الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي للترجمة
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تحيي منظمة الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر من كل عام اليوم الدولي للترجمة، ويُراد باليوم الدولي للترجمة إتاحة الفرصة للإشادة بعمل المتخصصين في اللغة، الذين يلعبون دورًا مهمًا في التقريب بين الدول، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والمساهمة في التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين، وتقول المنظمة: “إن نقل العمل الأدبي أو العلمي، بما في ذلك العمل الفني، من لغة إلى لغة أخرى، والترجمة المهنية، بما في ذلك الترجمة المناسبة والتفسير والمصطلحات، أمر لا غنى عنه للحفاظ على الوضوح والمناخ الإيجابي والإنتاجية في الخطاب العام الدولي والتواصل بين الأشخاص”.
وفي 24 مايو 2017، اعتمدت الجمعية العامة القرار 71/288 بشأن دور المتخصصين في اللغة في ربط الدول وتعزيز السلام والتفاهم والتنمية، وأعلنت يوم 30 سبتمبر يومًا دوليًا للترجمة، وتم اختيار هذا اليوم لأنه فيه يحتفل بعيد القديس جيروم، مترجم الكتاب المقدس، الذي يعتبر شفيع المترجمين، وكان القديس جيروم كاهنًا من شمال شرق إيطاليا، وهو معروف في الغالب بمحاولته ترجمة معظم الكتاب المقدس إلى اللاتينية من المخطوطات اليونانية للعهد الجديد.
وكما ترجم أجزاء من الإنجيل العبري إلى اليونانية، وكان من أصل إيليري ولغته الأم كانت اللهجة الإيليرية. وتعلم اللاتينية في المدرسة وكان يجيد اللغة اليونانية والعبرية، التي حصل عليها من دراساته وأسفاره، وتوفي جيروم بالقرب من بيت لحم في 30 سبتمبر من عام 420.
تعدد اللغات قيمة أساسية للأمم المتحدة
اللغات مع انعكاساتها المعقدة على الهوية والتواصل والتكامل الاجتماعي والتعليم والتنمية، لها أهمية استراتيجية للناس وكوكب الأرض.
وهناك وعي متزايد بأن اللغات تلعب دورًا حيويًا في التنمية، وفي ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، ولكن في تحقيق التعليم الجيد للجميع وتعزيز التعاون كذلك، وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة والحفاظ على التراث الثقافي، وفي تعبئة الإرادة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا للتنمية المستدامة، ويعتبر تعدد اللغات عاملاً أساسياً في الاتصال المنسجم بين الشعوب، كما تعتبره الجمعية العامة للأمم المتحدة قيمة أساسية للمنظمة. ومن خلال تعزيز التسامح، يضمن تعدد اللغات المشاركة الفعالة والمتزايدة للجميع في عمل المنظمة، وكذلك زيادة الفعالية والأداء الأفضل والشفافية المحسنة
والأمم المتحدة هي واحدة من أكبر أرباب العمل في العالم للمهنيين اللغويين حيث يعمل عدة مئات من موظفي اللغات في مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وفيينا ونيروبي، أو في اللجان الإقليمية للأمم المتحدة في أديس أبابا وبانكوك وبيروت وجنيف وسانتياغو، كما أن المترجمون هم نوع من المهنيين اللغويين العاملين في الأمم المتحدة.
يتعامل مترجمو الأمم المتحدة مع جميع أنواع الوثائق، من بيانات الدول الأعضاء إلى التقارير التي تعدها هيئات الخبراء، وتغطي الوثائق التي يترجمونها كل موضوع على جدول أعمال الأمم المتحدة، بما في ذلك حقوق الإنسان والسلام والأمن والتنمية، وتنشأ قضايا جديدة كل يوم، وتصدر وثائق الأمم المتحدة باللغات الرسمية الست للمنظمة في وقت واحد (العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية).
ويتم كذلك ترجمة بعض الوثائق الأساسية إلى اللغة الألمانية وهذه الوثائق المتعددة اللغات أصبحت ممكنة بفضل مترجمي الأمم المتحدة، الذين تتمثل مهمتهم في تقديم محتوى النصوص الأصلية بوضوح ودقة إلى لغتهم الرئيسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: منظمة الأمم المتحدة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يمكن معرفته عن مؤتمر المناخ كوب 30″؟
تبدو مؤتمرات الأطراف بالنسبة للكثيرين مجرد خطابات ووعود، لكنها أيضا إحدى الأدوات الرئيسية وربما الوحيدة التي نمتلكها لمواجهة أزمة المناخ العالمية. ومع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف الـ30 في البرازيل، تبرز الأسئلة حول المؤتمر وجدواه، وما يمكن أن يقدمه في ظل تفاقم أزمة المناخ العالمية.
وستعقد قمة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 30" (COP30) في الفترة من 6 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مدينة بيليم الأمازونية، وأكد نحو 60 زعيما فقط مشاركتهم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بين الوعود والتنفيذ.. هل يكسر "كوب 30" جمود العمل المناخي؟list 2 of 4الأمم المتحدة: خطط الدول لخفض الانبعاثات مشجعة ولكنها غير كافيةlist 3 of 4رئاسة مؤتمر المناخ بالبرازيل تدعو لتسريع تنفيذ اتفاق باريسlist 4 of 4ترامب يغلق مكتب دبلوماسية المناخ ويبعد واشنطن عن "كوب 30"end of listوفي مؤتمر الأطراف الـ29 في العاصمة الأذربيجانية باكو العام الماضي، حضر أكثر من 80 زعيما، فيما لن تشارك الولايات المتحدة بوفد رسمي في قمة بيليم، وهو ما يشير إلى أن "كوب 30" قد تكون الأقل حضورا على مستوى القادة في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
تعني "كوب" (COP) مؤتمر الأطراف، أي قمة المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية التي أنشئت عام 1992.
وتشارك حاليا 198 دولة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مما يجعلها واحدة من كبرى الهيئات المتعددة الأطراف في منظومة عمل الأمم المتحدة.
وتجتمع هذه الدول في مؤتمرات الأطراف السنوية للتفاوض حول كيفية الحد من الاحتباس الحراري، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ودعم المجتمعات المتضررة بالفعل من آثار المناخ.
وإلى جانب قادة العالم، يحضر المؤتمر أيضا مفاوضون حكوميون، وعلماء، وقادة من السكان الأصليين، ونشطاء شباب، وصحفيون، وجماعات ضغط، ومنظمات بيئية. وهو من أكبر المنتديات، إن لم يكن الوحيد الذي تجتمع فيه أصغر الدول الجزرية وأكبر اقتصادات العالم على طاولة واحدة للتوصل إلى اتفاقيات.
يعد تغير المناخ هاجسا عالميا، ففوضى الطقس المتطرف لا تتوقف عند الحدود، فالجفاف في منطقة واحدة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. ويهدد ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا مثلا مجتمعات تبعد عنه آلاف الكيلومترات. وتودي موجات الحر في جنوب آسيا بحياة أشخاص لم يكن لهم دور يُذكر في التسبب في الأزمة.
إعلانوتعد مؤتمرات الأطراف عمليا المكان الوحيد الذي يُمكن للحكومات فيه، نظريا على الأقل، التعاون لحل مشكلة لا تستطيع أي دولة بمفردها حلها. ورغم أوجه القصور العديدة، فعندما يتعلق الأمر بالمناخ، فإن المشاكل العالمية وبقطع النظر عن المتسبب فيها، تحتاج إلى حلول عالمية.
ومع تفاقم أزمة المناخ، يشعر الخبراء ونشطاء البيئة بالكثير من الخيبة والتشاؤم، لكن التاريخ يظهر أن مؤتمرات الأطراف قادرة عمليا على تحقيق النتائج، ولو بشكل نسبي، عندما يتزايد الضغط.
ففي مؤتمر الأطراف الـ21 في باريس عام 2015 أنجز اتفاق باريس للمناخ، حيث اتفقت الحكومات على إبقاء الاحتباس الحراري العالمي أقل بكثير من درجتين مئويتين، والسعي إلى بلوغ 1.5 درجة مئوية، وهو حد عالمي لا يجب تجاوزه لتجنب نقطة تحول خطيرة.
وفي مؤتمر الأطراف الـ27 في شرم الشيخ المصرية عام 2022، أُنشئ صندوق الخسائر والأضرار، الذي كان قد طال انتظاره، وسعى النشطاء إلى تحقيقه لعقود لمساعدة الدول الأكثر تضررا من الكوارث المناخية.
أما في مؤتمر الأطراف الـ28 في دبي عام 2023، فقد أشار قرار لأول مرة إلى الوقود الأحفوري على أنه سبب أزمة المناخ. وقد وصفت المنظمات البيئية بما فيها غرينبيس هذا القرار بالتاريخي، لكنها حذرت من أنه "يجب على القادة الآن الالتزام بالتخلص التدريجي الكامل والسريع والعادل والممول من الوقود الأحفوري".
وفي مؤتمر الأطراف الـ29 في باكو عام 2024، طرحت قضية تمويل المناخ، إذ تعهدت الحكومات بتمويل جديد، لكن المنظمات غير الحكومية والمعنية بشؤون البيئة والمناخ، انتقدت النتيجة ووصفتها بأنها غير كافية على الإطلاق بالنظر إلى حجم آثار المناخ.
ورغم أوجه القصور، لم تأت أيٌّ من هذه المنجزات صدفة، بل جاءت من إدراك عميق بخطورة التغير المناخي أولا، ومن قوة ضغوط الشعوب الأصلية والنشطاء، ودول صغيرة معرضة لتغير المناخ، وملايين من المؤيدين يطالبون بالتحرك لإنقاذ الكوكب.
غالبًا ما تُنتقد مؤتمرات الأطراف باعتبارها مجرد منابر كلامية، حيث يفوق عدد جماعات الضغط من الشركات عدد الدول المعرضة لتغير المناخ. ففي مؤتمر الأطراف الـ28 تجاوز عدد جماعات الضغط من أجل الوقود الأحفوري عدد جميع الوفود الوطنية تقريبا، حسب منظمة غرينبيس.
لهذا السبب، يؤكد الخبراء أنه يجب على الناشطين وممثلي المجتمع المدني والشعوب الأصلية والشباب أن يكونوا حاضرين في هذه المؤتمرات من أجل مزيد من الضغط. فهم موجودون لمحاسبة الحكومات والتصدي للتضليل البيئي وإسماع الأصوات التي غالبًا ما تُهمل، مما يجعل التغيير ممكنًا.
وفقا للأمم المتحدة، لا تزال التعهدات الوطنية الحالية بشأن المناخ تُشير إلى ارتفاعٍ في درجة الحرارة العالمية يصل 3.1 درجات مئوية هذا القرن، ولتحقيق حدّ 1.5 درجة مئوية، يتعيّن على الدول تنفيذ تعهداتها بالكامل وتعزيزها.
ويتطلب ذلك خفض الانبعاثات بنحو 43% بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات عام 2019، بل أكثر من ذلك بحلول عام 2035، مما قد يحول دون انهيار واسع النطاق للأنظمة البيئية ويتيح فرصة واعدة لاستقرار المناخ.
إعلانويُظهر كل ذلك أهمية مؤتمرات الأطراف، فالقرارات المتخذة فيها حتى وإن كانت قد تُضيف أو تُزيل غيغاطن واحدا من تلوث الكربون من الغلاف الجوي قد تغير حياة ملايين البشر والغابات والمحيطات والتنوع البيولوجي، وكل جيل قادم.
ويكتسي انعقاد مؤتمر الأطراف لهذا العام في بيليم بالبرازيل، عند مدخل غابات الأمازون المطيرة، أهمية بالغة، فالأمازون لكونها "رئة الأرض" تعد موطنا لتنوع بيولوجي استثنائي، ولملايين البشر، بمن فيهم العديد من مجتمعات السكان الأصليين.
وتعد الغابات المطيرة أحد أهم مخازن الكربون على كوكب الأرض، إذ تمتص مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. ويحذر العلماء من أن غابات الأمازون تقترب من نقطة تحول، حيث قد تبدأ في إطلاق كميات من الكربون تفوق ما يخزنه.
كما سيُعقد مؤتمر الأطراف الـ30 أيضًا بعد مرور 10 سنوات على التوصل إلى اتفاق باريس، ونحو 3 عقود من قمة الأرض التي نظمتها الأمم المتحدة في ريو دي جانيرو بالبرازيل من أجل البيئة والتقدم، مما يجعل "كوب 30" لحظة تقييمية وعملية حاسمة للعمل المناخي الدولي.
ومن المتوقع أن تُقدم الحكومات تعهدات مناخية أقوى تتوافق مع حد 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الخطير الذي يُحذر العلماء من تجاوزه، فهذا المؤتمر يوجب على القادة فيه مواجهة التحدي الذي وضعه اتفاق باريس، وفقا للخبراء.
ويشير الخبراء إلى أن مؤتمر الأطراف الـ30 هو الوقت المناسب للحكومات لإظهار الشجاعة بدلًا من الفشل في وجه المخاطر الكبيرة التي يسببها التغير المناخي، وهو يمثل فرصة للانتقال من التفاوض والوعود إلى التنفيذ.