تذكرت إحدى ليالي الصيف، بعد انتهاء يوم طويل شاق، واجتياز ضغوط العمل، وانتهاء معاناة القيام بالمهام اليومية في ظل درجة حرارة تكاد تقترب من الأربعين لتؤكد أن الطقس برطوبته ولزوجته يتناقض تماما مع خدعة دروس الجغرافيا التي لقنت أجيالا وأجيالا جملة (حار جاف صيفا، دافئ ممطر شتاء)، وبعد الهروب من زحام الشوارع، وضوضاء الباعة، والاختناق المروري، والتخلص من سخافات ومضايقات بعض البشر، والنجاة من مكائد الحقودين الغيورين، والخلاص من برامج (التوك شو) المثيرة للجدل بصخب مقدميها وسياساتها المليئة بالتأييد والنفاق و(التطبيل) أحيانا أو الهجوم والمعارضة الضارية في أحيان أخرى، جلست مع أسرتي ليلا أتمتع بالسكينة والراحة المغلفة بأنسام باردة صادرة عن (التكييف) الصغير المطل علينا من أعلى الغرفة ولو نطق لقال (لولا وجودي لغرقتم في بحر الرطوبة)، إنها أمسية هادئة من تلك الأمسيات الأسرية الهانئة التي تقطر سعادة خالصة تشحن قواي لمواصلة الحياة، وكالمعتاد، اختارت ماماتي قناة من قنوات الطرب الأصيل لتشاركنا تلك الجلسة، فاذا بصوت فايزة أحمد يصدح بألحان محمد سلطان، وكلمات من روائع الأبنودي (مادام معاي)، مادام معاي، اللى باحبه وباريده، وبنقسم اللقمة ونضحك، وبنشرب شاي، ما يهمنيش مهما قالوا، ما هو دول عوازلي وعزاله، بيقولوا داير على حاله، مع انه كان في الساعة دي، قاعد معاي.
وكعاداتنا الأسرية بدأنا في الدندنة معها، وحكت لي ماما ذكرياتها وأبى مع الأغنية، واستمتعنا وضحكنا وشربنا الشاااااي.
تذكرت، وابتسمت، وبكيت، آااااه يا أمي من وجع الذكريات، 245 يوما وجرح فراقك لا يندمل، ربنا يرحمك ويغفر لك ويعفو عنك - وكل الأحباء- ويفرحك في الجنة أضعاف أضعاف أضعاف ما فرحتينا في الدنيا، سنلتقي يا ماماتي، ونشرب سويا من شراب أهل الجنة بإذن الله، وحتى يحين الموعد لك منا كل الحب والاشتياق يا حبيبتي.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
عاجل.. تفاصيل الهزة الأرضية التي شعر بها سكان القاهرة وعدة محافظات
شعر عدد كبير من المواطنين، منذ قليل، بهزة أرضية في القاهرة والجيزة والقليوبية وعدد من المحافظات الأخرى، دون وقوع أي خسائر تُذكر حتى الآن.
وأكدت الشبكة القومية للزلازل أنها رصدت الزلزال فور وقوعه، من خلال أكثر من 70 محطة موزعة جغرافيًا بعناية وفقًا للتاريخ الزلزالي لمصر، مما يجعل من المستحيل مرور أي هزة دون تسجيلها، حتى لو كانت ضعيفة جدًا.
وتجدر الإشارة إلى أن مصر تمتلك واحدة من أحدث شبكات رصد الزلازل في العالم، ويعود تاريخها في هذا المجال لأكثر من 150 عامًا، بينما تسجل الحضارة المصرية القديمة تاريخًا زلزاليًا يزيد عن 5000 سنة، وهو ما يمنح مصر ثقلًا علميًا في التعامل مع هذه الظواهر الطبيعية.
رغم أن مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية العالمية السبعة، إلا أن قربها من مناطق نشطة زلزاليًا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلها أحيانًا عرضة لهزات أرضية متوسطة الشدة، ولكن دون آثار مدمّرة في أغلب الأحيان.