن وحداتها “استبسلت في تنفيذ المهمة وأدّت دورها كما ينبغي”، مشيرة إلى تكبيد خصمها خسائر في الأرواح والعتاد رغم ما وصفته بحشود كبيرة وتعزيزات ميدانية بثلاث موجات برية متتالية مدعومة بالطيران المسيّر والمدفعيات الثقيلة.
تمهيدوأكدت أن العملية حققت هدفها العملياتي المتمثل في “تحطيم قدرات العدو وكسر شوكته من خلال ما تم تدميره من قوة بشرية وعتاد حربي ومركبات”، بما اعتبرته تمهيدا لعمليات لاحقة في المرحلة المقبلة. وفق ما أورده البيان.
وأقرت القوات بسقوط عدد من القتلى والجرحى والمفقودين من صفوفها، ووصفت ذلك بأنه نتيجة متوقعة لطبيعة المهمة القتالية، وقالت إنها “تحتسبهم”، داعية بالشهادة لمقاتليها الذين قتلوا وبالشفاء العاجل لجرحاها وبالعودة للمفقودين.
وتقع أم سيالة على محور استراتيجي مهم في ولاية شمال كردفان، وتُعد حلقة وصل رئيسية في خطوط الإمداد القادمة من إقليم دارفور نحو وسط البلاد، ما جعلها بؤرة اشتباك وتنافس عسكري بين الأطراف المتحاربة.
وشهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية تغيرًا مستمرًا في السيطرة بين الجيش السوداني والقوات الداعمة له، من بينها قوات درع السودان، من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، وسط معارك وعمليات تقدم وانسحاب متبادلة.
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023 حالة انهيار شامل في مؤسسات الدولة وخدماتها الأساسية، نتيجة اتساع رقعة العمليات العسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التي امتدت إلى ولايات عديدة بعد بدء القتال في الخرطوم.
وأدى ذلك إلى موجات نزوح غير مسبوقة داخل البلاد وخارجها، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وانهيار المنظومة الصحية والتعليمية، إلى جانب تقييد حركة المساعدات وغياب الإدارة المدنية الفاعلة، ما خلق فراغًا أمنيًا واقتصاديًا واسعًا واستمرارًا لحالة عدم اليقين بشأن مستقبل البلاد.
الوسومأبو عاقلة كيكل أم سيالة حرب الجيش والدعم السريع شمال كردفان قوات درع السودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبو عاقلة كيكل أم سيالة حرب الجيش والدعم السريع شمال كردفان قوات درع السودان قوات درع السودان شمال کردفان أم سیالة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: معارك كردفان فارقة وهذه خطة الجيش لصد الدعم السريع
تشهد ولايات إقليم كُردفان السوداني تحولات ميدانية متسارعة، بعد أسابيع من سيطرة قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت يسعى فيه الجيش السوداني لتعزيز خطوط دفاعه وتأمين المناطق الإستراتيجية.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن المعارك تدور حاليا في 3 ولايات رئيسية: هي شمال كردفان، وغرب كردفان، وجنوب كردفان، مع تركيز على مدينة بابنوسة في غرب كردفان، التي تعد آخر معاقل الجيش في الولاية.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله تطورات المشهد العسكري في السودان– أن الجيش يعمل على تأمين اتصال مباشر ودعم القطاعات المحاصرة في بابنوسة، سواء عبر تعزيز خطوط الدفاع أو بعمليات إنزال ومساعدات جوية.
وأعرب عن قناعته بأن المعارك الحالية في كردفان تحدد إلى حد كبير مسار العمليات المستقبلية، وأن نجاح الجيش في حماية المدن الإستراتيجية، مثل بابنوسة، سيكون مؤثرا على التوازن العسكري والإقليمي في السودان خلال الأسابيع المقبلة.
ويضم إقليم كردفان 3 ولايات هي: شمال كردفان (عاصمتها الأُبيض)، وجنوب كردفان (عاصمتها كادقلي)، غرب كردفان (عاصمتها الفولة).
ووفق الخبير العسكري، فإن الهدف الأساسي هو "تشتيت قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على مناطق متعددة، بما فيها الدلنج وكادقلي، بعد أن حاصرت الفاشر سابقا".
وأضاف الفلاحي أن "الدعم السريع" تعتمد على إستراتيجية برية واسعة تشمل عمليات متعددة في المناطق الثلاث، مصحوبة بقصف جوي واستهداف للحقول الإستراتيجية مثل الجبلين، التي تضم آبار نفط، ومناطق أخرى في الشمال، بما في ذلك بورتسودان ومطار مروي.
ويسيطر الجيش على ولاية جنوب كردفان ومدن كبرى في شمال كردفان مثل الأبيض وأخرى في غرب الإقليم مثل بابنوسة، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على مدن في شمال كردفان مثل بارا والنهود في الغرب، والدبيبات في الجنوب.
وأشار الفلاحي إلى أن الجيش السوداني يسعى لتعزيز قدراته الجوية عبر استيراد طائرات، بما في ذلك "سوخوي" الروسية، لتعزيز السيطرة الجوية وتغطية ساحات العمليات ومنع الدعم السريع من توسيع نفوذه.
إعلانواعتبر أن "القوة الجوية سلاح حاسم في هذه الحرب، وتلعب دورا إستراتيجيا في تثبيت خطوط الجيش وتأمين المناطق المحاصرة".
وباتت قوات الدعم السريع تستخدم المسيرات الهجومية على نطاق واسع، وهاجمت مؤخرا مدنا في كردفان، كما استهدفت مواقع في أم درمان ومروي.
وميدانيا، يسيطر الجيش السوداني على 13 ولاية من أصل 18، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على 5 ولايات، مع استمرار القتال في مناطق متنازع عليها، خصوصا في كردفان، وفق الفلاحي.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، صد الجيش السوداني هجوما على قيادة الفرقة 22 في بابنوسة، في حين تؤكد قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة، بعد أيام من إعلان سيطرتها على 3 محاور فيها.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا عسكريا بين الجيش والدعم السريع أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.