التنازلات في اليمن ليست بيد العليمي
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
لم يتسرّب الكثير عن تفاصيل المفاوضات التي جرت بين مسؤولين سعوديين ووفد من جماعة الحوثي بحضور عُماني في المملكة أخيراً.
كل ما يتردّد عن تفاهمات أو ترتيبات مقبلة بين الطرفين سيبقى في دائرة التكهنات. ويبدو الظرف اليوم مؤاتياً أكثر من أي وقت مضى لتحقق ذلك، ليس فقط بسبب رغبة السعودية في طي هذه الصفحة المُنهكة والمكلفة، والتي لم تحقق لها أياً من أهدافها، بل أيضاً لأن الحوثيين معنيون حالياً بتنفيس الاحتقان في مناطق سيطرتهم مع حالة الغليان الشعبي جرّاء الوضع المعيشي المتردّي واستمرار انقطاع رواتب موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، خصوصاً أنه لم تعد تبريرات الجماعة تُجدي نفعاً.
ومع ذلك، إنّ نِسَب حصول أي اتفاق من عدمه تبقى متساوية، خصوصاً بعدما استأنف الحوثيون هجماتهم بالطائرات المسيّرة عقب عودة وفدهم من المملكة، وإن حصروها على الحدود السعودية اليمنية.
لكن الأكيد أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي هو آخر من يعلم بفحوى المحادثات والمدى الذي وصلت إليه. تثير كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تساؤلاتٍ عن السبب الذي يدفعه إلى وضع نفسه في موقفٍ يتحدّث فيه عمّا لا يمكن له التقيّد به.
في معرض استعراضه الموقف الحالي من جهود تمديد الهدنة، قال العليمي "واليوم لا أعتقد أنه لا يزال لدينا في الحكومة المزيد من التنازلات التي نقدّمها، أو أن نغيّر من فهمنا لمليشيات نعرفها جيداً ويمكننا التنبؤ بنواياها لعقود مقبلة"، قبل أن يستكمل: "وإذا فعلنا ذلك، فإن هذا النهج سوف يعيد شعبنا إلى عصور العبودية، والإحباط والنسيان، بل من المرجّح أن يتحوّل بلدنا إلى بؤرة لتصدير الإرهاب، وفتيل لنزاع إقليمي ودولي لا سبيل لاحتوائه بالسبل الدبلوماسية".
والأهم لم ينس أن يذكر أن "أي تراخ من جانب المجتمع الدولي أو التفريط بالمركز القانوني للدولة، او حتى التعامل مع المليشيات كسلطة أمر واقع، من شأنه أن يجعل من ممارسة القمع وانتهاك الحريات العامة سلوكاً يتعذّر التخلص منه بأي حال".
لا يمكن الاختلاف مع ما يقوله رئيس مجلس القيادة عن جماعة الحوثيين والضرر الذي ألحقته بالدولة والمجتمع منذ انقلابها قبل سنوات، أو بشأن انتهاكاتها وخطورتها في المستقبل، إذا ما بقيت بالعقلية والممارسات نفسها التي تجعلها أقرب إلى طالبان اليمن، لكن حديث العليمي عن عدم وجود تنازلاتٍ إضافية قد تقدّمها الحكومة لا يمكن الاعتداد به.
يعي العليمي، الذي جاء بين ليلة وضحاها رئيساً لمجلس القيادة، أن القرارات الخاصة بالشأن اليمني لا تؤخذ من حكومته، وأن المجلس والحكومة مجرّد منفذين لما سيُفرض عليهما عندما يحين أوان التسوية مع جماعة الحوثيين، فتجربة عبد ربه منصور هادي يُفترض أنها لا تزال ماثلة أمامه، إذ انتهى دور الأخير واختفى عن الأنظار في غمضة عين، ولم يجد حتى من يسأل عنه من المسؤولين الذين كانوا يحيطون به ويتملّقونه سنوات، إذ اكتفى هؤلاء بالتصفيق للخلَف.
انشغل مسؤولو الشرعية على مدى سنوات الحرب بتمتين أوضاعهم الخاصة، وتعاطوا مع الحرب على أنها فرصة لمراكمة الرواتب بالعملات الصعبة والثروات، ولم تكن مواجهة الحوثيين بعيداً عن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أولوية لمعظمهم.
ولذلك لم يكن صعباً أن يخرُج القرار السياسي والعسكري من يد الشرعية تباعاً، حتى تتحوّل إلى مجرّد طرف هامشي في الأزمة، تُستدعى عندما تتطلب الصورة حضورها فقط للتوقيع وتقديم مزيد من التنازلات.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن العليمي الازمة اليمنية السعودية الامارات
إقرأ أيضاً:
العليمي يترأس إجتماعا للجنة الأمنية العليا ومحافظي عدن ولحج والضالع وأبين
شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الثلاثاء، على دور اللجنة الامنية العليا في تحسين اتخاذ القرار الامني والعسكري، والتنسيق الوثيق مع مختلف الدوائر المعنية لكشف، وردع المخططات الارهابية، ومكافحة تهريب الاموال، والاسلحة، والمواد المخدرة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس العليمي، باللجنة الامنية العليا، بحضور محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، ووزيري الدفاع والداخلية ومحافظي عدن ولحج وابين والضالع وتعز.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن الاجتماع بحث مستجدات الاوضاع المحلية والامنية، والاقتصادية، ودعم جهود تعزيز الامن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، والاجراءات المعتمدة لمواجهة التهديدات الارهابية، ومكافحة الارهاب، والتهريب والجريمة المنظمة، وملاحقة وضبط المطلوبين امنيا، واحالتهم الى العدالة.
وخلال الاجتماع، قدم محافظ البنك المركزي احاطة بشأن الاوضاع الاقتصادية، وفي المقدمة المتغيرات المتعلقة بتقلبات اسعار الصرف، والقرارات المطلوبة لتعزيز، واسناد جهود البنك المركزي، وتمكينه من ادارة السياسة النقدية، وخططه الرامية لحماية العملة الوطنية، وردع المضاربين، والممارسات المضرة بالاقتصاد الوطني.
وبحسب الوكالة الحكومية، فقد استمع الاجتماع الى إحاطات من وزيري الدفاع والداخلية، وقيادات السلطات المحلية، ورؤساء الاجهزة المعنية حول الشأن العام، والموقف العسكري، والامني، والانجازات المحققة على صعيد مكافحة الارهاب، بما في ذلك ضبط عديد الخلايا المرتبطة بجماعة الحوثي، والتنظيمات الارهابية المتخادمة معها، واحباط مخططاتها التخريبية في عدد من المحافظات المحررة.
واستعرض الاجتماع، القرارات المقترحة لرصد وتفكيك الخلايا الارهابية بالتنسيق مع مختلف الاجهزة المعنية، والمجتمعات المحلية، وتعزيز حضور اليمن كشريك موثوق في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لردع التهديدات العابرة للحدود.
وأشاد الاجتماع بنتائج الحملات الأمنية، والعسكرية المشتركة التي أسفرت عن ضبط عديد العناصر الارهابية المتورطة بارتكاب جرائم قتل، وتخريب طالت الممتلكات العامة والخاصة والتقطع لإمدادات النفط والغاز، ومقاومة سلطات إنفاذ القانون، وعلى وجه الخصوص في العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظات تعز، ولحج، والضالع، وابين.
وأشارت الوكالة الحكومية، إلى أن الاجتماع استمع لايجاز حول الموقف العسكري على امتداد مسرح العمليات في ضوء قرار مجلس القيادة الرئاسي بشأن وحدة الجبهات ومستوى الجاهزية القتالية في الاستجابة لكافة الخيارات التصعيدية، اضافة الى مستوى التنسيق بين مختلف الاجهزة الامنية، والاستخبارية، بما يضمن الردع المتكامل لمختلف التحديات.
وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بنجاحات القوات المسلحة والامن، وكافة التشكيلات العسكرية والامنية في مكافحة الارهاب والتهريب والجريمة المنظمة، ودورها المحوري في تعزيز الامن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المحررة.
وثمن الرئيس الإنجازات النوعية التي حققتها اللجنة الامنية في محافظة تعز بقيادة السلطة المحلية، والقوات المسلحة والامن، التي قادت الى كشف المخطط التخريبي لجماعة الحوثي في المحافظات المحررة وفي مقدمتها تلك الواقعة ضمن مسرح عمليات المنطقة العسكرية الرابعة.