وثيقة تكشف: أحداث مخيم عين الحلوة في لبنان جزء من مشروع أمريكي
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، اشتباكات دامية بين حركة فتح ومجموعات إسلامية خلال الأسبوع الماضي أودت بحياة نحو 15 شخصا، إلا أن تفاصيل ذلك تعود إلى جوانب أعمق متعلقة بمخططات دولية، بحسب ما كشفت وثيقة سرية صادرة عن دولة عربية في لبنان.
وتعتبر الوثيقة بمثابة التقرير لعرض التطورات السياسية والأمنية في الشهرين الماضين، وأن مختلف الأحداث في المخيم المسمى "عاصمة الشتات الفلسطيني"، ما هي إلا جزءا من مشروع أمريكي يستهدف قضية اللاجئين، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.
وجاء في الوثيقة "هناك تحضيرات أمريكية مبكرة لتصفية مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان باعتباره عنوانا أساسيا من عناوين اللجوء الفلسطيني في الشتات، وقد بُوشر هذا التوجه من قبل قادة وضباط عسكريين أوفدتهم واشنطن في السنوات الأخيرة".
وتضمنت أن "الاشتباكات المُتكررة في المخيم بين حركة فتح وجماعات ذات طبيعة عقائدية مُتشددة ليست بعيدة عن تحركات قامت بها وفود عسكرية أمريكية، وبسرية تامة، إلى المنطقة المُطلة على المخيم، حيث سُجلت زيارات ميدانية مُتكررة للوفود التابعة للقيادة العسكرية الوسطى بلغت ثلاث زيارات على الأقل عام 2018".
وذكرت الوثيقة أن "أبرز هذه الزيارات كانت لقائد القيادة الوسطى آنذاك الجنرال جوزيف فوتيل، الذي طلب ترتيب جولة استطلاعية له إلى محيط مخيم عين الحلوة على أن يرافقه فيها ضباط لبنانيون مُلمّون بهذا الملف".
وقالت "تم للجنرال الأمريكي ما أراد حيث عاين المخيم من تلة سيروب المطلّة عليه، وتبيّن أن فوتيل يحمل معه خرائط مفصّلة للمنطقة ومحيطها، وقد وجّه أسئلة مُحددة إلى فريق مخابرات الجيش اللباني الذي رافقه تركزت على واقع المخيم جغرافيا وبشريا، وهوية المجموعات المسلحة وأعدادها وأماكن تمركزها".
وسأل الجنرال الأميركي أيضا عن عدد النازحين الفلسطينيين الذين وفدوا من سوريا إلى عين الحلوة، وطبيعة التدابير التي يتخذها الجيش اللبناني، إضافة إلى تطورات خطة بناء جدار إسمنتي حول المخيم".
وتلاحقت الاجتماعات بين الجانبين الأمريكي واللبناني، وقام فريق تقني من القيادة المركزية بزيارة قيادة الجيش اللبناني في أيلول/ سبتمبر 2018، والتقى قائد الجيش ومدير المُخابرات ومسؤول الملف الفلسطيني في الجيش، بحسب الوثيقة.
وكشفت الوثيقة أن بناء جدار حول مخيم عين الحلوة جاء في الأساس بناءً على اقتراح أميركي، على الرغم من أن الجيش تعلّل في حينها بالحاجة إلى اتخاذ تدابير أمنية في ضوء الخُروقات التي تقوم بها عناصر مسلحة.
وقيل في الوثيقة إن "عددا من الإرهابيين الذين غادروا المخيم في أوقات سابقة للمُشاركة في القتال في سوريا، عادوا إلى عين الحلوة مُجددا في توقيت لافت، الأمر الذي ساهم في إذكاء التوتر داخله المخيم وأثار مخاوف من أن يكون ذلك مقدّمة لتفجيره من الداخل وإنهاء حق العودة، ما دفع مصادر أمنية لبنانية إلى السؤال عما إذا كانت هناك دولة خليجية مُعينة لها علاقة بمجموعات إسلامية وبالولايات المتحدة في آن واحد قد دفعت باتجاه عودة هؤلاء المسلحين بما يؤدي إلى وصم المخيم بأنه معقل للإرهاب".
عزل المخيم وتفريغه
ويستنتج التقرير الذي جاء في الوثيقة أن "مصادر دبلوماسية رسمت أهدافا عدة لجولات وزيارات الضباط الأميركيين، منها: فصل المخيم عن جواره بجدار يمكن من عزل الأحداث التي تجري أو ستجري في داخله، وتعقيد مهمة الخروج والدخول على المجموعات الإرهابية".
وأضاف أن "الهدف الأساسي الذي لم يفصح عنه الأمريكيون للجانب اللبناني يتعلق بعملية مواكبة صفقة القرن وفرض واقع يؤدي إلى إنهاك الفلسطينيين وفرض توطين قسم منهم في لبنان وتهجير قسم آخر إلى دول يمكن أن تستقبلهم".
وقال التقرير إن "حدوث توترات واشتباكات من وقت إلى آخر في مخيم عين الحلوة، بتوجيه من أجهزة أمنية عربية وأميركية، يأتي بهدف تأزيم الموقف إلى أقصى حد مُمكن وتهجير سكان المخيم، ولتوطين قسم منهم في المجتمع اللبناني، ودفع القسم الآخر للسفر إلى دول أجنبية تقدم تسهيلات خاصة بالتنسيق مع إسرائيل".
وتفاقمت أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المالية، عقب تردي علاقاتها مع أكبر المانحين لها وهي الولايات المتحدة التي خفضت مساهمتها في التمويل للمستويات غير مسبوقة.
وتتعرض "الأونروا" لحملة تحريض إسرائيلية بهدف إغلاقها، ويتم ذلك بطرق مختلفة سواء بالتحريض المباشر، أو بالضغط لقطع التمويل، أو حتى ملاحظة العاملين وتلفيق تهمٍ لهم، مع المطالبة بتحويل خدماتها للسلطة الفلسطينية في ظل الأزمة المالية التي تعانيها، متهمة إياها بـ "نزع شرعية إسرائيل ومعاداتها".
وبسبب الأحداث في المخيم، قررت الأونروا تعليق جميع خدماتها أكثر من مرة كان آخرها في 18 آب/ أغسطس الماضي، احتجاجا على استمرار تواجد مسلحين في منشآتها في المخيم بما في ذلك المدارس.
ثم عادت وأعلنت أنها تسعى للحصول على مبلغ 15,5 مليون دولار من أجل استجابتها متعددة القطاعات، وذلك في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي وقعت في المخيم الفترة الواقعة ما بين 29 تموز/ يوليو وحتى 3 آب/ أغسطس، وهي موجة الأحداث التي سبقت الاشتباكات الأخيرة الأسبوع الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عين الحلوة لبنان وثيقة قضية اللاجئين لبنان وثيقة عين الحلوة قضية اللاجئين سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مخیم عین الحلوة فی المخیم
إقرأ أيضاً:
لتمكين منظومة الحج.. “السعودية للكهرباء” تكشف عن أبرز مشاريعها واستثماراتها لموسم حج 1446هـ
أعلنت الشركة السعودية للكهرباء عن تنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية، وضخ استثمارات كبرى في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وذلك بإشراف ومتابعة من وزارة الطاقة، ضمن استعداداتها لموسم حج 1446هـ. وتهدف هذه المشاريع إلى توفير طاقة كهربائية موثوقة، تدعم مختلف الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن خلال تأديتهم لمناسك الحج.
وقد تجاوز عدد المشاريع المنفذة حديثًا ضمن نطاق إدارة كهرباء مكة المكرمة 30 مشروعًا، بتكلفة إجمالية تفوق 516 مليون ريال، فيما بلغ عدد المشاريع التابعة لإدارة كهرباء المدينة المنورة أكثر من 21 مشروعًا، بتكلفة تزيد عن 84 مليون ريال. وتشمل المشاريع التي نفذتها الشركة السعودية للكهرباء لحج هذا العام مشروع تركيب المحولات الغازية في المنطقة المركزية بمكة، الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة والشرق الأوسط، حيث تم استبدال المحولات الزيتية بمحولات غازية في محطتي “الحرم 2” و”الحرم 3″، بهدف رفع معايير السلامة وتعزيز موثوقية الشبكة الكهربائية.
وفي مشعري عرفات ومنى نفذت الشركة عدة مشاريع نوعية لصالح شركة كدانة للتنمية والتطوير خلال فترة لا تتجاوز عشرين شهر، لتأمين طاقة كهربائية مستقرة وموثوقة لخدمة مخيمات الحجاج، وبتكلفة إجمالية تجاوزت 1.98 مليار ريال. حيث شملت الأعمال إنشاء محطة نقل للطاقة الكهربائية “غرب عرفات المركزية” جهد 380 ك.ف، بالإضافة إلى إنشاء أربع محطات نقل للطاقة الكهربائية جهد 110/13.8 ك.ف، في المشاعر المقدسة، منها محطتان في منى ومحطتان في عرفات، بالإضافة إلى العمل على إنشاء محطة أخرى بمشعر منى. وتضمنت المشاريع ربط محطة مشروع غرب عرفات بالشبكة الكهربائية العامة بطول 21 كيلومترًا، إلى جانب تنفيذ مشاريع ربط محطات الجهد العالي 110 ك.ف الجديدة بمحطة غرب عرفات المركزية وبالمحطات القائمة بطول 106 كيلومترًا، كما أنجزت الشركة توسعة محطة المشاعر مع ربطها مع محطة عرفات المركزية. و توسعة محطة جنوب العزيزية وربطها مع محطة غرب عرفات لتعزيز موثوقية الخدمة الكهربائية وتحسين توزيع الطاقة الكهربائية وتلبية الاحتياجات المتزايدة خلال موسم الحج.
وتضمنت المشاريع أيضًا إعادة تأهيل عدد من المحطات القائمة في مكة، أبرزها محطتا “المنصور” و”المسفلة”، وشملت استبدال المحولات وترقية أنظمة الحماية والاتصالات واستبدال الكابلات، بما يواكب أعلى معايير الكفاءة والموثوقية.
ومن المشاريع الأخرى، ربط محطات الجهد العالي بشبكات التوزيع في المشاعر المقدسة، حيث تم تمديد كابلات بطول 645 كيلومترًا. بتكلفة 282 مليونًا، كما تشمل الاستثمارات مشاريع تعزيز وإحلال الشبكات الكهربائية بتكلفة 98 مليون ريال، إلى جانب أعمال إنشاء السياجات بتكلفة تتجاوز 6.2 مليون ريال، كما بلغت تكاليف أعمال صيانة المحطات وكبائن التوزيع وصناديق العدادات والنهايات الطرفية ما يقارب 35 مليون ريال.
وفي المدينة المنورة، نفذت الشركة مشاريع حيوية ضمن برنامج تعزيز المدن الكبرى، بهدف رفع كفاءة الشبكة الكهربائية وتعزيز موثوقيتها، وشملت إنشاء محطة نقل الطاقة بني النجار البديلة وربطها بالشبكة، وإنشاء محطة نقل الطاقة رؤى المدينة المركزية بجهد 380/110 ك.ف، بالإضافة إلى تنفيذ كابلات الربط بجهد 380 ك.ف. كما تم إنشاء أربع محطات إضافية ضمن مشروع رؤى المدينة بجهد 110/13.8 ك.ف، وهي رؤى المدينة (1)، و(2)، و(3)، و(4)، مما يُسهم في استقرار الشبكة الكهربائية وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة.
وعملت الشركة على مشروع الراديو اللاسلكي في المنطقة الغربية لتعزيز منظومة التحكم والمراقبة، ومشروع استبدال كوابل الألياف البصر (OPGW)، وترقية أنظمة الاتصالات بين 318 محطة ومركز تحكم وربطها بالمركز الإقليمي للتحكم بالمنطقة الغربية (WRCC)، لضمان انسيابية نقل المعلومات وتحقيق التكامل الرقمي.
وتأتي هذه المشاريع امتدادًا لجهود الشركة السعودية للكهرباء في تعزيز البنية التحتية الكهربائية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وتوفير طاقة مستقرة وآمنة تسهم في تحقيق راحة وسلامة الحجاج، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لهم، بما يعكس التزام المملكة بتقديم تجربة ميسّرة ومتكاملة لضيوف الرحمن.