بعد تداول مقاطع "البشعة".. الإفتاء توضح الحكم
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
مع تزايد تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لما يُعرف باسم "البشعة"، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي لهذه الممارسة، مؤكدين أنها لا أصل لها في الشريعة الإسلامية.
البشعة ومكانتها في الشريعة
أكدت دار الإفتاء أن "البشعة" ليست وسيلة شرعية لتحديد السارق أو إثبات أي حق، مشيرة إلى أن الإسلام قد وضع أسسًا واضحة لإثبات الحقوق وإثبات الاتهامات، تعتمد على البينات والإقرارات.
وقال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد إن الطريق الشرعي لإثبات الحق قائم على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ» [رواه الدارقطني]، مضيفًا أن هذا الحديث يرسم الطريق الصحيح للمطالبة بالحقوق أو دحض الادعاءات الباطلة.
وفقًا للفتوى، فإن إثبات الحقوق أو نفي الادعاءات لا يكون إلا عبر الوسائل التي شرعها الإسلام، مثل:
الإقرار: اعتراف الطرف المعني بما وقع عليه من فعل أو حق.
البيّنة: الأدلة والشهود على وقوع الفعل أو الحق.
الحلف باليمين: في حال إنكار الدعوى، حيث يكون على المنكر أن يحلف بما يثبت براءته.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن اللجوء إلى وسائل مثل "البشعة" يُعد من الطرق السيئة التي لا أساس لها في الشرع، ولا يجوز للمسلمين اعتمادها لإثبات الحقوق أو معاقبة الآخرين.
ضرورة الالتزام بالشريعة والبعد عن العادات الضارة
حثت الفتوى على ضرورة التمسك بالطرق الشرعية في إثبات الحقوق والمطالبة بها، وعدم الانجرار وراء الممارسات الشعبية أو العادات الخاطئة التي قد تؤدي إلى ظلم أو إضرار بالآخرين، مشددة على أن الإسلام قد وضع قواعد دقيقة تحفظ الحقوق وتحمي المجتمع من الظلم والتجاوز.
في الختام، البشعة ممارسة لا سند لها في الإسلام، ولا يمكن اعتبارها وسيلة لإثبات الاتهامات أو الحقوق، الطريق الصحيح للمطالبة بالحق هو بالبينات والإقرارات واليمين، وفق ما نصت عليه الشريعة الإسلامية، بما يضمن العدل ويمنع الظلم أو التعسف في التعامل بين الأفراد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البشعة الإفتاء الإسلام جمعة النبي الإفتاء توضح دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أداء صلاة النافلة في جماعة؟.. الإفتاء توضح
هل يجوز أداء صلاة النافلة في جماعة.. فنحن نقوم في بلدتنا بدعوة الناس إلى قيام الليل في جماعة، ونخُصُّ من ذلك بعض الأيام والأزمان المباركة.. . فما حكم ذلك؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية.
وقال الإفتاء فى إجابتها عن السؤال: دعوة الناس إلى الاجتماع إلى قيام الليل في جماعة وسيلة للعبادة وليس عبادة، فلا يعتبر بدعة؛ لأنه من قبيل الدعوة إلى فعل الخيرات والتعاون على البر والتقوى، وهذا شيءٌ مأمورٌ به شرعًا. مع التنبيه على ضرورة التنسيق مع الجهة الموكول إليها رعاية أمر المساجد والإشراف عليها.
حكم صلاة السنن والنوافل في جماعة
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: تسن الجماعة لصلاة الكسوف باتفاق بين المذاهب، وتسن للتراويح عند الحنفية والشافعية والحنابلة، وهي مندوبة عند المالكية، إذ الأفضل الانفراد بها – بعيدا عن الرياء – إن لم تعطل المساجد عن فعلها فيها، وتسن الجماعة كذلك لصلاة الاستسقاء عند المالكية والشافعية والحنابلة، أما عند الحنفية فتصلى جماعة وفرادى عند محمد، ولا تصلى إلا فرادى عند أبي حنيفة، وتسن الجماعة لصلاة العيدين عند المالكية والشافعية.
أما عند الحنفية والحنابلة فالجماعة فيها واجبة، ويسن الوتر جماعة عند الحنابلة وبقية التطوعات تجوز جماعة وفرادى عند الشافعية والحنابلة، وتكره جماعة عند الحنفية إذا كانت على سبيل التداعي، وعند المالكية الجماعة في الشفع والوتر سنة والفجر خلاف الأولى... أما غير ذلك فيجوز فعله جماعة، إلا أن تكثر الجماعة أو يشتهر المكان فتكره الجماعة حذر الرياء.
ويقول الإمام النووي في المجموع شرح المهذب للشيرازي: قد سبق أن النوافل لا تشرع الجماعة فيها إلا في العيدين والكسوفين والاستسقاء، وكذا التراويح والوتر بعدها إذا قلنا بالأصح : إن الجماعة فيها أفضل، وأما باقي النوافل كالسنن الراتبة مع الفرائض والضحى والنوافل المطلقة فلا تشرع فيها الجماعة، أي لا تستحب، لكن لو صلاها جماعة جاز، ولا يقال: إنه مكروه وقد نص الشافعي رحمه الله في مختصري البويطي والربيع على أنه لا بأس بالجماعة في النافلة.
ودليل جوازها جماعة أحاديث كثيرة في الصحيح، منها حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في بيته بعدما اشتد النهار ومعه أبو بكر رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ فأشرت إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام وصفنا خلفه ثم سلم وسلمنا حين سلم» رواه البخاري ومسلم، وثبتت الجماعة في النافلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية ابن عباس وأنس بن مالك وابن مسعود وحذيفة رضي الله عنهم، وأحاديثهم كلها في الصحيحين إلا حديث حذيفة ففي مسلم فقط.
وذكر الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني: يجوز التطوع جماعة وفرادى، «لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل الأمرين كليهما، وكان أكثر تطوعه منفردًا، وصلى بحذيفة مرة، وبابن عباس مرة، وبأنس وأمه واليتيم مرة، وأم أصحابه في بيت عتبان مرة، وأمهم في ليالي رمضان ثلاثا»، والآثار فيها كلها صحاح جياد.
وأكدت دار الإفتاء أنه يجوز للمسلم أن يصلى صلاتى الضحى وقيام الليل أو أى صلاة نافلة أخرى فى جماعة، منوهة بأن صلاة الجماعة ليست قاصرة على الصلوات المفروضة فقط بل يجوز أن يجتمع المصلين ويصلون جماعة فى صلاة النوافل كيفما شاءوا ذلك.