«أموي» يرد على أسئلة المتعاملين مع «الجمارك»: لا رسوم جديدة على المستوردين مع تطبيق «ACI» على الشحنات الجوية
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
نستهدف تقليل زمن وتكاليف الإفراج الجمركي عن البضائع.. للتيسير على شركائنا
دور المستخلص ما زال قائمًا.. لكنه يعمل إلكترونيًا في منظومة موحدة تضمن سرعة ودقة الإجراءات
نظام «ACI» لا يسري على الطرود البريدية أقل من 50 كليو جرامًا
يمكن تطبيق نظام «ACI» على شحنات «إعادة التصدير»
يمكن تعديل بعض البيانات الأساسية قبل الشحن.
5 خطوات للحصول على الرقم التعريفي للشحنة «ACID»
6 أشهر فترة صلاحية رقم «ACID» من تاريخ الإصدار قابلة للتجديد بموافقة الجهات المختصة
يمكن تعديل بيانات الأصناف مثل بند التعريفة الجمركية الفرعى أو بلد المنشأ أو غرض الاستخدام
أكد أحمد أموي، رئيس مصلحة الجمارك، في رده على أسئلة المتعاملين مع مصلحة الجمارك، أنه لا يوجد أي رسوم جديدة على المستوردين مع تطبيق نظام «ACI» على الشحنات الجوية في الأول من يناير المقبل، حيث نستهدف تقليل زمن الإفراج الجمركي عن البضائع للتيسير على شركائنا بما يحقق مستويات أعلى من الشفافية والدقة، موضحًا أن دور المستخلص الجمركي سيظل قائمًا ضمن المنظومة، ولكنه سيتم بشكل إلكتروني كامل، بما يعزز من سرعة ودقة الإجراءات.
أشار أموي، إلى أن نظام «ACI» لا يسري على الطرود البريدية التي تقل عن 50 كيلو جرامًا، ويمكن تطبيقه على شحنات إعادة التصدير، لافتًا إلى أنه يمكن تعديل بعض البيانات الأساسية قبل الشحن، باستثناء ما يتعلق بالمستوردين والمصدرين وإمكانية تعديل بيانات الأصناف مثل بند التعريفة الجمركية الفرعى أو بلد المنشأ أو غرض الاستخدام.
وأوضح أن هناك 5 خطوات أساسية للحصول على الرقم التعريفي للشحنة «ACID»، الذي تمتد فترة صلاحيته إلى 6 أشهر من تاريخ الإصدار قابلة للتجديد بموافقة الجهات المختصة وهي: تسجيل الدخول إلى منصة «نافذة»، واختيار نوع الطلب سواء جهة أمنية أو استعمال شخصي أو تجاري أوصناعي، ثم إدخال بيانات المصدر والمستورد والفاتورة، والتحقق من صحة البيانات، وإرسال الطلب.
وفيما يلي نص الأسئلة والأجوبة:
• ما نظام التسجيل المسبق للشحنات الجوية «ACI»؟
نظام إلكتروني حديث ضمن منظومة التحول الرقمي لمصلحة الجمارك المصرية، يهدف إلى الاطلاع المسبق على بيانات ومستندات الشحنة قبل شحنها من بلد التصدير، على نحو يسمح بتقييم المخاطر بشكل استباقي، وتسريع إجراءات الإفراج الجمركي فور وصول البضائع.
• ما الهدف من تطبيق هذا النظام؟
يستهدف النظام رفع كفاءة منظومة التجارة عبر الحدود، وتحسين ترتيب مصر في مؤشرات الأداء اللوجستي، وتقليل زمن وتكلفة الإفراج الجمركي عن الشحنات، وتعزيز الشفافية والرقابة المسبقة.
• متى بدأ تطبيق النظام؟
بدأ التشغيل التجريبي لمنظومة التسجيل المسبق للشحنات الجوية في 15 مايو 2022، وهي حاليًا متاحة للمستوردين عبر منصة «نافذة» وللمصدرين عبر منصة «كارجو إكس»، والتطبيق الإلزامي في الأول من يناير 2026
• ما أهم مزايا هذا النظام؟
- اختصار زمن الإفراج الجمركي
- توفير بيانات الشحنات قبل وصولها
- تقليل تكاليف الإفراج
- تمكين المتابعة الفورية للشحنات
- الكشف المبكر عن المخاطر
- الحد من التهرب وزيادة الحوكمة على حركة الاستيراد والتصدير
- تحويل المطارات إلى بوابات عبور لا مخازن
• من الأطراف الرئيسيون في تطبيق النظام؟
- المستورد المصري أو وكيله «المخلص الجمركي»
- المصدر الأجنبي
- شركات الشحن أو الخطوط الجوية
• ما متطلبات المستورد أو المستخلص الجمركي؟
- امتلاك حساب مفعّل على منصة «نافذة»
- وجود وحدة توقيع إلكتروني سارية
- الالتزام بإرسال طلب التسجيل المسبق قبل الشحن بوقت كافٍ
• ما متطلبات المصدر الأجنبي؟
- امتلاك حساب مفعّل ومُتحقق منه على منصة «كارجو إكس»
- إدراج بيانات الشحنة والفاتورة إلكترونيًا
- إرسال المستندات المطلوبة قبل الشحن بمدة كافية
• ما المراحل التي تمر بها عملية التسجيل المسبق؟
تنقسم إلى مرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى «قبل الشحن» وتشمل تسجيل البيانات على موقع «نافذة» والحصول على رقم «ACID»
المرحلة الثانية «بعد الشحن» وتشمل رفع البيانات الإلكتروني للمانيفست على منصة «نافذة»
• كيف يبدأ المستورد إجراءات التسجيل المسبق؟
يقوم المستورد أو وكيله بالدخول إلى منصة «نافذة»، وإدراج بيانات الشحنة الأساسية «رقم المصدر الأجنبي، كود بلد التصدير، بيانات البنك، وصف السلعة، البنود الجمركية» قبل ثماني ساعات على الأقل من مغادرة وسيلة النقل.
• ما الذي يحدث بعد تقديم طلب استيراد شُحنة جوية؟
تقوم المنظومة بتقييم المخاطر واستيفاء القيود الرقابية، ثم تصدر رقم تعريف الشحنة «ACID» أو ترفض الطلب مع بيان الأسباب.
• كيف يتم إخطار الأطراف برقم ACID؟
يُرسل النظام رقم التعريف «ACID» إلكترونيًا إلى المصدر الأجنبي والمستورد أو وكيله الجمركي عبر البريد الإلكتروني المسجّل.
• ما أهمية رقم ACID؟
يُعد الرقم هو المرجع الأساسي للشحنة، ويجب أن يُدرج في جميع مستندات الشحن والفواتير، وفي حالة الشحنات المجمعة يُضاف الرقم الضريبي لوكيل الشحن المصري على البوليصة الكلية.
• هل يمكن تعديل البيانات بعد إصدار رقم ACID؟
يمكن تعديل بعض البيانات الأساسية قبل الشحن، باستثناء بيانات المُصدَّر والمستورد.
• ما العقوبة في حالة وجود تضارب في البيانات مثل الوزن أو القيمة؟
تُطبق المادة 71 التي تتضمن غرامة 30 ألف جنيه، تُخفض إلى 15 ألف في حال التصالح.
• ما مدة صلاحية رقم ACID؟
6 أشهر من تاريخ الإصدار، قابلة للتجديد بموافقة الجهات المختصة.
• ما المدة الزمنية المقررة لإرسال قائمة التحقق؟
تلتزم شركات الطيران ووكلاؤها بإرسال قائمة التحقق قبل الإقلاع بحد أدنى أربع ساعات.
• ما دور منصة «كارجو إكس» في هذه المرحلة؟
يقوم المصدر الأجنبي بإرسال بيانات الشحنة إلكترونيًا، بما في ذلك البيانات الرقمية للفاتورة عبر منصة «كارجو إكس»، مع تثبيت رقم ACIDعلى جميع المستندات.
• ما المطلوب من المستورد بعد إصدار رقم ACID؟
يتعيّن عليه تحميل الموافقات الاستيرادية المسبقة، واعتماد المستندات إلكترونيًا بالتوقيع الرقمي لبدء إجراءات التخليص المسبق.
• ماذا تفعل شركات الشحن بعد الإقلاع؟
تقوم برفع بيانات المانيفست الإلكتروني إلى منصة «نافذة» فور الإقلاع للرحلات القصيرة التي تستغرق أقل من 4 ساعات، أو خلال ساعتين كحد أقصى لباقي الرحلات.
• كيف يتم التعامل مع أي تعديلات بعد الإقلاع؟
تقدّم شركات الطيران طلبات تعديل بوالص الشحن عبر المنصة وفقًا لضوابط قانون الجمارك.
• ما هو دور إذن التسليم الإلكتروني؟
يلزم استخدام إذن التسليم الإلكتروني لكل شحنة، حيث يُعد مستندًا أساسيًا للتعامل مع الجهات الجمركية.
• متى تبدأ الجهات الرقابية في الفحص؟
تبدأ الجهات الرقابية في الفحص بعد وصول الشحنة مباشرة، لاستيفاء الإجراءات القانونية والجمركية وفقًا للائحة التنفيذية.
• كيف يتم تسجيل الدخول إلى منصة نافذة؟
يُدخل المستخدم إلى موقع www.nafeza.gov.eg، ثم يختار طريقة الدخول بواسطة الأداة التعريفية (Token) أو بيانات الحساب، ويُفعّل التوقيع الإلكتروني قبل البدء في الإجراءات.
• ما الخطوات الأساسية للحصول على رقم ACID؟
- تسجيل الدخول إلى منصة «نافذة»
- اختيار نوع الطلب (جهة أمنية - استعمال شخصي - تجاري/صناعي)
- إدخال بيانات المصدر والمستورد والفاتورة
- التحقق من صحة البيانات
- إرسال الطلب والحصول على الرقم المبدئي ثم الرقم النهائي
• ما الخطوات الخاصة بطلب الاستعمال الشخصي؟
يقوم المستخدم بإدخال بيانات المصدر الأجنبي ورقم التسجيل وبلد المنشأ وتفاصيل الفاتورة، ثم يُرسل الطلب للحصول على رقم ACID مبدئيًا.
• ما المقصود بطلب تجاري، صناعي، استخدام خاص؟
هو الطلب المعني بتسجيل الشحنات التجارية أو الصناعية، أو استخدام خاص بالمنشأة ويُستكمل فيه جميع بيانات المصدر والمستورد والفواتير والبنود الجمركية وموانئ الشحن والوصول.
• ما الفاتورة الإلكترونية في نظام «ACI»؟
هي مستند إلكتروني يحتوي على بيانات الفاتورة في صيغة رقمية منظمة تُعرف باسم Structured Data، وتُحمّل على النظام مباشرة.
• ماذا لو لم يتوفر لدى المُصدَّر نظام آلي لإصدار الفواتير؟
يمكنه تحميل نموذج Excel Template المتاح على موقع «نافذة»، وإدخال البيانات يدويًا ثم تحويلها إلى صيغة منظمة.
• ما طريقة إرسال الفاتورة عبر «كارجو إكس»؟
يدخل المُصدَّر على «كارجو إكس»، وينشئ ملفًا جديدًا باسم Egypt ACI Envelope، ويُدخل رقم ACID، ثم يُحمّل الفاتورة والبيانات الأخرى.
• ماذا يفعل المُصدَّر بعد تحويل الفاتورة إلى الصيغة المطلوبة؟
يُرسلها عبر «كارجو إكس»، ويمكنه اعتمادها إلكترونيًا أو تعديلها عند الحاجة قبل الإرسال النهائي.
• هل يمكن تعديل بيانات الأصناف بعد تحميلها؟
نعم، يمكن تعديل بيانات الأصناف من خلال المنصة، مثل بند التعريفة الجمركية الفرعى أو بلد المنشأ أو غرض الاستخدام، مع الالتزام بإدخال البيانات الثلاثة معًا لتجنب الخطأ.
• ماذا لو احتوت الشحنة على أصناف محظورة أو تتطلب موافقات مسبقة؟
سيُظهر النظام إشعارًا فوريًا بالبنود المحظورة باللون الأحمر، ولا يمكن التقديم إلا بعد تحميل الموافقات المطلوبة إلكترونيًا.
• كيف يتم تقديم الإقرار الجمركي؟
بعد استكمال البيانات والمرفقات وتوقيعها إلكترونيًا، يُضغط على خيار «تقديم للجمرك»، لتبدأ مرحلة المراجعة الجمركية الآلية.
• كيف يتم التوقيع الإلكتروني على المستندات؟
يُفتح المستند من قائمة المرفقات، ثم يُضغط على «وقّع الملف»، وتُختار وحدة التوقيع الإلكتروني لإتمام العملية، ويمكن تكرارها لبقية المرفقات.
• ما الذي يحدث بعد التقديم للجمرك؟
تُراجع البيانات آليًا من قِبل مصلحة الجمارك، ثم تُستكمل الإجراءات النهائية وفقًا للقانون رقم 207 لسنة 2020، واللائحة التنفيذية رقم 430 لسنة 2021.
• ما دور تكنولوجيا البلوك تشين في النظام؟
تُستخدم لتأمين نقل البيانات والمستندات بين الأطراف دون وسيط، حيث تُخزّن المعلومات في سلاسل بيانات مشفّرة يصعب تعديلها أو اختراقها.
• من الجهة المزودة لخدمة البلوك تشين؟
تتولى شركة «كارجو إكس» تقديم الخدمة من خلال نظام Blockchain Documentation Transaction System (BDTS)
• ما أبرز مزايا استخدام البلوك تشين؟
- الأمان الكامل للمستندات
- الشفافية وسهولة التتبع
- تقليل الحاجة للتعامل الورقي
- الحد من التزوير والاحتيال
• ما أبرز التوصيات لمجتمع الأعمال قبل التطبيق الإلزامي؟
- البدء الفوري في التسجيل على المنصات
- تجهيز وحدات التوقيع الإلكتروني
- تدريب العاملين على النظام
- متابعة تحديثات مصلحة الجمارك ومنصة نافذة
- الاحتفاظ بنسخ إلكترونية منظمة من جميع المستندات
• أين يمكن الحصول على الدعم الفني؟
من خلال مركز دعم منصة «نافذة» أو الخط الساخن لمصلحة الجمارك، كما يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني الرسمي للمنصة.
• هل يمكن تطبيق النظام على شحنات إعادة التصدير؟
نعم، مع الالتزام بإدخال جميع البيانات المطلوبة واتباع نفس الخطوات الخاصة بالشحنات التجارية.
• هل يتطلب النظام تكاليف إضافية على المستوردين؟
لا توجد رسوم جديدة مباشرة، بل إن النظام يسهم في تقليل التكاليف الكلية للإفراج الجمركي.
• هل يمكن الاستغناء عن المستخلص الجمركي في النظام الجديد؟
لا، ما زال دور المستخلص قائمًا، لكنه يعمل إلكترونيًا ضمن منظومة موحدة تضمن سرعة ودقة الإجراءات.
• ما دور الناقل أو وكيل الشحن في المنظومة؟
- إرسال قائمة الشحن الإلكترونية (المانيفست) إلى الجمارك عبر «نافذة»
- تضمين رقم ACID في المانيفست.
- إصدار بوليصة التسليم الإلكتروني.
• ما العقوبة في حالة عدم تضمين رقم ACID في المستندات؟
يتم إعادة الشحنة على نفقة الناقل دون تفريغها أو إنهاء إجراءاتها الجمركية.
• ما الرسالة الأساسية التي يوجّهها النظام لمجتمع الأعمال؟
إن التحول الرقمي في الجمارك هو طريق لتيسير التجارة، وضمان الشفافية، وتسريع الإفراج، وتقديم تجربة أكثر كفاءة وأمانًا لكل الأطراف.
• ما رقم 46 الجمركي؟
هو رقم البيان الجمركي النهائي بعد استكمال كل الإجراءات البنكية والجمركية.
• هل يمكن رفع مستند جديد بعد نموذج 46؟
نعم، فقط إذا طلبه الجمرك رسميًا.
• ما الحالات المستثناة من التسجيل المسبق؟
- الطرود البريدية التي تقل عن 50 كيلوجرامًا
- الجثامين
- الآثار المعادة للبلاد
- الترانزيت المباشر (لا يدخل البلاد فعليًا)
ـ ما يرد للاستعمال الشخصي ويتم شحنه بمعرفة صاحب الشأن داخل صالات السفر في الخارج عن طريق شركات الطيران نظراً للزيادة على الوزن المسموح به.
• هل التسجيل المسبق عبر ACI مطلوب في حالة الشحن السريع؟
نعم، ما لم تنطبق شروط الإعفاء (أقل من 50 كيلوجرامًا)
• ما الإجراء إذا تبين أن الطرد تجاوز الوزن المسموح به؟
يُعتبر مخالفة، ويتم التعامل معه كشحنة تجارية تخضع لمنظومة التسجيل المسبق الجوي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإفراج الجمركي التعريفة الجمركية أحمد أموي رئيس مصلحة الجمارك التوقیع الإلکترونی الإفراج الجمرکی الدخول إلى منصة التسجیل المسبق المصدر الأجنبی بیانات المصدر مصلحة الجمارک ر والمستورد بیانات الم بلد المنشأ یمکن تعدیل إلکترونی ا ل الفاتورة للحصول على قبل الشحن کیف یتم هل یمکن فی حالة الم صد
إقرأ أيضاً:
6 أسئلة حول الجديد في إستراتيجية ترامب للأمن القومي؟
في تغيير جذري عن إستراتيجية الأمن القومي الأميركي لعام 2022 التي دعت إلى تعزيز الديمقراطية في ظل النظام العالمي الحالي، نشرت إدارة الرئيس دونالد ترامب، أمس الجمعة، إستراتيجية جديدة شددت على مبدأ عدم التدخل ووضع "أميركا أولا".
وتصدر كل إدارة أميركية تقريبا إستراتيجية للأمن القومي، تعد بمثابة البيان الأشمل الذي يُعرف كيف ترى الولايات المتحدة العالم، وما تعتبره تهديدا أو فرصة، وما الأدوات التي تعتزم استخدامها لحماية مصالحها.
ويعود هذا التقليد إلى قانون الأمن القومي لعام 1986، الذي ألزم البيت الأبيض بتقديم وثيقة دورية إلى الكونغرس تشرح التوجهات الكبرى للسياسة الخارجية والدفاعية، وتعتبر مرجعا لتحديد أولويات الإدارة الأميركية، سواء بما يتعلق بتحديد الخصوم أو شكل استخدام القوة العسكرية أو دور التحالفات.
ولا يعد إصدار إستراتيجية جديدة أمرا روتينيا بالنسبة إلى الإدارات الأميركية، بل تكشف عن التحول في نظرة الولايات المتحدة لطرق صياغة مكانها في النظام العالمي.
1- ما أبرز التغيرات في الإستراتيجية الجديدة؟تكشف إستراتيجية ترامب الجديدة عن قطيعة نسبية مع النهج الذي ساد منذ نهاية الحرب الباردة وحتى النسخة الأولى من "أميركا أولا" خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب عام 2017.
فبدلا من الانطلاق من فكرة قيادة أميركية لنظام دولي ليبرالي يرتكز على توسيع التحالفات والمؤسسات متعددة الأطراف، تنطلق الوثيقة من فكرة أن العالم مؤلف من دول قومية ذات سيادة، وكل دولة معنية أولا بحماية حدودها وهويتها ومصالحها الاقتصادية.
وفي هذا السياق، حمّلت الإستراتيجية الجديدة ما تصفه بـ"نخب السياسة الخارجية" مسؤولية تبديد القوة الأميركية في حروب طويلة بالشرق الأوسط، وفي التوسع غير المدروس للالتزامات الأمنية في أوروبا وآسيا، وفي التهاون مع آثار العولمة على الطبقة الوسطى الأميركية.
إعلانويتمثل التغيير الأبرز في أن "قضية الهجرة" صارت في قلب مفهوم الأمن القومي، رابطة بين أمن الحدود، والجريمة المنظمة، والمخدرات، والضغط على الهوية الثقافية الأميركية، لتضع هذا الملف في مرتبة تهديد لا تقل عن منافسة القوى الكبرى، معلنة أن "عصر الهجرة الجماعية يجب أن ينتهي".
كما تعيد الإستراتيجية تعريف السياسة الخارجية كامتداد مباشر لبرنامج داخلي اقتصادي واجتماعي يقوم على إعادة التصنيع، واستعادة الهيمنة في مجال الطاقة، وتقليص الاعتماد على الخصوم في التكنولوجيات الحساسة وسلاسل التوريد.
2- كيف تتعامل مع الشرق الأوسط؟بالنسبة إلى الشرق الأوسط، تتعامل الوثيقة الجديدة معه بوصفه "إقليما تراجعت ضروريته الإستراتيجية للولايات المتحدة" دون أن يفقد أهميته بالكامل.
وفسرت ذلك بأن حاجة واشنطن إلى نفط المنطقة تراجعت مع تحولها إلى منتج ومصدّر للطاقة، بالإضافة إلى أن الشرق الأوسط "لم يعد ذلك المصدر الدائم للإزعاج والمصدر المحتمل لكارثة وشيكة كما كان. بل إنه يظهر الآن كمكان للشراكة والصداقة والاستثمار وهو اتجاه ينبغي الترحيب به وتشجيعه"، حسب الإستراتيجية.
مع ذلك أكدت أن إمدادات الطاقة العالمية، وأمن إسرائيل، وحرية الملاحة عبر مضيق هرمز وباب المندب والبحر الأحمر، ما زالت تُعتبر "مصالح حيوية" تستوجب حضورا عسكريا وسياسيا أميركيا.
واعترفت الإستراتيجية بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال معقدا، لكنها أشادت بسعي ترامب نحو السلام من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بقطاع غزة في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما اعتبرت أن إيران خسرت الكثير من قوتها في المنطقة جراء حرب الـ12 يوما في يونيو/حزيران الماضي، مصورة طهران بأنها "تهديد يجب احتواؤه لا استئصاله".
وذكرت الإستراتيجية أن مكافحة التطرف بالمنطقة يكمن بتخلي واشنطن عن سياساتها القديمة التي قادتها إلى حربي العراق وأفغانستان، أو المتمثلة بالضغط على الدول لتغيير نظام حكمها.
3- ما موقع أميركا اللاتينية؟تضع الإستراتيجية الأميركية الجديدة نصف الكرة الغربي، وتحديدا أميركا اللاتينية والكاريبي، في مرتبة متقدمة على بقية الأقاليم، معتبرة أن القرب الجغرافي يجعل الاستقرار في هذه المنطقة امتدادا مباشرا للأمن القومي الأميركي.
وتعتمد الوثيقة على إعادة إحياء صريحة تقريبا لـ"مبدأ مونرو"، الذي أعلنه الرئيس جيمس مونرو عام 1823، ونصّ على رفض أي تدخل أو توسع للقوى الأوروبية في الأميركيتين، مقابل امتناع الولايات المتحدة عن التدخل في الشؤون الأوروبية. ومع الزمن، تحوّل هذا المبدأ إلى قاعدة تَعتبر بموجبها واشنطن أن الأميركيتين "مجال نفوذ حصري" لا تُقبل فيه أي قوة عسكرية أو اقتصادية منافسة.
وفي الإستراتيجية الجديدة، يُعاد استخدام هذا المنطق، إذ تُحذّر الوثيقة من محاولات الصين وروسيا بناء نفوذ اقتصادي أو أمني داخل أميركا الجنوبية والكاريبي، وتربط ذلك مباشرة بمخاطر على الأمن الداخلي الأميركي، سواء عبر شبكات المخدرات أو الهجرة أو الاستثمارات التي قد تمنح بكين وموسكو مواطئ قدم دائمة في المنطقة.
لهذا، تتحدث عن تعزيز الوجود البحري الأميركي في البحر الكاريبي، وتوسيع التعاون الاستخباراتي مع دول المنطقة، وتكثيف الضغوط السياسية والاقتصادية على أنظمة تُعتبر "معادية"، وعلى رأسها فنزويلا.
إعلان 4- كيف تغيّرت النظرة إلى الصين؟تبدلت زاوية النظر إلى الصين في الإستراتيجية الأميركية الجديدة، فالوثيقة لا تقدم العلاقة مع بكين على أنها مواجهة أيديولوجية بين "الديمقراطية والاستبداد" كما جاء في إستراتيجيات سابقة، بل بوصفها علاقة تعتمد على رهانات طويلة على الاقتصاد والصناعة والتكنولوجيا.
واعتبرت الإستراتيجية الجديدة أن التحدي الصيني "اختلال في ميزان القوة الاقتصادية" من خلال التقدم السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات والسيطرة على سلاسل التوريد والمعادن النادرة والمواد الخام، ساعية إلى إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية، بحيث لا تعتمد الولايات المتحدة في صناعاتها على الصين، مع تشجيع نقل الإنتاج إلى داخل أميركا أو دول "قريبة وصديقة".
في الوقت نفسه، لا تغيب الحسابات العسكرية تماما، إذ تشدد الإستراتيجية على ضرورة ردع أي محاولة صينية لفرض أمر واقع جديد بشأن تايوان، باعتبار أن السيطرة على هذه المناطق تعني عمليا قدرة بكين على خنق التجارة العالمية.
5- ماذا عن أوروبا؟وبشأن الدول الأوروبية، تعتمد الإستراتيجية لغة هجومية غير معتادة تجاه حلفاء تقليديين. فهي تصف القارة بأنها تعاني "شيخوخة ديموغرافية" و"أزمة هوية".
وبخلاف الخطاب الأميركي الكلاسيكي الذي يقدم أوروبا كامتداد طبيعي للغرب السياسي، تتحدث الوثيقة عن احتمال "محو حضاري" إذا استمرت سياسات استقبال اللاجئين وتراكم القيود التنظيمية على الاقتصاد، وتضع هذا التوصيف في سياق تبرير مراجعة عميقة لدور الولايات المتحدة داخل القارة.
وكذلك تدعو الأوروبيين إلى تحمل المسؤولية الرئيسية عن دفاعهم، ورفع الإنفاق العسكري إلى مستويات أعلى بكثير مما هو متعارف عليه في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما تشكك في جدوى التوسع المستمر للحلف، وفي اعتباره تحالفا يمكن توسيعه بلا سقف جغرافي أو سياسي.
ولمّحت إلى أن دور واشنطن لن يبقى "مظلة مفتوحة" بلا شروط، بل سيخضع لمعادلة أكثر صرامة تتلخص بأنه "من يدفع أكثر، ويحمل عبئا أكبر، يحظى بالتزام أمتن".
تجسّد الإستراتيجية الحالية صياغة مكتملة لعقيدة "أميركا أولا"، حيث يُعاد ترتيب سلم الأولويات على النحو الذي يضع أمن الحدود، وإعادة بناء الطبقة الوسطى، وتعزيز القاعدة الصناعية والتكنولوجية في صدارة الاهتمامات، بينما تُعاد هيكلة الالتزامات الخارجية بما يخدم هذه الأهداف.
ويتضح ذلك في التركيز على نصف الكرة الغربي بوصفه "المجال الحيوي" للولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن إلى منع أي اختراق صيني أو روسي، مع إشارة واضحة إلى استعدادها لتوسيع حضورها البحري والعسكري في أميركا اللاتينية والكاريبي تحت عنوان مكافحة المخدرات والجريمة العابرة للحدود.
في المقابل، تتعامل الإستراتيجية مع آسيا من زاوية مزدوجة: المحيط الهادي كساحة ردع عسكري ضد الصين، والهند ودول جنوب شرق آسيا كسوق بديلة تتيح فك الارتباط الجزئي عن الاقتصاد الصيني.