جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@12:29:46 GMT

فرصة ذهبية

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

فرصة ذهبية

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

المُتأمل في حياة العظماء والناجحين والمبدعين، في شتى المجالات الاجتماعية والأسرية المختلفة، يرى أنَّ حقيقة نجاحهم وتألقهم وإبداعهم، تكمن في استثمارهم للفرص الذهبية، واستغلالها الاستغلال الأمثل والأكمل والأجمل، على عكس الفاشلين في الحياة، فهم لا يستثمرون الفرص الذهبية ولا يغتنمونها، مما يسبب لهم مزيداً من التخلف والجهل والفشل في حياتهم.

عندما يقتنص الإنسان الفرص الذهبية، فهو يستطيع الوصول إلى النجاح والإبداع، وتحقيق الإنجازات في شتى المجالات الحياتية، خصوصًا إذا أصبح الإنسان قادرًا على معرفة أسرار النجاح وكيفية التفوق، ومن تلك الأسرار الثمينة والعظيمة: استثمار الفرص الذهبية التي تمر في الحياة، والتي باستثمارها يصبح الإنسان قادرًا وبشكل أفضل وأكمل وأجمل على خدمة نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه.

وقد روي عن أمير المؤمنين ومولى الموحدين وسيد المتحدثين الإمام علي بن أبي طالب قال: «وَاَلْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ اَلسَّحَابِ فَانْتَهِزُوا فُرَصَ اَلْخَيْرِ» وقال في مكان آخر: «مَاضِي يَوْمِكَ فَائِتٌ، وَآتِيهِ مُتَّهَمٌ، وَوَقْتُكَ مُغْتَنَمٌ، فَبَادِرْ فُرْصَةَ اَلْإِمْكَانِ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَثِقَ بِالزَّمَانِ»، وهنا حث واضح وصريح من خليفة المسلمين العادل، على أهمية الاهتمام ببناء المستقبل وعدم الالتفات إلى الماضي، وكما قال أجدادنا الكرام: انظر إلى أمامك ولا تنظر إلى أقدامك، لذا ينبغي على الإنسان أن يعيش أيامه مستثمرا للفرص الذهبية التي تمر به ليستطيع بناء حاضره ومستقبله.

التقيت ذات مرة بأحد التجار المؤمنين الصالحين من الناجحين والمتفوقين في عالم التجارة، ومن يمتلكون اليوم الكثير من المحلات التجارية المعروفة والتي يشار لها بالبنان، سألته سؤالا صريحا، وكان الهدف من السؤال الاستفادة من تجربته والاستشارة في مجال التجارة وكيف يستطيع الإنسان جمع المال الحلال الخالي من الحرام، وانطلاقا من الوصايا النبوية كما قال الإمام علي عليه السلام: "سُئِلَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنِ الْعَزْمِ، قَالَ: مُشَاوَرَةُ أهْلِ الرَّأْي، ثُمَّ اِتِّبَاعُهُمْ". وبما أنَّ التاجر من أهل الرأي والتجارب الناجحة كان سؤالي له الآتي: يا عم؛ كيف استطعت جمع الأموال الطائلة التي تمتلكها الآن؟ أخبرني عن تجربتك؟ ابتسم لي ابتسامة عريضة، ثم أجاب قائلا: (أولا): بالتوكل على الله و(ثانيا): بالصدقة للفقراء والمساكين، و(ثالثا): باغتنام الفرص الذهبية في الأسواق وعدم تفويتها واقتناصها بقدر الاستطاعة، وهذا كله جعلني بحمدالله تعالى من المتفوقين والناجحين في عالم التجارة بفضل من الله تعالى.

إن الاسلام العظيم، وجهنا إلى الكثير من الفرص والمنح والهبات، ليستطيع الإنسان من خلالها الدخول إلى الجنة، ولكن مشكلة البعض الكسل والتسويف والتردد عن الإمساك بتلك الفرص، ومن المؤسف أن البعض يظن أن الله تعالى أعطاه العمر المديد، وأن الوقت لا زال متاحا له لاستثمار الفرص في المستقبل، وهنا يقع الإنسان في فخ الشيطان الرجيم الذي يبعده ويغويه عن فعل الخيرات واستثمارها بالشكل المطلوب.

وأهم رصيد يمتلكه الإنسان في عالم الحياة هو شبابه، لذا ينبغي عليه استغلال فرصة مرحلة الشباب في اقتناص الفرص الذهبية في الحياة، وهنا نستحضر الوصايا الخمسة الرائعة التي صرح بها سيد الأكوان نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهي من الوصايا المحمدية الخالدة التي أوصى بها أبي ذر رضوان الله عليه فقال: "يَا أَبَا ذَرٍّ! اِغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ؛ شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتكَ قَبْلَ سقْمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".

فعلى الإنسان أن يعلم أن مرحلة الشباب قبل الهرم، والصحة قبل السقم، والغنى قبل الفقر، والفراغ قبل الشغل، والحياة قبل الموت، كلها فرص ذهبية أوصى بها إسلامنا المحمدي الحنيف، لذا يجب استغلالها واستثمارها الاستثمار الحقيقي الذي من خلاله يستطيع الإنسان الوصول إلى الحياة السعيدة والهادئة، بعيدا عن المنغصات الحياتية التي قد تصيب الإنسان في أي لحظة لا سمح الله.

وينبغي للإنسان أن يكون يقظًا ومنتبهًا ومتأملًا، وأن يسأل ضميره في كل يوم، يا ترى ما الذي ميز العلماء أمثال إنشتايين وإسحاق نيوتن، واللاعبين المشهورين في الملاعب العالمية أمثال كرستيانو وميسي ونيمار؟ وما الذي ميّز أساتذة الجامعات والمفكرين وأصحاب الهمم في العالم من الناجحين والمتفوقين من أهل الإبداع؟ إن الذي ميزهم هو حرصهم على استغلال الفرص الذهبية واستثمارها في الحياة بالإرادة والشغف والسعي لتحقيق الأهداف.

وأخيرًا.. يقول الله تعالى في سورة النجم: "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41)" صدق الله العلي العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رينارد يستبعد لاعبي الهلال من قائمته بالكونكاكاف الذهبية

نواف السالم

استبعد مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، الفرنسي هيرفي رينارد، لاعبي فريق الهلال من قائمته المبدئية التي سيخوض بها منافسات بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية 2025 .

ويأتي قرار المدرب بعدم الاستعانة بأي لاعب من الهلال بغرض إتاحة الفرصة للفريق الهلالي للاستعداد لمنافسات كأس العالم للأندية.

وتتزامن منافسات كأس العالم للأندية مع بطولة الكونكاكاف المقررة في الولايات المتحدة وكندا بين 14 يونيو و6 يوليو المقبلين.

وضمت القائمة المبدئية أسماء 56 لاعبًا، بينهم 7 حرّاس مرمى، حيث شملت القائمة كلًا من:
حراسة المرمى: نواف العقيدي ـ أحمد الكسار ـ عبد الرحمن الصانبي ـ عبد القدوس عطية ـ راغد النجار ـ مشاري سنيور ـ حامد يوسف.

الدفاع: سعود عبد الحميد ـ محمد أبو الشامات ـ وليد الأحمد ـ سلطان الغنام ـ سعد آل موسى ـ سالم النجدي ـ سعد الناصر ـ مهند الشنقيطي ـ محمد الشويرخ ـ محمد بكر ـ نواف بوشل ـ علي لاجامي ـ حسن كادش ـ محمد محزري ـ علي مجرشي ـ زكريا هوساوي ـ جهاد ذكري – عبدالإله العمري.

الوسط: صالح أبو الشامات ـ أيمن يحيى ـ تركي العمار ـ علي الأسمري ـ أحمد الغامدي ـ فيصل الغامدي ـ همام الهمامي ـ علي الحسن ـ مراد هوساوي ـ عبد الملك الجابر ـ زياد الجهني ـ عبد الله الخيبري ـ عبد الإله المالكي ـ عيد المولد ـ عبد الرحمن العبود ـ عبد الملك العييري ـ مهند آل سعد ـ مروان الصحفي ـ محمد الثاني ـ عبد الإله هوساوي ـ سلطان مندش ـ مختار علي.

الهجوم: فراس البريكان ـ صالح الجمعان ـ ثامر الخيبري ـ مشاري النمر ـ عبد الله آل سالم ـ صالح الشهري ـ طلال حاجي ـ أحمد عبده جابر ـ عبد الله رديف.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • حسن يحيى: الإسلام ليس طقوسًا فردية بل منهجا شاملا ينظم حياة الإنسان
  • العامة للاستثمار: الشركات العالمية التي حصلت على الرخصة الذهبية بينتجوا ويصدروا
  • رينارد يستبعد لاعبي الهلال من قائمته بالكونكاكاف الذهبية
  • إمام وخطيب مسجد العلي العظيم يوضح الخطوات التي يحتاجها الإنسان للتحصين من الحسد
  • من المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟.. الشيخ الشعراوي يُجيب
  • الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله
  • صلاة الضحى.. الأزهر للفتوى يكشف عن عدة أمور متعلقة بها
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • العقل زينة