يمانيون:
2025-08-03@04:33:52 GMT

ملامحُ العهد اليمني الجديد في خطابِ قائد الثورة

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

ملامحُ العهد اليمني الجديد في خطابِ قائد الثورة

يمانيون – متابعات
حمل الخطابُ التاريخيُّ الذي ألقاه قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام الكثير من المضامين الجوهرية للتحول التحرّري الحضاري الذي يمضي فيه اليمن نحو عهد جديد يمارس فيه دورًا قياديًّا ومؤثرا على مستوى المنطقة والعالم بأَسَاسات قوية، سواء على مستوى الرؤية العملية والنظام الداخلي الجامع والمنتج، أَو على مستوى المواجهة مع الأعداء.

الخطاب طرق الكثير من النقاط المهمة والأَسَاسية فيما يتعلق بالهُــوِيَّة الجامعة التي ينتمي إليها الشعب اليمني بشكل أصيل وخاص، والتي يشترك فيها أَيْـضاً مع شعوب العالم الإسلامي، وهي هُــوِيَّة الإيمان والتمسك بالرسالة الإلهية التي أوضح القائد أن كافة المتغيرات تشهد لها اليوم بأنها الحل الأمثل والأكثر انسجامًا مع فطرة المجتمع البشري ودوره وقيمته التي بات الغرب يمثل العدوّ الأكبر لها من خلال ما وصل إليه من امتهان فاضح لكرامة الأفراد والمجتمعات.

واستنادًا إلى هذه الهُــوِيَّة الجامعة التي بات الشعب اليمني يبرهن بشكل عملي على تميزها وأهميتها كمنطلق حضاري عالمي، أعلن قائد الثورة في خطابه المرحلة الأولى من مسار التغيير الجذري، والتي تضمنت عدة عناوين رئيسية، أبرزها إعادة تشكيل الحكومة الوطنية بحكومة كفاءات، إلى جانب إصلاح هيكل وأساليب المؤسّسات الرسمية بما يعالج التضخم ويساعد على الإنتاج، وتوفير الخدمات، والتخلص من الفساد.

هذا الإعلان الذي ارتقبه الشعب اليمني بلهفة، وقابله بإعلان تفويض جماهيري غير مسبوق من داخل ساحات الاحتفال، يمثل فاتحة عهد جديد لليمن الذي بات منذ سنوات نموذجًا استثنائيًّا للتحولات التأريخية بما حقّقه من انتصارات وإنجازات على مستوى الصمود والتغلب على التحديات والمؤامرات؛ لأَنَّ تلك النجاحات والإنجازات قد برهنت بشكل واضح على وجود مشروع تحرّري ناجح واسع التأثير والانتشار إلى درجة تفوق التوقعات، بذل الأعداء جهودًا ضخمة لإعاقته وتحييده، لكنه انتصر ودخل مسارًا جديدًا للبناء يعلم الجميع مسبقًا أن نتائجه لن تكون أقل استثنائية من الانتصارات والإنجازات التي شهدتها الأعوام السابقة، بل إنه سيتكامل معها ليضاعف سرعة التحول التاريخي الذي تشهده اليمن.

وقد استجاب مجلس الدفاع الوطني لما أعلنه القائد بشكل فوري من خلال الإعلان عن إقالة الحكومة الحالية مع استمرارها بتصريف الشؤون العامة العادية، ما عدا العزل والتعيين، إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

ومن على هذه الأرضية الثابتة والصُّلبة من الإنجازات والانتصارات والتوجّـهات النهضوية، وجّه قائدُ الثورة “نصيحةً” جديدة لدول العدوان بإنهاء الحرب والحصار والاحتلال وحرمان الشعب اليمني من ثرواته، محذرًا إياها من “عواقب وخيمة” ستترتب على الاستمرار بسياساتها العدائية تجاه الشعب اليمني الذي أكّـد أنه “يمتلك عناصرَ القوة”.

رسالةُ إنذار مباشرة لم تأتِ منعزلةً عن بقية مضامين الخطاب، فهي تؤكّـد لدول العدوان أنها تواجه شعبا يصنع تأريخًا جديدًا بمشروع مقدس وناجح ومؤثر، وبإرادَة أثبتت السنوات الماضية أنها ليست فقط عصية على الانكسار، بل خلاقة ومؤثرة تفرض معادلات ذات تأثير إقليمي ودولي في فترات قياسية وباستقلالية تامة وخصوصية عصية على الاختراق، ولا تؤثر عليها أية تحديات.

وفي السياق نفسه جاء تأكيد قائد الثورة خلال الخطاب على تمسك الشعب اليمني بقضايا الأُمَّــة ووقوفه المبدئي ضد مؤامرات التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، ليوضح أن اليمن القوي بمشروعه المقدس، ماضٍ نحو ممارسة دوره المسؤول على مستوى المنطقة والعالم، بما في ذلك خوض الصراعات الكبرى الأَسَاسية بدءا بالصراع مع الغرب الصهيوني كقوة معادية للعالم الإسلامي، مُرورًا بالصراع الإقليمي مع الكيان “الإسرائيلي” وُصُـولاً إلى الصراع مع قوى العدوان على اليمن وأدواتها، وهو موقفٌ شاملٌ يعبر بوضوح عن عالمية المشروع الذي يمضي فيه اليمن، وقيادية الدور الذي يلعبه، كما يعبر عن استحالة تضييق إطار هذا المشروع وتحجيمه، فضلا عن عرقلته أَو هزيمته.

المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الیمنی على مستوى

إقرأ أيضاً:

اليد الممدودة في خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله : مقاربة في تفكيك الخطاب

في خضم التوترات السياسية والجمود الدبلوماسي الذي يطبع العلاقات بين المغرب والجزائر، برزت عبارة « اليد الممدودة » التي وردت أكثر من مرة في خطب الملك محمد السادس كعلامة فارقة في الخطاب السياسي المغربي. هذه العبارة، التي تبدو بسيطة في ظاهرها، تختزن داخلها كثافة رمزية بالغة العمق، تجعل منها مفتاحًا لفهم ليس فقط توجهات السياسة الخارجية المغربية، بل كذلك الطريقة التي يُعاد بها تشكيل المخيال السياسي في الفضاء المغاربي. فهل اليد الممدودة مجرّد مبادرة دبلوماسية؟ أم هي علامة رمزية محمّلة بدلالات تاريخية، ثقافية، ودينية تتجاوز السياق الظرفي.
1. اليد كعلامة: من الجسد إلى البنية الرمزية

في تفكيك الدلالات الجسدية، تُعد اليد من أكثر الأعضاء دلالة، ليس فقط على مستوى الحركة والفعل، ولكن أيضًا على مستوى الإشارة والتواصل. فاليد الممدودة ليست مجرّد فعل جسدي، بل تحوّلت إلى علامة مركّبة، تستدعي في الذهن الجماعي مفاهيم مثل التسامح، المبادرة، الصلح، القوة، والشرعية.

ومن هنا، فإن استعمال هذه العبارة في خطاب ملكي رسمي، صادر عن أعلى سلطة في البلاد، يُضفي عليها طابعًا أيقونيًا، يجعلها تختزل مشروعًا سياسيًا وأخلاقيًا على حدّ سواء. نحن لسنا فقط أمام مبادرة، بل أمام موقف رمزي تتجسّد فيه الدولة كمفهوم أخلاقي قبل أن تكون جهازًا سياسيًا.

2. اليد الممدودة داخل النسق الخطابي الملكي

عند تحليل موقع « اليد الممدودة » داخل بنية الخطاب الملكي، نلاحظ أنها لا تُقدَّم كتكتيك أو مناورة، بل كدعوة أخلاقية وإنسانية متجاوزة لمفردات التفاوض. إننا أمام خطاب يتّسم بتسامٍ معنوي وروحي، يدعو إلى فتح صفحة جديدة لا على أساس موازين القوى، بل على أساس الأخوّة والتاريخ المشترك.

هذه اللغة تُحيل ضمنيًا إلى خطاب صوفي/روحي، حيث تصبح اليد الممدودة أشبه بـ »الطريق »، أو « السلوك »، في دلالة على نهج قائم على الصفاء والنقاء، لا على المصلحة الباردة فقط. ومن هذا المنظور، فإن الخطاب الملكي يحاول إعادة بناء مشترك للهوية المغاربية، من خلال رمز بسيط، لكنه بالغ القوة

وبالتالي، حين يُصدر الملك دعوته بمدّ اليد، فإن الأمر يُفهم في إطار ليس سياسيًا فحسب، بل أيضًا ديني-أخلاقي، خاصة أن المؤسسة الملكية في المغرب ترتكز على شرعية دينية (أمارة المؤمنين.

3. الجغرافيا واليد:

من الرباط إلى الجزائر، تمتد اليد الممدودة شرقاً. هذا الامتداد لا يخلو من دلالة جغرافية/رمزية:

المغرب، بوصفه بوابة الغرب الإسلامي، يمد يده نحو عمقه الشرقي المغاربي.

المسافة الجغرافية تُختزل رمزياً في « المصافحة »، التي تعبّر عن إزالة الحواجز، أي إلغاء الحواجز الحدودية والنفسية.
من هنا، فإن اليد تتحول إلى جسر سياسي، يعيد رسم خريطة البناء المغاربي، لا على أساس الترسيم الحدودي، بل على أساس الذاكرة المشتركة،

في النهاية، لا يمكن فصل اليد الممدودة عن سؤال المصير المغاربي المشترك. فهي ليست مبادرة وحيدة الجانب، بل اختبار للذاكرة، وللنضج السياسي، ولقدرة الشعوب على تجاوز الماضي دون التنكّر له. إن الخطاب الملكي، حين يُفعّل هذه الإشارة الرمزية، لا يسعى فقط إلى إذابة الجليد الدبلوماسي، بل يدعو إلى إعادة هندسة العلاقة بين الدول المغاربية على أسس جديدة: قائمة على الاحترام، والحوار.

يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيجد هذا الرمز تجاوبه، أم ستظل اليد معلقة في الفضاء الرمزي المغاربي، تنتظر من يقابلها بما تستحق؟

مقالات مشابهة

  • اليد الممدودة في خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله : مقاربة في تفكيك الخطاب
  • مركز الدفاع عن الأسرى: خطاب ماكرون تحول مهم في الخطاب الدولي
  • مجلس النواب يبارك مضامين خطاب قائد الثورة ويؤيد المرحلة الرابعة من التصعيد
  • قائد الثورة يفضح شبكات التواطؤ .. خطاب يحاكم الأنظمة ويستنفر الشعوب
  • مكون الحراك الجنوبي يبارك مضامين خطاب قائد الثورة
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • تنظيم التصحيح الشعبي الناصري يؤكد تأييده الكامل لخطاب قائد الثورة
  • غياب الاستراتيجية الدفاعية رسالة صامتة في خطاب عون
  • اليمن لن يسكت على الخونة والمتواطئين .. السيد القائد يوجه الشعب اليمني بهذا الأمر
  • قائد الثورة يحذرّ كل من تسوّل له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من أدوات الخيانة والغدر