أردوغان يكشف ملامح برنامج تركيا الاقتصادي
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطابه الأربعاء بالمجمع الرئاسي بأنقرة، عن الملامح الرئيسية للبرنامج الاقتصادي متوسط المدى الذي أعده الفريق الاقتصادي في حكومته.
وصرح أردوغان بأن تركيا تستهدف تحقيق نمو اقتصادي مدعوم بالاستثمارات الخاصة ذات القيمة المضافة العالية بمعدل 4.5% خلال السنوات الثلاث المقبلة.
استعرض الرئيس التركي الأهداف الرئيسية للبرنامج، من بينها السعي لزيادة فرص العمل، خفض معدلات التضخم، وتحسين توزيع الثروة، بالإضافة إلى زيادة معدلات التوظيف. وتعهد بتقليل العجز في الميزانية، الذي تأثر سلبًا بوقوع زلزال قهرمان مرعش، ليبلغ أقل من 3%، متوافقًا مع معايير الاتحاد الأوروبي.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا اردوغان الاقتصاد التركي
إقرأ أيضاً:
أوساط إسرائيلية تبدي قلقا من تأثير تركيا في سوريا.. تفرض علينا أثمانا باهظة
\أبدت أوساط إسرائيلية حالة من القلق تجاه تعاظم النفوذ التركي في سوريا، وسط اعتقاد أن المرحلة الحالية هي المناسب لاختبار وضع الحدود، تزامنا مع شنّ الاحتلال هجومًا واسع النطاق على البلاد.
وقال المراسل العسكري لموقع "زمان إسرائيل"، أمير بار-شالوم إن "منشورات تركية صدرت مؤخرًا عن انطلاق طائرات تركية نحو نظيرتها الإسرائيلية في الأجواء السورية، وخلال الهجوم اقتربت منها، وأرسلت إشارات تحذيرية، لم تُعلّق إسرائيل رسميًا على هذه التقارير، لكن نفى بعض مسؤوليها ذلك، ويجب القول إن تركيا حتى الآن، رغم أنها لم تكن راضية عن التدخل الإسرائيلي في سوريا، لكنها تحاول دائمًا تجنّب المواجهة المباشرة".
توزيع الأدوار
وأوضح بار-شالوم في مقال ترجمته "عربي21" أن "الطموح الإسرائيلي هو التوصل لآلية تنسيق مع تركيا كتلك التي تم إنشاؤها مع روسيا آنذاك، لكن مع حاكم مثل رجب طيب أردوغان، فإن الظروف مختلفة تمامًا، فمن نواحٍ عديدة، خدمت إسرائيل مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تقييد خطوات إيران في سوريا، ضمن توازن القوى الثلاثي في الدولة المنقسمة: روسيا وإيران وسوريا، وكان لبوتين موقع قوة وقدرة على المناورة".
وأشار أن "أي تغيير في هذا المثلث لصالح إيران أو الأسد من شأنه الإضرار بقدرته على ممارسة النفوذ، ويشكل خطرًا على الأصول الاستراتيجية لروسيا، بما فيها قاعدة طرطوس البحرية، وحميميم القاعدة الجوية، أما مع أردوغان فتختلف المصلحة الاسرائيلية تمامًا، بعد أن توّج فعليًا أحمد الشرع قائدًا لسوريا الجديدة".
وأوضح أن "أي هجوم مباشر على سوريا الجديدة هو هجوم على المصالح التركية، وللمصالح التركية بُعدٌ تاريخيٌّ أيضًا، فعلى عكس بوتين، الذي رأى في سوريا رصيدًا عسكريًا استراتيجيًا في الصراع ضد حلف الناتو، يرى أردوغان النفوذ التركي في سوريا حقًا تاريخيًا، واستمرارًا مباشرًا للحقبة العثمانية".
وأكد أنه "عندما تدخل العاطفة للصورة، يتغير نظام الاعتبارات، ففي الوضع الحالي، حلّت إسرائيل محل إيران وروسيا؛ والشرع محل الأسد، في ظل هذه الظروف، فإن إسرائيل هي الوحيدة القادرة على تعريض ترسيخ سلطة الشرع للخطر، وتدرك تركيا أن هذا وقت اختبار لوضع الحدود، وإذا كان الجانبان يتلمّسان الطريق، فقد انتقلت تركيا الآن للعمل".
وأشار أنه "ربما تجاوز الهجوم الإسرائيلي الأخير الخط الأحمر لأردوغان، وقد أشار في المقابل، وإن كان بحذر، لكنه مع ذلك تجاوز ما يجب تجنّبه حتى الآن، مع توفر عنصرين في سياسة أردوغان سيستمران في خلق التوترات مع الاحتلال: استراتيجيته العثمانية الجديدة المتنامية، ورغبته في قيادة العالم الإسلامي السنّي".
وأوضح أن "أردوغان استخدم المشاعر المعادية للاحتلال كأداة سياسية داخلية، ليس فقط لجذب جمهوره المحافظ، بل أيضًا لتقديم نفسه كزعيم إقليمي للعالم الإسلامي، وجاء ذلك على حساب الحوار الاستراتيجي والتعاون العسكري والتآزر الإقليمي، خاصة في الشرق الأوسط".
وأكد أن "أردوغان سلك مسارًا يُنشئ نقاط احتكاك دائمة مع إسرائيل، في ظل سعيه لرسم حدود برية معه بحكم الأمر الواقع، وتُعدّ الولايات المتحدة عاملًا آخر يجب مراعاته في هذه العلاقة الثلاثية المعقدة، مع أنه لا يُبشر فتور العلاقة بين تل أبيب وواشنطن بخير، حيث يتذكر الجميع التصريح غير العفوي الذي أدلى به الرئيس دونالد ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مطلع أبريل حين قال عن أردوغان "أنا أحبّه"، عندما كان نتنياهو بجانبه، مخاطباً إياه إنه إذا كان لديك مشاكل مع تركيا، فأستطيع مساعدتك في حلها، ولكن فقط إذا كنتَ مُتعقلًا".
واستدرك بالقول إن "هذه الإضافة مهمة ينبغي أن تُثير قلقًا بالغًا لدى الاحتلال، فمن المُحتمل أن يكون ترامب رسم خطًا واضحًا هنا بشأن توجهه، وإن اختلاف المواقف بين واشنطن وتل أبيب بشأن القضية الإيرانية، وعجزه عن إحراز تقدم ضد حماس، لا يُضيفان أي نقاط لموقف نتنياهو في الإدارة الأمريكية، خاصةً مع ترامب، الذي يُحبّذ تقليل الخسائر بسرعة، كما أن تخفيف القوات الأمريكية في سوريا يخدم المصالح التركية".
التوتر مع ترامب
وأضاف أن "الرئيس بايدن كان الداعم الوحيد للأكراد أمام تركيا، وسيكون الانسحاب الأمريكي من سوريا خبرًا ممتازًا لأردوغان، كما أنه مع ترامب، كل شيء اقتصادي، وتركيا توّاقة لتجديد سلاحها الجوي المُتهالك لسدّ الفجوة النوعية أمام اليونان، تتوقع الحصول على الضوء الأخضر من ترامب لتزويد نفسها بطائرات مقاتلة أمريكية، ولا يُفترض أن تشمل الصفقة طائرات الشبح إف 35، حيث ألغت الولايات المتحدة نقل الطائرة لتركيا خلال ولاية ترامب السابقة بسبب شراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس 400 من قبلها، لكن جميع الطائرات الأخرى الموجودة على الرفّ تشملها بالتأكيد".
وأكد أن "ترامب يريد حقًا هذه الصفقات، كما هو الحال في تركيا، وكذلك في السعودية، من أجل تحفيز الاقتصاد الأمريكي، وتشكل هذه المجموعة من الظروف تحديًا أمنيًا وسياسيًا صعبًا لدولة إسرائيل، لأن الطرف الذي يحاول حاليًا سد الفجوة بين الطرفين هو أذربيجان، وهي قريبة جدًا منهما، ومع ذلك، لا يفوت أردوغان الفرصة لإذلال الإسرائيليين، حيث رفض السماح لطائرة نتنياهو بالتحليق في أجوائه في طريقها إلى باكو".
وأوضح أن "هذه سياسة تركية تهدف لفرض رسوم على إسرائيل إذا لم يتم التوصل لتفاهم في سوريا، وقد تُغلق أجواءها أمام الطائرات المدنية الإسرائيلية، مما يُلحق ضررًا بالغًا بحركة المسافرين شرقًا، وحتى الآن، لم تفعل أردوغان هذا إلا مع الطائرات التي تُمثل رموزًا كطائرة نتنياهو، وفي نوفمبر 2024 مع زيارة مُخطط لها للرئيس إسحاق هرتسوغ لباكو".
وختم بالقول إنه "لا يبدو أن هناك لاعبين آخرين على استعداد للدخول في هذا التوتر باستثناء أذربيجان، ذات النفوذ المحدود جدًا على أنقرة، والولايات المتحدة التي عبّرت عن موقفها، مما يُلقي بمسؤولية ثقيلة على نتنياهو لإدارة الأزمة بأقصى درجات الحذر، تفاديًا لاحتمالية نشوب صراع عسكري مباشر، ولا تحتاج الاحتلال لفتح مسرح حرب ثامن".