اعتبر الدكتور هاني تمّام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، أن أي منصب مسؤولية، سواء كان سياسيًا أو إداريًا، مثل العضوية في مجلس النواب، يجب أن يقوم أساسه على نية صادقة لقضاء حوائج الناس وتلبية مطالبهم، مؤكدًا أن العمل من أجل مصالح الآخرين يُعد من أرفع العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.

وأوضح الدكتور تمّام، خلال حديثه في حلقة برنامج "مع الناس" على قناة الناس، أن كثيرًا من الناس يظنون أن العبادة محصورة فقط في أداء الفرائض الشرعية مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج، في حين أن هذه العبادات تمثل جزءًا من التكاليف الشرعية، وأن الإسلام يحث أيضًا على خدمة الناس والسعي في رفعة شأنهم وتحقيق مصالحهم ومساعدتهم بكل الوسائل الممكنة.

دعاء فك الكرب وتسهيل الأمور.. احرص عليه تُفتح لك الأبواب المغلقةهل تقبل صلاتي وأنا كسلان ؟.. عويضة عثمان يجيبأذكار الصباح كاملة مكتوبة.. حصن المسلم من الشرور والشياطينهل يجب إعادة الوضوء بعد تناول لحوم الإبل؟.. اعرف حكم الشرع

وأشار إلى أن النبي ﷺ قال: «خير الناس أنفعهم للناس»، مؤكدًا أن الأعمال المحببة إلى الله هي التي تجلب السرور للآخرين، سواء كان ذلك بإدخال البهجة على قلب مسلم، أو إزالة كربة عن محتاج، أو إطعام جائع، أو أي عمل يُدخل السعادة على الناس. كما أوضح أن النبي ﷺ بيّن أن مرافقة المحتاج لقضاء حاجته تعد أفضل من الاعتكاف في المسجد شهرًا كاملًا، شرط أن يكون القصد خالصًا لله تعالى، سواء تمّ قضاء الحاجة أم لم تُقضَ.

وأضاف الدكتور هاني تمّام أن السعي في مصالح الناس وتحقيق منافعهم يُعد من أهم تكاليف الشرع الشريف، مؤكدًا أن تلخيص الإسلام في جملة واحدة يكمن في "تحقيق مصالح البلاد والعباد"، فكل أوامر الشرع ونواهيه تهدف إلى رفعة شأن الناس وحماية مصالحهم في الدنيا والآخرة على حد سواء.

وشدد تمّام على أن كل ناخب أو مرشح يجب أن يستحضر هذه النية الخالصة وأن يجعل هدفه الأساسي هو تحقيق مصالح الناس وخدمتهم، معتبرًا ذلك من أهم وظائف الإسلام وأعظم أبواب القرب إلى الله تعالى، فالسعي في منفعة الآخرين هو سبيل المؤمن للارتقاء الروحي والفوز برضا الله.

طباعة شارك خدمة الناس قضاء الحوائج مصالح العباد هاني تمّام

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خدمة الناس قضاء الحوائج مصالح العباد

إقرأ أيضاً:

كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت في سريرك؟

قيام الليل يُعد من أعظمِ الطّاعات عند الله سبحانه وتعالى، وسرٌ من أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب الإنسانِ المؤمن؛ وكذلك صلاة قيام الليل من فضائلها أنها ترسم نورًا على وجه المؤمن، حيث إنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء الدُّنيا فيقول: «هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، حتى يطلع الفجر، ولكن هناك الكثير لا يستطيعون أن يقيموا الليل فكيف يأخذون أجر قيام الليل دون القيام؟.

كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت فى سريرك ؟

قيام الليل له معنى مختلف عن الذي نفهمه حيث يقتصره البعض منا على الصلاة فقط، ولكن قيام الليل ليس صلاة فقط، فهناك أنواع كثيرة لقيام الليل، وتعد الصلاة جزء منه أو نوع منه.

فالاستغفار والصلاة على النبي والذكر والتسبيح وقراءة كتاب تنتفع به، وأنت نائم تحت البطانية، وكذلك الدعاء لك ولأهلك وزملائك وأحبتك فكل هذه أنواع لقيام الليل ولكننا حصرناها في الصلاة فقط، وهذا معنى محدود.

تخيل أيها المسلم إنك إذا نفذت كل هذه الأمور، وانت تنام تحت البطانية فقد كتبت من الذين قاموا الليل وتحصل على الثواب، وإذا واظبت عليها، ومرضت ولم تستطيع المواظبة عليها خلال المرض فسوف تحصل على الأجر أيضا، حيث يوكل الله الملائكة تكتب لك الأجر، لأن الله رحيم بنا، فالليل جزء من عمرك، فامضي في الطاعة وأنت من الله قريب عسى أن تصيبك نفحة من ربك فترضيك وتذهب ما فيك.

دعاء المطر .. ردده يفتح لك أبواب الأرزاق ويزيل الهم ويشرح الصدرأفضل دعاء للفرج وفك الكرب.. كلمات بسيطة رددها بعد التسليم من الصلاة


أسهل طريقة للحصول على أجر قيام الليل
قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أجر صلاة الفجر والعشاء جماعة كأجر من قام الليل.

وأضاف العجمي، خلال فيديو مسجل له، أنه بما روي عن عثمانُ بنُ عفانَ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: «من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ». أخرجه مسلم وابن حبان.

وأشار إلى أن المحافظ على أداء الجماعة سيستظل تحت ظل عرش الرحمن في الآخرة، مستشدة بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «سبعةٌ يُظِلُّهمُ اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه.... ورجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ في المساجدِ، ..» أخرجه: الشيخان.

أسرار قيام الليل
وعلم العارفون أنَّ قيامَ الليل مدرسةُ المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنَّيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.

والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره."

وقال: "ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب".

ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء، والتسميع، والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.

ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".

وكان ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».

وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاع، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».

فلْيحرص كل مؤمن على هذه العبادة الجميلة، كلٌّ حسب طاقته، ولا تنسوا شعارنا الدائم قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} النور:54.

طباعة شارك قيام الليل كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت فى سريرك أسهل طريقة للحصول على أجر قيام الليل

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالأزهر يوضح معنى حديث عقل المرأة مثل عقل الرجل حتى تبلغ ثلث ديتها
  • ندوة البحوث الإسلامية تسلِّط الضوء على مفهوم الحُريَّة المسئولة ودورها في بناء الحضارة
  • هل السحر له حقيقة ويتسبب فى أمراض أم مجرد شعوذة وتخييل؟.. الإفتاء تجيب
  • قصة المرأة التي كانت تنظف المسجد النبوي.. أستاذ بالأزهر يوضح ثوابها
  • مكانة الكلمة وخطورتها
  • كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت في سريرك؟
  • في ذمة الله
  • ماذا قال النبي عن أعظم آية في القرآن.. يغفل عنها الكثيرون
  • الإفتاء تؤكد وسطية الإسلام وتدعو لترسيخ ثقافة التسامح ونشر الوعي المجتمعي