كيف يواجه اليمنيون المجاعة المحدقة في بلادهم؟
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
تتسارع مؤشرات أزمة المجاعة في اليمن خلال العام 2025، مع تحذيرات دولية متزايدة من دخول البلاد مرحلة هي الأخطر منذ بداية النزاع قبل أكثر من عقد.
تقرير حديث للبنك الدولي أكد أن الاقتصاد اليمني واجه ضغوطاً غير مسبوقة خلال النصف الأول من العام الجاري، نتيجة الحصار المفروض على صادرات النفط، وارتفاع معدلات التضخم، وتراجع حجم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تراكم آثار سنوات الصراع والانقسام المؤسسي.
وفق التقرير، يتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 1.5% هذا العام، وهو ما يعني استمرار الانكماش الاقتصادي الذي ينعكس مباشرة على قدرة ملايين الأسر على تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية.
ويشير البنك الدولي إلى أن أكثر من 60% من الأسر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تواجه مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، ما يدفع شريحة واسعة منها إلى اللجوء لآليات تكيف سلبية، مثل تقليص عدد الوجبات أو إرسال الأطفال للتسول أو العمل في مهن شاقة.
كما كشف التقرير عن تراجع إيرادات الحكومة بنسبة 30% خلال العام الجاري، نتيجة توقف صادرات النفط وتضاؤل الموارد المحلية، الأمر الذي دفع السلطات إلى خفض الإنفاق العام وتأخير صرف الرواتب، وهو ما انعكس بشكل مباشر على قدرة المواطنين الشرائية. وفي المقابل، تواجه مناطق سيطرة الحوثيين أزمة سيولة حادة وصعوبة في تدفق المواد الأساسية، خصوصاً بعد الضربات الجوية التي استهدفت موانئ رئيسية، ما أدى إلى اضطراب حركة التجارة وارتفاع تكاليف النقل والإمداد.
ولم تقتصر التحذيرات على البنك الدولي، إذ أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي تقرير "بؤر الجوع" الذي يغطي الفترة من نوفمبر 2025 حتى مايو 2026، مشيرا إلى أن اليمن يُعد من أكثر البلدان المعرضة لخطر تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ويؤكد التقرير أن النزاع والعنف يمثلان المحركين الأساسيين للجوع في معظم البؤر الساخنة التي يشملها التقرير، ومنها اليمن، حيث أدت المعارك المتقطعة والاضطرابات الاقتصادية إلى تعطّل سلاسل الإمداد وتراجع الإنتاج الزراعي المحلي.
ورغم الجهود المحلية المحدودة لتحسين آليات توزيع الغذاء ودعم الفئات الأكثر هشاشة، فإن حجم الأزمة يفوق قدرات المؤسسات المحلية التي تعاني أصلاً من الانقسام وغياب الموارد.
ويرى خبراء أن استمرار الحصار الاقتصادي، وارتفاع تكاليف الاستيراد، وتراجع العملة المحلية، كلها عوامل تجعل مواجهة الأزمة أكثر تعقيدا، فيما يتزايد اعتماد السكان على المساعدات الإنسانية التي تشهد بدورها تراجعا كبيرا مع تخفيض التمويل الدولي.
ويحذر خبراء الإغاثة من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل دولي واسع سيؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، خصوصا بين الأطفال، وقد يدفع البلاد إلى حافة مجاعة واسعة النطاق.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن شريحة كبيرة من الأسر أصبحت تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، فيما تشير تقارير أخرى إلى انتشار مظاهر جديدة للفقر المدقع في المدن والريف على حد سواء.
ومع غياب حل سياسي قريب للصراع، يستمر اليمنيون في مواجهة واحدة من أعنف الأزمات الغذائية في العالم، ضمن ظروف اقتصادية وأمنية وصحية متدهورة، بينما يزداد القلق الدولي من أن يتحول الجوع إلى مأساة يصعب احتواؤها خلال المرحلة المقبلة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن المجاعة الحوثي الأزمة اليمنية
إقرأ أيضاً:
بكأس العرب.. 6 مدربين مواطنين مع منتخبات بلادهم
قبل انطلاقة بطولة كأس العرب التي ستنطلق في الأول من الشهر المقبل وقبل بدء مباريات الملحق الذي سيلعب الأسبوع المقبل، ونحن نتحدث عن المنتخبات التي ستشارك سواء في الملحق أو في بداية البطولة نجد أن هناك 6 منتخبات يقودها مدربون محليون وهم حلمي طولان مع المنتخب المصري، وسامي الطرابلسي مع المنتخب التونسي وايهاب أبو جزر مع المنتخب الفلسطيني ومجيد بوقرة مع المنتخب الجزائري، ويوسف علي نور مع المنتخب الصومالي، طارق السكتيوي مع المنتخب المغربي، اما بقية المنتخبات فيقودها مدربون أجانب.
طموحات كبيرة للطرابلسي
يدخل المنتخب التونسي بقيادة مدربه الوطني سامي الطرابلسي البطولة بتحديات كبيرة لاسيما أنه سيشارك بالمنتخب الأول وليس بالصف الثاني على غرار دول شمال أفريقيا الذين فضلوا المشاركة بالصف الثاني لإتاحة الفرصة للمشاركة في كأس أفريقيا التي ستقام في المغرب، وسيتواجد المنتخب التونسي في المجموعة الأولى رفقة منتخبنا الوطني في انتظار المنتخبين الاخرين من الملحق، بين سوريا ومنتخب جنوب السودان، والطرف الرابع سيكون بين فلسطين وليبيا، ويعرف الطرابلسي الملاعب والكرة القطرية جيداً باعتبار أنه قاد فريق السيلية لعدة سنوات.
بوقرة وحلم الاحتفاظ باللقب
يدخل المنتخب الجزائري حامل لقب النسخة السابقة مع مدربه الوطني مجيد بوقرة الذي حصد اللقب السابق في قطر، ويحلم المدرب مع لاعبيه بالاحتفاظ بالبطولة للمرة الثانية على التوالي رغم أنه سيلعب بالصف الثاني، ولكن هذا لن يمنع محاربي الصحراء من التألق، وتتواجد الجزائر في المجموعة الرابعة مع منتخبات العراق، في انتظار انتهاء مباراتي الملحق بين البحرين وجيبوتي واللقاء الآخر سيكون بين لبنان والسودان.
طولان يتحدى الصعوبات
يدخل المنتخب المصري البطولة بمشاركة لاعبين من الصف الثاني باعتبار أن المنتخب الأول سيلعب في كأس الأمم الأفريقية، ورغم ذلك الصعوبات يتحدى المدرب المصري حلمي طولان هذه الظروف وأعلن التحدي أنه قادم للدوحة للظهور بوجه مميز خاصة أن المباريات الودية التي تسبق البطولة تؤكد أن الفراعنة في حالة فنية جيدة وقادرون على التواجد في الأدوار النهائية، وتتواجد مصر في المجموعة الثانية مع منتخبات الأردن والإمارات في انتظار الطرف الرابع بين الكويت او موريتانيا.
السكتيوي مع أسود الأطلس
يقود المنتخب المغربي طارق السكتيوي بالصف الثاني، ورغم غياب لاعبي المنتخب الأول ولكن يمتلك المنتخب المغربي صفا ثانيا قويا ومميزا بتواجد اللاعبين في الدوري المغربي بجانب الذين يلعبون في الدوريات العربية والخليجية، ويتواجد المنتخب المغربي في المجموعة الثانية بالبطولة مع السعودية في انتظار عمان او صومال، بجانب اليمن او جزر القمر.
الفدائي أبو جزر
يخوض المنتخب الفلسطيني إيهاب أبو جزر الذي سيكون في اختبار صعب أمام المنتخب الليبي في مباراة الملحق حتى يتواجد الفدائي في المجموعة الأولى مع منتخبنا الوطني ونظيره التونسي وانتظار سوريا او جنوب السودان، ويعول المدرب على عدد من اللاعبين المميزين من ضمنهم وسام أبوعلي المحترف في الدوري الأمريكي بجانب حامد حمدان وعدي الدباغ وتامر صيام ومعتز البطاط والعديد من الأسماء المميزة القادرة على عبور المنتخب الليبي.
الصومال في اختبار صعب
يتعين على المنتخب الصومالي عبور المنتخب العماني في الملحق حتى ينضم للمجموعة الثانية في كأس العرب رفقة منتخبات السعودية والمغرب بجانب اليمن او جزر القمر، ويدخل المنتخب الصومالي مع المدرب يوسف علي نوروهو يشغل حاليًا منصب مدرب المنتخب الصومالي بدأ مسيرته كلاعب في الصومال ثم لعب دور قائد المنتخب من عام 1997 إلى 2010، وبعد اعتزاله اتجه للتدريب وحقق نجاحات مع أندية صومالية.