في ذكرى مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وقفة إستذكار وتفكر
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
“الحمد لله على نعمة الإسلام”.
نعمة الإسلام نعمة من أجلّ النّعم وأوفاها وأعلاها ، ويجب على المسلم أن يحمد الله تعالى ليل نهار على المنة العظمى. إذ جعله المولى جلّ وعلا من أهل التوحيد الخالص والدين الحق ، فعلينا كبشر أن نكون دائمي الشكر على نعمة الإسلام. لما لهذا الدين من خصائص جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسالة القرآن.
*أن الإسلام هو الدين هو الدين الذي رضيه الله تعالى لعباده: فالله تعالى قد رضي لعباده هذا الدين. الأغر الخاتم وهو سبحانه لا يرضى لعباده إلا لما فيه الخير الكامل والصلاح الأتمّ لهم.
*أن الإسلام هو دين الفطرة: فوجه الكذاب تعرفه، ووجه الخمار تعرفه، ووجه تارك الصلاة تعرفه. وهكذا وجه المصلي والصادق تعرفه، وأصدق الصادقين وخير الناس أجمعين: محمد صلى الله عليه وسلم.
*أنه دين التوحيد الخالص: وهو دين يقوم على عقيدة وعبادة وسلوك. فالعقيدة: جوهرها التوحيد الخالص. الذي لا تشوبه شائبة الشرك الظاهر أو الخفي. وعبادة: جوهرها الصدق و الامتثال والإخلاص، والسّلوك فهو وثيق الصلة بالعقيدة والعبادة، وكلما كانت العقيدة سليمة، والعبادة صحيحة، كان السلوك سوياً.
*أنه دين العلم والمعرفة: كان أول ما نزل من كلام الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ” سورة العلق.
*أنه دين العدل والمساواة بين البشر: إن الإسلام هو دين العدالة المطلقة، تلك العدالة التي لا تفرق بين حاكم ومحكوم. أو بين ذي سلطان ومن لا سلطان له، أو بين قوي وضعيف. فالجميع أمام القضاء الإسلامي سواء. قال تعالى: “إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ”
*أنه دين السماحة وعدم الإكراه: فالمسلم مطالب بدعوة الناس إلى الإسلام الحق وأما الهداية فهي بيد الله تعالى وحده . قال سبحانه: ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ .سورة يونس
*أنه دين اليسر ورفع الحرج: الإسلام هو دين اليسر والسهولة ورفع الحرج عن. الأمة قال تعالى: ” وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ” سورة الحج.
*أنه دين الوسطية والتوزان: فالإسلام دين الوسطية في كل شيء. قال تعالى: ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”. سورة البقرة
*أنه دين العزة والقوة: الإسلام دين العزة والقوة والمسلم يستمد عزته وقوته من إيمانه بربه جل وعلا . قال تعالى : ” الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا” سورة النساء
*أنه دين الفضيلة ومكارم الأخلاق: الإسلام دين يدعو في كل تعاليمه ومبادئه إلى الفضائل ومكارم الأخلاق. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ.
فالحمد الله تعالى على نعمة الإسلام حمدا يستوجب الفهم العميق لمبادئ الإسلام ولتشريعاته الخالدة .وكذا التطبيق العملي لتلك التعاليم والتشريعات حتى تصبح واقعاً ملموساً وسلوكا مشاهداً . وحتى يدرك الناس أن عالمية الإسلام ليست شعاراً يرفع ولا كلمات تقال بل هي أثر يُدرك وأمل ينُشد.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الله تعالى الإسلام هو قال تعالى أنه دین
إقرأ أيضاً:
لا تكن من اللاهين.. خطيب المسجد الحرام: وقفة التوديع مهيجة للأحزان
قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن وقفة التوديع مثيرة للأشجان، ومهيجة للأحزان؛ إذ هي مصاحبة للرحيل، ومؤذنة بالانقضاء, لقد مضى عام كامل، تقلبت فيه الأحوال، وفنيت الأعمار، وحلت بالأمة فيه نوازل.
وقفة التوديعوأوضح " خياط"خلال خطبة الجمعة الأخيرة من ذي الحجة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أنه إذا كان ذهاب الليالي والأيام عند الغافلين اللاهين لا يعدو كونه مضي يوم ومجيء آخر، فإنه عند أولي الأبصار باعث حي من بواعث الاعتبار، ومصدر متجدد من مصادر العظة والادكار.
واستشهد بما قال أبو الدرداء رضي الله عنه، فيما رواه الحسن البصري رحمه الله عنه: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك", ويصوره أيضًا قول بعض السلف: "كيف يفرح بمرور الأعوام من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وحياته إلى موته؟".
وتابع: وقول بعضهم: “من كانت الليالي مطاياه، سارتا به وإن لم يسر”، منوهًا بأن أولي الألباب يتوقفون عند وداع العام وقفة مراجعة للذات ومحاسبة للنفس، مثل التاجر الحاذق الذي يتفقد تجارته، فينظر إلى أرباحه وخسائره، باحثًا عن الأسباب، متأملًا في الخطأ والصواب.
المسلك الرشيدونبه إلى أن سلوك المسلم الواعي هذا المسلك الرشيد، ليفوق ذلك في شرف مقاصده، ونبل غاياته، وسمو أهدافه؛ لأنه يسعى إلى الحفاظ على المكاسب الحقة التي لا تبور تجارتها.
وأضاف: ولا يكسد سوقها، ولا تفنى أرباحها، من كنوز الأعمال، وأرصدة الباقيات الصالحات التي جعل الله سبحانه وتعالى لها مكانًا عليًا، ومقامًا كريمًا، وفضلها على ما سواها.
ودلل بما قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا), لذا كانت العناية بهذه المراجعة، والحرص على هذه المحاسبة، ديدن الأيقاظ، ونهج الراشدين.
وأردف : لا يشغلهم عنها لهو الحياة ولغوها، وزخرفها وزهرتها وزينتها، فيقطعون أشواط الحياة بحظ وافر من التوفيق في إدراك المنى، وبلوغ الآمال، والظفر بالمقاصد، والسلامة من العثرات.
على النقيضوأشار إلى أنه على النقيض منهم، أولئك الغافلون السادرون في غيهم وغفلتهم، فإنهم لا يفيقون من سكرتهم، للنظر في مغانمهم ومغارمهم، ولا لاستصلاح ما فرط منهم، والاعتبار بالمصائب، والاتعاظ بالنوازل.
واستطرد: فهم ممن نسي الله فأنساهم العمل لما فيه صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وعقباهم، مشيرًا إلى أن ارتباط المراجعة والمحاسبة بالتغيير نحو الأفضل والأكمل هو ارتباط وثيق وقوي.
وأفاد بأن المراجعة والمحاسبة تكشف للإنسان مواطن النقص والخلل والعيوب, فإذا عزم المصحح، وأخلص النية، واتضح له الطريق، وأحسن العمل، جاءه عون الله بمدد لا ينقطع، فيُحسن عاقبته ويجزيه خير الجزاء.
نهج المراجعةوأبان أن الحاجة إلى سلوك نهج المراجعة والمحاسبة ليست مقتصرة على أفراد أو فئة معينة، بل الأمة الإسلامية بأسرها في حاجة ماسة إليها، ولا يمكنها الاستغناء عنها، وهي تودع عامًا مضى وتستقبل عامًا جديدًا، ولكن هذه المراجعة والمحاسبة تتسع أبعادها، ويعم نفعها، وتعظم فائدتها بالنسبة للأمة.
وأكد أن محاسبة النفس هي أوضح دليل على كمال عقل المرء، وحرصه التام على أسباب سعادته ونجاحه في كل ما يفعل ويترك, وهي وقفة لا بد لكل عاقل أن يقفها مع نفسه بعد كل عمل، وعند نهاية كل مرحلة، وفي ختام كل مهمة، إذا أراد أن يستقيم أمره، ويصلح حاله، ويسلم مصيره، لينال الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.
وشدد على أهمية المداومة على هذه المراقبة الصادقة المحكمة، خاصة عند استقبال مرحلة جديدة من العمل، واستئناف مسيرة الحياة، مع الاعتماد على ما مضى، وعزم على التصحيح والتخطيط لما بقي.