تعد جزيرة هوكايدو الواقعة في أقصى شمال اليابان بمثابة جنة لعشاق الطبيعة والذوّاقة، والباحثين عن مغامرات مثيرة في أحضان الطبيعة.

وتشتهر جزيرة هوكايدو اليابانية بأجوائها الصيفية، التي لا تقل سحرا عن أجواء الشتاء، كما تتميز بمناظرها الطبيعية الخضراء اليانعة وهوائها الجبلي العليل ووفرة الأنشطة الخارجية فضلا عن المأكولات المحلية الفاخرة وتراثها الثقافي الغني.

سابورو قِبلة للذواقة

تعد سابورو عاصمة هوكايدو، وهي مدينة نابضة بالحياة، حيث يلتقي الابتكار في فنون الطهي بالتقاليد المحلية، وتشتهر سابورو بمأكولاتها البحرية الطازجة ومنتجات الألبان والمأكولات الطازجة من المزرعة إلى المائدة.

ولطالما عُرفت سابورو بكونها قِبلة للذواقة ومحبي تجارب الطعام، حيث تضم المدينة عددا لا يُحصى من المقاهي والمطاعم الأنيقة ومتاجر الرامن، التي تقدم طبق رامن ميسو المميز في سابورو، والذي يتميز بمرق غني وشهي وبمعكرونة سميكة، مما يجعله مثاليا لإعادة شحن الطاقة بعد يوم من الاستكشاف.

ويعد منتزه "شيروي كويبيتو" من أكثر معالم المدينة سحرا، وهو منتزه ترفيهي تديره شركة إيشيا، وأيضا مصنع لبسكويت الشوكولاتة البيضاء المحبوبة في هوكايدو. والمنتزه عبارة عن مصنع للحلويات بهندسة معمارية مستوحاة من الطراز الأوروبي، وحدائق خلابة ومعارض تفاعلية.

ويمكن للزوار مشاهدة عملية التصنيع من خلال نوافذ زجاجية، وتجربة ورش عمل عملية لصنع الكعك والتسوق لشراء حلويات حصرية متوفرة فقط في هوكايدو.

مصنع شوكولاتة في منتزه "شيروي كويبيتو" من أكثر معالم سابورو سحرا (غيتي)

ومن أبرز معالم المدينة سوق سابورو بالجملة، حيث يمكن للمسافرين تذوق المأكولات البحرية الموسمية مثل السلطعون والإسكالوب وبيض السلمون.

كما تقدم المطاعم المحلية وجبة "جينغيسوكان"، وهو طبق لحم ضأن مشوي يُعدّ من الأطباق المحلية المميزة، بالإضافة إلى البارفيه والآيس كريم المصنوع من منتجات الحليب من هوكايدو، وهو مشهور في جميع أنحاء اليابان بطعمه.

مغامرات في نيسيكو

تشتهر منطقة نيسيكو عالميا بثلوجها الناعمة ومنتجعاتها العالمية للتزلج، كما أنها تقدم في الصيف تجارب مختلفة تكشف عن جانب مختلف تماما لهذه المدينة الجبلية. وتقع نيسيكو عند سفح جبل "يوتى" المعروف باسم "إيزو فوجي" لتشابهه مع جبل فوجي الشهير.

إعلان

وخلال الأشهر الأكثر دفئا تتحول المنطقة إلى ساحة لعب لعشاق الأنشطة الخارجية.

تقدم منطقة نيسيكو الجبلية للسياح الفرصة لعيش مغامرات مثيرة (الألمانية)

كما نيسيكو توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة الصيفية المثيرة لجميع الأعمار ومستويات المهارة، من التجديف في المياه البيضاء على نهر "شيريبتسو" إلى المشي لمسافات طويلة على المسارات الخلابة عبر الغابات الجبلية، وركوب الدراجات عبر الأراضي الزراعية المترامية الأطراف.

وتوفر منطقة نيسيكو أيضا فرصا لا حصر لها لإعادة التواصل مع الطبيعة، إذ سيجد عشاق الغولف أيضا ملاعب مصممة بشكل جميل ومحاطة بإطلالات جبلية بديعة.

وتعد المنتجات المحلية من أبرز معالم الصيف في نيسيكو، بحيث تعرض أسواق المزارعين الهليون الطازج والذرة والطماطم وغيرها، وتكون متاحة للتذوق في المطاعم المحلية أو المطاعم من المزرعة إلى المائدة.

وللعائلات والأزواج والمسافرين المنفردين، تعتبر نيسيكو وجهة مثالية للاسترخاء واستعادة النشاط، وتجربة روعة الطبيعة اليابانية.

بحيرة أكان

في أعماق شرق هوكايدو تعد بحيرة أكان ملاذا للطبيعة والتقاليد في آن واحد، إذ تُحيط بها الغابات الكثيفة والجبال البركانية، وتشتهر هذه البحيرة الهادئة بطحالب "الماريمو"، وهي نوع نادر من الطحالب الخضراء الكروية، التي تتكون طبيعيا في مياه البحيرة النقية.

ولا تعد "الماريمو" مجرد تحفة نباتية، بل تمثل أيضا رمزا ثقافيا للمنطقة، يُحتفل به سنويا في مهرجان ماريمو في شهر أكتوبر/تشرين الأول.

في أعماق شرق هوكايدو تعد بحيرة أكان ملاذا للطبيعة والتقاليد في آن واحد (الألمانية)

وإلى جانب جمالها الطبيعي، تعد بحيرة أكان أيضا بوابة ثقافية لتراث شعب الأينو الأصلي في اليابان.

وتعد قرية أينو كوتان القريبة من البحيرة موطنا لأحد أكثر مجتمعات الأينو حيوية في اليابان، ويمكن للزوار استكشاف الحرف التقليدية والاستمتاع بعروض الفولكلور، وحتى تعلم كلمات الأينو الأساسية من خلال المعارض وورش العمل التفاعلية، مما يمثل فرصة نادرة للتفاعل مع ثقافة حية للتاريخ الياباني المكتوب.

أينو كوتان موطنا لأحد أكثر مجتمعات الأينو حيوية ويمكن للزوار استكشاف الحرف التقليدية وعروض الفولكلور (الألمانية)

وبمقدور محبي رياضة المشي التوجه إلى مسارات مخصصة للمشي لمسافات طويلة حول جبلي أوكان وميكان، والتجديف عبر مياه البحيرة الهادئة، والاستحمام في ينابيع المياه الساخنة الطبيعية بإطلالات خلابة على ضفاف البحيرة.

كورنيش هيرافو

وللمسافرين الباحثين عن الخصوصية الفاخرة والتصميم الأنيق والجمال الطبيعي الأخّاذ، يقدّم كورنيش "هيرافو" إقامة لا مثيل لها في قلب منطقة نيسيكو في هوكايدو.

وعلى بعد خطوات من متاجر ومطاعم قرية هيرافو، وعلى بعد دقائق من المنحدرات، يجمع كورنيش هيرافو بسلاسة بين الهدوء الطبيعي والراحة العصرية، مما يجعله خيارا مثاليا لإقامة استثنائية في نيسيكو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

القومي للمرأة يشارك في ختام فعاليات المؤتمر الدولي لصون الطبيعة والموارد الوراثية

شارك المجلس القومي للمرأة في  فعاليات المؤتمر الدولي لصون الطبيعة والموارد الوراثية بعنوان “إنجازات استراتيجية 2030 والرؤى المستقبلية”، والذي نظمته المؤسسة الدولية للعلوم والابتكار والتنمية المجتمعية المستدامة (ISISD) واستضافته جامعة الملك سلمان الدولية بمدينة شرم الشيخ، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث.

شهدت الجلسة الافتتاحية حضور الدكتورة ماريان عازر عضوة المجلس و رئيس لجنة البحث العلمي و التكنولوجيا و الامن السيبراني، والدكتورة علا عادل نائب رئيس جامعة الملك سلمان الدولية لشئون التعاون الدولي نيابة عن رئيس الجامعة، والدكتورة مي علام رئيس المؤتمر ورئيس مؤسسة ISISD، إلى جانب الدكتور حسام شوقي ممثل وزير الزراعة ورئيس مركز بحوث الصحراء.

وخلال الجلسة، أعربت الدكتورة ماريان عازر عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث العلمي المهم، ناقلةً تحيات المستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي للمرأة، وتقديرها للجهود المبذولة في تنظيم مؤتمر يعالج أحد أبرز الملفات المرتبطة بمستقبل الموارد الطبيعية والوراثية وتحقيق التنمية المستدامة لمصر والعالم.

وأوضحت أن مشاركة المجلس تأتي في إطار دوره الوطني كآلية حكومية معنية بتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف مجالات التنمية، بما في ذلك المجال البيئي الذي أصبح جزءًا أصيلًا من سياسات الدولة المصرية. وأكدت اهتمام المجلس بدور المرأة في حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي، ولا سيما في المجتمعات الريفية حيث تمثل المرأة قوة أساسية مرتبطة بالأرض وقادرة على حماية مواردها ونقل معارفها للأجيال القادمة.

كما شددت على أن المجلس عمل خلال السنوات الماضية من خلال لجانه المتخصصة على ترسيخ هذا الدور عبر دعم المرأة الريفية في مجالات الزراعة المستدامة والحفاظ على السلالات المحلية، وتطوير مشروعات قائمة على الموارد الطبيعية مثل النباتات الطبية والعطرية وإنتاج المنتجات التراثية ذات القيمة الاقتصادية. وأضافت أن دور المجلس امتد إلى المشاركة الفاعلة في المحافل الدولية، وفي مقدمتها قمة المناخ COP27 حيث قدم المجلس نموذجًا مصريًا متقدمًا للتمكين البيني للمرأة، إلى جانب عرض مبادراته المتعلقة بالاقتصاد الأخضر والاستخدام المستدام للموارد.

وأكدت الدكتورة ماريان عازر أن موضوع المؤتمر يتقاطع مع أولويات عمل المجلس، حيث ظلت المرأة المصرية شريكًا رئيسيًا في صون المعرفة الزراعية التقليدية والحفاظ على الموارد الوراثية النباتية، فضلًا عن قيادتها لمشروعات صغيرة تعتمد على الموارد البيئية بشكل مستدام. واعتبرت أن المرأة ليست فقط مستفيدة من جهود التنمية، بل ركيزة أساسية في تحقيقها، وشريك فعّال في حماية موارد الوطن.

وفي ختام كلمتها، جددت تأكيد المجلس على التزامه بمواصلة التعاون مع جميع الشركاء والمؤسسات العلمية والبحثية لدعم الجهود الرامية إلى حماية الموارد الطبيعية وتعزيز دور المرأة في هذا المجال، إيمانًا بأن دمج المرأة في مسارات البحث والابتكار والسياسات البيئية والوراثية يمثل خطوة ضرورية لتحقيق رؤية مصر 2030 وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة. كما وجهت الشكر للمؤسسة الدولية للعلوم والابتكار والتنمية المستدامة وجامعة الملك سلمان الدولية والقائمين على المؤتمر.

وفي جلسة أخرى ضمن فعاليات المؤتمر، استعرضت الدكتورة ماريان عازر الدور المحوري للتكنولوجيا المتقدمة في دعم الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التنوع الجيني وصولًا إلى عام 2030.

وأكدت أن التحول الرقمي بات عنصرًا أساسيًا في تتبع الموارد الجينية وضمان الالتزام بالمعاهدات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية التنوع البيولوجي وبروتوكول ناغويا. كما أشارت إلى مجموعة من التقنيات الداعمة للحفاظ على الأنواع، ومنها:
الذكاء الاصطناعي، البلوك تشين، إنترنت الأشياء، البيانات الضخمة، نظم المعلومات الجغرافية، التقنيات الجينومية، لدورها في تحقيق إدارة دقيقة وشفافة للموارد الجينية.

وتطرقت كذلك إلى التحديات الأخلاقية وقضايا الحوكمة المتعلقة بهذا المجال، ومنها ملكية البيانات، والخصوصية، والفجوة الرقمية، مع التأكيد على ضرورة وضع أطر واضحة للاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.

واختتمت بالتأكيد على ضرورة أن يشهد عام 2030 منظومة رقمية عالمية متكاملة لحماية التنوع الجيني، مع تعزيز البنية الرقمية ودعم التعاون الدولي وضمان الاستخدام الآمن والعادل للبيانات الجينية

طباعة شارك القومى للمرأة المجلس القومى للمرأة تمكين المرأة المرأة المرأة المصرية

مقالات مشابهة

  • القومي للمرأة يشارك في ختام فعاليات المؤتمر الدولي لصون الطبيعة والموارد الوراثية
  • عالم متقلب.. من مأساة الطبيعة إلى الفضائح السياسية والجرائم الصادمة
  • هايبكسل تعود بسعر 20 دولار بعد استعادة الحقوق وإطلاق جديد لعشاق ماينكرافت
  • روبيو: المحادثات مع أوكرانيا لا تتعلق بالسلام فحسب بل أيضا باستقلالها
  • تجفيف أكثر من 1000 بحيرة أسماك متجاوزة في الإسحاقي
  • سر غارق منذ 3000 عام… بصمات بشرية على تمثال غامض في أعماق بحيرة| إيه الحكاية ؟
  • تجليات الطبيعة والطفولة في «وعود اليمامة لجسد معطوب»
  • أسئلة الإجازات ودروس الطبيعة
  • شواطئ طور سيناء.. حين يعانق البحر الجبل وتكتب الطبيعة سطورها بين المدّ والجزر