مواصفات إعلامية لمن يسافر مع الأمير
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
دائمًا ما يقوم رؤساء الدول أو الوفود الرسمية باصطحاب المساعدين والمستشارين والمحللين والصحفيين في الرحلات الرسمية، وذلك لتغطيتها ونشر الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة لغرضين رئيسيين: أولهما: شرح ما يتحقق من منجزات خلال الرحلة الرسميةـ وثانيا باعتبارها تاريخ ويجب تغطيته وحفظه للرجوع إلى حال احتياجه.
وللبيت الأبيض الأمريكي تجربة تستحق الاطلاع، حيث تقوم جمعية البيت الأبيض الصحفية باختيار صحفيين ومحرري أخبار من ١٣ مؤسسة تلفزيونية وإذاعية وصحفية لمشاركة الرئيس الأمريكي رحلته، فيقومون ينقلون الأخبار والتقارير والصور إلى زملائهم في الصحف والمؤسسات الإعلامية الأخرى، كما يستغلون هذه الرحلات في شرح وجهة النظر الأمريكية تجاه القضايا والملفات الإقليمية والعالمية، وكذلك بناء علاقات إعلامية من القادة والرؤساء حول العالم، مما يسمح لهذه المؤسسات الأمريكية بإنشاء شبكة إعلامية تسهم في خدمة القضايا الأمريكية.
ما دعاني إلى كتابة هذا المقال هو متابعتي الدقيقة لزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الهند والمشاركة في قمة العشرين والتي عقدت مؤخرًا، ولم تكن التغطية الإعلامية السعودية تتواكب مع ضخامة المشاركة، والاتفاقيات التي عقدت واللقاءات التي أجريت، بل كأن الصحافة السعودية والمشهد الإعلامي بعيدين عما يجري من جهود سياسية واقتصادية ورياضية ضخمة، وذلك ضمن رؤية المملكة ٢٠٣٠م.
من يسافر مع الأمير هو مصطلح مجازي يشير إلى من يواكب المسؤول الذي يسافر في مهمة رسمية داخلية أو خارجية؟ وما هي المهارات التي يجب أن يتمتع بها؟ وماذا يجب أن يعمل قبل وأثناء وبعد الرحلة الرسمية؟ وهل يجب عليه أن يكتفي بملاحظة عمل المسؤول؟ وهل يمكنه الاستفادة من مرافقة المسؤول والوصول إلى مسؤولين آخرين يقوم بإجراءات مقابلات معهم، والاستفادة لاحقًا من هذا المحتوى في توزيع ونشر تقارير تبرز المنصة الإعلامية للمشارك في التغطية؟
الحضور المعلوماتي والخبرة العريضة والتحدث بأكثر من لغة والتمتع بالاحترافية الصحفية والسيرة الذاتية هي ضروريات خمس لمرافقة المسؤول، وعكس جهوده على منصات وسائل الإعلام، فهذه الرحلات الرسمية ليست نزهة أو مجالا للراحة والفسحة، بل هي مهمة مرهقة في تخطيط المحتوى الإعلامي للمرحلة، وكتابته وعكس ما يجري في الرحلة على المنصات الإعلامية، وكذلك مشاركتها مع وسائل الإعلام الأخرى، فبلاشك أن كثيرًا من مؤسساتنا الإعلامية لن تصل للعالمية، وهي غير قادرة على الاستفادة من رحلات المسؤولين، وبناء شبكة علاقات واسعة تساعدها في الوصول إلى المعلومات المهمة والدقيقة والتخاطب مع مسؤولين دوليين، وعكس هذا المحتوى على الوكالات الإخبارية العالمية.
من يسافر مع المسؤول يجب أن نكون لديه خبرة عريضة في الملفات التي سيتم طرحها في اللقاءات الرسمية، فمثلًا إذا كان عنوان الرحلة سياسيًّا، فيجب أن يشارك صحفيون يكتبون في السياسة، وإذا كان في الاقتصاد فيجب أن يسافر الصحفي الاقتصادي وهكذا، فهذا يسهم في عكس إنجازات الزيارة على الوسيلة الإعلامية ويحمل الرسائل للداخل والخارج، بل ستكون هذه الزيارة مهمة خاصة، والمراسل سيقوم بتدوين كل ما يراه، وستكون تاريخا يتم الرجوع إليه من قبل الباحثين والمختصين والمهتمين، فكثير من الأمم تجعل من التدوين والكتابة والملاحظة سلمًا لها نحو التطور والحضارة، وبالتجربة تنهضم الأمم.
بقي القول، إن المهمة الرسمية تتطلب وفدًا إعلاميًا محترفًا يخضع لمقاييس ومهارات يمكن ملاحظتها، بدلًا من الاستعانة بوجوه من أجل المجاملة أو التكريم، فالمسؤول الذي يحيط نفسه بمحترفين في مجال الإعلام سيكون قادرًا على إيصال رسائله وتحقيق مستهدفاتها، وسيكون هذا المراسل المحترف قادرًا على الوصول والتواصل وبناء علاقات واسعة تفيد عمله ووطنه، وبالإعلام تسود أمم وتعلو أمم، وبالإعلام تنتصر أمم وتحقق الشرف أمم.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يثير الجدل بفيديو «قصف إيران» على منصته الرسمية مع أغنية استفزازية
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بنشره فيديو على منصة “تروث سوشيال” يُظهر قاذفات “بي-2” وهي تسقط قنابلها على أهداف نووية حساسة في إيران، مرفقاً الفيديو بأغنية معدلة بعنوان “قصف إيران” تحمل كلمات استفزازية مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني.
الفيديو يستعرض ضربات عسكرية نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية رئيسية مثل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم ومجمع نطنز، بالإضافة إلى مواقع أخرى في أصفهان، وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران وكذلك إسرائيل.
الأغنية، التي هي نسخة معدلة من أغنية “باربرا آن” الشهيرة، تضمنت كلمات مثل: “سنخبر المرشد الأعلى، سنضعك في صندوق! قصف إيران”، مما أضاف بعداً استفزازياً جديداً في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصاعداً عسكرياً.
ترامب كان قد وصف الضربات الأمريكية الأخيرة بأنها “ناجحة تماماً”، رغم تقارير استخباراتية تشير إلى أن تأثيرها على البرنامج النووي الإيراني كان محدوداً وأدى فقط إلى تأخيره لعدة أشهر.
البيت الأبيض لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن على هذا الفيديو الاستفزازي، بينما يراقب المراقبون ردود الأفعال المحتملة من طهران التي تشهد العلاقات معها تصاعداً خطيراً بعد الضربات الأخيرة.
تصريحات ترامب السابقة عبرت عن استيائه من الصراع المستمر بين إيران وإسرائيل، قائلاً إن “البلدين يتقاتلان منذ وقت طويل دون معرفة النتيجة”، فيما يبدو أن نشر هذا الفيديو يعكس موقفه الحاد تجاه طهران في هذه المرحلة الحساسة.
هذا التصعيد الإعلامي يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة حالة توتر غير مسبوقة، وسط قلق دولي من احتمالات تصعيد أوسع قد يغير موازين القوة في الشرق الأوسط.
إيران تُعدم 3 جواسيس جندهم الموساد بتهمة التخطيط لاغتيال شخصية بارزة
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الأربعاء، تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة جواسيس قالت إنهم مجندون من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، بعد إدانتهم بالتورط في تهريب معدات تفجير إلى داخل البلاد بهدف اغتيال شخصية بارزة.
ونقلت وسائل إعلام رسمية أن تنفيذ حكم الإعدام جرى في مدينة أرومية بمحافظة أذربيجان الغربية، ضمن ما وصفته بـ”الإجراءات الحاسمة” التي تتخذها السلطة القضائية ضد “عملاء النظام الصهيوني”.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الجواسيس الثلاثة هم إدريس عالي (ابن صالح)، وآزاد شجاعي (ابن عبد الرحمن)، ورسول أحمد رسول (ابن أحمد)، وقد وُجهت إليهم تهم بـ”محاربة الله والفساد في الأرض” لتعاونهم مع جهات معادية، وضلوعهم في عملية اغتيال عبر إدخال معدات التفجير داخل شحنة مشروبات كحولية.
وأكدت السلطات أن التحقيقات كشفت أن العملية أدت فعلياً إلى اغتيال شخصية إيرانية بارزة لم يُكشف عن هويتها بعد.
وفي سياق أمني متصل، أعلنت الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية عن اعتقال أكثر من 700 عنصر تابعين لشبكات تجسس مرتبطة بإسرائيل خلال الأيام الـ12 الماضية، تزامناً مع الحرب المفاجئة التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو الجاري، وتوقفت يوم 23 يونيو بعد إعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشار التقرير إلى أن أغلب هذه الاعتقالات جرت في محافظات كرمانشاه، وأصفهان، وخوزستان، وفارس، ولرستان، بينما لم يتم الكشف عن عدد المعتقلين في العاصمة طهران حتى الآن.