???? زحف الزومبي في معارك المدرعات Zombei’s Crawling
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
مع استمرار الحرب تضيع ملامح مؤشراتها بعد ظهور بعض الأحداث التي قد تبدو وكأن هناك تغييرا ما قد حدث للاستراتيجيات المحركة للعمليات العسكرية على الأرض. ولكن التأمل بعمق ودراسة كل المؤشرات تؤكد حقيقة التحليلات السابقة كما تؤكد أن الحرب حتى الآن لم يحدث فيها تغيير جوهري.
منذ البداية اتخذ الدعم السريع (المحلول) استراتيجية خاطئة بالانتشار الواسع في ولاية الخرطوم على مساحة 23 ألف كلم مربع عطلت فعليا التفوق العددي لقواته التي كانت تفوق المائة وعشرة ألف من جنود النخبة المدربين وأصحاب الخبرة في الحرب.
من يقود عملية التخطيط العسكري للدعم السريع رجع لبعض التعقل في التفكير وإلى الخطة الأساسية للدعم السريع بعد فشل هجومه الأول وذلك بالتركيز على تحييد الطيران واسقاط واحد من اهم ثلاثة معسكرات للجيش وهي وادي سيدنا والمهندسين والمدرعات وقام خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو بمحاولة هجوم متزامن على المعسكرات الثلاثة ولكنه فشل لعدم القدرة على الحشد وضعف السيطرة من قيادة الدعم السريع.
من هنا بدأ الانهيار في قوات الدعم السريع مما اضطر قيادته الى تحول نوعي في استراتيجية العمليات العسكرية تهدف إلى الاستفادة من انتشاره في بيوت المواطنين والمرافق الخدمية والمستشفيات بالتحول الكامل من استراتيجية الهجوم إلى استراتيجية الدفاع ونصب الشراك والكمائن عبر استخدام القناصين والمدافع المضادة للدروع والرشاشات ذات الكثافة النارية العالية وتحويل كل شارع وميدان إلى أرض للقتل يعوق تقدم أي تحرك لقوات المشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية. وتطلبت هذه الاستراتيجية أعداد كبيرة من المقاتلين خصوصا بعد الاستنزاف الذي حصل لقوات النخبة خلال الفترة الأولى للحرب. وتفتقت عبقرية قادته الميدانيين إلى استباحة بيوت المواطنين الآمنين ودعوة كل النهابين والكسابة ومنحهم أموال البنوك وبيوت المواطنين (غنيمة) بشرط القتال معهم. وتبع ذلك تجنيد واسع داخل الخرطوم نفسها للمتفلتين والمجرمين وأصحاب السوابق الذين قامت باطلاقهم من السجون.
بدأ تنفيذ هذه الاستراتيجية عمليا منذ الرابع من يوليو 2023م بعد آخر هجوم على الاحتياطي المركزي أم درمان. ونجح الدعم السريع في نصب كمين لمتحرك للجيش في بحري كما تم استدراجهم بذكاء من قبل قادة الجيش إلى مذبحة لقواتهم قرب منطقة الباقير. بعدها هدأت المعارك تماما ولأكثر من شهر في كل المحاور عدا العمليات الخاصة التي يقوم بها الجيش وذلك حتى بدأت قوات الدعم السريع هجمات مكثفة في موجات شرسة ومتتابعة نحو سلاح المدرعات. ورغم فشل الهجوم لثلاث أيام وليال في تحقيق أي تقدم داخل المدرعات ورغم الموت البشع والكثيف الذي يشبه موت الفراش الحائر في نيران منتصف الليل فقد استمر الهجوم على المدرعات بعد هدنة أحدثتها مفاجأة خروج الفريق أول عبدالفتاح البرهان من القيادة العامة.
حتى نهار هذا اليوم مازالت معارك المدرعات مستمرة بسبب الفزع القادم لقوات الدعم السريع من خارج السودان وخصوصا ليبيا يقوده أبناء الماهرية أخص الحلقات الأسرية حول قائد الدعم السريع حميدتي. لقد أمتدت المساحة التي تنتشر فيها جثث جنود الدعم السريع بصورة تذكرك بأفلام ومسلسلات الزومبي الأمريكية. وتجعلك تتساءل عمن يقودهم لهذه المحرقة باصرار عجيب وبأي خطاب يستطيع اقناعهم بالدخول في هذا الاستنزاف المحقق؟.
في الحقيقة فان نجاح الدعم السريع (اذا حدث) في الاستيلاء على المدرعات فسيحدث تغييرا نوعيا في المعارك الدائرة في الخرطوم وسيصعب مهمة الجيش في تطهيرها وانهاء التمرد. ولكن الخسائر التي يتعرض لها التمرد يوميا والاستنزاف المستمر يقلل من أهمية أي نصر قد يستطيعون تحقيقه. مما يعزز فرضية الايادي الأجنبية التي تدير هذه الحرب وتسعى للتدمير الممنهج للدعم السريع والجيش السوداني معا دون أي اهتمام بنتائج الحرب أو إطالتها لأكبر زمن ممكن.
فيما عدا ذلك فإن المعركة في ولاية الخرطوم كما هي بكل مؤشراتها التي تؤكد فقدان الدعم السريع (حتى الآن) لزمام المبادرة واستعداده بين بيوت المواطنين في وضعية الدفاع التي يمكن أن تقوم بتعطيل الجيش قبل الاجتياح النهائي وتطهير الخرطوم.
أسامة عيدروس
8 سبتمبر 2023م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
في بيان أصدرته: “الدعم السريع” تؤيد العقوبات الأمريكية على الجيش لاستخدامه الأسلحة الكيمائية والتسبب بكارثة إنسانية
تؤكد قوات الدعم السريع، أن العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ضد جيش الحركة الإسلامية الإرهابية، تمثل خطوة متقدمة تكشف حجم الجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب السوداني.. هذه العقوبات جاءت تعزيزاً لما ظلت تحذر منه قواتنا مراراً بشأن خطورة استخدام جيش الإرهابيين لأسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوات الدعم السريع
بيان مهم
25 مايو 2025
تؤكد قوات الدعم السريع، أن العقوبات الأمريكية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ضد جيش الحركة الإسلامية الإرهابية، تمثل خطوة متقدمة تكشف حجم الجرائم البشعة المرتكبة بحق الشعب السوداني.. هذه العقوبات جاءت تعزيزاً لما ظلت تحذر منه قواتنا مراراً بشأن خطورة استخدام جيش الإرهابيين لأسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في مختلف مناطق السودان.
في بيان سابق صدر بتاريخ 31 مارس 2025، نبهت قواتنا إلى تمادي الجيش الإرهابي في ارتكاب جرائم حرب باستخدام أسلحة كيميائية، أدّت إلى مقتل آلاف المدنيين، مستندة إلى تقارير موثقة جمعتها منذ يناير، عبر فرق مختصة وتحقيقات ميدانية، تضمنت أدلة قوية وشهادات حية من مناطق مختلفة.
لقد رصدت دوائر دولية متخصصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وعدد من الدول الأوروبية، أدلة متزايدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل "جيش الدواعش"، مما أدى إلى صدور العقوبات الأخيرة بحق قياداته. وقد تم توثيق هذه الجرائم في مدن مثل (مليط والكومة) بولاية شمال دارفور والعاصمة الخرطوم، من خلال فحوصات لعينات التربة والمياه وبقايا جثامين محترقة لضحايا مدنيين، وشهادات فرق تحقيق محايدة.
وقد تم تعزيز هذه الأدلة عبر مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام دولية، ظهر فيها عناصر من الجيش وهم يعرضون هذه الأسلحة، بالإضافة إلى شهادات صحفيين أجانب زاروا السودان بدعوة من مجموعات موالية للفلول كما ساهم ناشطون سودانيون في توثيق هذه الجرائم وصولاً إلى إدانة وزارة الخارجية الأميركية لقيادات الجيش الإرهابي.
وتؤكد قواتنا أن ما يُعرف بـ"لواء البراء بن مالك"، إحدى الكتائب التابعة للحركة الإسلامية الإرهابية، هو الجهة التي تتحكم في الأسلحة الكيميائية ، بأوامر مباشرة من المجرم البرهان. وقد كشفت قواتنا في وقت سابق استعانة هؤلاء الإرهابيين بخبراء أجانب لادارة هذه الأسلحة الفتاكة.
إن قواتنا تحذر من كارثة بيئية خطيرة سببها وجود أسلحة كيميائية في مخازن داخل كلية التربية في أم درمان، وبعض المواقع الأخرى تعود إلى جيش الحركة الاسلامية وكتائب البراء. وقد أدت إلى تفشي حالات تسمم وإسهالات حادة خلال اليومين الماضيين، ليس بسبب الكوليرا كما رُوّج، وإنما بسبب التلوث الكيميائي.
تؤكد الشواهد أن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يكن محدوداً، بل جرى على نطاق واسع في شمال وجنوب دارفور والعاصمة الخرطوم والجزيرة ، حيث طالت مناطق مدنية مكتظة، منها أحياء بيت المال، الضباط، الشهداء، الركابية، الهاشماب، الموردة، وأجزاء من الخرطوم بحري ووسط وشرق العاصمة، بما فيها منطقة القصر الجمهوري.
إننا في قوات الدعم السريع نُدين، بأشد العبارات، هذه الجرائم ضد الإنسانية، ونعتبرها جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ونشير إلى تواطؤ بعض الدول مع هذه الجرائم بمحاولة توفير الحماية للارهابيين كما أن بعض أجهزة الإعلام مارست تعتيما اعلاميا على هذه الجريمة الخطيرة .
ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح تحقيق مستقل وشفاف، وتقديم المتورطين إلى العدالة الدولية.
نُجدد التزامنا الكامل بالدفاع عن حقوق الشعب السوداني، ونؤكد مواصلة القتال من أجل تحرير كامل الوطن من قبضة هذه العصابة الإرهابية، وبناء دولة سودانية جديدة، عادلة،، تحترم حياة مواطنيها وتصون حقوقهم.
الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار
الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع