بعد محادثات استمرت 5 ساعات.. لا تسوية بين مبعوثي ترامب و بوتين
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
في وقت رفع فيه مقاتلون روس العلم في مدينة بوكروفسك بمنطقة دونباس التي تشهد معارك عنيفة، أكد الكرملين أن الاجتماع المطول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبعوثيي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يفض إلى أي اختراق، على الرغم من وصف واشنطن المحادثات بأنها "شاملة ومثمرة".
وعقب اللقاء الذي استمر خمس ساعات في موسكو، أعلن كبير مستشاري بوتين، يوري أوشاكوف، أنه لم يتم التوصل إلى أي تسوية، بينما سارع مسؤولون أوكرانيون وغربيون إلى التأكيد بأن الاجتماع يعكس مجددًا غياب نية لدى بوتين لإنهاء الحرب، بل الإصرار على مواصلة التقدّم الميداني.
في المقابل، بدا ترامب أقل تفاؤلاً. فعند سؤاله في واشنطن عن نتائج اللقاء، قال إن المحادثات كانت "جيدة إلى حد معقول"، لكنه اعترف بأنه لا يملك يقينا بشأن إمكانية تحقيق نتائج حقيقية.
وأعلنت الإدارة الأميركية لاحقا أن مبعوثي ترامب، ستيف وينكوف وجاريد كوشنر، سيلتقيان رئيس فريق التفاوض الأوكراني رستم عمروف في ميامي لمواصلة البحث عن مخرج سياسي.
خطة "النقاط الـ28" تنهار مجددًا
كان الاجتماع يُنظر إليه كاختبار حقيقي لجهود ترامب لإحياء مبادرته لإنهاء الحرب، وهي المبادرة التي طالما روج لها خلال حملته الانتخابية قبل أن يعترف مؤخرًا بأنها أكثر تعقيدًا مما توقع. وقد تعثّرت معظم مبادراته السابقة، خاصة بعد رفض بوتين المتكرر لفكرة وقف فوري لإطلاق النار كأساس للتفاوض.
الخطة الأميركية التي بدأت بـ28 نقطة أثارت قلق كييف والدول الأوروبية، خاصة بعدما تبيّن أنها صيغت جزئيًا بالتشاور مع مسؤولي الكرملين وتضمّنت مطالب روسية بارزة، بينها انسحاب أوكراني كامل من دونباس. وعلى الرغم من تعديلها لاحقًا تحت ضغط أوكراني أوروبي، إلا أن موسكو رفضتها عمليًا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الحديث عن "رفض" غير دقيق، لكنه أقرّ بأن "بعض العناصر غير مقبولة لروسيا"، مؤكدًا ضرورة مواصلة العمل، رغم حالة الجمود الواضحة.
مكاسب ميدانية روسية وضغوط اقتصادية
تسيطر روسيا حاليًا على 19% من الأراضي الأوكرانية، وتشهد الأسابيع الأخيرة تقدّمًا بطيئًا لكنه ثابت على الجبهة، في أسرع معدل منذ بدء الغزو الواسع عام 2022. ورغم الخسائر الكبيرة في الأرواح التي تقدّر بأكثر من 1.2 مليون قتيل وجريح خلال أربع سنوات تواصل موسكو عملياتها دون مؤشرات على التراجع.
ويرى محللون غربيون أن بوتين يواصل لعب دور "القوة التي لا يمكن كبحها"، رغم الضغوط الاقتصادية المتصاعدة. فقد اعترف الرئيس الروسي هذا الأسبوع بأن بعض القطاعات شهدت تراجعًا في الإنتاج خلال العام الحالي، وهو ما قد يفرض تحديات مستقبلية على قدرة موسكو على تمويل حرب طويلة الأمد.
صدام أوروبي-أوروبي حول أصول روسيا المجمدةوفي بروكسل، تفجر خلاف حاد بين الاتحاد الأوروبي وبلجيكا حول كيفية استخدام 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة. ورغم أن بروكسل تدفع نحو تسخير هذه الأموال كضمانات لقروض ضخمة لأوكرانيا، فإن بلجيكا التي تحتفظ وحدها بـ185 مليار يورو من تلك الأموال تخشى من معارك قضائية قد تؤدي، بحسب قول مسؤوليها، إلى "إفلاس الدولة البلجيكية".
ورغم تطمينات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، رفضت بروكسل المقترح، معتبرة أن المخاطر القانونية ضخمة وأن دعم أوكرانيا يجب أن يعتمد على قروض سوقية معتادة، لا على أصول قد تُعرض الدول الأوروبية لملاحقات روسية طويلة الأمد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدينة بوكروفسك منطقة دونباس الكرملين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئیس الروسی
إقرأ أيضاً:
تصعيد روسي أوروبي جديد | بوتين يؤكد جاهزية موسكو للحرب .. واتهامات لفرنسا بالسعي للتدخل في الشأن الأوكراني
تواصل الأزمة الأوكرانية إلقاء ظلالها الثقيلة على المشهد الدولي، وسط تصاعد ملحوظ في حدة التصريحات بين روسيا والدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا. وفي وقت يتحدث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد بلاده لأي احتمالات عسكرية قد تطرأ، تكشف أجهزة الاستخبارات الروسية عن مؤشرات تُنذر بتوتر أكبر، بينما تتمسك باريس بنفي الاتهامات. هذا المشهد المتشابك يعكس حجم التعقيد الذي وصلت إليه الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
بوتين: لا نريد الحرب.. لكننا مستعدون لهاأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى "روسيا تنادي!" في موسكو، أن روسيا لا تخطط لخوض حرب ضد أوروبا، مشدداً في الوقت نفسه على أن موسكو ستكون جاهزة «منذ اللحظة الأولى» إذا قررت أوروبا الدخول في مواجهة.
وقال بوتين إن بلاده ستواصل تكثيف الضربات ضد المنشآت والسفن الأوكرانية، مؤكداً أن العمليات العسكرية مستمرة وفق ما تراه القيادة الروسية مناسباً لحماية مصالح البلاد.
وفي سياق آخر، استغل بوتين مشاركته في المنتدى للحديث عن الوضع الاقتصادي، موضحاً أن القطاع المالي الروسي تمكن خلال السنوات الأخيرة من إعادة هيكلة عملياته بنجاح.
وأشار إلى أن روسيا استطاعت استبدال مصادر التمويل الخارجية غير الموثوقة بأخرى محلية، في خطوة اعتبرها دليلاً على مرونة الاقتصاد الروسي وقدرته على مواجهة العقوبات والضغوط الغربية.
في المقابل، أطلق جهاز المخابرات الخارجية الروسي تحذيرات جديدة ضد فرنسا، متهماً إياها بالبحث عن خيارات للمشاركة المباشرة في الحرب الأوكرانية.
وكشف الجهاز معلومات تشير إلى أن الحكومة الفرنسية تنظر في المرسوم رقم 1030-2025، الذي يسمح باستخدام شركات عسكرية خاصة لتقديم الدعم لدول منخرطة في نزاعات مسلحة، في إشارة واضحة بحسب موسكو إلى أوكرانيا.
وقال الجهاز إن "حتى المواطن الأوروبي الأقل خبرة يدرك أن المقصود بهذه الدولة هي أوكرانيا"، معتبراً أن الخطوة تتزامن مع تعزيز باريس وجودها العسكري قرب الحدود الشرقية لأوروبا.
من جانبها، كانت وزارة الخارجية الروسية قد توعدت سابقاً بأن أي وجود عسكري فرنسي مباشر داخل أوكرانيا سيُعامل كهدف مشروع للجيش الروسي.
في المقابل، تواصل باريس نفي هذه الاتهامات، ووصفتها بـ"الادعاءات المضللة" التي تهدف بحسب قولها إلى تشويه موقفها تجاه الأزمة الأوكرانية.
بين تصريحات بوتين وتحذيرات الاستخبارات الروسية وردود باريس المتواصلة، يبدو أن الأزمة الأوكرانية تشهد مرحلة جديدة من التوتر، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب. ومع استمرار الاتهامات والتصعيد الكلامي، تبقى المنطقة الأوروبية أمام سيناريوهات مفتوحة قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في الفترة المقبلة.