كتب- محمد شاكر:
التقت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، هيو هيبنج، وزير الثقافة والسياحة بجمهورية الصين الشعبية، وذلك ضمن برنامج مشاركتها الرسمية بافتتاح فعاليات الدورة الثانية من "مُنتدى بكين الثقافي 2023"، والمقام بالعاصمة الصينية بكين يومي 14 - 15 سبتمبر الجاري.

حيث تناول اللقاء: مناقشة أطر التعاون المُشترك بعدد من المجالات الثقافية والفنية المتنوعة، والتي يجدر التركيز عليها خلال الفترة المقبلة ضمن فعاليات "التقاء الفنانين على طريق الحرير"، ومنها الصناعات الثقافية والإبداعية، وحفظ وحماية التراث الثقافي، ونقل الخبرات، وإتاحة برامج التدريب المشتركة بالمجالات المتنوعة، إضافة إلى مناقشة استمرار تنفيذ مجموعة من المشروعات والأنشطة الثقافية والفنية القائمة.

ووجهت الدكتورة نيفين الكيلاني، الشكر للجانب الصيني، على الدعوة الكريمة للمشاركة في "مُنتدى بكين الثقافي 2023"، والذي يُمثل منصةً مُهمة لدعم التعاون والتبادل الثقافي بين الشعوب.

وقالت وزيرة الثقافة: "إن ما تزخر به البلدان من مفردات ثقافية عريقة ومتفردة، يُمثل حافزًا بناءً إزاء تكثيف التعاون الثقافي بما يليق بقيمة هاتين الحضارتين".

وأكدت حرص وزارة الثقافة المصرية، على استمرار جهود التعاون الثقافي البناء بين الجانبين بمختلف المجالات الثقافية والإبداعية، من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية المتبادلة، وتعظيم الاستفادة من التعاون بمجالات تبادل الخبرات، وآليات صون وحماية التراث الثقافي، ودعم الصناعات الثقافية، وابتكار أساليب فعالة لتسويقها.

وأشارت إلى أنه في إطار اهتمام وزارة الثقافة المصرية بملف الصناعات الثقافية والإبداعية، تسعى الوزارة للاستفادة من تجارب الدول المتميزة في هذا المجال وفي مقدمتها الصين، وأشارت إلى قيام وفدين من وزارة الثقافة المصرية بزيارة الصين، في زيارتين منفصلتين تم تنظيمهما خلال الأشهر الستة الأخيرة، بهدف التعرف على تجربة الصين الرائدة في مجالات الإدارة الثقافية وتطوير الصناعات الثقافية من خلال مجموعة من ورش العمل وزيارة بعض المؤسسات الصينية ذات الصلة.

من جانبه أكد هيو هيبنج، حرص وزارة الثقافة والسياحة الصينية على العمل مع وزارة الثقافة المصرية لتطبيق إنجازات القمة الصينية العربية الأولى التي عقدت العام الماضي، والاستمرار في تعميق التبادل والتعاون في مجالات الثقافة والفنون والصناعات الإبداعية، ومواصلة تنظيم فعاليات "التقاء الفنانين في طريق الحرير"، وغيرها من الفعاليات، وتقديم الدعم والمساعدة للفنانين الصينيين والعرب في إقامة الرحلات الإبداعية وعرض الأعمال ومجالات التدريب، وغيرها، مشيرًا إلى أن الصداقة بين الصين والدول العربية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، والتي تتجدد على مر الزمان.

وأوضح هيبنج، أن التبادل والتعاون الصيني العربي في مجالي الثقافة والسياحة، شهد إنجازات مثمرة، وشارك عدد كبير من الفنانين العرب بنشاط في الرحلات الإبداعية "التقاء الفنانين في طريق الحرير".

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: العاصفة دانيال زلزال المغرب الطقس سعر الدولار الحوار الوطني أحداث السودان سعر الفائدة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة وزارة الثقافة المصریة الصناعات الثقافیة

إقرأ أيضاً:

كتابات وقصائد وأعمال تشكيلية:صمود فلسطيني على الجبهة الثقافية

 

خليل المعلمي

يؤكد الفلسطينيون بمختلف توجهاتهم الفكرية والثقافية تمسكهم بأرضهم وهويتهم، من خلال الأدب والفكر والفن، وخلال قرن كامل نجد مخزونا من هذه الأعمال في مختلف المكتبات العربية والأجنبية.

ومن أجل إعادة نشر بعض من هذه الأعمال فقط صدر في لندن مؤخراً كتاب باللغة الإنجليزية يحمل عنواناً عربياً “صمود: مختارات من كتابات فلسطينية جديدة”، أشرف على تحريره كل من: “جوردان الجرابلي”‏ وهو كاتب ومترجم فرانكو أميركي ومغربي ورئيس تحرير مجلة “المركز” وهي مجلة إلكترونية نشرت نصوصاً من الثقافة الفلسطينية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية ظهرت في 2020م، و”مالو هلسا” وهي كاتبة وروائية أردنية فلبينية أمريكية، مع مقدمة بقلم سليم حداد وهو روائي وكاتب أقصوصة يعيش حالياً في لشبونة.

الكتاب صادر عن مطبعة القصص السبع في لندن عام 2024 في 365 صفحة، ويشتمل إلى جانب النصوص على صور فوتوغرافية، ولوحات فنية، وملصقات إعلانية والنصوص تجمع بين مقالات ومذكرات وقصص وقصائد وأعمال من الفن التشكيلي سبق نشرها في مجلة المركز.

يقول سليم حداد في كلمته التمهيدية المؤرخة في مايو 2024م: إن هذه النصوص الفلسطينية ليست مجرد شهادة على ما يجري عقب 7 أكتوبر 2023م وإنما هي أيضاً فضاء يعرض إبداع فلسطينيين صامدين وتضامناً من يقفون معهم من أحرار العالم.

ويؤكد “الجرابلي وهلسا” في مقدمتهما العلاقة الوثيقة بين الثقافة والمقاومة، منوهين على وجه الخصوص بالدور المهم الذي لعبه الشعر الفلسطيني حتى أن موشى ديان، وزير دفاع الكيان الإسرائيلي في عقود سابقة، صرح بأن قراءة قصيدة لفدوى طوقان تشبه مواجهة عشرين فدائياً.

ومن بين محتويات الكتاب نتوقف عند مقالة عنوانها إدوارد سعيد: الكتابة في خدمة الحياة بقلم ليلى العمار، وهي روائية وأكاديمية كويتية حاصله على دكتوراه في أدب المرأة العربية. “لقد كان سعيد (1935 – 2003م) أبرز صوت فلسطيني على الساحة الدولية ثقافياً.

وفي هذه المقالة المؤرخة في 9 أكتوبر 2023، تقول العمار إن سعيد خلف عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات عن مسؤوليات الناقد، ونزع الصبغة الاستعمارية، والموسيقى الكلاسيكية، والعلاقة بين الثقافة والإمبريالية، وعذابات المنفى والقضية الفلسطينية. وكان كتاب الاستشراق 1978م فاتحة حقبة جديدة في دراسات ما بعد الكولونيالية، أعاد فيه صياغة فهمنا للشبكة التي تصل بين السلطة والمعرفة والسرديات والإدراك، إنه نموذج المثقف العمومي المشغول بقضايا إنسانية ووطنية عامة من خلال مقالاته الصحافية ومقابلاته التلفزيونية، لقد فند دعاوى “صمويل هنتنغتون” عن صدام الحضارات، وكشف عن مغالطات “برنارد لويس” وغيره من المستشرقين، وكان عضواً نشطاً في المجلس الوطني الفلسطيني لمدة خمسة عشر عاماً قبل أن يتركه في 1993 احتجاجاً على اتفاقيات أوسلو التي رأى فيها تخلياً عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وتركز الكاتبة على ما كان سعيد يعنيه لها مفكراً وأكاديمياً وعربياً، وذلك منذ قرأت كتابه “الاستشراق” وهي في سن التاسعة عشرة، وتزامن ذلك مع محاولاتها الروائية الأولى، تعلمت منه أن تمثيل الواقع يرتبط بأمور كثيرة باللغة والثقافة والتاريخ والميول السياسية والدينية والكاتب ذاته بكل خلفياته ومعتقداته وتحيزاته. ومن كتاب “الاستشراق” انتقلت إلى قراءة أعماله الأخرى: “الثقافة والإمبريالية” و”فرويد وغير الأوروبي” و”بدايات” و “تأملات في المنفى”، ومنه تعلمت أهمية أن يعيد المرء قراءة ما قرأه من قبل، حيث إنه قد تكون هناك أشياء مهمة فاتته في القراءة الأولى، كما أننا حين نقرأ أشياء في سن الأربعين لا تكون الشخص نفسه الذي قرأ الشيء في سن العشرين فنحن قد تغيرنا والشيء المقروء يتغير معنا، ولا تخلو المقالة من تحفظات على إنجاز سعيد فقراءته للأدب العربي الحديث تكاد تكون مقصورة على نجيب محفوظ وغسان كنفاني والطيب صالح ولا يكاد يأتي على ذكر كاتبة عربية واحدة، بل إنه في محاضراته عام 1993 ، وقد نشرت تحت عنوان «تمثيلات المثقف»، لا يذكر من الكاتبات الغربيات سوى كاتبة واحدة هي “فرجينيا وولف”.

وتذكر الكاتبة مرثية محمود درويش لسعيد تحت عنوان “طباق” إشارة إلى الطابع الديالكتيكي أو الكونترابنطي لفكره حيث تتواجه الأضداد وتتفاعل منتجة مركبات جديدة.

وتقول “العمار”: إن الثقافة العربية في الأجيال السابقة لم تعدم رجالاً ونساء أطلقوا عنان طاقات سياسية واجتماعية ونفسية واقتنصوا صرخات الوعي في شبكة اللغة والصورة والشكل: رفاعة الطهطاوي، عباس العقاد، جورج طرابيشي، محمد عابد الجابري، غادة السمان نوال السعداوي، إلياس خوري، غسان كنفاني، لقد سجلوا إخفاقات الحداثة العربية كما صوروا كيف تكون مقاومة الإمبريالية، والأنظمة الشمولية، والأبوية الجديدة والطائفية وكل ما يعوق تقدم الحياة العربية، ولكن من يستحق لقب المثقف العمومي اليوم؟ قلائل، تذكر الكاتبة منهم علاء عبد الفتاح ومحمد الكرد وسمر يزبك، فالمثقف كما قال غرامشي يسير على حبل رفيع بين “تشاؤم الذهن” و “تفاؤل الإرادة”، الأول يهدد بأن يرمينا في هاوية القنوط، والآخر يدعونا إلى أن نصمد ونعيد المحاولة من جديد.

ومن النصوص الإبداعية في الكتاب نص عنوانه “بيروت” لأحمد الملاح، وهو شاعر فلسطيني له أكثر من ديوان، وفنان يدرس الكتابة الإبداعية بجامعة بنسلفانيا الأمريكية، يبدأ النص بقول الشاعر: “كنت في بيروت”، ثم يواصل قائلاً: فلسطين التي تتراءى في الأفق دون عودة. كنت على مرأى من المكان الأول دون أن أراه ولم يبق من الزيارة سوى أسبوع وبضعة أيام. قلت لنفسي سأكتب بالعربية هنا … في تلك المساحة الضيقة من الوقت سأكتب ما سأكتبه من اللغة الأم، قريباً من البعيد، أنا هنا واللغة الأم، تلك العربية هنا أيضاً، ليست بين الكتب أو في المكان في هذا البلد لبنان بضعة أيام لأسترجع فيها اللغة الأم، بضعة أيام في مكان لا أطلال لي فيه بضعة أيام…. والزمان يضيق مطبقاً على الاحتمال.

وثمة مقالة عنوانها أن تكون هناك، أن تكون هنا: كتابات فلسطينية في العالم بقلم “موريس أبيليني”، المحاضر في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة حيفا، المقالة مؤرخة في 30 مارس 2022م، وهي عن كتّاب فلسطينيين يكتبون بلغات غير اللغة العربية، مثل العبرية، والإنجليزية، والإسبانية، والإيطالية والدنماركية وغيرها، وكثير من هؤلاء الكتاب منفيون أو مهاجرون في الشتات يعيشون في بلدان غربية ويقدمون الرواية الفلسطينية بأساليب سياسية واجتماعية وجمالية متنوعة، وهناك كتاب فلسطينيون يعيشون في أمريكا اللاتينية وينحدرون من أصلاب مهاجرين، وبعضهم تجار مسيحيون فروا من الحكم العثماني.

وقبل نكبة 1948 كان الأدب الفلسطيني معتمداً على الإلهام القادم من القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد، ولكنه لم يكن رغم ذلك مفتقراً إلى صوته الخاص، لقد أنتج شعراء مثل إبراهيم طوقان، وأبو سلمى وعبد الرحيم محمود الذين شاركوا في النضال القومي وفي إبداع ما سماه غسان كنفاني “ثقافة شعبية في مواجهة تحالف الاستعمار البريطاني مع الاستيطان الصهيوني.

وفيما بعد برزت إلى المقدمة أسماء فدوى طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم لتربط بين الشعب والأرض، ونثراً جسد غسان كنفاني في “رجال في الشمس” (1963) وإميل حبيبي في “الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” (1974) حس العقم الوجودي والاغتراب والاقتلاع من المكان في وعي الفلسطيني ووجدانه.

ويختم أبيليني مقالته بقوله إن الأدب والشعر بخاصة هو الوسيط الذي من خلاله يخاطب شعباً منزوع الأرض ضمير العالم.

لقد أنجبت أرض البرتقال الحزين عبر السنين عدداً من كبار الأدباء والمثقفين: عادل زعيتر في مجال الترجمة، إدوارد سعيد في النقد الأدبي، محمود درويش في الشعر، جبرا إبراهيم جبرا وغسان كنفاني وإميل حبيبي في الرواية والأقصوصة. وكتاب “صمود” تذكرة بهذا التراث، وتوكيد للهوية الفلسطينية ومواجهة المطاردة إسرائيل كل ما هو فلسطيني ومحاولة إزالة وجوده، ومن أمثلة ذلك في السنوات الأخيرة مهاجمة الشرطة الإسرائيلية في 2022م موكب جنازة الإعلامية الفلسطينية -الأمريكية شيرين أبو عاقلة (1971 – 2022م) حتى كاد نعشها يقع على الأرض، وذلك على مرأى ومسمع من عالم غربي يؤثر، إلا في القليل النادر، أن يغمض عينيه عما يجرى على أرض الواقع.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تلتقي مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال
  • أبونعامة وميلاد يبحثان التعاون في مجالات الحفاظ على التراث الثقافي
  • رافقه خلالها الرئيس الكازاخستاني.. ولي عهد أبوظبي يزور القرية الثقافية والتراثية في العاصمة أستانا ويطّلع على الموروث الثقافي الكازاخستاني
  • وزيرا الثقافة والخارجية يبحثان تعزيز الدبلوماسية الثقافية ودور القوة الناعمة في دعم علاقات مصر الدولية
  • وزير الخارجية يؤكد على الأهمية التي توليها الوزارة للدبلوماسية الثقافية
  • كتابات وقصائد وأعمال تشكيلية:صمود فلسطيني على الجبهة الثقافية
  • سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال سوق الحلبوني
  • وزيرة التضامن تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي
  • مايا مرسي تلتقي وزيرة الشؤون الاجتماعية بلبنان
  • وزيرة البيئة تلتقي مسئولي جمعيات حماية الطبيعة لتعزيز التعاون في صون الطيور المهاجرة|صور