يمانيون:
2025-05-30@15:09:56 GMT

ملامحُ العهد اليمني الجديد في خطابِ قائد الثورة

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ملامحُ العهد اليمني الجديد في خطابِ قائد الثورة

يمانيون – متابعات
حمل الخطابُ التاريخيُّ الذي ألقاه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام الكثير من المضامين الجوهرية للتحول التحرّري الحضاري الذي يمضي فيه اليمن نحو عهد جديد يمارس فيه دورًا قياديًّا ومؤثرا على مستوى المنطقة والعالم بأَسَاسات قوية، سواء على مستوى الرؤية العملية والنظام الداخلي الجامع والمنتج، أَو على مستوى المواجهة مع الأعداء.

الخطاب طرق الكثير من النقاط المهمة والأَسَاسية فيما يتعلق بالهُــوِيَّة الجامعة التي ينتمي إليها الشعب اليمني بشكل أصيل وخاص، والتي يشترك فيها أَيْـضاً مع شعوب العالم الإسلامي، وهي هُــوِيَّة الإيمان والتمسك بالرسالة الإلهية التي أوضح القائد أن كافة المتغيرات تشهد لها اليوم بأنها الحل الأمثل والأكثر انسجامًا مع فطرة المجتمع البشري ودوره وقيمته التي بات الغرب يمثل العدوّ الأكبر لها من خلال ما وصل إليه من امتهان فاضح لكرامة الأفراد والمجتمعات.

واستنادًا إلى هذه الهُــوِيَّة الجامعة التي بات الشعب اليمني يبرهن بشكل عملي على تميزها وأهميتها كمنطلق حضاري عالمي، أعلن قائد الثورة في خطابه المرحلة الأولى من مسار التغيير الجذري، والتي تضمنت عدة عناوين رئيسية، أبرزها إعادة تشكيل الحكومة الوطنية بحكومة كفاءات، إلى جانب إصلاح هيكل وأساليب المؤسّسات الرسمية بما يعالج التضخم ويساعد على الإنتاج، وتوفير الخدمات، والتخلص من الفساد.

هذا الإعلان الذي ارتقبه الشعب اليمني بلهفة، وقابله بإعلان تفويض جماهيري غير مسبوق من داخل ساحات الاحتفال، يمثل فاتحة عهد جديد لليمن الذي بات منذ سنوات نموذجًا استثنائيًّا للتحولات التأريخية بما حقّقه من انتصارات وإنجازات على مستوى الصمود والتغلب على التحديات والمؤامرات؛ لأَنَّ تلك النجاحات والإنجازات قد برهنت بشكل واضح على وجود مشروع تحرّري ناجح واسع التأثير والانتشار إلى درجة تفوق التوقعات، بذل الأعداء جهودًا ضخمة لإعاقته وتحييده، لكنه انتصر ودخل مسارًا جديدًا للبناء يعلم الجميع مسبقًا أن نتائجه لن تكون أقل استثنائية من الانتصارات والإنجازات التي شهدتها الأعوام السابقة، بل إنه سيتكامل معها ليضاعف سرعة التحول التاريخي الذي تشهده اليمن.

وقد استجاب مجلس الدفاع الوطني لما أعلنه القائد بشكل فوري من خلال الإعلان عن إقالة الحكومة الحالية مع استمرارها بتصريف الشؤون العامة العادية، ما عدا العزل والتعيين، إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

ومن على هذه الأرضية الثابتة والصُّلبة من الإنجازات والانتصارات والتوجّـهات النهضوية، وجّه قائدُ الثورة “نصيحةً” جديدة لدول العدوان بإنهاء الحرب والحصار والاحتلال وحرمان الشعب اليمني من ثرواته، محذرًا إياها من “عواقب وخيمة” ستترتب على الاستمرار بسياساتها العدائية تجاه الشعب اليمني الذي أكّـد أنه “يمتلك عناصرَ القوة”.

رسالةُ إنذار مباشرة لم تأتِ منعزلةً عن بقية مضامين الخطاب، فهي تؤكّـد لدول العدوان أنها تواجه شعبا يصنع تأريخًا جديدًا بمشروع مقدس وناجح ومؤثر، وبإرادَة أثبتت السنوات الماضية أنها ليست فقط عصية على الانكسار، بل خلاقة ومؤثرة تفرض معادلات ذات تأثير إقليمي ودولي في فترات قياسية وباستقلالية تامة وخصوصية عصية على الاختراق، ولا تؤثر عليها أية تحديات.

وفي السياق نفسه جاء تأكيد قائد الثورة خلال الخطاب على تمسك الشعب اليمني بقضايا الأُمَّــة ووقوفه المبدئي ضد مؤامرات التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، ليوضح أن اليمن القوي بمشروعه المقدس، ماضٍ نحو ممارسة دوره المسؤول على مستوى المنطقة والعالم، بما في ذلك خوض الصراعات الكبرى الأَسَاسية بدءا بالصراع مع الغرب الصهيوني كقوة معادية للعالم الإسلامي، مُرورًا بالصراع الإقليمي مع الكيان “الإسرائيلي” وُصُـولاً إلى الصراع مع قوى العدوان على اليمن وأدواتها، وهو موقفٌ شاملٌ يعبر بوضوح عن عالمية المشروع الذي يمضي فيه اليمن، وقيادية الدور الذي يلعبه، كما يعبر عن استحالة تضييق إطار هذا المشروع وتحجيمه، فضلا عن عرقلته أَو هزيمته.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الیمنی على مستوى

إقرأ أيضاً:

اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني

يمانيون | تحليل خاص
في تطور لافت يعكس تحولات ميدانية واستراتيجية عميقة، باتت اليمن اليوم عنواناً لانكسار الهيبة الأمريكية وتصدّع المشروع الصهيوني في المنطقة. فالمقالات والتقارير التي نشرتها مؤخراً كبرى الصحف العالمية كـ”ذا هيل”، و”هآرتس”، و”الغارديان”، تكشف عن اعتراف غير مسبوق بحجم الفشل الذي مُني به العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن، وتؤكد أن صنعاء لم تكتفِ بالصمود بل تحولت إلى قوة فاعلة قادرة على فرض المعادلات الإقليمية.

هروب أمريكي تحت وقع الصواريخ اليمنية
صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار في واشنطن، وصفت الاتفاق الأخير لوقف العدوان الأمريكي على اليمن بأنه “تراجع مُغلّف بالتفاخر”، مشيرة إلى أن واشنطن، وتحديداً إدارة ترامب، وجدت نفسها مضطرة للانسحاب من معركة لم تحقق فيها سوى الخسائر. فالطائرات الأمريكية المسيّرة سقطت، والطائرات المقاتلة فُقدت، والمليارات تبخرت دون مكاسب، فيما بَقيت القوة اليمنية أكثر رسوخاً وتماسكاً.

الكاتب “عمران خالد” اعتبر في مقاله بـ”ذا هيل” أن ترامب، الذي بدأ عهده بتهديد اليمنيين بـ”السحق”، اختتمه بوصفهم بـ”الشجعان”، في انعطافة تكشف اعترافاً كاملاً بالهزيمة. ولعل الأكثر أهمية هو ما خلص إليه المقال: أن الولايات المتحدة تخلّت عن الكيان الصهيوني وتركته وحيداً في ساحة المواجهة، ما زعزع ثقة “إسرائيل” وحلفائها العرب بالدور الأمريكي التقليدي كحامٍ وحليف.

اليمن كابوس تل أبيب: الاعتراف الإسرائيلي بالهزيمة
اللافت أن صحيفة “هآرتس” الصهيونية بدورها أطلقت تحذيراً مباشراً: “لا يوجد أي دولة نجحت في إخضاع اليمنيين، فلماذا تستمر إسرائيل في المحاولة؟”. هذا التساؤل لا يحمل فقط نبرة عجز، بل يكشف عن قناعة متزايدة داخل أروقة الكيان بأن الأدوات التي كانت تُستخدم لإخضاع شعوب المنطقة – كالاغتيالات والقصف المركز – لا تنجح مع شعبٍ يرى في معركته قضية وجود لا مساومة فيها.

الصحيفة نفسها أكدت أن الاغتيالات لن تُجدي نفعاً، وأن العدوان على الحديدة لن يُخضع اليمنيين، بل يزيدهم عزماً، مشيرة إلى أن هذه الحرب لم تكشف فقط صلابة اليمنيين، بل عرّت أيضًا محدودية خيارات تل أبيب، التي باتت عاجزة عن مواجهة تهديد يتجاوز حدود غزة والضفة.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” أن دوي صفارات الإنذار عاد ليتردد في مستوطنات “نير عام” والضفة المحتلة، بفعل صواريخ انطلقت من اليمن، لتُضيف اليمن إلى قائمة الجبهات التي باتت تشكّل خطراً مباشراً على “العمق الإسرائيلي”.

الغارديان: اليمن يُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية
أما صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد ذهبت إلى ما هو أبعد من تسجيل الفشل العسكري، لتؤكد أن العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن أسهم – من حيث لا يحتسب منفذوه – في تعزيز الحضور السياسي والعسكري الإقليمي لصنعاء. فبدلاً من تحجيم اليمن، عزز العدوان من استقلالية القرار اليمني، وعمّق صلته بالقضية الفلسطينية، ووسّع دائرة تأثيره في البحر الأحمر.

تقول الصحيفة إن استراتيجية “القصف الجوي” التي انتهجتها واشنطن وتل أبيب أثبتت عجزها، لأن الخصم اليمني – كما وصفته – يمتلك قدرة عالية على التكيّف، وعلى خوض “حرب استنزاف ذكية” تعتمد الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما كسر قواعد الاشتباك التقليدية، وفرض على الخصوم التفكير بطرق جديدة قد تكون أثمانها أعلى.

مفارقة الميدان والسياسة: صنعاء تمسك بزمام المبادرة
رغم الحصار، ورغم القصف المستمر، تؤكد التقارير الغربية الثلاثة أن صنعاء لا تزال صاحبة اليد العليا ميدانياً. فالقدرة على الاستمرار في إطلاق الصواريخ، وتسيير المسيّرات، وضرب الأهداف الحيوية في البحر الأحمر والمحيط الإقليمي، لم تتأثر بأي ضربة جوية، ما يشي بأن اليمن نجح في بناء منظومة دفاع وهجوم مرنة وغير تقليدية.

والأهم من كل ذلك، أن حضور صنعاء لم يعد يقتصر على الميدان العسكري، بل بدأ يتمدد إلى المشهد السياسي الإقليمي، كقوة تُحسب لها الحسابات، لا سيّما بعد أن أصبحت لاعباً أساسياً في معادلة الدفاع عن غزة وفلسطين، وبات صوتها يُسمع في أروقة القرار السياسي العربي والدولي.

تحولات جذرية في العلاقة الأمريكية الصهيونية
ما كشفته “ذا هيل” من “استثناء إسرائيل” من اتفاق وقف إطلاق النار بين اليمن وأمريكا، يكشف تصدعاً في المحور التقليدي (الأمريكي – الصهيوني). فلم تعد المصالح متطابقة، بل أصبحت متضادة في بعض اللحظات، وهذا ما يُقلق تل أبيب التي تشعر بأن واشنطن قد تنسحب فجأة، كما انسحبت من أفغانستان، وها هي تفعل في اليمن.

من جهتها، تتساءل “هآرتس”: هل يدفع ترامب نتنياهو لعقد صفقة مع اليمنيين كما فعل هو؟ في إشارة واضحة إلى أن تل أبيب باتت تفكر بعقلية المضطر لا المنتصر، وبأنها قد تجد نفسها مدفوعة للحوار مع قوة كانت حتى الأمس القريب تُصنفها كـ”عدو هامشي” أو مجرد وكيل إقليمي.

اليمن الجديد: من الضحية إلى صانع التحولات
ما يجري اليوم هو تحوّل عميق في موقع اليمن ضمن الخارطة الجيوسياسية للمنطقة. لم تعد صنعاء مجرد عاصمة تُقصف، بل باتت منصة لإطلاق الرسائل الصاروخية والسياسية على السواء. وهي اليوم تتحدث بلغة المنتصر، فيما يتحدث خصومها بلغة الدفاع والتبرير والخسائر.

هذا التحوّل لم يكن ليحدث لولا استراتيجية الردع المتصاعدة، والصمود الشعبي والسياسي، والقدرة على المزاوجة بين القوة والموقف الأخلاقي الداعم لقضايا الأمة، وعلى رأسها فلسطين.

ويمكن القول إن ما شهده العالم في الأشهر الماضية لم يكن مجرد معركة عابرة، بل محطة فاصلة في تاريخ الصراع الإقليمي. اليمن، الذي اعتقدت واشنطن وتل أبيب أنه الحلقة الأضعف، تحوّل إلى ساحة كسر هيبة. واليوم، تقف أمريكا و”إسرائيل” أمام واقع جديد: لا يمكن كسر اليمن بالقوة، ولا يمكن عزل صنعاء عن محيطها العربي والإسلامي.

لقد أصبحت صنعاء رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، وربما سيشهد التاريخ هذه المرحلة بأنها اللحظة التي بدأ فيها الانهيار الحقيقي لهيبة الإمبراطورية الأمريكية والصهيونية في قلب المنطقة.

مقالات مشابهة

  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات
  • اليمن في قلب المواجهة.. خطاب السيد القائد يكشف معادلات الردع المتجددة ويفضح ارتباك العدو
  • جيش الاحتلال: رصدنا صاروخا أطلق من اليمن
  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يوقف عملياتنا المساندة لفلسطين
  • قائد الثورة : نسعى للتصعيد ونناشد 5 دول بوقف امداداتها عبر المتوسط
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يؤثر على موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني
  • في ذكرى ميلاده.. جورج سيدهم "المبتسم رغم الوجع" الذي غيّر ملامح الكوميديا المصرية
  • خبراء ومحللون سياسيون: الضربات اليمنية على كيان الاحتلال تُشكّل ملامح العالم الحر الجديد
  • اليمن يحسم المعركة .. انكسار أمريكي وتصدّع صهيوني في وجه الصمود اليمني