ما حكم قراءة القرآن حال لبس الحذاء؟
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
حول قراءة القرآن الكريم في الأماكن العامة أثناء ارتداء الحذاء، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لهذه المسألة، مؤكدة أن القراءة جائزة شرعًا مع مراعاة الطهارة الشخصية والأدب مع كلام الله عز وجل.
قراءة القرآن من أفضل العبادات
تُعد تلاوة القرآن الكريم عبادة عظيمة يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، لأنها سبيل للخشوع ومصدر للعلوم.
كما أوضح الإمام زين الدين المُنَوي أن القراءة أفضل من جميع الأذكار العامة، لما فيها من مناجاة الله والاشتغال بعلمه.
حكم قراءة القرآن حال لبس الحذاء
أكدت الفتوى أن الأمر الشرعي بالقراءة والاستماع للقرآن مطلق، ويشمل جميع الأوقات والأماكن والأحوال إلا ما استثناه الشرع.
وردت النصوص القرآنية والسنية على مشروعية القراءة في كافة الأحوال، مثل:
قوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [العنكبوت: 45]
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤوا القُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ» [رواه مسلم]
وعليه، جازت قراءة القرآن حال ارتداء الحذاء، مع مراعاة أن يكون خاليًا من نجاسة ظاهرة.
الاستئناس بسنة الصلاة بالنعلين
ثبت في السنة النبوية أن الصلاة في النعال الطاهرة جائزة، لما ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ فِيهِمَا قَذَرًا…» [أبو داود، أحمد]، كما أشار الإمام النووي إلى جواز الصلاة في النعال إذا كانت طاهرة.
وبما أن القراءة خارج الصلاة لا تشترط إزالة الحذاء، فإن قراءة القرآن أثناء المشي أو في وسائل المواصلات جائزة شرعًا، بشرط عدم الانشغال الكامل عن الذكر وقراءة القرآن.
لا مانع شرعًا من قراءة القرآن الكريم حال لبس الحذاء، ما دام الإنسان طاهرًا مما يمنع القراءة، كالجنابة، وما دامت نعالُه نظيفة. ومع أن القراءة بدون الحذاء أفضل من باب الأدب مع الله عز وجل، فإن الأمر واسع ويشمل جميع الأماكن والأحوال ما لم يرد دليل استثناء من الشرع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم الحذاء حكم قراءة القرآن قراءة القرآن قراءة القرآن الإفتاء توضح أن القراءة
إقرأ أيضاً:
هل يشترط ستر العورة عند الوضوء بعد الاستحمام؟.. أمين الإفتاء: اعتقاد غير صحيح
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم الوضوء بعد الاستحمام بدون ملابس، مؤكدًا أن هذا السؤال مهم جدًا لتوضيح المفهوم الخاطئ لدى بعض الناس.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن هناك اعتقادًا شائعًا بأن ستر العورة شرط من شروط صحة الوضوء، وهو غير صحيح.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الإنسان يجوز له أن يتوضأ بعد الغسل، حتى لو لم يكن ساترًا لعورته في تلك اللحظة، مشيرًا إلى أن ستر العورة شرط لصحة الصلاة فقط، وليس شرطًا لصحة الوضوء أو التطهر من الحدث الأصغر.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الشرع يبيّن الفرق بين شروط الوضوء وشروط الصلاة، موضحًا أنه لا مانع شرعيًّا من الوضوء بعد الاستحمام بدون ملابس إذا لم يكن الهدف من الوضوء الصلاة مباشرة، طالما أن الوضوء يتم وفق أركانه الصحيحة.
كيف تتعامل المرأة مع الكلام السيئ من زوجها؟.. أمين الإفتاء ينصح بهذا السلوك
محمد أبو بكر: البشعة كفر وخروج عن الملة.. والإفتاء تحسم الجدل
حكم الدعاء على النفس بالموت.. أمين الإفتاء: تمني الوفاة منهيّ عنه شرعا
دار الإفتاء: يجوز إخراج الزكاة مساعدةً لمن أراد الزواج
وأوضحت أن الإسباغ يطلق ويراد به عدة معانٍ منها: الإكمال والتوفية، يُقال: شيء سابغ، أي: كامل وافٍ، ومنه قول الله تعالى: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: 20]، أي: أتمها عليكم. وإسباغ الوضوء: إكماله وإتمامه وتوفيته، كما في "مختار الصحاح" للإمام الرازي (ص: 141، ط. المكتبة العصرية).
وقال الإمام البغوي في تفسيره "معالم التنزيل" (6/ 290، ط. دار طيبة): [قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ﴾ أَتَمَّ وَأَكْمَلَ ﴿نِعَمَهُ﴾] اهـ.
وإسباغ الوضوء بالمعنى المشار إليه -أي: إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل وإبلاغه مواضعه من الأعضاء، بأن يؤتي كل عضو حقه- جاءت به السنة النبوية المطهرة، فعن رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُكَبِّرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَحْمَدَهُ، ثُمَّ يَقْرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ مَا أَذِنَ لَهُ فِيهِ وَتَيَسَّرَ» أخرجه أبو داود والنسائي.
والمكاره: جمع مَكرَهَة: وهو الشيء الذي يكرهه الإنسان ويشق عليه، والكره بالضم والفتح: المشقة، كما في "النهاية" لابن الأثير (4/ 168، ط. المكتبة العلمية).
والمراد بإسباغِ الوضوء على المكاره: أن يتوضأ المكلف متممًا غسل أعضائه، موفيًا مسح رأسه وأذنه، ويمتد مفهوم إسباغِ الوضوء على المكاره ليشمل كل مشقة تعتري المكلف عند إتمام وضوئه، سواء كانت تلك المشقة ألمًا من الماء شديد البرودة في الشتاء القارص، أو في تجاوز حدود الفرضِ في غسل الأعضاء، أو عناء البحث عن ماء الوضوء، أو تحملًا لكلفة شرائه ونحوها.
قال الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 302، ط. دار الكتب العلمية): [وأما قوله: "إسباغ الوضوء على المكاره" الإكمال والإتمام، من ذلك قول الله عز وجل: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ﴾ يعني: أتمها عليكم وأكملها. وإسباغ الوضوء: أن يأتي بالماء على كل عضو يلزمه غسله مع إمرار اليد، فإذا فعل ذلك مرة وأكمل فقد توضأ مرة، وأما قوله: "على المكاره"، فقيل: إنه أراد شدة البرد وكل حال يُكره المرء فيها نفسه على الوضوء، ومنه دفع تكسيل الشيطان له عنه] اهـ.
وعليه: فإن إسباغ الوضوء بإكماله وإتمامه وإعطاء كل عضو حقه يتحقق بالماء البارد والدافئ على السواء، فإذا طرأ ما يسبب مشقة أو أمرًا يكرهه المكلف حين وضوئه -كالوضوء بالماء البارد في الشتاء- وتوضأ على هذه الحال كان ذلك أدعى للثواب الجزيل من الله تعالى.