بعد 66 سنة من الاحتلال والوصاية.. فرنسا تحزم حقائبها من النيجر وتعلن رسميًا موعد الانسحاب العسكري
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنهاء التعاون العسكري مع النيجر، في "أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم في يوليو/ تموز الماضي".
وأكد ماكرون أن "فرنسا قررت إعادة السفير الفرنسي في نيامي إلى باريس الأسبوع المقبل، ومغادرة القوات الفرنسية، نهاية العام"، مشيرا إلى أن "النيجر لم تعد دولة ترغب في محاربة الإرهاب"، وذلك حسب قناة "BFMTV" الفرنسية.
وأعلنت هيئة الطيران المدني في النيجر، في وقت سابق اليوم، منع الطائرات الفرنسية من عبور مجال البلاد الجوي.
ووفق رسالة نشرت على موقع وكالة سلامة الملاحة الجوية في أفريقيا، فإن "المجال الجوي للنيجر مفتوح أمام جميع الرحلات التجارية الوطنية والدولية باستثناء الطائرات الفرنسية أو الطائرات التي تستأجرها فرنسا، وبينها تلك العائدة إلى أسطول الخطوط الجوية الفرنسية".
اقرأ أيضاً أول دولة غربية تعلن موقفها من المفاوضات الجارية في الرياض بشأن اليمن عقب فراره من المليشيا إلى فرنسا.. مبدع يمني يخطف الانظار بمبادرة عن الموروث الثقافي (فيديو) ‘‘ميتران’’ صديق اليمن والعرب العظيم.. حديثٌ في مقهىً على ضفاف (السين)في باريس دولة عظمى توجه رسالة حاسمة للمليشيات الحوثية وتحذر من استمرار مشروع الهيمنة بالقوة لاعبة تنس عربية تتعرض للاغتصاب على يد مدربها لمدة 3 سنوات في عمر 12 عامًا: أصبت بالشلل!! إعلان فرنسي بشأن اليمن: هذا هو السبيل الوحيد لتحسين ظروف اليمنيين بيان عاجل يكشف حقيقة اعتراف فرنسا والاتحاد الأوربي بمليشيا إيران في اليمن هيئة التشاور والمصالحة تبلغ كلًا من فرنسا وروسيا والصين موقفًا حاسمًا بشأن السلام مع مليشيا الحوثي تغير مفاجئ في موقف فرنسا من الحوثيين والشرعية.. مسؤول بارز يكشف ما سيحدث خلال أغسطس القادم! الرئيس الفرنسي يتلقى ”إصبعا مقطوعة” لرجل حي عبر البريد في عدد المركبات العسكرية.. السعودية تحقق المركز الأول عربيا وتتجاوز مصر وإيران وفرنسا وبريطانيا مرشح رئاسي يصرح باندلاع حرب أهلية في فرنسا والأخيرة تعلن قطع الإنترنت وحظر مواقع التواصلوكان المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر، أمادو عبد الرحمن، أعلن أمس السبت، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمشاركة فرنسا، منع ممثلي النيجر من المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال عبد الرحمن على أثير قناة" آر تي إن " التلفزيونية: "الأمين العام للأمم المتحدة، بتواطؤ مع فرنسا ورؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، لم ينفذ مهمته من خلال منع النيجر من المشاركة في الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأدان العسكريون الذين يتولون السلطة في النيجر بشدة قرار الأمين العام للأمم المتحدة، ووصفوه بأنه تدخل في الشؤون الداخلية للدولة.
يذكر أن النيجر شهدت، في يوليو/ تموز الماضي، انقلابا عسكريا ضد الرئيس محمد بازوم، أدى إلى عزله وسيطرة المجلس العسكري على السلطة في البلاد، وإعلان فترة انتقالية مدتها 3 سنوات.
ورغم تهديد "إيكواس" باستخدام القوة لإعادة بازوم إلى منصبه، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية للتدخل في النيجر عسكريا، خاصة بعدما أعلنت كل من مالي وبوركينا فاسو دعمها للمجلس العسكري في نيامي، ضد أي تدخل محتمل للمجموعة.
وقد خضعت النيجر للحكم الذاتي تحت الاحتلال الفرنسي بعد قيام الجمهورية الخامسة بفرنسا في 4 ديسمبر 1958 حتى نالت النيجر استقلالها الرسمي في 3 أغسطس 1960 وإن ظل للفرنسيين اليد العليا خلف الأبواب في إدارة النيجر حتى اليوم، مع وجود قواعد عسكرية تتحكم فعليا بالبلاد.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: للأمم المتحدة فی النیجر
إقرأ أيضاً:
الخط الأصفر.. ذريعة إسرائيل لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة
غزة- في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي من عمق محافظات قطاع غزة إلى ما يعرف "بالخط الأصفر"، الذي تنص عليه المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية مصرية تركية أميركية.
وبحسب الخرائط التي نشرت لخطوط الانسحاب، فإن جيش الاحتلال سيبقى مسيطرا على نحو 50% من مساحة قطاع غزة لحين تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبناء على "الخط الأصفر" لم يستطع سكان كل من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والمناطق الشرقية لمحافظة خان يونس، وشرق مدينة غزة، وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع من العودة إلى منازلهم، ومع ذلك يفرض الاحتلال سيطرته النارية على مناطق أخرى تتجاوز خطوط الانسحاب، في خرق واضح للاتفاق.
اختراق الاتفاق
تكشف المعلومات الميدانية التي حصلت عليها الجزيرة نت من سكان مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، أن قوات الاحتلال تتمركز في محيط الإدارة التي تقع غرب شارع صلاح الدين، وذلك على خلاف خط الانسحاب الذي يقع إلى الشرق من الشارع.
وتحول سيطرة قوات الاحتلال على هذا الموقع والقوة النارية التي تستخدمها في محيطه، دون عودة معظم سكان مخيم جباليا، الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف لاجئ.
وتتعدد اختراقات قوات الاحتلال للخط الأصفر، فقد أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش سيضع علامات واضحة على طول "الخط الأصفر" في قطاع غزة "لتكون بمثابة تحذير لكل من حماس وسكان غزة، بأن أي انتهاك أو محاولة لعبور الخط سيقابل بالنار" على حد قوله.
وعلى خلاف حديث كاتس، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين اثنين وأصابت ثالثا، صباح اليوم الاثنين، في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، أثناء وجودهم في المنطقة الواقعة خارج إطار الخط الأصفر، في اختراق واضح لخطوط الانسحاب.
ووثق المكتب الإعلامي الحكومي ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 80 خرقا منذ قرار وقف الحرب على غزة، أسفرت عن استشهاد 97 فلسطينيا وإصابة 230 آخرين، حتى مساء يوم الأحد، وذلك حسب المدير العام للمكتب إسماعيل الثوابتة.
إعلانوأوضح الثوابتة، في حديث للجزيرة نت، أن الخروقات تنوعت بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، والقصف والاستهداف المتعمّد، وتنفيذ أحزمة نارية، واعتقال عدد من المواطنين المدنيين، "في ممارسات تعكس استمرار النهج العدواني للاحتلال، ورغبته الواضحة في التصعيد الميداني، وتعطّشه الدائم للدماء والقتل".
ونفذ الجيش الإسرائيلي اعتداءاته باستخدام الآليات العسكرية والدبابات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنية، والرافعات الإلكترونية المزودة بأجهزة استشعار واستهداف عن بُعد، إضافة إلى الطائرات الحربية المقاتلة والطائرات المسيرة "الكواد كابتر"، التي تواصل التحليق فوق المناطق السكنية بشكل يومي، وتنفّذ عمليات إطلاق نار واستهداف مباشر للمدنيين.
وحمل الثوابتة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الخروقات والانتهاكات، داعيا الأمم المتحدة والجهات الضامنة للاتفاق إلى التدخل العاجل لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه المستمر، وحماية السكان المدنيين العزّل في قطاع غزة.
وسجلت حركة حماس في بيان لها جملة من الخروقات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة، من بينها تجاوز نشاط قوات الاحتلال حدود الخط الأصفر، وذلك بفرض سيطرتها النارية على شريط يمتد على طول خط الانسحاب المؤقت بمسافات تتراوح بين 600 إلى 1500 متر جنوبا وشرقا وشمالا من قطاع غزة، مانعة المواطنين من العودة إلى أماكن سكناهم.
وأوضحت حماس أن مساحة المنطقة المستهدفة تبلغ 45 كيلومترا مربعا، مما يشكل خرقا فاضحا لخط الانسحاب المؤقت مع استمرار توغل الآليات العسكرية داخل هذا الشريط.
فرض وقائع جديدةيتخذ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة- من الخط الأصفر ورقة لمواصلة تهديد المواطنين في قطاع غزة، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو يدرس فرض عقوبات إضافية على حماس، منها تحريك خطوط الانسحاب إذا لم تُسلم الحركة بقية جثث الجنود المحتجزين قبل موعد يحدد لاحقا.
وفي هذا السياق يقول الباحث في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة إن "ترسيم الخط الأصفر داخل قطاع غزة لا يمكن النظر إليه كإجراء ميداني عابر، أو خطوة فنية لتنظيم انتشار القوات الإسرائيلية، بل هو ترميز لمرحلة جديدة من الاحتلال الجزئي طويل الأمد".
معتبرا أن الترسيم "يهدف إلى فرض واقع أمني وجغرافي جديد داخل القطاع، وإعادة تشكيل العلاقة بين الاحتلال والميدان الفلسطيني وفق معادلة التموضع الآمن بدلا من الانسحاب الكامل".
وأوضح أبو زبيدة في حديثه للجزيرة نت أن إسرائيل تسعى من خلال هذا الخط إلى رسم حدود فعلية لعمق تدخلها وسيطرتها، بحيث تخلق نطاقًا عسكريًا مغلقًا، يمتد على أكثر من نصف مساحة القطاع، وتمنح نفسها حرية مناورة وتحرك دائمين داخل ما تبقى من غزة تحت ذريعة "الأمن الوقائي".
ويعتقد الباحث في الشأن الأمني أن الخط الأصفر يُمكّن الجيش الإسرائيلي من:
الحفاظ على حرية حركة نارية إسرائيلية داخل العمق الغزي، أي امتلاك القدرة على تنفيذ ضربات أو توغلات محدودة متى شاءت، دون الحاجة لعمليات اجتياح واسعة، مستفيدة من تموضعها الميداني في عمق الأرض الفلسطينية. فرض سيطرة عملية على المناطق المفتوحة والحدودية، وتحويلها إلى نطاق مراقبة وتجسس دائم يتيح تتبّع أي نشاط للمقاومة أو محاولات لإعادة بناء البنية العسكرية أو الأنفاق أو المواقع المتقدمة. إبقاء المقاومة تحت ضغط ميداني ونفسي متواصل، عبر سياسة "الوجود العسكري المرئي" التي تمنعها من إعادة الانتشار بحرية، وتجعل أي حركة أو تدريب أو تحصين عرضة للرصد والاستهداف الفوري. منع عودة السكان إلى المناطق المدمرة قرب الخط، مما سيؤدي مع مرور الوقت إلى تحوّل ديمغرافي تدريجي، حيث تُفرغ مساحات واسعة من الشمال والشرق الغزي من سكانها، وتتحول إلى شريط رمادي خالٍ من الحياة المدنية، يخدم الرؤية الإسرائيلية القديمة بإقامة "منطقة أمنية عازلة" تحت مسمى جديد. إعلانونوه أبو زبيدة إلى أن الخط الأصفر لم يعد مجرد مؤشر على نهاية الحرب، "بل تعبير عن مرحلة جديدة من الاحتلال الهادئ المموّه بالاتفاقات، تُدار فيها غزة من بعيد، وتُضبط حدودها بالنار والتحذير والخرائط الميدانية، في نموذج يبدو أقرب إلى إعادة إنتاج الاحتلال بصيغة أمنية دائمة، لا إلى الانسحاب أو التسوية".