ماسك .. الناس لن يضطروا للعمل مستقبلا، لأن المال سيصبح بلا قيمة
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
#سواليف
أطلق #إيلون_ماسك #تصريحات_جريئة خلال مشاركته في منتدى الاستثمار الأميركي السعودي في مركز كينيدي بواشنطن أمس الأربعاء، مؤكدا أن روبوت ” #أوبتيموس ” (Optimus) الذي تطوره شركته سيقضي على #الفقر، وأن الناس لن يضطروا للعمل مستقبلا، لأن #المال سيصبح نهاية المطاف بلا قيمة.
وكان المدير التنفيذي لشركة “إنفيديا” جنسن هوانغ على المنصة أيضا، وقد مازح ماسك قائلا إنه يود الحصول على تنبيه مسبق قبل أن تختفي العملة تماما.
وقال ماسك في تصريحه ” #الذكاء_الاصطناعي والروبوتات البشرية سيقضيان فعليا على الفقر، ولن تكون #تسلا الشركة الوحيدة التي تنتجها، وأعتقد أن تسلا ستقود هذا المجال، لكن ستكون هناك شركات أخرى كثيرة تصنع روبوتات بشرية”. وأضاف “أعتقد أن هناك طريقة واحدة فقط لجعل الجميع #أثرياء، وهي الذكاء الاصطناعي و #الروبوتات”.
مقالات ذات صلةيُذكر أن ماسك أكد مرارا خلال الأشهر الماضية أن الروبوتات ستقود إلى اقتصاد ما بعد الندرة، وهي نظرية اقتصادية واجتماعية تصف حالةً تكون فيها معظم السلع وفيرة ورخيصة ولن يضطر فيه أي شخص للعمل. وعبّر الملياردير عن ذلك صراحة أمس عندما سُئل عن رؤيته للمستقبل في ظل المخاوف من أن يحل الذكاء الاصطناعي والروبوتات محل الوظائف.
وأفاد ماسك أن العمل سيصبح اختياريا، مشيرا إلى أنه يتحدث عن فترة تمتد بين 10 و20 عاما من الآن، ومضى الملياردير في توسيع فكرته المعتادة، مدعيا أنه في عالم تتولى فيه الروبوتات كل العمل الذي لن يكون وجود.
وأضاف “لطالما أوصيت الناس بقراءة #سلسلة_كالتشر للكاتب الأسكتلندي إيان بانكس، لأنها تعطي تصورا جيدا عن مستقبل إيجابي محتمل للذكاء الاصطناعي، ومن المثير للاهتمام أن المال في تلك الكتب لم يعد موجودا”.
وتابع ماسك قائلا “إذا نظرنا للمستقبل البعيد، وبافتراض استمرار تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وهو أمر يبدو مرجحا، فإن المال لن يكون شيئا مهما في وقت ما من المستقبل”.
وجهة نظر “إنفيديا” بالمستقبل
وجّه المضيف سؤالا إلى هوانغ قائلا “جنسن، هل لديك أي تعليق؟” فقال ماسك ضاحكا “بالمناسبة، مكالمة أرباح إنفيديا ستكون في وقت لاحق اليوم”. وكان هوانغ متوترا بعض الشيء وضحك بارتباك، ثم قال مازحا “وبالمناسبة، طالما أن العملة لم تعد ذات قيمة” ولكنه توقف قبل أن يكمل الجملة، وأضاف “إيلون يريد فقط مشاركة بعض الأخبار العاجلة”.
ومن ثم عاد إلى الجدية متجنبا التعليق على كلام ماسك، إذ إن هوانغ عبر سابقا عن رأي معاكس تماما لأولئك الذين يعتقدون أنه لن تكون هناك وظائف في المستقبل. ففي أغسطس/آب الماضي، ذكر أن الذكاء الاصطناعي والأتمتة سيجعلان الناس أكثر انشغالا، لا أقل. وصرح بأن أشياء كثيرة ستتغيّر، مثل طريقة تعلّم الطلاب وطريقة أداء الناس لأعمالهم، لكنه ظل متمسكاً برأيه بأن البشر سيصبحون أكثر انشغالا ببساطة لأنهم سيتمكنون من تحقيق المزيد من أهدافهم.
وقال هوانغ “أتوقع أن يصبح إيلون أكثر انشغالا بسبب الذكاء الاصطناعي، وأنا أيضا سأصبح أكثر انشغالا بسببه، والسبب في ذلك أننا نملك كما هائلا من الأفكار نود تنفيذها، والعديد من الأمور المؤجلة داخل الشركة التي نرغب في إنجازها، وإذا أصبحنا أكثر إنتاجية فسوف نتمكن من الوصول إليها بشكل أسرع، ولهذا أرى أن كل الدلائل تشير إلى أننا سنصبح أكثر إنتاجية، لكننا سنكون أيضا أكثر انشغالا، لأنه ببساطة لدينا الكثير من الأفكار”.
قضاء على الفقر أم المزيد منه؟
وصف موقع “غيزمودو” التقني في تقرير له كلام ماسك بأنه “الكذبة الأكثر سخافة” حيث إن زيادة الكفاءة لا تعني توزيع الثروة، كما أن ماسك لا يجيب عن السؤال الجوهري “من سيدفع للناس لكي يجلسوا بلا عمل بينما تقوم مليارات الروبوتات بكل المهام؟” هل هي الحكومة؟ إذ إن هذا سيتطلب تغييرا هائلا في البنية السياسية والاقتصادية.
ويقول التقرير أنه يُنظر إلى ماسك بأنه أقحم نفسه في الحكومة الفدرالية في وقت سابق من هذا العام تحت اسم “وزارة كفاءة الحكومة” وهو أيضا الشخص الذي وصف كلمة “مشردين” بأنها كلمة دعائية تستخدم لوصف مدمني المخدرات العنيفين.
ويذكر غيزمودو أن “الأفكار التي يروّج لها ماسك كانت شائعة جدا في تصوّرات المستقبل خلال القرن العشرين، ومن الواضح أنه يستمد إلهامه منها، خصوصا بعدما أشار أمس إلى سلسلة “كالتشر” (Culture) للكاتب إيان بانكس والتي أصدرت من عام 1987 حتى 2012، ولكنّ كل هذه الرؤى لا يمكن أن تكون منطقية ما لم تُنشأ في أساسها منظومة اشتراكية أو شيوعية “تتولى توزيع متطلبات العيش على الجميع”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف إيلون ماسك تصريحات جريئة أوبتيموس الفقر المال الذكاء الاصطناعي تسلا أثرياء الروبوتات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
فقاعة الذكاء الاصطناعي وحساباتها الواهية
عندما خصصت شركة OpenAI مؤخرا مبلغ 1.4 تريليون دولار لتأمين قدرة الحوسبة في المستقبل، لم يكن ذلك سوى أحدث مؤشر على الوفرة الطائشة في عام 2025.
وفقًا لبعض التقديرات، جاء نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في النصف الأول من هذا العام بالكامل تقريبا من مراكز البيانات، الأمر الذي أدى إلى إطلاق سيل من التعليقات حول موعد انفجار الفقاعة وما قد يخلفه هذا الانفجار من عواقب.
في حين انتهت حفلة الدوت كوم في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بتأثيرات بغيضة في Wall Street (مقر مؤسسات المال والأعمال)، كان العمل جاريا في Main Street (مقر التجارة والبيع والشراء) على الحفاظ على ما هو مهم: البنية الأساسية. فارتفعت الإنتاجية، ولا يزال الأساس الذي أُرسيّ خلال سنوات الازدهار عاملا حتى اليوم.
كان تعهد الرئيس الأمريكي بِل كلينتون ببناء «جسر إلى القرن الحادي والعشرين» أحد تلك الوعود النادرة التي قطعها خلال حملته الانتخابية والتي جرى الوفاء بها بالفعل.
الواقع أن استثمارات الذكاء الاصطناعي اليوم من الممكن أن تؤتي ثمارها كما فعلت استثمارات الإنترنت.
ومع ذلك، تبدو المكاسب في الوقت الحالي أكثر ضآلة، والجوانب السلبية الكلية أكبر، مما كانت عليه في حالة فقاعة الدوت كوم. لنتأمل هنا الفوائد المحتملة. في أواخر التسعينيات، ظهرت مكاسب الإنترنت بينما كانت الفقاعة لا تزال تتضخم: فقد بلغ متوسط نمو إنتاجية العمل في الولايات المتحدة نحو 2.8% من عام 1995 إلى عام 2004، أي ضعف الوتيرة في العقدين السابقين تقريبا، قبل أن يتلاشى في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويمكنك أن ترى المكاسب في الحسابات القومية حتى عندما كان موقع Pets.com يشتري إعلانات Super Bowl المشؤومة. هذه المرة، انتعش نمو إنتاجية العمالة في الولايات المتحدة بعد عقدين من التباطؤ ـ حيث بلغ حوالي 2.7% العام الماضي ـ ولكن من السابق للأوان أن نقول إن الذكاء الاصطناعي هو السبب.
الواقع أن تبني الذكاء الاصطناعي بدأ يتراجع، حيث أظهر مسح أجراه مكتب الإحصاء في الولايات المتحدة مؤخرًا انخفاضًا في استخدام الذكاء الاصطناعي بين الشركات الضخمة.
إذا كان الارتفاع الأخير في الإنتاجية راجعًا في الغالب إلى الذكاء الاصطناعي، فبوسعنا أن نتوقع أن يتلاشى مع انحسار تبنّيه ـ وهذه تَذكِرة أخرى بمدى سرعة زوال هذه الموجات.
بقدر ما كانت طفرة تكنولوجيا المعلومات في تسعينيات القرن الماضي بادية للعيان من لحظة إلى أخرى، فإنها تلاشت في غضون عقد من الزمن أو نحو ذلك.
من المغري أن نتصور أن النماذج اللغوية الضخمة (LLMs) ستعمل على تسريع وتيرة الإبداع والاكتشاف ذاته، على سبيل المثال، عن طريق الكشف عن الروابط المخفية في الأدبيات الأكاديمية، وكتابة الرموز، وصياغة البروتوكولات.
لقد أحدثت أدوات جديدة ـ من مجهر روبرت هوك إلى تلسكوب جاليليو ـ مثل هذه القفزات من قبل. ولكن هذه المرة، أصبح لدينا بالفعل الأداة البحثية المثالية في هيئة جهاز كمبيوتر شخصي متصل بالإنترنت. ولكن حتى مع الوصول الفوري إلى المعرفة المتراكمة والمواهب المتميزة على مستوى العالَم، فقد تراجعت مقاييس إنتاجية البحث والإبداع الخارق. إن الحفاظ على قانون مور ـ الذي يشير إلى أن قوة المعالجة الحاسوبية تتضاعف كل عامين ـ يتطلب الآن أعدادا من الباحثين أكبر مما كان مطلوبا في أوائل سبعينيات القرن العشرين. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الطفرة الحالية في النفقات الرأسمالية لتترك قدرًا كبيرا من البنى الأساسية الرقمية الدائمة.
فمثله كمثل السكك الحديدية في القرن التاسع عشر، ضخ عصر الدوت كوم الأموال في أصول طويلة الأمد ـ خاصة كابل الألياف الضوئية والشبكات الأساسية ـ التي يمكن «إضاءتها» وإعادة إضاءتها مع تحسن الإلكترونيات.
ولا يزال قسم كبير من هذه الألياف الزجاجية يحمل حركة المرور حتى اليوم. لقد دعمت شريحة واحدة من النفقات الرأسمالية أجيالا متعددة من التكنولوجيا ونماذج الأعمال. على النقيض من ذلك، لا يعمل الذكاء الاصطناعي على إرساء المسار، بل يدير أداة للمشي في المكان. فالرقائق الإلكترونية والذاكرة تتقادم أو تصبح عتيقة في غضون سنوات وليس عقود من الزمن.
فكل حامل خوادم يُستخدم لتدريب وحدة معالجة أحد النماذج اللغوية الضخمة يتطلب الآن 120 كيلوواط من الطاقة، ارتفاعا من نحو 5-10 كيلوواط قبل عقد من الزمن. وبرغم أن كل جيل جديد من وحدات معالجة الرسومات يخفض التكلفة لكل واط، فإن هذا يعني أن الخدمات السحابية الفائقة تتضخم بسرعة أكبر بينما تصبح المعدات القديمة متقادمة اقتصاديا. وفي حين تدوم الألياف بينما نبدل نقاط النهاية، فإن كومة تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي تتناقص بسرعة، الأمر الذي يتطلب إعادة الاستثمار على نحو لا ينقطع.
ربما يكون من الممكن التحكم في هذا الوضع إذا كانت صورة الاقتصاد الكلي تشبه تلك التي كانت في عام 1999. لكنها ليست كذلك.
فبرغم أن أسعار الفائدة الحقيقية كانت أعلى آنذاك، عملت فوائض الميزانية وانخفاض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في عهد كلينتون على تخفيف الضغط على أسواق رأس المال وأبقت فاتورة الفائدة الحكومية أقل، فحدّ ذلك من تأثير المزاحمة.
أما هذه المرة، فقد انعكس الوضع. فلم يتسبب اقتراب العجز الحكومي الأمريكي المستمر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي (حوالي 1.8 تريليون دولار) وصافي مدفوعات الفائدة من تريليون دولار في تقليص الحيز المالي فحسب، بل من المتوقع الآن أن تمول مجموعة المدخرات ذاتها عمليات بناء الطاقة النظيفة، وميزانيات الدفاع المتزايدة الارتفاع، وطفرة مراكز البيانات المتعطشة للطاقة.
في الممارسة العملية، يظهر هذا الطلب في هيئة تكاليف اقتراض أعلى، وهذا يتسبب في إبطاء بناء المساكن الجديدة ودفع البنية الأساسية التي طال انتظارها إلى مؤخرة قائمة الأولويات.
وتتأثر الموارد المالية العامة أيضا؛ ةذلك أن مخزون الدين الأضخم يعني أن أسعار الفائدة الحقيقية الإيجابية ستتجسد بسرعة في فاتورة فوائد أعلى، وهذا كفيل بمزاحمة البرامج التي تعتمد عليها الأسر. أثناء فترة الفائض في أواخر تسعينيات القرن العشرين، انخفضت الديون بل وأعادت وزارة الخزانة شراء السندات، وكان هذا يعني أن الدولة كانت قادرة على الاستثمار إلى جانب الطفرة الخاصة دون أن تزاحمها. اليوم، يترك الاقتراض المتزايد وفاتورة الفوائد الأضخم مجالا أقل للمناورة عندما يتباطأ النمو.
وإذا جاء مردود الذكاء الاصطناعي بالفعل، ولكن ببطء، فسوف تكون الحسابات أشد صعوبة، وسوف نرى مزيدًا من الدولارات تذهب إلى حاملي السندات، ومقادير أقل منها إلى الضمان الاجتماعي، والرعاية الصحية، والخدمات الأساسية؛ وإذا ما اتجهت دورة الأعمال نحو الأسفل، فسوف تكون المقايضات أكثر حِدّة.
والتمويل أيضا تغير. كان الانكماش الذي حدث في أوائل العقد الأول من القرن الحالي في معظمه قصة أسهم: فقد انهارت أسعار الأسهم وتلقى المستثمرون من أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية الذين يستهدفون عوائد طويلة الأجل ضربة قوية؛ ولكن بقدر ما كان الألم قاسيا وشديد الوضوح، فقد سكنت حدته بسرعة نسبيا.
وكما أكدت كارمن رينهارت وكينيث روجوف في كتابهما الصادر عام 2009 والذي أرخ للأزمة المالية بعنوان «هذه المرة مختلفة»، فإن فقاعات الأصول تميل إلى تهديد الاقتصاد الكلي بشكل رئيسي عندما تكون مدفوعة بالائتمان وعندما تضرب ميزانيات البنوك. ولأن أزمة الدوت كوم كانت إلى حد كبير إعادة تسعير للأسهم (باستثناء شركات الاتصالات)، وليست أزمة مصرفية، فلم يحدث فشل جهازي على الرغم من الخسائر الضخمة التي تكبدها المستثمرون.
هذه المرة، تتنامى المخاطر عبر الائتمان. وكما يلاحظ المستثمر بول كيدروسكي، فإن التمويل يتحول من الأسهم إلى السندات، والأدوات ذات الأغراض الخاصة وعقود الإيجار، والائتمان الخاص ـ كل أشكال الاقتراض التي ترتبط في النهاية بالبنوك وشركات التأمين.
إذا تراجعت إيرادات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، فمن المرجح أن تظهر المشكلة أولا في أسواق الائتمان، وليس في أسعار الأسهم. ما عليكم إلا أن تترقبوا أهداف التغطية غير المتحققة، وإحكام شروط القروض، وضغوط إعادة التمويل التي تضرب ميزانيات المقرضين وشركات التأمين من خلال عقود إيجار طويلة الأمد وقروض مدعومة بالمخزون من الرقائق الإلكترونية.
هذا هو الخطر الجهازي. على النقيض من حقبة الدوت كوم، يعمل التوسع والانتشار اليوم على دفع التعرض للخطر إلى صميم الهندسة المالية، لذا فمن المرجح أن ينتشر الضغط من خلال المقرضين والأدوات التركيبية.
الآن، بوسعنا أن نرى بالفعل تزايد قلق مراقبي السوق، مع تحذير صادر عن وكالة موديز مفاده أن حصة كبيرة من نمو مركز بيانات أوراكل تعتمد على شركة OpenAI، التي لم تؤسس بعد مسارا إلى الربحية.
بطبيعة الحال، إذا حقق الذكاء الاصطناعي مكاسب إنتاجية واسعة ومستدامة بسرعة، فسوف تتحسن الحسابات؛ ذلك أن النمو الأسرع من شأنه أن يعمل على تخفيف الضغط المالي، وخفض نسب الديون، ودعم هياكل التمويل هذه. ولكن إذا وصلت المكاسب في وقت متأخر أو جاءت أقل من التوقعات، فقد لا يعوض المردود عن التكاليف الضخمة المحملة مسبقا.