بدأ مجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية الخامس عشر»، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بجامعة عين شمس بندوة أولية بعنوان: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»؛ حيث يقام هذا الأسبوع تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإشراف فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، أ.

د محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية. 

البحوث الإسلامية: انطلاق قافلة واعظات الأزهر إلى الواحات البحرية

شارك في هذه الندوة التي شهدت تفاعلًا كبيرًا من جانب الطلاب والطالبات فضيلة الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة، وفضيلة الشيخ يوسف المنسي، عضو الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة، وأدارها الدكتور محمد ورداني، مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية.

وأكد فضيلة الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة، في مستهل حديثه، أن الحضارة الغربية الحديثة قامت على أسس إسلامية خالصة في التفكير والعمل، هذا الأساس تجلى بوضوح من خلال ما جاء به الإسلام من بث الروح النقدية والتحول إلى منهجية البحث العلمي، وإعمال العقل في كل شيء، وتبني مبدأ الملاحظة والتجربة كمنهج أصيل للتحقق من الحقائق، مشيراً إلى أن انبهار الشباب بالحضارة الغربية يجب ألا يكون غاية، بل نقطة انطلاق تدفعهم نحو التفكير النقدي والنظر العميق في أصول هذه الحضارة ومنجزاتها الإيجابية، محذرا من المفهوم الخاطئ الذي يرى في تقليد الجوانب السلبية للمجتمعات الغربية دليلاً على التحضر، مؤكداً أن هذا الانفلات القيمي الذي بدأ يظهر في مجتمعنا هو نتيجة مباشرة لـ "التغريب" والابتعاد عن منظومتنا العربية والإسلامية الأصيلة، وعلى المجتمع بأكمله ضرورة التكاتف والعمل المشترك من أجل بناء وعي جمعي يعزز هويتنا ويحافظ على قيمنا وأخلاقنا في وجه التحديات الثقافية المعاصرة.

وبين أمين اللجنة العليا للدعوة، أن هناك ثلاثة أنواع رئيسة للتغريب تشكل تهديدًا مباشرًا للهوية والقيم، أول هذه الأنواع هو التغريب الفكري، الذي يعمل على تفكيك تراثنا العلمي والفكري من خلال عزل النصوص عن سياقها الأصيل بهدف زعزعة اليقين وتقويض المرجعية، كما في حادثة الإسراء والمعراج لفك الارتباط الروحي للمسلمين بالصلاة وإضعاف مكانتها كعماد لهذا لدين، أما النوع الثاني فهو التغريب الاجتماعي، الذي يستهدف تفكيك الأسرة القائمة على العلاقة الشرعية، ذلك لأن الأسرة هي سر قوة المجتمع وخط الدفاع الأول ومصنع الأجيال الحافظة لقيمه، والنوع الثالث هو التغريب الفني، حيث تحول المنتج الفني والمنصات إلى أداة لتجريف أخلاق الشباب تدريجيا، من خلال دفعهم نحو الإشباع المطلق للغرائز والترويج للثقافة الاستهلاكية، على حساب ضبط النفس وقيم العفة التي يرتكز عليها المجتمع.

التحذير من الأساليب المكررة التي تتبعها حركات الاستغراب والاستشراق

من جانبه، حذر فضيلة الشيخ يوسف المنسي من الأساليب المكررة التي تتبعها حركات الاستغراب والاستشراق، والتي تتمثل في الاستغلال الخاطئ والانتقائي لبعض المفاهيم والنصوص الدينية التي تتطلب تأويلاً شرعيًا عميقًا، مثل استغلال حديث "استفتِ قلبك" بطريقة خاطئة، لجعله ذريعة لفتح الباب أمام غير المؤهلين شرعا للتجرؤ على الحديث في الدين والاجتهاد في الأحكام، والهدف من هذا الاستغلال هو إحداث قطيعة معرفية بين عامة المجتمع والعلماء الراسخين والذين هم أهل الاختصاص مما يمهد الطريق لـسهولة السيطرة على الأفراد ونشر الانحلال القيمي والأخلاقي، ونبيه فضيلته على الشباب أن يعلموا أن المفاهيم الشرعية تقتضي وتستلزم امتلاك الأدوات الشرعية اللازمة للاستنباط والفهم الصحيح، وليس ترك الأمر للأهواء والتفسيرات السطحية.
واختتم الدكتور محمد ورداني، بتوجيه الشباب إلى ضرورة بناء مناعة ويقظة فكرية قوية، وهذه المناعة تبدأ من خلال التساؤل النقدي الدائم عن كل ما يتلقونه، وطرح السؤال الجوهري: "هل هذا الشيء يطابق منظومة قيمنا وثوابتنا الأصيلة أم يتعارض معها؟" وعدم التعامل السطحي للأمور أو الانجراف في المستنقعات الفكرية التي تكون مهلكة لطاقات الشباب وتلقي بهم في طريق الضياع، مشددًا على أهمية تأصيل خشية الحرام في القلوب كرقابة داخلية دائمة في الإقبال على أي شيء، لأن هذا هو المؤشر الذي نحتاجه في حياتنا، مشيرًا إلى أن شبابنا يواجه اليوم تحديات تغريب متنوعة وخطيرة تستهدف الفرد والأسرة والمجتمع على حد سواء، مما يستلزم التحلي بالمسؤولية الكاملة لتكون القيم هي بوصلة اتخاذ القرار في هذا العصر المفتوح.

ومن المقرر أن تستمر فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية خامس عشر» والذي يحمل شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، بخطة شاملة على مدار خمسة أيام تبدأ من الأحد ٧ ديسمبر وحتى الخميس ١١ ديسمبر، في مختلف كليات جامعة عين شمس، بمجموعة من المحاول تشمل: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»، و«محاولات تغريب المرأة وسبل ومواجهتها»، و«أزمة الشباب بين التطرف والانحلال»، «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، و«بناء الشخصية السوية ودوها في مواجهة التغريب».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية مجمع البحوث الإسلامية أسبوع الدعوة الإسلامية التغريب شيخ الأزهر اللجنة العلیا للدعوة البحوث الإسلامیة من خلال

إقرأ أيضاً:

انطلاق فعاليات المشروع القومي البرامج التوعوية للنشء بالمنيا

تتابع مديرية الشباب والرياضة بمحافظة المنيا ، برئاسة مندي عكاشة وكيل الوزارة ، إستمرار فعاليات المشروع القومي لتنمية النشء ، والذى تنفذه وزارة الشباب والرياضة "الادارة المركزية لتنمية النشء " الإدارة العامة للبرامج والأنشطة إدارة الرحلات والمعسكرات .

 

ففي اولى محطات المشروع القومي لتنمية النشء ، بمركز شباب صفط الشرقية  ، بمشاركة اكثر من ( ١٠٥)  طليع وطليعة ، من اعضاء مركز الشباب وطلائع شعب أندية المناخ والبيئة ، وأندية العلوم ، والذكاء الإصطناعي، هذا وقد بدأت  فاعليات المشروع ، بتنفيذ طابور العلم والقاء تحية العلم ، البدء بآيات من الذكر الحكيم ، تقديم بعض كلمات الترحاب من مديرية الشباب والرياضة ، وكلمة وزارة الشباب والرياضة ، تنفيذ ورش ترفيهية و ترويحية وتقديم العاب شعبية (  شد الحبل ، و الكراسي الموسيقية  وسباق الجري ، والعاب بالأطواق ، والأقماع) ، تنفيذ ورش عمل عن التنمية البشرية وكيفية تحقيق الذات ، من خلال وضع الأهداف بعيدة وقصيرة المدى .

 

إدارت الورشة اميرة عبدالفتاح ، مدرب دولي معتمد، تنفيذ ورشة عمل فنية وابداعية ، تنفيذ ورش عمل تفاعلية من خلال صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي وعلاج الإدمان ، جاء ذلك بتوجيهات كلٍ من ، مندى عكاشة  وكيل الوزارة مدير عام المديرية ، دكتورة سوسن فرغلي  وكيل المديرية لشئون  الشباب  ، عبير محمد حسان  مدير عام إدارة تنمية النشء.

 

جديرا بالذكر ، أنه قد انطلقت ، اليوم الثلاثاء،  ٩ ديسمبر 2025 ، خامس محطات مبادرة سند للتوعية المالية بمحافظة المنيا ، للتوعية بأهمية الشمول المالي وريادة الأعمال ، والتي تستمر حتى منتصف الشهر الجاري ، والتي أقيمت بقاعة مديرية الشباب والرياضة بالمنيا ، بحضور أكثر من ١٥٠ عضو وعدد من القيادات التنفيذية ، وقيادات البنك ، والمديرية بالمحافظة ، وقيادات كيان سند شباب الصعيد، وذلك بالتعاون مع البنك الزراعي المصري وكيان سند شباب الصعيد.

 

وذلك في إطار جهود وزارة الشباب والرياضة ، وكيان سند شباب الصعيد ، لتعزيز وعي الشباب بالتنمية والإبتكار، تنطلق فعاليات ورشة عمل "مبادرة سند للتوعية المالية" بمحافظات الصعيد ، ضمن سلسلة الورش التدريبية التي تنفذها المبادرة ، لرفع وعي الشباب بأساسيات ريادة الأعمال والثقافة المالية.

 

دارت محاور الندوة عن أساسيات إنشاء المشروعات وريادة الأعمال ، الثقافة المالية والتثقيف الشخصي للشباب ، أهمية التوعية المالية ، النصب الاليكتروني وكيفية مواجهته ، وتقام الندوات بقاعات مراكز الشباب والمديريات ومكتبة مصر وذلك من الساعة ١٠ ص إلى ٢ ظهرا طبقا للجدول المرفق، وتقدم مجموعة من المميزات للمشاركين فى الندوات ، منها ، عمل فيزا ميزه مجانية ،  وكذلك فتح حسابات وعمل محفظة الكترونية بالمجان،  وشهادات للحضور معتمده من البنك الزراعي،  وسند شباب الصعيد .

 

تهدف المبادرة ، إلى تمكين الشباب من المساهمة الفعالة في الإقتصاد الحديث، وتنمية مهاراتهم ، من خلال ورش عمل وبرامج توعوية وتدريبية تفاعلية ، تُنظَّم في مختلف المحافظات، بما يواكب رؤية مصر 2030 ، كذلك تعزيز دور الشباب في دعم مسارات التنمية المستدامة ، ونشر ثقافة الوعي المالي والإبتكار كأدوات لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارًا، بالتعاون مع البنوك المصرية.

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية» تشارك في مؤتمر الأوقاف بكوسوفو
  • فوز دمياط بلقب عاصمة الابتكار الأخضر وانطلاق أسبوع الاستدامة
  • انطلاق فعاليات المشروع القومي البرامج التوعوية للنشء بالمنيا
  • التعاون الإسلامي تُنظّم منتدى "تطوير التكنولوجيات في مجال الثقافة" ضمن فعاليات أسبوع باكو الإبداعي 2025
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد انطلاق فعاليات أسبوع أبوظبي المالي 2025
  • رئيس اللجنة العلمية الاستشارية العليا بوزارة الشباب والرياضة يكشف أهمية الكود الطبي
  • "التراث المشترك بين المدارس الإسلامية".. ضمن فعاليات جناح مجلس حكماء المسلمين
  • وزير الشباب يجتمع باللجنة العليا لتغذية الرياضيين
  • وزير الشباب والرياضة يجتمع باللجنة العليا لتغذية الرياضيين