خرافة أم حقيقة.. هل تناول جرعة زيت زيتون يومية على الريق مفيد؟
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
تنتشر حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي موجة جديدة تروج لما يُطلق عليه "علاج سحري" يتمثل في تناول زيت الزيتون يومياً على معدة فارغة، حيث يُشار إلى أن له فوائد صحية استثنائية.
بدأت هذه الصيحة الصحية على منصات مثل إنستجرام وتيك توك، حيث يقدم مؤثرون ومستخدمون عاديون تجاربهم الشخصية وإيجابيات استخدام زيت الزيتون بتلك الطريقة.
هناك من يفضل خلط الزيت مع عصير الليمون أو الماء لتسهيل تناوله، بينما يختار آخرون شربه دون إضافات كما لو كان علاجاً دوائياً. ومع ذلك، يرى أطباء وخبراء تغذية أن هذه الادعاءات مبالغ فيها وأن التفسير العلمي للموضوع أكثر تعقيداً مما يبدو على السطح.
على سبيل المثال، تحدثت إحدى مستخدمات تيك توك عن تجربتها الإيجابية قائلة إنها شعرت بشبع أكبر وتناولت وجبات خفيفة أقل بعد الالتزام بهذه العادة، مما ساعدها على تفادي زيادة الوزن رغم استهلاك سعرات حرارية إضافية. من جهتها، أكدت المؤثرة كافيتا تشان أن زيت الزيتون ساعدها في تحسين الهضم وزيادة الطاقة والوضوح الذهني، خاصة عند اختيار الأنواع الغنية بمضادات الأكسدة مثل البوليفينول.
في المقابل، تواجه هذه الصيحة انتقادات وشكوكاً من مختصين ومنصات أخرى. فعلى سبيل المثال، حذر مستخدمو ريديت من أن شرب زيت الزيتون على معدة فارغة قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية وغثيان عند البعض. وأشاروا إلى أن الفوائد المعروفة لزيت الزيتون يمكن الحصول عليها بطرق أكثر أمانًا، مثل دمجه في الطهي أو إضافته إلى وجبات متوازنة بدلاً من تناوله كجرعة مركزة.
الدكتور ويل هاس عبّر عن رأي مشابه واصفاً هذه الظاهرة بأنها "ضجة رقمية أكثر من كونها حلاً عملياً". ولفت إلى أن زيت الزيتون البكر الممتاز يحتوي على دهون صحية ومركبات مفيدة للقلب والبشرة وتقليل الالتهابات، إلا أن استهلاكه بشكل مركز لا يُعد شرطاً للحصول على تلك الفوائد. وحذّر هاس أيضاً من المبالغة في استهلاكه، خصوصاً أن ذلك قد يؤدي إلى استهلاك مئات السعرات الحرارية الإضافية أسبوعياً والتسبب بمشكلات هضمية لدى البعض.
بدلاً من استمرار هذه الممارسة غير العلمية، ينصح هاس بإدخال زيت الزيتون ضمن الوجبات اليومية بطريقة طبيعية ومتوازنة. هذا يساعد في دعم امتصاص العناصر الغذائية وإبقاء النظام الغذائي ضمن مسار صحي دون زيادة غير ضرورية في السعرات الحرارية.
وفي النهاية، يشدد الخبراء على أن الفوائد الغذائية لزيت الزيتون لا تحتاج إلى "موضة" تُروج لها عبر تحديات وسائل التواصل الاجتماعي. الصحة الحقيقية لا تعتمد على الحلول السريعة أو الاتجاهات المؤقتة، بل تتمثل في الاعتماد على نظام غذائي متنوع ومتوازن يتعامل مع الغذاء باعتدال ووعي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي علاج سحري زيت الزيتون معدة فارغة تحسين الهضم مضادات الأكسدة زیت الزیتون
إقرأ أيضاً:
هل يجب دفع الزكاة على عائد الفوائد الشهرية؟.. أمين الإفتاء يجيب
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء، عن سؤال يقول فيه السائل "هل عائد فلوس الفوائد الشهرية مع فلوس المعاش أطلع عليها زكاة؟".
هل يجب دفع الزكاة على عائد الفوائد الشهرية؟وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن الراتب لا زكاة عليه، وكذلك المعاش، وإنما الزكاة تكون على ما يُدَّخر من المال إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول.
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء «واحد بياخد قرش بيصرفه، وواحد بياخد قرشين بيحتاج في البيت قرش واحد، فيدخر جزء، والشهر اللي بعديه يدخر جزء، وبعد فترة يلاقي المبلغ اكتمل وبلغ النصاب، من وقت اكتمال النصاب نعد سنة هجرية، ولو المبلغ ما نقصش عن النصاب يطلع عليه 2.5%».
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن الفوائد نفسها ليس عليها زكاة مستقلة، وإنما النظر يكون إلى أصل المبلغ المودَع إذا كان قد بلغ النصاب.
وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء «لو حاطط مبلغ في البنك وبلغ النصاب، وبتاخد منه فوائد شهرية بتكمّل بيها المعاش، آخر السنة تجمع المتبقي من الأرباح زائد أصل الوديعة، ولو المبلغ على بعضه بلغ النصاب يبقى تطلع عليه الزكاة 2.5%».
فضل الزكاة وإخراجها في وقتها1- إكمال إسلام الإنسان، وذلك لأنّها ركن أساسيّ من أركان الإسلام.
2- طاعة الله عزّ وجلّ وتنفيذ أوامره، وذلك رغبةً وطمعًا في ثوابه.
3- تقوية العلاقات وتثبيت المحبّة بين الغني والفقير،
4- تذكرة النّفس وتطهيرها، والابتعاد عن البخل والشحّ.
5- تربية المسلم على الجود بماله، والعطف على المحتاجين، والكرم.
6- وقاية النّفس من الشحّ، قال تعالى: «ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
7- زيادة الخير والبركة من الله عزّ وجلّ في الأموال.
8- سبب من أسباب دخول الجنّة.
9- تؤدّي الزكاة إلى أن يكون المجتمع متماسكًا، يرحم قويّه ضعيفه.
10 - تنجي من حرّ يوم القيامة.
وردَتْ عقوباتٌ أخرويَّة خاصَّة في الكتابِ والسُّنةِ لمانِعِ الزَّكاة؛ ترهيبًا من هذا الفعل: قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ» (التوبة: 34-35).
الممتنع عن إخراج الزكاة يأتي يوم القيامة ويتحول ماله وكنزه الذي كان يملكه إلى شجاع أقرع -حيّة- له زبيبتان وشكله مفزع يطوقه من شدقيه ويقول له أنا مالك وعزك في الدنيا، كما رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ ءَاتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ – يَعْنِي شِدْقَيْهِ – ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلا «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» الآيَةَ (سُورَةَ آلِ عِمْرَان: 180]).
ودلت الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- على ما دل عليه القرآن الكريم في حق من لم يزك الذهب والفضة، كما دلت على تعذيب من لم يزك ما عنده من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم وأنه يعذب بها نفسها يوم القيامة، فروي عن أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أن النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «تَأْتِي الْإِبِلُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا هُوَ لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَأْتِي الْغَنَمُ عَلَى صَاحِبِهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَقَالَ وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ قَالَ وَلَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ وَلَا يَأْتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ».
عن أبي هُرَيرة رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما مِنْ صاحِبِ ذهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يؤدِّي منها حقَّها إلَّا إذا كان يومُ القيامةِ، صُفِّحَتْ له صفائِحُ من نارٍ، فأُحمِيَ عليها في نارِ جهنَّمَ، فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهرُه، كلَّما برُدَتْ أُعيدَت له، في يومٍ كان مقدارُه خمسينَ ألفَ سَنةٍ، حتَّى يُقضَى بين العبادِ؛ فيُرَى سبيلَه؛ إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النَّار... الحديث».
عقوبة مانع الزكاة في الدنيا
المُمتنع عن إخراج الزكاة يعذبه الله في الدنيا بأمور وهي: بألا يبارك الله له في ماله، ويُسلط عليه الفقر والحاجة، والأمراض، وله في الآخرة عذاب أليم»، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا»، وهذا الحديث يرشدنا إلى أن الله عز وجل يُجّف الخير عن الممتنع عن إخراج الزكاة.