تشهد ولايات إقليم كُردفان السوداني تحولات ميدانية متسارعة، بعد أسابيع من سيطرة قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت يسعى فيه الجيش السوداني لتعزيز خطوط دفاعه وتأمين المناطق الإستراتيجية.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن المعارك تدور حاليا في 3 ولايات رئيسية: هي شمال كردفان، وغرب كردفان، وجنوب كردفان، مع تركيز على مدينة بابنوسة في غرب كردفان، التي تعد آخر معاقل الجيش في الولاية.

وأوضح الفلاحي -خلال تحليله تطورات المشهد العسكري في السودان– أن الجيش يعمل على تأمين اتصال مباشر ودعم القطاعات المحاصرة في بابنوسة، سواء عبر تعزيز خطوط الدفاع أو بعمليات إنزال ومساعدات جوية.

وأعرب عن قناعته بأن المعارك الحالية في كردفان تحدد إلى حد كبير مسار العمليات المستقبلية، وأن نجاح الجيش في حماية المدن الإستراتيجية، مثل بابنوسة، سيكون مؤثرا على التوازن العسكري والإقليمي في السودان خلال الأسابيع المقبلة.

ويضم إقليم كردفان 3 ولايات هي: شمال كردفان (عاصمتها الأُبيض)، وجنوب كردفان (عاصمتها كادقلي)، غرب كردفان (عاصمتها الفولة).

ووفق الخبير العسكري، فإن الهدف الأساسي هو "تشتيت قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على مناطق متعددة، بما فيها الدلنج وكادقلي، بعد أن حاصرت الفاشر سابقا".

وأضاف الفلاحي أن "الدعم السريع" تعتمد على إستراتيجية برية واسعة تشمل عمليات متعددة في المناطق الثلاث، مصحوبة بقصف جوي واستهداف للحقول الإستراتيجية مثل الجبلين، التي تضم آبار نفط، ومناطق أخرى في الشمال، بما في ذلك بورتسودان ومطار مروي.

ويسيطر الجيش على ولاية جنوب كردفان ومدن كبرى في شمال كردفان مثل الأبيض وأخرى في غرب الإقليم مثل بابنوسة، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على مدن في شمال كردفان مثل بارا والنهود في الغرب، والدبيبات في الجنوب.

وأشار الفلاحي إلى أن الجيش السوداني يسعى لتعزيز قدراته الجوية عبر استيراد طائرات، بما في ذلك "سوخوي" الروسية، لتعزيز السيطرة الجوية وتغطية ساحات العمليات ومنع الدعم السريع من توسيع نفوذه.

إعلان

واعتبر أن "القوة الجوية سلاح حاسم في هذه الحرب، وتلعب دورا إستراتيجيا في تثبيت خطوط الجيش وتأمين المناطق المحاصرة".

وباتت قوات الدعم السريع تستخدم المسيرات الهجومية على نطاق واسع، وهاجمت مؤخرا مدنا في كردفان، كما استهدفت مواقع في أم درمان ومروي.

وميدانيا، يسيطر الجيش السوداني على 13 ولاية من أصل 18، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على 5 ولايات، مع استمرار القتال في مناطق متنازع عليها، خصوصا في كردفان، وفق الفلاحي.

وفي وقت سابق اليوم الأحد، صد الجيش السوداني هجوما على قيادة الفرقة 22 في بابنوسة، في حين تؤكد قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة، بعد أيام من إعلان سيطرتها على 3 محاور فيها.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا عسكريا بين الجيش والدعم السريع أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی شمال کردفان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يستعيد منطقتين بشمال كردفان مع احتدام المعارك

قال مصدر عسكري سوداني للجزيرة -اليوم السبت- إن قوات الجيش استعادت السيطرة على محلية أم دم حاج أحمد ومنطقة كازقيل بولاية شمال كردفان، من قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن الجيش خاض اشتباكات عنيفة في عدد من مدن إقليم كردفان.

وتقع محلية أم دم حاج أحمد شمال شرقي الولاية، وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت عليها في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. أما كازقيل فتقع جنوب مدينة الأبيض مركز الولاية، وظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

وقد نزح عشرات آلاف السودانيين من ولاية شمال كردفان مع احتدام المعارك في الآونة الأخيرة، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور.

وأكد مصدر في الجيش السوداني للجزيرة أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة في محاور القتال بولايات كردفان للسيطرة على المزيد من المدن والبلدات.

هجوم بابنوسة

من جانبها، تواصل قوات الدعم السريع هجومها الواسع على مدينة بابنوسة المحاصرة بولاية غرب كردفان، وقد أعلنت بسط سيطرتها على 3 محاور في المدينة وإحكام الحصار على مقر الفرقة 22 مشاة.

غير أن قائد الفرقة 22 مشاة في بابنوسة اللواء ركن معاوية حمد عبد الله أكد في بيان، أمس الجمعة، أن المدينة بخير، وأن الفرقة "لن تفاوض أو تستسلم أو تنسحب، بل ستقاتل حتى النصر".

ومن أصل 18 ولاية في السودان، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الـ5 غربي البلاد، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور. أما الجيش فيسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 الأخرى في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

وتتعمق المعاناة الإنسانية في أنحاء البلاد جراء الحرب المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023، والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع يعلن التقدم في بابنوسة و الجيش يدفع بتعزيزات إلى كردفان
  • آخر الأوضاع بالسودان: اشتباكات مشتعلة بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • الجيش السوداني يسحق قوات الدعم السريع ويلحق بها خسائر فادحة غرب كردفان
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني للجزيرة: الجيش يصد هجوم الدعم السريع على قيادة الفرقة 22 في بابنوسة
  • بالفيديو .. الجيش السوداني يستعيد السيطرة على مناطق “ام دم حاج احمد وكازقيل” شمال كردفان من قبضة قوات الدعم السريع
  • المعارك تتمدد في كردفان ودارفور.. الجيش السوداني يستعيد كازقيل
  • الجيش السوداني يستعيد منطقتين بشمال كردفان مع احتدام المعارك
  • الجيش السوداني يستعيد منطقتين شمال كردفان بعد معارك مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن استعادته منطقتين استراتيجيتين بشمال كردفان