موقع 24:
2025-07-01@16:06:54 GMT

​لا علاقة لروسيا بانقلاب الغابون

تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT

​لا علاقة لروسيا بانقلاب الغابون

من المثير للدهشة أن مسار الانقلاب مشابه للأحداث الأخيرة في النيجر تمّ تغيير السلطة من دون إراقة دماء

وصلت موجة الانقلابات التي اجتاحت إفريقيا الناطقة بالفرنسية للمرّة الأولى إلى دولة مزدهرة نسبياً بمعايير القارة. فقد عزل الجيش الرئيس علي بونغو أونديمبا، الذي يحكم الغابون منذ 2009، ويمثّل السلالة السياسية التي حكمت البلاد منذ 56 عاماً.



حدث ذلك بعد أيام قليلة من الانتخابات العامة التي اعتبرها معارضو الرئيس غير عادلة. وعلى عكس الانقلابات في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أعلن الجيش على الفور وبشكل لا لبس فيه، أنّ البلاد لن تتخلّى عن التزاماتها السابقة، ولن تغيّر سياستها الخارجية. إنّ الرواية القائلة بأنّ "يد موسكو" تلوح في الأفق وراء الانقلاب لم تظهر في وسائل الإعلام الغربية، على الأقل حتى الآن. واقتصر موقفا الولايات المتحدة وفرنسا على التعبير عن القلق والحديث عن نيتهما دعم الديموقراطيات.

الانقلابات في القارة الإفريقية تتوالى، وكانت لروسيا اليد الطولى فيها، وهي لم تنف ذلك، حيث بات الصراع واضحاً على النفوذ الجغرافي والثروة الطبيعية، لكن في انقلاب الغابون لم تظهر بصمات موسكو حتى الآن، بحسب الصحافة العالمية.

ومن المثير للدهشة أنّ مسار الانقلاب مشابه للأحداث الأخيرة في النيجر. تمّ تغيير السلطة من دون إراقة دماء، وظهرت مجموعة من العسكريين على شاشة التلفزيون وأعلنت أنّ الدولة تمرّ بـ "أزمة مؤسسية وسياسية واقتصادية واجتماعية حادّة"، وأن رئيس الدولة يجب أن يستقيل. وكما كانت الحال في النيجر في البداية، فليس من الواضح تماماً من هو المبادر الرئيسي للانقلاب. وأعلن الانقلابيون في خطاب متلفز، نقل كل السلطات في البلاد إلى لجنة انتقال واستعادة المؤسسات. ولم يُذكر من هو مشمول فيها. إلاّ أنّ هذه الهيئة، بحسب الجيش، تتولّى صلاحيات كل فروع الحكومة. ومن المهم جداً أن يعلنوا على الفور عن استعدادهم للوفاء بالالتزامات الدولية التي تعهّد بها أونديمبا.

فإذا كان الرئيس النيجيري محمد بازوم، بعد انتخابات ديموقراطية، قاد النيجر لمدة عامين فقط ولم يكن من أقارب الزعيم السابق محمدو إيسوفو، فإنّ أونديمبا يتولّى السلطة منذ عام 2009. وسلفه هو عمر بونغو الذي حكم البلاد منذ 1967. وكانت عشيرتهما الضخمة (الرئيس الحالي وحده لديه العشرات من الإخوة والأخوات) تناور بمهارة بين مختلف القوى والمجموعات العرقية داخل الغابون لسنوات عديدة، إذ عملت كحكم لا غنى عنه في نزاعاتها.

إنّ ردّ الفعل الدولي على الانقلاب في بلد صغير يبلغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة لم يكن عنيفاً إلى هذا الحدّ، والشخصية الغامضة للحاكم المخلوع منذ فترة طويلة تجعل الغرب يتحدث بحذر أكبر، بكثير من الحديث عن الأحداث في النيجر.

بشكل عام، لا يزال العالم يفضّل فقط "التعبير عن قلقه". ولا تتحدث الولايات المتحدة ولا فرنسا ولا الاتحاد الإفريقي عن العقوبات والتدخّل. لكن هذا لا يعني أنّها لا تستطيع أن تكون كذلك.

تحتل الغابون موقعاً مهمّاً في مصالح السياسة الخارجية لفرنسا. هذا البلد، على عكس معظم المستعمرات الفرنسية الأخرى في إفريقيا، مزدهر للغاية. ويتزايد مؤشر التنمية البشرية، الذي يوضح مستوى معرفة القراءة والكتابة والتعليم وطول عمر المواطنين. وهذا هو أعلى معدّل بين الدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا. وتمتلك البلاد احتياطيات نفطية كبيرة، ورواسب من اليورانيوم والمنغنيز، ويتمّ استخراج الذهب.

الجيش الفرنسي موجود في الغابون بعدد قليل، 400 جندي فقط. على النقيض من النيجر، لا توجد جماعات جهادية هنا، والسلطات الفرنسية لن تكون مطالبة بالتدخّل في الوضع. الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الانقلاب كبيرة بالفعل: الموانئ لا تعمل، وتمّ إلغاء الرحلات الجوية في المطار الرئيسي. وتوقفت شركة تعدين المنغنيز الفرنسية Eramet عن العمل.

لكن شركات النفط لا تزال تعمل. ويعتمد الرخاء النسبي الذي تتمتع به الغابون، إحدى دول منظمة أوبك، في المقام الأول على صادرات النفط. وتُعدّ الصين إحدى الدول الرائدة في استيراد المواد الخام، بينما تساعد البلاد في مشاريع البنية التحتية. مباشرة بعد الانقلاب، طُلب ضمان أمن رئيس الدولة. بالمناسبة، قام رئيس الدولة هذا العام بزيارة بكين وباريس.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني انقلاب الغابون فی النیجر

إقرأ أيضاً:

مسار الفتن..!!

:: ومن الوقائع التي سردها الرئيس السابق لنادي المريخ أيمن المبارك أب جيبن في ذات حوار، جاءهم عثمان الأمين سائلاً عن مكان نادي المريخ، ليملأ إستمارة الترشيح ثم يترشح – عبر قائمته – نائباً له، فأرشدوه إلى المكان، وذهب وملأ الإستمارة وترشح ضد محمد سيد أحمد الجاكومي الذي أفنى زهرة صباه مُهرّجاً في النادي، وفاز عليه بفارق أصوات بلغ قدرها (470)..!!

:: لاحظوا، فالفائز – عثمان الأمين، 671 صوت – لم يكن يعلم مكان النادي، ولم تطأه قدماه النادي و ملعبه في حياته، بيد أن منافسه المغلوب على أمره – الجاكومي، 201 صوت – ظل يوهم الناس حيناً من الدهر بأنه شاخور المريخ، و له حق تكسير أبواب النادي كما شاهدنا، وحق اقتحام الملعب شاهراً مسدسه كما شاهدنا، ومع ذلك خرج من حياة الرياضية مدخوراً مهزوماً، ليُفسد الحياة السياسية ..!!

:: وتلك المنافسة الحُرة هي الوحيدة التي خاضها الجاكومي في مضمار الحياة العامة، وقد خسرها بذاك الفارق الفلكي..ومع ذلك، فمن يرصد مناصبه وثرثرته يظن بان الرجل صاحب الأغلبية في كل الساحات، بيد أنه في الواقع صاحب نفسه ومن يستخدمه ليُعكر صفو الحياة العامة بالفتن، وما حديثه عن تفويج خمسين الف شاب من أبناء شمال السودان إلى إرتيريا لتدريبهم إلا نموذج للإستخدام غير الراشد ..!!

:: وما لا يعرفه البعض هو أن علاقة رئيس كيان الشمال – الجاكومي – بشمال السودان مثل علاقة زنوج أمريكا بأوطانهم الإفريقية، أي علاقة جذور وأُصول، وليست مواطنة ومعايشة وإقامة و ذكريات..فالرجل من أبناء الجزيرة، بالميلاد في الحصاحيصا ثم بالمعايشة والإقامة فيها، ثم بتمثيلها في الاتحاد العام لكرة القدم، و كان عليه أن يفتخر بذلك، بدلاً عن الإلتصاق بالشمال، فهو لا يعرف في الشمال خمسين شاباً، ناهيك عن (50.000)..!!

:: ولو سألوه عن عدد الدوائر الانتخابية في الشمال، لما عرف .. ولو إمتحنوه في عادات وتقاليد المكونات الإجتماعية بشمال السودان، لسقط كما سقط في انتخابات المريخ بالفارق الفلكي.. فالرجل لا يعرف عن الشمال غير اسمه الذي يستغله في نشاطه السياسي ( كيان الشمال) و (مسار الشمال) .. وسأله زميلنا بكري المدني في قناة أمدرمان عن الذي فوّضه للمشاركة باسم الشمال في مفاوضات جوبا، فقال : ( فوّضت نفسي براي، كِدا بس )..!!

:: وإن كانت قيادة الدولة تسمح للجاكومي بالتهريج الاعلامي في الشؤون العسكرية والعبث بعلاقات دول الجوار بمثل هذا الخطل، فالشباب بالشمال ليسوا قطيعاً يقودهم الجاكومي إلى إرتريا للتدريب، ليس لحماية بلدهم كما يزعم، بل ليتسلق بهم إلى مناصب السلطة، أو كما يحلم .. فليعلم السادة رئيس و أعضاء المجلس السيادي بأن شباب الشمال ليسوا جنجويد دول غرب إفريقيا ومرتزقتها ليتكسب بهم الجاكومي، أو كما يفعل آل دقلو ..!!

:: و ليشهد السيد مدير عام جهاز الأمن والمخابرات العامة على صناعة الفتنة، إذ يقول الجاكومي – للمحقق الإخباري – بالنص : ( هناك تهديد مباشرلأهلنا في شمال السودان، وهناك قوات من خارج الشمال موجودة في الشمال، والأولى أن يتولى أبناء الشمال الدفاع عن مناطقهم وحمايتها)، والفكرة هنا ليست إستنفار أهل الشمال ليحموا اقليمهم، بل هي مناهضة وجود ما أسماها بقوات من خارج الشمال بالشمال، وكأنها قوات أجنبية غازية، وليست معاونة تحت قيادة الجيش ..!!

:: فالحرب عمرها ثلاث سنوات، تعرض خلالها الشمال لهجوم في مروي وحجر العسل و مناطق أخرى، فأين كان الجاكومي؟..لم يظهر في معسكرات المقاومة الشعبية بالشمالية و نهر النيل، ولم يُجنّد نفسه في كتائب المستنفرين، وغير المسدس الذي اقتحم به استاد المريخ لم يحمل سلاحاً، فما الجديد؟..لاجديد غير الطمع في كراسي السُلطة ..ولو إستجابت حكومة الأمل للجاكومي وكيانه الوهمي، فلتفتح أبوابها على مصرعيها لكل الأحزاب والكيانات و المسارات الوهمية، ليكونوا سلاطيناً في حكومة الوهم ..!!

*الطاهر ساتي*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حازم الجندي عن كلمة الرئيس السيسي: رسالة طمأنة للمصريين على حاضرهم ومستقبلهم
  • الرئيس عون: لضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس لتمكين الجيش من استكمال انتشاره
  • أكد أنها ادعاءات لا أساس لها.. مصدر أمني: لا صحة لمحاولة اغتيال الرئيس الشرع
  • مسار الفتن..!!
  • فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟
  • مصدر في وزارة الإعلام لـ سانا: لا صحة لما تم تداوله من قبل عدة وسائل إعلامية عن إحباط “الجيش السوري” و”المخابرات التركية” محاولة لاغتيال السيد الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته لدرعا.
  • 28 يونيو 1865.. اليوم الذي تم فيه حل الجيش الأميركي
  • الرئيس الإيراني يؤكد ضرورة الحفاظ على الرصيد الشعبي العظيم
  • الاتحاد الأوروبي يدعو لفتح صفحة جديدة مع حكومة النيجر
  • يسقط القمع بالقاهرة وغزة.. مظاهرة بهولندا ضد السيسي في ذكرى الانقلاب (شاهد)