صدمة داخل جيش الاحتلال.. أرقام الانتحار تكشف عمق جراح حرب غزة
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
تسببت وثيقة جديدة صادرة عن مركز البحث والمعلومات التابع للكنيست في إثارة حالة من الهلع داخل الأوساط الإسرائيلية، بعدما كشفت أرقامًا صادمة حول ارتفاع غير مسبوق في حالات الانتحار داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع حرب غزة.
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن حالة قلق واسعة داخل المؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل، عقب نشر الوثيقة التي تضمنت معطيات صادمة حول ارتفاع أعداد حالات الانتحار في صفوف الجيش منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول / أكتوبر 2023، التقرير الذي وصف داخل الاحتلال الإسرائيلي بأنه "جرس إنذار خطير"، أعاد فتح النقاش حول الضغوط النفسية التي يتعرض لها الجنود، والقصور الواضح في منظومة الدعم النفسي داخل الجيش.
وبحسب ما أوردته "معاريف"، وثقت الوثيقة انتحار 124 جنديا من الخدمة الإلزامية والدائمة والاحتياط النشط خلال نحو ثماني سنوات، مع استثناء الحالات التي وقعت بعد التسريح، وأشار التقرير إلى زيادة لافتة في معدلات انتحار جنود الاحتياط منذ بدء الحرب، بمعدل يصل إلى حالة واحدة شهريًا، وهو رقم أثار صدمة داخل لجنة الأمن والخارجية في الكنيست.
وأظهرت البيانات أن الغالبية الساحقة من المنتحرين هم من الذكور، بينما كشفت المعطيات المتعلقة بطبيعة الخدمة أن المقاتلين لم يشكّلوا الأغلبية قبل الحرب، لكن نسبتهم ارتفعت مجددًا في العام التالي لبدء العملية العسكرية، حتى أصبحوا الفئة الأبرز ضمن حالات الانتحار الحديثة، غير أن مركز البحث أكد أنه لا يمتلك بيانات حول العدد الإجمالي للمقاتلين في تلك الفترات، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان الأمر يعكس تضخمًا في حجم الخطر أم تغيّرًا في تركيبة الجيش.
وفيما يتعلق بالرعاية النفسية، أكدت الوثيقة أن 17 بالمئة فقط من الجنود الذين انتحروا كانوا قد قابلوا ضابط صحة نفسية خلال الشهرين السابقين للانتحار، وهو مؤشر يعكس خللًا في آليات المراقبة والمتابعة، كما نقلت الصحيفة عن تقرير أمين شكاوى الجنود وجود فترات انتظار طويلة للحصول على موعد، إضافة إلى حالات لم يتم فيها تفعيل إجراءات الإنذار المبكر رغم وجود مؤشرات سابقة.
وأشار التقرير كذلك إلى تسجيل 279 محاولة انتحار خلال عام ونصف، 12بالمئة منها اعتبرت خطيرة، مقابل كل جندي يضع حدًا لحياته تُسجَّل سبع محاولات أخرى. وفي الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الدفاع أنها افتتحت مركز مساعدة نفسي، يكشف فحص مركز البحث أن هذا المركز لا يقدم خدمة علاجية كاملة على مدار الساعة، وأن بعض المتوجهين إليه يُعادون إلى قادتهم دون تلقي رعاية كافية.
كما تحدثت "معاريف" عن جهود لتعزيز منظومة الدعم، من خلال تجنيد مئات ضباط الصحة النفسية، وتعيين مختصين في الوحدات الأمامية، وتدريب القادة على رصد مؤشرات الضغط النفسي، لكن التقرير لفت في المقابل إلى أن وزارة الدفاع امتنعت عن تقديم جزء كبير من المعلومات المطلوبة، مثل بيانات العمر، الوضع الاجتماعي، بلد الولادة، مدة الخدمة، تفاصيل التحقيقات بعد حالات الانتحار، والمسار العلاجي لجنود الاحتياط.
واختتمت "معاريف" تقريرها بالتأكيد على أن هذه المعطيات تزيد من مشاعر القلق داخل الاحتلال الإسرائيلي، وتدل على أزمة نفسية متفاقمة في صفوف الجيش، قد تترك آثارًا طويلة الأمد ما لم تتم معالجتها بصورة جذرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الانتحار جيش الاحتلال حرب غزة الكنيست الكنيست جيش الاحتلال الانتحار حرب غزة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حالات الانتحار
إقرأ أيضاً:
لماذا بدا هجوم ليفربول بلا أنياب بعد استبعاد محمد صلاح؟ أرقام تكشف سبب تراجع الريدز
أعاد تقرير تحليلي بريطاني فتح ملف استبعاد محمد صلاح من تشكيل ليفربول خلال المباريات الثلاث الأخيرة في الدوري الإنجليزي، مؤكدًا أنّ قرار آرني سلوت لم يكن السبب الحقيقي وراء تحسن الدفاع، بل جاء ضمن تغييرات تكتيكية واسعة انعكست سلبًا على القوة الهجومية للفريق.
ورغم أن ليفربول لم يخسر خلال مبارياته الثلاث بدون صلاح، فإن حصيلة الفريق لم تتجاوز انتصارًا واحدًا وتعادلين أمام منافسين يصنفون من الأضعف في المسابقة، وهي نتائج اعتبرها التقرير أقل بكثير من المتوقع لفريق بحجم بطل البريميرليج.
أوضح التحليل الذي نشرته Squawka أن الخصوم الثلاثة وست هام، سندرلاند، وليدز ينتمون إلى مراكز القاع، ومع ذلك خرج ليفربول بست نقاط فقط من أصل تسع ممكنة، ليتراجع الفريق إلى المركز التاسع، مع احتمالية الهبوط للمركز العاشر في حال فوز مانشستر يونايتد.
وخلال هذه الفترة، لم تتجاوز قيمة الأهداف المتوقعة ضد ليفربول (xGA) حاجز 1.8، وهي أرقام متواضعة يعزوها التقرير إلى ضعف الخصوم لا غياب صلاح.
أكد التقرير أن التحسن الدفاعي لم يكن نتيجة مباشرة لجلوس صلاح على الدكة، إذ غيّر سلوت شكل الفريق بالكامل، معتمدًا على: دومينيك سوبوسلاي كجناح–لاعب وسط-جو جوميز كظهير أيمن دفاعي، هذه الترتيبات، وفق التحليل، منحت الريدز صلابة أكبر، لكنها لم تكن مرتبطة بمستوى صلاح أو دوره الدفاعي.
هجوم ليفربول فقد هويتهفي المقابل، دفع ليفربول ثمنًا واضحًا هجوميًا. فقد سجل الفريق ستة أهداف فقط في ثلاث مباريات، مقابل 4.6 أهداف متوقعة، وجاء معظمها من لحظات فردية أو أخطاء دفاعية من المنافسين.
واستشهد التقرير بعدة أمثلة:
-هدف إيزاك أمام وست هام جاء من تسديدة فردية مذهلة.
-هدف ويرتز أمام سندرلاند كان نتيجة ارتداد الكرة من مدافع.
-هدفي إيكتيكي ضد ليدز جاءا من تمريرة خاطئة من رودون، وكرة ارتدت أثناء عودته من موقف تسلل.
أما ثنائي الهجوم إيزاك وإيكتيكي اللذان كلّفا النادي 190 مليون جنيه إسترليني فقد سددوا 14 تسديدة فقط في ثلاث مباريات، بمجموع 2.05 xG، أي إنتاجية ضعيفة لا تعكس قيمة التعاقدات.
“استبعاد صلاح ليس حلاً.. بل مجرد اختصار للأزمة”خلص التقرير إلى أن سلوت لجأ لاستبعاد صلاح لأنه لم يجد طريقة توازن بين التحسن الدفاعي والإبقاء على خط هجوم قوي. وبحسب التحليل: "صلاح كان الضحية الأسهل في معادلة تبحث عن التوازن، لكن التحسن الدفاعي لم يكن مستدامًا، والهجوم أصبح عقيمًا."
ويشير التقرير إلى أن استبعاد اللاعب الأكثر قدرة على صناعة الفارق – وصاحب 47 هدفًا وصناعة الموسم الماضي – في سبيل تقليل المخاطر الدفاعية هو "تنازل مكلف" سيظهر تأثيره أمام الفرق الكبرى.