إن الدول والمجتمعات التي تعتني بشبابها وتحتفي بهم وتفتخر بإنجازاتهم إنما هي في الواقع تستثمر في القوة الحقيقية التي تمكنها من المضي بكل عزم واقتدار لبناء حاضر مزهر ومستقبل مشرق.
وبمقدار امتلاك المجتمعات للكوادر الشابة التي تتحلى بقدر فائق من الوعي والكفاءة تخوض سباق التنافس العالمي، وتتمكن من أن تحجز لها مقعداً في صدارة الصفوف الأولى بين الدول والمجتمعات المتنافسة على الريادة والصدارة.وتأتي دولة الإمارات على رأس هذه الدول التي تولي هذه الشريحة الغالية والمهمة وهي فئة الشباب ذكوراً وإناثاً عناية كبيرة، حيث جعلت العناية بهم في قمة أولوياتها الاستراتيجية، وفتحت لهم الأبواب، وذللت لهم الصعاب، ووضعت ثقتها فيهم، لتعزيز أدوارهم في تنمية الوطن ونهضته.
وفي ضوء هذه الثقة الغالية التي أولتها القيادة الحكيمة لشبابها ونهجها الاستراتيجي في تمكينهم أثبت الشباب جدارتهم، وتوالت إنجازاتهم المشرفة في مختلف الميادين، وتجسدت أدوارهم الرائدة في الوزارات والمؤسسات والشركات ومشاريع الطاقة النووية النظيفة والذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الفضاء، لتفتخر دولة الإمارات بأبنائها الشباب، وتحتفي بإنجازاتهم المتنوعة التي يحققونها باستمرار في شتى هذه الميادين، وتكون خير داعم لهم وهم يمضون في مسيرتهم المشرقة في خدمة وطنهم حاملين رايته الخفاقة فوق القمم.
إن هذا الافتخار والاحتفاء نابع من نهج إماراتي راسخ، يقوم على الإيمان بالشباب، وتمكينهم، واستثمار طاقاتهم، وتأهيلهم للمشاركة في مسيرة التقدم والازدهار، بل وإتاحة الفرص لهم لتبوؤ المناصب الريادية والقيادية، وفتح الأبواب لهم على مصاريعها لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم وتقديم أفضل ما عندهم لرفعة وطنهم ومجتمعهم، ووضع بصماتهم المتميزة في صناعة الحاضر والمستقبل، إيماناً بأن بناء الإنسان هو أساس بناء الأوطان، وأن الشباب هم عماد هذا البناء وركيزته القوية وثروته الاستراتيجية، وقد أصدرت دولة الإمارات العديد من القرارات وأطلقت الكثير من المبادرات لتمكين الشباب ودعمهم ووضع مختلف الفرص بين أيديهم لتنمية أنفسهم وخدمة وطنهم، وفي هذا الصدد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهو يخاطب الشباب: «أنتم خيرة أبنائنا، أنتم أبناء زايد، أبناء هذا البلد الأصيل ومستقبله، ومن سيحمل مسؤوليته ويقوده، أنتم خير من يمثل وطننا في مختلف المحافل بكل كفاءة واقتدار».
وها هي دولة الإمارات تحتفي بابنها البار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الذي عاد إلى الأرض بعد مهمة نوعية قضاها في محطة الفضاء الدولية، دامت لمدة ستة أشهر متواصلة، لتكون بذلك أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، وقد تضمنت هذه المهمة الاستثنائية إجراء العديد من التجارب العلمية بلغت نحو 200 تجربة، وذلك بهدف خدمة البشرية والمجتمع العلمي، بما يعزز ريادة الإمارات في مجال قطاع الفضاء الذي أصبح واحداً من القطاعات الاستراتيجية التي تطمح الدولة فيه لتحقيق إنجازات استثنائية.
لقد لاقى هذا الحدث إشادة كبيرة عالمياً، واحتفاءً بالغاً على مستوى القيادة والمجتمع، وهو ما يعكس النهج الإماراتي المتميز في تقدير شباب الوطن، والاحتفاء بإنجازاتهم، وتقديمهم كقدوات ملهمة في المجتمع، يسير على خطاهم أجيال الحاضر والمستقبل، ليسطروا جميعاً إنجازاتهم في صفحات تاريخ هذا الوطن الوفي لأبنائه.
إن مثل هذه الإنجازات المشرقة التي يفخر بها المجتمع الإماراتي هي إنجازات ملهمة للشباب الإماراتي والعربي وجميع الشباب حول العالم، ليسيروا على هذا النهج المنير، ويضعوا نصب أعينهم تسخير قدراتهم فيما يعود على مجتمعاتهم وأوطانهم بالخير العميم، وكم هي نعمة عظيمة أن يحظى الشباب بقيادة حكيمة تعتني بهم، وتفتح لهم أبواب التميز والإبداع، وتفتخر بإنجازاتهم، ما يمثل دافعاً لهم للجد والاجتهاد والمثابرة في مختلف المجالات التي تخدم وطنهم، واستثمار نعمة الوطن والقيادة الحكيمة التي تذلل لهم كل الصعاب، ليبادروا بأنفسهم في خوض مختلف المجالات التي يخدمون بها وطنهم، ويردون الجميل لقيادتهم.
إن دولة الإمارات تمضي بشبابها، لتمخر بهم عباب التقدم والازدهار، وتحقق الصدارة والريادة بعقولهم المبدعة وسواعدهم الأبية، فشباب الإمارات هم تيجان فخرها واعتزازها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد: الإمارات تدعم قطر في الحفاظ على سيادتها وأمنها
الدوحة-وام
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، اليوم الأربعاء، العلاقات الأخوية والعمل المشترك لتعزيزها لما فيه الخير للبلدين وشعبيهما الشقيقين، إضافة إلى مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الوسط والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار بما يعود بالنماء والازدهار على شعوبها كافة.
جاء ذلك خلال استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أخاه صاحب السمو رئيس الدولة الذي يقوم بزيارة أخوية إلى قطر تعزيزاً للأواصر الراسخة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط إثر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، حيث أشاد صاحب السمو رئيس الدولة في هذا السياق بجهود صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في تيسير التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مؤكداً سموه أهمية تضافر الجهود الدولية والتنسيق المشترك، لتهيئة السبل الكفيلة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
وجدد سموه تضامن دولة الإمارات مع دولة قطر ووقوفها إلى جانب الأشقاء فيها إثر الهجوم الذي استهدف أراضيها، مؤكداً سموه دعم الدولة جميع الإجراءات التي تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها وأمنها وسلامة شعبها.
من جانبه، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن شكره لصاحب السمو رئيس الدولة لما أبداه من مشاعر صادقة تجاه الشعب القطري مثمناً موقف دولة الإمارات وتضامنها مع دولة قطر إثر الاستهداف العسكري لأراضيها.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز مسارات الحوار والحلول الدبلوماسية كونهما السبيل الوحيد لتجاوز أزمات المنطقة والحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي.
حضر اللقاء الوفد المرافق لصاحب السمو رئيس الدولة الذي يضم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة وعدداً من الوزراء وكبار المسؤولين.
كما حضره من جانب قطر، الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير والشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعدد من سمو الشيوخ والوزراء والمسؤولين.
وقد غادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دولة قطر حيث كان في مقدمة مودعيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين.