أربعة عوامل تجعل انتخابات 2024 حرب خنادق
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
قارن الكاتب في مجلة "أتلانتيك" رونالد براونستين بين الظرفين السياسيين اللذين يختبرهما كل من الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب.
شبه براونستين بايدن وترامب بالملاكمين اللذين يعودان إلى الحلبة بعد وقت طويل من ذروة شبابهما
منذ أبريل (نيسان)، تم توجيه الاتهام إلى ترامب أربع مرات، في 91 تهمة جنائية منفصلة، مقارنة بصفر تهم لجميع أسلافه في البيت الأبيض.
ويقوم بايدن كل أسبوع تقريباً بقص شريط لمشروع طموح في البنية التحتية أو لمحطة جديدة للطاقة النظيفة. والفوضى المتوقعة على الحدود الجنوبية حين أنهى بايدن سياسة ترامب لمواجهة كوفيد لم تتحقق قط، بينما معدلات الجريمة آخذة بالانخفاض في العديد من المدن الكبرى. ومع ذلك، تظهر استطلاعات الرأي الوطنية وكذلك الدراسات الاستقصائية في الولايات المتأرجحة الرئيسية، وبشكل مستمر، أن بايدن وترامب يتنافسان بشدة عندما يُسأل الناخبون عن عودة المنافسة المحتملة بينهما سنة 2024.
"National polls, as well as surveys in the key swing states, consistently show Biden and Trump locked in a dead heat when voters are asked about a possible 2024 rematch between them," @RonBrownstein writes: https://t.co/b7WaTGoKZe
— The Atlantic (@TheAtlantic) September 2, 2023
"إنها حقيقة محزنة أن يكون السباق متقارباً إلى هذا الحد بالنظر إلى موقف ترامب، لكنه كذلك" كما يقول الخبير الديموقراطي في استطلاعات الرأي أندرو بومان. ويضيف: "أعتقد أنه من الواضح جداً أن ترامب يمكنه الفوز في هذا السباق إذا جرت الانتخابات غداً".
يتفق الناشطون السياسيون والعلماء على سبب رئيسي واحد وراء بقاء بايدن وترامب متقاربين بشكل وثيق في منافسة العودة المحتملة: في عصرنا السياسي المستقطب، أصبح عدد الناخبين المنفتحين على تبديل الموقف لأي سبب من الأسباب أقل بكثير مما كان عليه في الماضي. إضافة إلى ذلك، ثمة أربع قوى أعادت تشكيل المشهد الانتخابي بقوة منذ التقيا لأول مرة في انتخابات 2020.
اثنتان من هذه الديناميات تفيد الديموقراطيين واثنتان تدعمان الجمهوريين. في حديث للمجلة، قال المستشار الجمهوري الذي أصبح من أبرز منتقدي ترامب مايك مدريد: "سوف تكون (الانتخابات) متقاربة للأعوام العشرين المقبلة".
>> @RonBrownstein: "All signs suggest that Biden and Trump would begin a prospective rematch considerably diminished from their first encounter, like boxers reentering the ring long after their prime..." https://t.co/q7x6UUrLd9
— Brian Stelter (@brianstelter) September 2, 2023
ما هي أكبر العوامل التي تفيد الديموقراطيين منذ انتخابات 2020؟ أولاً إنها جهود ترامب لإلغاء خسارته في تلك الانتخابات وادعائه المستمر بأنه كان ضحية عملية احتيال واسعة النطاق.
في استطلاع وطني أجرته شبكة سي بي أس بالتعاون مع يوغوف في أوائل الشهر الماضي، وافق ما يزيد بقليل عن نصف الأمريكيين على أن ترامب حاول البقاء في منصبه بعد انتخابات 2020 "من خلال نشاطات غير قانونية وغير دستورية".
وقال مستطلع الآراء لمصلحة بايدن جون أنزالون: "ثمة أشخاص قد تعجبهم أجندته لكنهم لا يريدون العودة إلى الفوضى".
التغيير الكبير الآخر في البيئة الانتخابية منذ 2020 والذي يفيد الديموقراطيين هو القرار الذي اتخذته السنة الماضية الأغلبية المعينة من قبل الحزب الجمهوري في المحكمة العليا والقاضي بإلغاء الحق الدستوري بالإجهاض. لقد وجدت استطلاعات الرأي مراراً أن ثلاثة أخماس الأمريكيين أو أكثر يعارضون هذا الحكم ويفضلون إبقاء الإجهاض قانونياً في جميع الظروف أو معظمها.
وفي الولايات المتأرجحة مثل أريزونا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، كان الدعم الواسع النطاق للإجهاض القانوني عاملاً رئيسياً في انتصارات الديموقراطيين على مستوى مناصب الحاكمية السنة الماضية. كما لاحظ مدريد، كان هذا القرار سبباً في تعزيز حركة النساء البيضاوات اللواتي تلقين تعليماً جامعياً باتجاه الديموقراطيين، وهو ما كان واضحاً منذ أن أصبح ترامب الشخصية المميزة للحزب الجمهوري.
بالمقابل، ثمة عاملان أضعفا بايدن ودعما ترامب منذ 2020. العامل الأقوى هو الاستياء من التضخم. بالنسبة إلى معظم الأمريكيين، تظهر استطلاعات الرأي أن ارتفاع الأسعار في السنوات القليلة الماضية قد حجب النمو المستمر في الوظائف والوتيرة المتسارعة لافتتاح المصانع الجديدة التي يروج لها بايدن الآن تحت شعار بايدنوميكس.
يقول الخبير الديموقراطي في استطلاعات الرأي الذي عمل مع الأحزاب اليسارية التوجه في العالم ستانلي بي غرينبيرغ إن التضخم المستمر مثل ذاك الذي شهدته الولايات المتحدة منذ 2021، يضر بشكل خاص بالحزب الحاكم. وأضاف أن العديد من السياسيين يفشلون في فهم المدة التي يستغرقها الناخبون ليشعروا بأنهم استعادوا استقرارهم المالي بعد فترة من التضخم، وهو خطأ يخشى أن البيت الأبيض يكرره الآن.
يشير بن تولشين، المنظم البارز لاستطلاعات الرأي الرئاسية للسيناتور بيرني ساندرز، إلى أن بايدن كان يكافح دائماً للتواصل مع الناخبين الشباب واللاتينيين. ولأن الكثيرين في كلتا المجموعتين لديهم دخل محدود، هم يشعرون بالإحباط بشكل خاص ويتعرضون للضغط بسبب ارتفاع الأسعار.
قال تولشين للمجلة نفسها إن دراسة مركزة أجراها هذه السنة وجدت أن حتى العديد من الناخبين الشباب الذين ينتقدون قيم الرئيس السابق "سيقولون إن الاقتصاد بدا أفضل في عهد ترامب". ويقول مدريد إن تفضيل الجمهوريين على مستوى الأداء الاقتصادي هو العامل الرئيسي الذي يدفع الشباب اللاتينيين الأصغر سناً نحو الحزب الجمهوري، وهو تحول يساعد الحزب على مواجهة انجراف النساء البيضاوات اللواتي تلقين تعليماً جامعياً نحو البيت الأبيض.
وتعزز استطلاعات الرأي ضعف بايدن على هذه الجبهة. في استطلاع وطني أجرته شبكة أي بي سي/واشنطن بوست هذا الربيع، فضّل الأمريكيون ترامب بفارق 18 نقطة مئوية عندما سئلوا عما إذا كان هو أو بايدن يديران الاقتصاد بشكل أفضل. وفضّل الشباب ترامب على بايدن في هذا السؤال بنسبة 2 إلى 1.
يقول مستطلع الآراء في 2024 لمصلحة ترامب جيم ماكلولين، إن ردة فعل الأمريكيين تشبه إلى حد كبير ردة فعلهم عندما قام الجمهوريون في مجلس النواب باتهام الرئيس آنذاك بيل كلينتون بسبب علاقته مع متدربة بينما كان الاقتصاد مزدهراً في أواخر التسعينيات. وتابع ماكلولين: "لقد شاهدنا أنا وأنت هذا الفيلم من قبل"، مجادلاً بأنه على الرغم من أن معظم الأمريكيين ربما لم يوافقوا على كلينتون شخصياً، إلا أنهم دعموه أثناء الاتهام "لأنهم اعتقدوا أن القطارات كانت تعمل في الوقت المحدد. لقد ظنوا أنه يقوم بعمل جيد".
التغيير الكبير الآخر الذي يضعف الديموقراطيين هو أن بايدن أصبح أكبر سناً الآن. في استطلاعات الرأي، قال ما يصل إلى ثلاثة أرباع الأمريكيين إنهم يعتقدون أن بايدن أكبر من أن يخدم بشكل فعال كرئيس. ويعرب عدد أقل بكثير من الأمريكيين عن هذا القلق بشأن ترامب، بالرغم من أنه أصغر من بايدن بثلاثة أعوام فقط.
لقد غيرت عوامل أخرى المشهد أيضاً منذ تنافس بايدن وترامب. أدى سوء إدارة بايدن للانسحاب من أفغانستان إلى إضعاف إحدى نقاط قوته الرئيسية سنة 2020، وهي سمعته كخبير في السياسة الخارجية. منذ ذلك الحين، ربما أدى حشد بايدن الفعال للدعم الغربي لأوكرانيا إلى إصلاح بعض هذا الضرر، حسب براونستين. على العكس من ذلك، إن التحول الذي ينبغي أن يفيد الديموقراطيين هو أن الناخبين البيض الذين لا يحملون شهادة جامعية، وهم أساس ائتلاف الحزب الجمهوري الحديث، مستمرون في الانكماش كحصة من الناخبين، في حين أن الجيل زد الذي يدعم أغلب أعضائه الديموقراطيين ينمو بسرعة.
ديناميات جديدة كاسرة للتوازنثمة أيضاً احتمال في أن تؤدي ديناميات جديدة إلى كسر هذا التوازن قبل نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. من شأن ترشيح الجمهوريين أي شخص آخر غير ترامب أن يولد فرصاً وتحديات جديدة لكل جانب. وقد يكون الركود، بالرغم من أنه يبدو أقل احتمالاً مما كان عليه في وقت سابق من هذه السنة، مدمراً لبايدن.
وإذا أدانت هيئة محلفين ترامب بأي من التهم الموجهة إليه قبل الانتخابات، فسيكون الديمقراطيون متفائلين بحذر لأن ذلك قد يؤثر على الناخبين بشكل أكبر من لوائح الاتهام. يعارض ماكلولين هذا الرأي على قاعدة أنه حتى في حالة الإدانة، قد يواصل المستقلون تفضيل ترامب، لأن الكثير منهم يعتبرون التهم ذات دوافع سياسية وأيضاً لأنه يُنظر إليه على أنه أفضل في الاقتصاد من بايدن.
ملاكمان هرمانحسب براونستين، يعتقد كثر على كلا الجانبين أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يظل الطرفان عالقين في شكل من أشكال حرب الخنادق التي تجعل البيت الأبيض في متناول أي منهما.
وشبه براونستين بايدن وترامب بالملاكمين اللذين يعودان إلى الحلبة بعد وقت طويل من ذروة شبابهم. في جولة ثانية بين بايدن وترامب، قد لا تعتمد النتيجة على المرشح الأقوى بمقدار ما ستعتمد على المرشح الذي تُعتبر نقاط ضعفه غير مقبولة بالنسبة إلى العدد الأكبر من الناخبين في الولايات المتأرجحة التي ستقرر النتيجة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الانتخابات الأمريكية استطلاعات الرأی البیت الأبیض بایدن وترامب أن بایدن ما کان
إقرأ أيضاً:
أخبار العالم | بايدن: أتحمل مسؤولية فوز ترامب بالرئاسة.. الرئيس الأمريكي يدرس خفض التعريفات الجمركية على الصين.. وهجمات جوية متبادلة بين الهند وباكستان
نشر موقع "صدى البلد" الإخباري خلال الساعات القليلة الماضية، عددًا من الأخبار والموضوعات المهمة التي تتعلق بالشأنين الإقليمي والدولي كان أبرزها:
بعد صفقة المعادن.. مباحثات هاتفية جديدة بين ترامب وزيلينسكيأعلنت الرئاسة الأوكرانية، مساء الخميس، عن إجراء اتصال هاتفي وُصف بـ"الجيد للغاية" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مسؤول أوكراني.
ترامب يدعو لهدنة غير مشروطة بين روسيا وأوكرانيا.. ويتوعد المخالفدعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" لمدة ثلاثين يومًا بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا في منشور له على منصة "تروث سوشيال" أن من يخالف هذه الهدنة سيتعرض لعقوبات أمريكية ودولية إضافية.
الخارجية الليبية ترد على تقارير بشأن التنسيق مع أمريكا لاستقبال مهاجريننفت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، بشكل قاطع، ما ورد في تقارير دولية زعمت وجود تنسيق بينها وبين إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بشأن استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة.
أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن رد الولايات المتحدة على هجمات الحوثيين ضد إسرائيل سيعتمد على ما إذا كانت تلك الهجمات ستسفر عن إصابة مواطنين أمريكيين.
هجمات جوية متبادلة بين الهند وباكستان تزيد التوتر في كشميرشهدت الحدود بين الهند وباكستان تصعيدًا عسكريًا جديدًا الخميس، بعد أن شنّت الهند هجمات بطائرات مسيّرة أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، وفق ما أعلنه الجيش الباكستاني.
ترامب يتراجع ويدرس خفض التعريفات الجمركية على الصينأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يتوقع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات التجارية مع الصين مطلع الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى احتمال خفض الرسوم الجمركية المفروضة على بكين، والتي تبلغ حاليًا 145%.
بايدن: أتحمل مسؤولية فوز ترامب برئاسة أمريكاأقرّ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بأنه يتحمّل قسطًا من المسؤولية عن فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب في انتخابات العام الماضي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن انسحابه من السباق لم يكن العامل الوحيد الذي أدى إلى تلك النتيجة.
القوات البحرية الهندية تبدأ عملية انتقامية ضد أهداف باكستانية في بحر العربأفادت مصادر مطلعة أن القوات البحرية الهندية شرعت، فجر الجمعة، في تنفيذ عملية عسكرية انتقامية استهدفت مواقع باكستانية في بحر العرب، وذلك ردًا على ما وصفته نيودلهي بـ"تصعيد باكستاني كبير" شمل إطلاق صواريخ وهجمات بطائرات مسيّرة استهدفت أراضيها خلال اليوم السابق.
اعتمد مجلس الأمن الدولي، الخميس، قرارًا بتمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان حتى 30 أبريل 2026، داعيًا إلى وقف شامل وفوري للقتال الذي تجدد خلال الأسابيع الأخيرة، وأثار مخاوف دولية من انزلاق البلاد مجددًا نحو حرب أهلية.
إيران تنفي وجود منشأة نووية سرية وتتهم إسرائيل بتعطيل المحادثات مع أمريكانفى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، صحة الادعاءات التي نشرتها قناة "فوكس نيوز" بشأن وجود منشأة نووية غير معروفة في شمالي إيران، واصفًا الصور التي بثّتها القناة بأنها جزء من حملة تهدف إلى إثارة المخاوف بالتزامن مع اقتراب جولة جديدة من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.
الولايات المتحدة تمهد لتفويض مؤسسة جديدة لإدارة المساعدات في غزةأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن مؤسسة جديدة ستتولى قريبًا مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في خطوة قد تعيد رسم ملامح المشهد الإغاثي في القطاع الفلسطيني المحاصر، لكنها لم تُفصح عن اسم هذه الجهة أو تفاصيل اختصاصاتها.
الهند: باكستان تشن هجمات على طول الحدود الغربيةأعلن الجيش الهندي، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة الباكستانية شنت سلسلة من الهجمات باستخدام طائرات مسيرة وذخائر مختلفة على طول الحدود الغربية للهند، خلال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة.