كيف يسهم الاقتصاد الحيوي في تحقيق عوائد استثمارية وتنموية؟.. خبيران يوضحان
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
حدد خبراء متخصصون، كيفية الاستفادة من الاقتصاد الحيوي في عملية الاستثمار سواء المباشر أو غير المباشر، في إطار توجهات الدولة المصرية لتعزيز الاستثمارات في مختلف المجالات، مؤكدين على أهميته في تحقيق عوائد اقتصادية مهمة في ملف التنمية المستدامة.
وقال الدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، إن الاقتصاد الحيوي قائم على الكتلة الحيوية التي تنتج عن إدارة الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل لها، مضيفا أنها تعمل على إنتاج الطاقة من الموارد الطبيعية سواء كانت من المحاصيل أو النباتات التي يتم حرقها أو روث الماشية الذي ينتج منه البايوجاز وهو بمثابة كتلة حيوية وكل هذه الموارد تستخدم كوقود وتسمي بالـ«بايو ماس».
وأوضح أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، في حديثه لـ«الوطن»، أن المواد الناتجة من الكتلة الحيوية أقل تلوثاً للبيئة وأفضل من الوقود الأحفوري فهي تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى أن أضرارها على البيئة خفيفة فهو بمثابة وقود متجدد ومتوافر في مصر ينتج من الموارد البيولوجية مثل قش الأرز والذرة وبعض المخلفات الزراعية وتحول الموارد الحيوية إلى أغذية وأعلاف ومنتجات وخدمات تؤدي إلى تكامل الاستدامة.
وأضاف «سمعان»، أن الاقتصاد الحيوي يستخدم «البايوماس» بدلاً من الوقود التقليدي وهو الفحم والبترول من خلال مصانع تعمل على استثمار الكتلة الحيوية وبقايا الأشياء، وإعادة تدويرها بدلاً من التخلص منها او تركها في صورة مخلفات تضر بالبيئة وتزايد نسبة التلوث.
الاقتصاد الحيوي والتنمية المستدامةولفت «عبدالمسيح»، أن الاقتصاد الحيوي يساعد على تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستخدام الأمثل للمواد الطبيعية والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة وخفض الانبعاثات التي تسبب العديد من المشكلات البيئية والصحية، مشيراً إلى أن أهم دور يقوم به الاقتصاد الحيوي هو تقليل الاعتماد على النفط.
من جانبه، أكد الدكتور على أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة على هامش جلسات النسخة الأولي لمنتدي الاستثمار البيئي والمناخي على أهمية التوجه نحو الاقتصاد الحيوي، لافتاً إلى أن العالم بدأ يتوجه نحو استخدام مخلفات البايوماس والتي من الممكن أن تحدث نقلة في النمو الاقتصادي ومساهمة هذه المخلفات في تحسين الدخل القومي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البيئة الاقتصاد الحيوي الاستثمار التنمية المستدامة
إقرأ أيضاً:
مستقبل الكتلة البشرية ما بعد الحرب
mohamedyousif1@yahoo.com
بقلم محمد يوسف محمد
السودان بلد غني بالثروات من كل الأنواع لكن فشل أهله في الإستفادة من هذه النعم المتعددة، وأنا هنا بصدد الحديث عن الفشل في الإستفادة من الثروة البشرية فهذه الحرب كشفت عن وجود أعداد كبيرة من الإمكانيات البشرية المهدرة والغير مستفاد منها بشكل صحيح وهؤلاء المئات من الألوف الذين أتو من غرب السودان لغزو وسط البلاد ومارسوا التخريب والنهب والقتل كشفت التجربة عن إنتشار كبير للجهل وسطهم وبالرغم أن هؤلاء الغزاة هم في سن الشباب والمراهقة ولكن الغالبية لايحسن القراءة والكتابة وهذا مؤشر تقصير كبير في الدور الحكومي فهؤلاء الشباب لم ينالوا حظهم من التعليم والوعي الكافي الذي يؤهلهم ليكونوا مواطنين صالحين أما بسبب قلة فرص التعليم أو بسبب جهلهم بأهمية التعليم فلم يطلبوه!! وفي كلا الحالتين الملام هو السلطة الحاكمة فهذه القوة البشرية الكبيرة كان من الممكن أن تكون أيدى عاملة ماهرة في المصانع والمزارع وكل مرافق الدولة تنتج وتدعم الإقتصاد وتشارك في التنمية والبناء ولكن تم إهمال هذه الكتلة البشرية وتركت للتجهيل والشحن العنصري والعداء الجغرافي وإستغلها أصحاب الأغراض والأهواء لتنفيذ مشروعهم التخريبي للسودان فلم تجد هذه الكتلة البشرية يد ممدودة لها لتنتشلها من الجهل والعطالة ولم تجد غير وسيلة العنف والسلاح كوسيلة لتحقيق الذات وكسب لقمة العيش.
لو كان السودانيون محظوظون وتحقق حلمهم وإنتهت هذه الحرب فماهو البديل لهذه الكتل البشرية لكسب العيش الشريف بعد أن أمتهنت النهبة والسرقة والقتل لسنوات؟
قد يبادرك أحد ويجيبك أن الحل هو إستيعاب هذه القوة في القوات النظامية!!
أعتقد أن هذا حل مقبول من حيث الشكل لكن من حيث التطبيق فهل تحتاج الدولة كل هذه القوات العسكرية؟ خاصة وأن هناك إتفاق مسبق بإستيعاب ودمج الحركات المسلحة أيضاً في القوات النظامية.. فهل الدولة بحاجة لكل هذا العدد؟ ومن أين ستدفع مرتبات كل هذا العدد؟ لابد أن نسأل هذه الأسئلة خاصة في ظروف تطور الوسائل العسكرية الحديثة التي لا تحتاج لأعداد بشرية كبيرة وتحقق نجاحات كبيرة في كل المجالات سواء في الحروب أو القوات الشرطية؟
لهذا يكون الإستيعاب في الإنتاج الصناعي والزراعي يشكل حل أفضل فالفرد يصبح منتج يحقق دخل لنفسه ولأسرته وهناك جانب آخر يجب عدم اغفاله وهو أن من إعتاد على ممارسة النهب المسلح كوسيلة كسب سهلة هل سيتوقف عنها إذا ترك السلاح بيده؟
لابد من التفكير الجادي في إستهداف حواضن هذه الجماعات المحاربة بالتوعية والتدريب وتوفير وسائل كسب العيش حتى لا يتكرر نفس الجيل ونستمر في إهدار هذه الإمكانيات البشرية وتصبح نغمة علينا وليست نعمة.
Email: mohamedyousif1@yahoo.com