تصاعد القتال في ولايات كردفان ومسيّرات الطرفين تستهدف قافلة
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
جاء التصعيد بعد تقارير عن قصف استهدف روضة أطفال في بلدة كلوقي بولاية جنوب كردفان، بالتزامن مع اتهامات من «الدعم السريع» للجيش بقصف قافلة إنسانية مكوّنة من 39 شاحنة في شمال كردفان..
التغيير: الخرطوم
تصاعدت وتيرة القتال في ولايات كردفان، بعدما شهدت المنطقة هجمات متبادلة بالطائرات المسيّرة طالت قافلة مساعدات لبرنامج الأغذية العالمي وروضة أطفال، في وقت حذّرت فيه الأمم المتحدة من أن السودان يواجه خطر موجة جديدة من الفظائع.
وجاء التصعيد بعد تقارير عن قصف استهدف روضة أطفال في بلدة كلوقي بولاية جنوب كردفان، بالتزامن مع اتهامات من «الدعم السريع» للجيش بقصف قافلة إنسانية مكوّنة من 39 شاحنة في شمال كردفان.
وشهدت منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان بالسودان هجوماً دامياً نفذته طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع يوم الخميس، 4 ديسمبر 2025، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.وأمس السبت، أفادت تقارير محلية بأن مسيّرة تابعة لـ«الدعم السريع» قصفت روضة أطفال في كلوقي، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا، بينهم أطفال، في هجوم أثار موجة تنديد واسعة ومخاوف من توسع دائرة العنف ضد المدنيينوأكدت «قوات الدعم السريع» في بيان أن مسيّرة تابعة للجيش السوداني قصفت قافلة مساعدات إنسانية لبرنامج الأغذية العالمي في ولاية شمال كردفان.
وقالت إن القافلة كانت تحمل مساعدات غذائية عاجلة للأسر النازحة التي تعاني انعدام الأمن الغذائي، معتبرة الهجوم «استمراراً لنهج الاستهداف الممنهج للقوافل الإنسانية» و«خطراً على عمليات إيصال الإغاثة».
وحذرت القوات في بيانها من أن الاعتداءات المتكررة على المنظمات الدولية العاملة في الإقليم ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتضاعف معاناة المدنيين.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات أممية من احتمال انزلاق السودان إلى موجة جديدة من الفظائع، مع اتساع رقعة القتال في ولايات كردفان واستمرار الهجمات التي تطال المدنيين والمنشآت الخدمية وقوافل الإغاثة.
ويشهد السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023 تدهوراً واسعاً في الأوضاع الأمنية والإنسانية، مع اتساع رقعة القتال إلى ولايات عدة، واستمرار الهجمات التي تطال المدنيين والبنية التحتية وقوافل المساعدات، ما فاقم معاناة السكان وعمّق حالة الانهيار في الخدمات الأساسية.
الوسومالطيران المسير برنامج الأغذية العالمي حرب الجيش والدعم السريع كردفان كلوقيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الطيران المسير برنامج الأغذية العالمي حرب الجيش والدعم السريع كردفان كلوقي الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الهجرة الدولية: ازدياد عدد النازحين من كردفان جراء انتهاكات الدعم السريع
أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح قرابة 450 شخصا الجمعة الماضي فقط، من مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان السودانية، بسبب تفاقم انعدام الأمن مع تصاعد انتهاكات قوات الدعم السريع.
وقالت المنظمة الدولية أمس الأحد -في بيان- إن الفرق الميدانية المعنية بتتبع حركة النزوح قدّرت في 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أن ما بين 350 و450 شخصا نزحوا من كادوقلي، بسبب تفاقم انعدام الأمن.
وأضاف البيان أن الأشخاص نزحوا إلى مواقع متفرقة في محافظتي أبو زبد بغرب كردفان، وشيكان في الشمال.
وفي معرض وصفها للوضع الراهن، قالت المنظمة إنه متوتر ومتقلب للغاية. وأشار البيان إلى أن آلية تتبع النزوح ستواصل مراقبة التطورات عن كثب.
وتعاني كادوقلي من حصار تفرضه الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو منذ الشهور الأولى للحرب، وهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيرة.
ولا توجد إحصائيات عن عدد الأهالي في كادوقلي، لكنها شهدت موجات نزوح كبيرة على فترات إلى الأطراف والمناطق المحيطة.
ووفق تقديرات أممية، فرّ أكثر من 41 ألف شخص من العنف المتصاعد في ولايتي شمال كردفان وجنوب كردفان خلال الشهر الماضي.
وفي وقت سابق، قال شيلدون ييت ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) بالسودان إنه تأكد حدوث مجاعة في كادوقلي.
ووفق تقارير ميدانية فإن قوات الدعم السريع ارتبكت مؤخرا مذبحة في مدينة راح ضحيتها 114 قتيلا بينهم عشرات الأطفال.
من جهتها، أعربت منظمات حقوقية ودولية عن إدانتها الشديدة للحادث، مؤكدة أن استهداف الأطفال داخل مدارس وروضات يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الطفل، داعين إلى حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
خارطة السيطرة
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أسابيع، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع ضمن الحرب الدائرة بينهما منذ أكثر من عامين ونصف.
إعلانومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر الدعم السريع على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور حيث ما تزال في قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية جراء حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اندلعت منذ أبريل/نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، مما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.