لبنان ٢٤:
2025-05-19@03:27:24 GMT

لا رئيس من دون حوار...ولا حوار من دون رئيس

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

لا رئيس من دون حوار...ولا حوار من دون رئيس

ونسأل كالساذجين: مَن قبلُ، البيضة أم الدجاجة؟ ومع أن لا جواب علميًا عن هذا السؤال غير العلمي نصرّ على أن نسأله اليوم بالذات وبإلحاح. وهذا السؤال الساذج يقودنا إلى سؤال ساذج آخر ألا وهو: مَن قبلُ الحوار أم انتخاب رئيس للجمهورية؟ الجواب عن هذا السؤال لن يكون كالجواب عن السؤال الساذج الأول. فلا جواب واحدا عن هذا السؤال، لأن لدى كل طرف جوابا خاصا به.

وكل جواب يختلف بالشكل والمضمون عن الجواب الآخر، إذ أن لكل طرف نظرته الخاصة به إلى الأمور، حيث تلعب المصلحة الخاصة دورًا رئيسيًا في عملية تحديد الأولويات والأفضليات. فما يراه فريق "الممانعة" صائبًا يراه فريق "المعارضة" هرطقة دستورية. ولكل من هذين الفريقين حجته ومنطقه.
الفريق الأول يستند في تمسّكه بالحوار بنسخته الجديدة، التي تزاوج بين رؤية الرئيس نبيه بري والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، إلى الجلسات الاثنتي عشرة، التي لم تؤدِ إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن ليس في قدرة فريق واحد أن يقوم بهذه العملية بمفرده. ولذلك فهو في حاجة إلى التفاهم مع الآخرين على رئيس وسطي لا يكون محسوبًا على فريق دون الفريق الآخر، أقّله في ما يمكن أن يقدّمه من ضمانات مشتركة للجميع، من دون أن يعني ذلك أن رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية بعيد عن هذا التوجّه، وهو الذي أبدى استعداده لمحاورة الجميع، حتى الذين يخاصمونه سياسيًا ويعتبرونه مرشح "حزب الله".
ففي رأي هذا الفريق أن الحوار هو المدخل الطبيعي والتلقائي والوحيد لانتخاب رئيس. ومن دون هذا الحوار غير المشروط وغير المعدّة نتائجه مسبقًا لن يكون للبنانيين رئيسٌ حتى ولو دعي النواب إلى جلسات مفتوحة ومتتالية ومن دون إغلاق محضر الجلسة الأولى. فمن دون توافق اللبنانيين الممثلين بأحزابهم السياسية المتعدّدة التوجهات في الندوة البرلمانية فإن الفراغ سيبقى "سيد المواقف" حتى ولو استمر هذا الشغور سنوات وسنوات، وليس سنتين ونصف السنة فقط كما حصل قبل التوافق على انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية في خريف العام 2016.
أمّا الفريق الثاني فيرى أن خلط الحابل بالنابل لن يؤدي إلى أي نتيجة. وهذا ما يفعله فريق "الممانعة" حين يضع عربة الحوار قبل حصان الانتخابات. ويسأل أركان هذا الفريق عن جدوى الحوار ما دامت النتيجة معروفة، وهي الذهاب في نهاية المطاف إلى الجلسات المفتوحة والمتتالية، حيث يكون الدستور هو الحكم في العملية الانتخابية. وإذا كان لا بدّ من أي حوار فيجب أن يتضمّن جدول أعماله نقطة واحدة لا غير، وهي تطبيق الدستور بحذافيره ومن دون اجتهادات همايونية.
ويرى هؤلاء أن من جرّب المجرَّب يكون عقله مخرَّبًا. فتجربة اللبنانيين مع طاولات الحوار معروفة نتائجها، وبالأخص تلك التي عقدت في عين التينة يوم دعا إليها الرئيس بري، وبالأخص في ما يتعلق ببند "الاستراتيجية الدفاعية"، ولاحقًا التنصّل من بند "النأي بالنفس"، أو ما عُرف في حينه باتفاق بعبدا، حيث قيل يومها للفريق الذي كان يطالب بضرورة اعتماد لبنان سياسة النأي بالنفس "نقعوا وشربوا ميتو".
ويقول هؤلاء إنه إذا كان لا بد من حوار فليكن في القاعة العامة لمجلس النواب، وفي الدورات الانتخابية المفتوحة، ويكون بالتالي محصورًا في بند واحد ووحيد، وهو التفاهم على اسم أو اسمين أو ثلاثة، ولتُخض المعركة الرئاسية وفق مبدأ ديمقراطي متعارف عليه ومتبع في كل دول العالم، حتى تلك التي لا تؤمن كثيرًا بجدوى الديمقراطية، وليفز من يستطيع أن يؤمّن أكثرية الأصوات النيابية.
وهكذا يُنرك أمر الحوار، الذي يطالب به الرئيس بري اليوم، لرئيس الجمهورية العتيد، الذي يُفترض به أن يتولاه شخصيًا ليصار التفاهم في شكل نهائي على القواسم المشتركة بين اللبنانيين أولًا، تمهيدًا للبحث في الأمور الخلافية، ومن بينها "الاستراتيجية الدفاعية".
الخلاصة النهائية لكل هذا الحراك القائم على أكثر من جبهة هو أن لا رئيس من دون حوار ولا حوار من دون رئيس... "وحّلوها إن كان فيكن تحّلوها".  

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا السؤال عن هذا من دون

إقرأ أيضاً:

خطأ في امتحان الدراسات يثير الجدل بين طلاب الإعدادية الأزهرية بالشرقية

شهدت امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية بمحافظة الشرقية حالة من الجدل بين الطلاب، بعد اكتشاف خطأ في امتحان مادة الدراسات الاجتماعية.

وأوضح الطالب علي مصطفى أن النقطة الثانية في الفقرة (ب) من السؤال الأول بفرع الجغرافيا جاءت بصيغة غير واضحة: "انكماش مساحة في ألمانيا؟"، دون تحديد الظاهرة المقصودة بالإجابة، مما دفع الطلاب للتساؤل عما إذا كان السؤال يشير إلى مساحة الحشائش أم مساحة السكان.

وأشار الطالب إلى أن الصياغة الصحيحة للسؤال كان ينبغي أن تكون: "بم تفسر: انكماش مساحة الحشائش في ألمانيا؟"، حتى يتمكن الطلاب من الإجابة بدقة، موضحًا أن الحشائش تنتشر في السهل الساحلي بألمانيا، لكنها انكمشت بسبب إحلال الزراعة محلها، إضافة إلى التوسع العمراني وبناء المدن.

وأكد عدد من الطلاب أن هذا السؤال، رغم تخصيصه بدرجة واحدة فقط، أحدث ارتباكًا لديهم وطالبوا بإعادة توزيع درجته على باقي الأسئلة لضمان العدالة في التقييم.

وفي السياق ذاته، أدى طلاب الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بمنطقة الشرقية الامتحانات داخل 17 إدارة تعليمية، وسط تطبيق كافة الإجراءات التأمينية لضمان سير العملية الامتحانية بسلاسة.

من جانبه، أكد الدكتور السيد أحمد الجنيدي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية، انتظام أعمال امتحانات مادتي الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لطلاب الشهادة الابتدائية، وامتحانات مادتي أصول الدين (التوحيد والسيرة) والدراسات الاجتماعية للشهادة الإعدادية، مشيرًا إلى تهيئة المناخ المناسب للطلاب لأداء الامتحانات في طمأنينة ويسر.

كما شدد على تفعيل غرفة عمليات إلكترونية لمتابعة سير الامتحانات، وتقديم الدعم والتوجيه للطلاب طوال اليوم.

مقالات مشابهة

  • خطأ في امتحان الدراسات يثير الجدل بين طلاب الإعدادية الأزهرية بالشرقية
  • في حوار شامل.. محافظ الغربية يكشف لـ«الأسبوع» تفاصيل المشروعات الكبرى وكواليس زيارة رئيس الوزراء
  • “محمد.. هل أنت تنام ليلًا؟!” .. دلالات سؤال ترامب لولي العهد السعودي
  • ‏بعد زيارة ترامب.. هل ترسم خارطة اليمن من خارج حدوده؟
  • لميس الحديدي تعلن إذاعة حوار الرئيس اللبناني جوزيف عون غدًا الأحد
  • رئيس الفريق التجمعي: الحكومة بقيادة أخنوش قادت ثورة اجتماعية لصالح المغاربة
  • هل النوم تحت أشعة «الواي فاي» ضار؟ أطباء يجيبون عن السؤال المحير
  • أبو الغيط يلتقي الفريق أول إبراهيم جابر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني
  • ياسمين عز: سؤال أنت فين لزوجك مرعب وبيعمل كوارث
  • مستشار رئيس الوزراء العراقي: القمة العربية محطة حاسمة لإحياء الحوار وتعزيز الوحدة