الجزيرة:
2025-06-10@20:43:04 GMT

خدعة عقلية.. لماذا نشعر بالبرودة عندما نأكل النعناع؟

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

خدعة عقلية.. لماذا نشعر بالبرودة عندما نأكل النعناع؟

ربما جربت من قبل عندما تأكل النعناع أو حلوى بمذاق النعناع أو عندما تغسل أسنانك بمعجون بنكهة النعناع أن تشعر ببرودة في فمك، وقد يزداد شعور البرودة إلى درجة ربما لا تتحملها عندما تشرب الماء بعدها، فكيف تشعر بالبرودة والانتعاش في فمك بعد تناول النعناع؟ وهل يكون فمك باردا فعلا؟

في الحقيقة، النعناع لا يجعل فمك باردا، بل يخدعه بذلك من خلال الكيمياء، فتناول النعناع يحدث تفاعلات تؤدي إلى الشعور بالبرودة في الفم والجسم، ويعود هذا التأثير إلى المكونات النشطة الموجودة في النعناع، التي تتفاعل مع مستقبلات حساسة للحرارة في الجسم، لكنه لا يحدث برودة فعلية وحقيقية في الفم.

فجميع أصناف نبات النعناع تنتج مركبا يسمى "المنثول"، وهذا هو المركب الذي يمنح النعناع نكهته المميزة، وهو المسؤول عن تأثيره البارد، لذلك فعند الإجابة باختصار يمكننا أن نقول إن المنثول يخدع فمنا لنشعر كأنه أصبح باردا.

مستقبلات الحواس

لكن الإجابة الأكثر تفصيلا هي أن المنثول يؤثر على نظام مستقبلات الحواس الذي يراقب اللمس والحرارة والألم على سطح الجلد. يُعرف هذا النظام بنظام "الحواس الجسمي"، وهو شبكة معقدة من الخلايا العصبية، وهي تختلف عن الأنظمة المسؤولة عن الذوق والشم، ويوجد بعض هذه الخلايا العصبية على سطح الخلايا أو تحت الجلد لمراقبة أمور مختلفة، مثل السخونة والبرودة.

وعندما تتناول النعناع، يحفز المنثول مستقبلات الحواس الخاصة بالبرودة الموجودة على سطح الخلايا الحساسة للحرارة في الفم والجلد، إذ لدى المنثول القدرة الفريدة لتفعيل تلك الحواس من دون أن تكون هناك برودة فعلية.

النعناع يعتبر مادة منعشة، ويستخدم غالبا في الحلوى والمشروبات الباردة (بيكسابي)

وعندما تحدث هذه التفاعلات الكيميائية على مستوى الخلايا العصبية، تنشط إشارة كهربائية صغيرة تُسمى إشارة النشاط، يتم نقلها عبر الخلايا العصبية إلى الدماغ، ثم يترجمها الدماغ على أنها إحساس بالبرودة.

ثم يرسل الدماغ إشارة كهروكيميائية "لتنشيط بعض مستقبلات البرودة على اللسان"، لتشعر بأن اللسان بارد رغم أنه لا يكون كذلك فعلا، وبهذا نقول إن المنثول في النعناع خدع مستقبلات البرودة.

تلك الحواس تصبح نشطة بشكل حقيقي عندما تتناول أطعمة أو مشروبات باردة مثل المثلجات، لكن لا يكون الشعور مخادعا كما في حالة النعناع.

لذلك، يعتبر النعناع مادة منعشة وباردة، ويستخدم غالبا في الحلوى والمشروبات الباردة والمعجنات لإعطاء شعور بالانتعاش والبرودة عند تناولها.

الانتعاش الذي يحدثه النعناع يجعلنا نربط بين البرودة والأسنان الصحية (غيتي) النعناع في معجون الأسنان

لا شك أن النعناع يمكن أن يساعد في التخفيف من رائحة الفم الكريهة، ولكنه أيضا يجعلك تشعر بنظافة إضافية وبرودة تجعلنا -بشكل ما- نربط بين البرودة والأسنان الصحية. لكن هل معجون الأسنان أو منتجات تنظيف الأسنان التي تحتوي على النعناع هي فقط التي تقوم بهذه المهمة؟

عندما يكون فمك جافا ودافئا يمكنك أن تشعر عمليا بنمو البكتيريا وتغطية لسانك وأسنانك ولثتك ببقايا الطعام، لذلك يعتقد أن "البرودة" بوصفها إحساسا معاكسا ستشير إلى الصحة.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز النعناع بفوائد إضافية بتحفيز إنتاج اللعاب، مما يساعد في غسل الأسنان وتعزيز المينا، وهذا هو السبب في أن مضغ العلكة بنكهة النعناع خالية من السكر قد يكون جيدا لأسنانك.

لكن لا داعي للقلق إذا لم تعجبك نكهة النعناع، فمنتجات عناية الأسنان لا تحتاج فعليا إلى هذه النكهة لأداء وظيفتها، بل إنها تزيد من شعور الانتعاش والصحة بالأساس.

الفلفل الحار يجعلك تشعر بالحرارة

يبدو أن الفلفل الحار يجعلك تشعر بالحرارة تقريبا بالطريقة نفسها التي يجعلك بها النعناع تشعر بالبرودة؛ إذ تحتوي معظم الأطعمة الحارة على مركب يسمى الكابسايسين، وهذا المركب يخدع دماغك للشعور بالحرارة عن طريق تنشيط بروتين مختلف يسمى "في آر 1".

ونظرا إلى أن المنثول والكابسايسين يؤثران على حساسيتك للبرودة والحرارة، فإنهما قد يجعلانك تشعر بالتنميل أيضا بجانب البرودة أو الحرارة، ولهذا السبب ستجد هذين المركبين في مسكنات الألم الموضعية الموجودة في الصيدليات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخلایا العصبیة

إقرأ أيضاً:

الخضيري: “سوار الطاقة” خدعة تجارية لا أساس لها من الصحة وقد تدخل في الشركيات

أميرة خالد

أكد الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات، أن ما يُعرف بـ “سوار الطاقة” أو ما يُسوّق له أحيانًا باسم “سوار العافية” لا يحمل أي فائدة طبية أو علمية حقيقية، وأن جميع الادعاءات المتعلقة به مجرد تأثير نفسي ووهمي لا أكثر.

وكتب الخضيري عبر حسابه في منصة “إكس”: “طبياً وعلمياً، لا يوجد أي دليل على فعالية هذه الأساور، وكل ما يُقال عنها هو خداع نفسي يستهدف المراهقين والمراهقات، وسبق أن تم تغريم الشركة المسوّقة لها في أستراليا بمبلغ 56 مليون دولار، بعد أن عجزت عن إثبات أي فائدة طبية لها، واضطرت لاحقًا للاعتراف بأنها مجرد وسيلة تأثير نفسي.”

وأشار الخضيري إلى أن هذه المنتجات – سواء زُعِم أنها ألمانية أو صينية أو أمريكية – كلها تُصنّع في الصين بأسماء وشعارات مختلفة، وتُباع بأسعار باهظة لتحقيق أرباح من خلال استغلال ضعف الوعي لدى بعض المستهلكين.

وأضاف: “الهدف الأساسي من تسويقها هو جمع الأموال، وليس تحقيق فوائد صحية، وهذه الأوهام قد تصل إلى أمور محرّمة، خاصة إذا اعتقد لابسها أنها سبب للشفاء أو التوازن الذاتي، وهو ما يدخل في مفاهيم شركية كما بيّن علماؤنا، ومنهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، رحمهم الله.”

وختم قائلاً: “جميع هذه المزاعم، مهما اختلفت أسماؤها أو مصادرها، تظل أكاذيب مكررة تهدف إلى استغلال جهل الناس، ويجب التحذير منها علمياً وشرعياً.”

مقالات مشابهة

  • مختلة عقلية تهدد سلامة مواطني ساكنة سيدي إفني… فهل من متدخل؟
  • أكبر خدعة فنية بفرنسا.. كراسي مزيفة بـ2 مليون يورو في قصر فرساي
  • عبدالرحمن أباعود ينتقد إدارة الهلال: سرية مبالغ فيها.. وأوسيمين لا يناسب عقلية نيوم
  • إبراهيم فرغلي: حارسة الحكايات تقول إن التاريخ له ألف صورة
  • دون كيماويات.. طرق فعالة للتخلص من النمل بالمنزل
  • الخضيري: “سوار الطاقة” خدعة تجارية لا أساس لها من الصحة وقد تدخل في الشركيات
  • مشروبات تساعد على الهضم بعد تناول اللحمة والفتة
  • أحمد الشرع يتحدث عن والدته: كانت تشعر أنني على قيد الحياة دون خبر عني لـ7 سنوات
  • طبيبة تحذر من مخاطر شرب الكافيين على بعض الأشخاص
  • مساعد Gemini من جوجل يتعلّم خدعة جديدة تجعل ميزة التذكيرات قديمة