في ذكرى رحيل «الشرير الشيك».. من هو صلاح قابيل؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
ذكرى رحيل الفنان المصري الكبير صلاح قابيل، أحد أبرز وجوه زمن الفن الجميل، الذي تميز بتجسيد أدوار الشر بحرفية جعلت الجمهور يحب أداءه رغم قسوة الشخصيات التي لعبها.. ولا يزال اسمه حاضرا في ذاكرة المشاهدين في مصر والعالم العربي.
ولد محمد صلاح الدين أحمد إبراهيم قابيل في 27 يونيو 1931م بقرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.
انتقلت الأسرة بعد ذلك إلى القاهرة، وهناك التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، حيث بدأ شغفه بالفن من خلال مشاركته في فريق التمثيل المدرسي وتقديمه عددا من العروض على المسرح. التحق لاحقا بكلية الحقوق واستمر فيها نحو ثلاث سنوات، وواصل نشاطه المسرحي خلالها، قبل أن يقرر الاتجاه للفن بشكل كامل عقب وفاة والده، فالتحق بمعهد التمثيل وتخرج فيه، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية.
بعد تخرجه، انضم إلى فرقة مسرح التلفزيون المصري وقدم أول أعماله من خلال مسرحية «الأرض»، ثم شارك في عدد من المسرحيات المهمة مثل: «اللص والكلاب»، «شيء في صدري»، «ثورة قرية»، و«وليلة عاصفة جدا».. ولاحقا انضم إلى فرقة المسرح الكوميدي التابعة لوزارة الثقافة، ليواصل مسيرة فنية ثرية ومتنوعة جعلت اسمه حاضرا بقوة في ذاكرة الفن المصري والعربي.
بدأ مسيرته السينمائية بفيلم «زقاق المدق» عام 1963، ومن ثم توالت أدواره التي بلغ عددها 72 فيلما، بينها أعمال خالدة مثل: «بين القصرين»، «أغنية على الممر»، و«ليلة القبض على فاطمة»، و«البرئ»، «الراقصة والسياسي».
خمسة من أفلامه دخلت قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي: «بين القصرين»، «الجبل»، «أغنية على الممر»، «العصفور»، «البرئ»، لتثبت أنه ليس مجرد ممثل بل علامة فنية لا تنسى.
ولم يقتصر حضوره على السينما، فقد برع في الدراما التلفزيونية أيضا.. وكان لجمهوره موعد دائم مع شخصياته، أبرزها شخصية عثمان هدهد في «ليالي الحلمية»، إلى جانب مشاركته في «دموع في عيون وقحة»، «الحرافيش»، «الفرسان».. وكانت وفاته المفاجئة أثناء تصوير الجزء الخامس من «ليالي الحلمية» صدمة كبيرة للجميع، وسببا في تغيير بعض أحداث العمل.
ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد، فقد ترك بصمة قوية في عالم الإذاعة.. شارك في العديد من المسلسلات الإذاعية، ومن أشهرها: «تفيدة والصياد»، «جريمة في الإكسبريس»، «جراح عميقة"، «الصفقة»، «أوعى المصيدة»، «أمل الأحرار».
خلال مسيرته، حصل صلاح قابيل على عدة جوائز وتكريمات تقديرا لمشواره وإسهاماته، سواء من المسرح القومي أو من مؤسسات فنية وسينمائية داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى تكريمات لاحقة بعد وفاته تعبيرا عن مكانته في تاريخ الفن العربي.
خارج الأضواء، كان رجلا هادئا وعائلته هي ملاذه. تزوج في عام 1961 وأنجب أربعة أبناء «آمال، دنيا، صفاء، وعمرو»، عاش معهم حياة مستقرة.
رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر 1992، عن عمر ناهز 61 عاما إثر إصابته بنزيف مفاجئ في المخ، تاركا إرثا فنيا خالدا سيبقى حيا في ذاكرة الفن العربي إلى الأبد.
اقرأ أيضاًذكرى رحيل الفنانة ماري كويني.. مكتشفة النجوم ورائدة صناعة السينما
ذكرى رحيل «آخر ظرفاء الأدب والصحافة».. كامل الشناوي شاعر قتله الحب
ذكرى رحيل «بنت الشاطئ».. عائشة عبد الرحمن «الخالدة» بإرثها الفكري والأدبي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ذكرى رحيل صلاح قابيل وفاة صلاح قابيل مسلسل صلاح قابيل صلاح قابيل دفن حيا الفنان صلاح قابيل ذكرى رحيل صلاح قابيل ذکرى رحیل
إقرأ أيضاً:
محاذير الدراما ودور الرقابة.. أشرف زكي ومريم نعوم يكشفان الحقائق
ردت الكاتبة مريم نعوم على ما يتردد حول وجود "محاذير درامية"، مشددة على أن صناع الدراما في مصر يتحملون بالفعل مسؤولية اجتماعية تجاه الجمهور والمجتمع، وأنها تتوقع أنه قد يكون قد نوقشت بعض المحاذير الدرامية أو طُرحت ضمن نقاشات ولكن القرار النهائي كان بعدم تفعيل أي منها.
وقالت نعوم، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم على قناة ON، إنها لم تتعرض في أي وقت لتدخل من أي شخص أو جهة فيما تكتبه أو في طريقة معالجتها الدرامية، موضحة أن بعض الأعمال قد يكون لها سقف معيّن لكن خبرتها الطويلة جعلتها قادرة على ممارسة حرية مسؤولة ومتوازنة.
وأضافت أن مسلسل "لام شمسية"، الذي عُرض في شهر رمضان العام الماضي، كان نموذجًا لتعامل رقابي متفهم، حيث لم تُطلب منها أي تعديلات، ولم تُفرض عليها أي توجيهات من أي جهة، مؤكدة أن العمل قُدّم كما كُتب تمامًا دون تغييرات مرتبطة بالرقابة.
أكد المخرج كريم الشناوي من جانبه أنه يتمسّك بالحرية المطلقة في العمل الفني، معتبرًا أن دور صناع الفن هو الانحياز إلى مساحات الإبداع المفتوحة، لأنها وحدها القادرة على إنتاج أعمال مؤثرة، مشيرًا إلى أن أي محاولات أخرى مهما كانت نواياها قد تؤدي في النهاية إلى تقييد الفن والإضرار بجوانب أخرى.
وقال الشناوي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" الذي يقدمه الإعلامي أحمد سالم على قناة ON، إن مسلسله الأخير "لام شمسية" تعرض لانتقادات بزعم إساءته للمجتمع، موضحًا أن الفن يعكس ما هو موجود بالفعل ولا يختلق واقعًا غير موجود.
وتساءل الشناوي عن دور لجنة الدراما بشأن المتداول عن إصدار توجيهات لمسلسلات رمضان 2026 بما يُعرف إعلاميًا بـ "المحاذير الدرامية"، مؤكّدًا أن هناك جهاز رقابي قائم بالفعل في مصر، مضيفًا: هل توصيات هذه اللجنة ملزمة؟ وإن كان الأمر كذلك، فلماذا نحتاج إلى رقابة أخرى؟ مطالبًا بمعرفة تقييم اللجنة للأعمال التي قُدمت خلال السنوات الثلاث الماضية، قائلاً إنه لا يعرف توجه اللجنة أو بوصلتها، وهل دورها الرصد أم الرقابة.
وأضاف أنه كصانع للفن يحتاج إلى فهم سقف حرية الإبداع المتاح، مؤكدًا أن ما جرى تداوله في التسريبات الخاصة بـ "محاذير الدراما" لا يخدم الصناعة، خاصةً وأن التسهيلات التي كانت تقدم لصناع الفن تقل بشكل واضح بينما السقف الرقابي يزداد عامًا بعد عام.
وأكد الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أن ما يتداول بشأن فرض قيود على صناعة الدراما المصرية والمعروفة باسم "محاذير الدراما" لا يستند إلى أي معلومات صحيحة، معلقًا "مش عارف الكلام ده جه منين.. واللي ماسك الرقابة واحد من المبدعين".
وقال زكي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كلمة أخيرة" إن النقابة لم تتلقَّ أي إخطار أو تواصل رسمي بشأن وجود ضوابط أو تعليمات جديدة، متابعًا أن استمرار عرض أعمال جريئة تتناول قضايا حساسة، مثل مسلسل "لام شمسية" للمخرج كريم الشناوي، دليل واضح على عدم وجود أي تضييق على الإبداع.
وأضاف أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يعمل باستقلالية تامة، ويقوده الروائي والمبدع عبد الرحيم كمال، وهو ما يعكس أن الرقابة نفسها تُدار بعقلية فنية واعية تدرك طبيعة العملية الإبداعية وحدودها.
وشدد نقيب الممثلين على أن الدراما المصرية تعيش حالة ازدهار واضحة، قائلاً إن الفترة الحالية تُعد من أفضل المراحل التي تمر بها الصناعة، مع تقديم أعمال مهمة تعكس صورة إيجابية عن المجتمع المصري.