آلان فورنييه.. الكاتب الذي كتب روايته الوحيدة مولن الطويل وتوفي فما قصته؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
في مثل هذا اليوم من عام 1886، وُلد الكاتب الفرنسي آلان فورنييه، المعروف أيضًا بالكاتب آلان فورنييه، ولكن اسمه الحقيقي هو هنري لبان فورنييه. رغم أنه لم يكتب سوى رواية واحدة، إلا أنه ترك بصمة قوية في الأدب.
كتب هذه الرواية الوحيدة بعنوان "مولن الطويل"، ثم رحل بعد أشهر قليلة في سبتمبر 1914 خلال الأسابيع الأولى من الحرب العالمية الأولى في الجبهة الفرنسية بمنطقة اللورين.
تُعتبر رواية "مولن الطويل" رواية تعبّر عن الأحاسيس المطلقة وأحلام المراهقة وغرامياتها. استخدم الكاتب لغة شاعرية ذات طابع شخصي مميز، حيث توجه من خلالها إلى الشباب المراهق الذين يعيشون أولى تجاربهم العاطفية والحياتية. نظرًا لعمق الرواية وتعقيدها، أهمل الكاتب الانتباه للجمهور الآخر، كما وصفها الكاتب إبراهيم العريس في مقالة له في جريدة "الحياة".
أوضح إبراهيم العريس أن "مولن الطويل"، التي نُشرت لأول مرة في عام 1913 قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى وعام واحد من وفاة الكاتب، تُعتبر بشكل أكبر رواية عن الحب بدلاً من رواية عن الحب. إنها رواية تتناول الحب المستحيل، وتحمل تأثيرًا واضحًا لقدماء الأساتذة في فنون الشعر والخيال مثل جيرار دي نيرفال وبول فيرلين. استوحى الكاتب عناصر قصته المتخيلة من رواية "سيلفي" (1853) لجيرار دي نيرفال، ومن أجواء قصيدة "حلمي الأليف" لبول فيرلين التي يصف فيها حلمه الغريب بامرأة مجهولة تحبه وتفهمه. ومع ذلك، المرأة في "مولن الطويل" ليست مجهولة حتى بالنسبة للشخصية الرئيسية فرنسوا. يبدو أن فرنسوا يحكي قصة حب، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان طرفًا فعليًا في هذا الحب. ومع ذلك، يضع الكاتب جزءًا من نفسه في كل شخصية في هذه الرواية الريفية الفرنسية، بما في ذلك إيفون ديأوغير، التي يتعلق بها فرنسوا.
تتمتع رواية "مولن الطويل" بأسلوب سردي فريد يجمع بين الشعرية والروائية، وتعكس الحالة النفسية المعقدة للشخصيات وتحليلاتها العميقة للحب والعواطف. تمزج الرواية بين الواقع والخيال، وتستخدم الرمزية والتشبيهات لتعزيز التعبير عن الأفكار والمشاعر. تتناول الرواية مواضيع مثل العشق، والحب المستحيل، والموت، والشباب، والحياة الريفية.
على الرغم من أن "مولن الطويل" لم تحقق نجاحًا كبيرًا في وقت نشرها، إلا أنها اكتسبت شهرة كبيرة بعد وفاة الكاتب.
أصبحت تُعتبر رائعة أدبية ومرجعًا هامًا في الأدب الفرنسي الحديث. تمت ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات وتأثر بها العديد من الكتاب والفنانين.
بصفة عامة، يمكن القول إن آلان فورنييه كان كاتبًا فذًا ومؤثرًا في الأدب الفرنسي، رغم أنه لم يترك العديد من الأعمال، إلا أن روايته الوحيدة "مولن الطويل" تعتبر تحفة أدبية تستحق الاستكشاف والاطلاع عليها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب العالمية الأولى ترجمة الأدب الفرنسي
إقرأ أيضاً:
حبيبها في مدرستي..
حبيبها في مدرستي..
رأفت حدّاد
لا ندرك غالباً كم للكلمة من أثر..ونجهل أحياناً أن بعض ما فينا من محتوى ومن اهتمامات وإبداعات أو مشاعر وعواطف هي نتاج تأثرنا بالأشخاص القريبين منّا ، وبالطبع أضيق الحلقات الينا هم #الأهل او #المدرسة..!
الكثير من صفاتنا الشخصية العاطفية والإنفعالية نكتسبها منهم ونضيف عليها كل حسب موهبته ومقدرته العقليّة..في منتصف سبعينيات القرن الماضي ، كنت طالباً في كلية الحسين الثانوية ..وكنت تحديداً في الصف الثالث الثانوي العلمي ط..!
مقالات ذات صلةجاءنا استاذ جديد للغة العربية.. كان واثقا من نفسه ومن لغته .. كان أنيقاً ووسيماً أيضاً..كان يحب الشعر كثيراً وأظنه كان عاشقاً للمتنبي..كان بشغلنا في مواضيع لغوية جديدة علينا ، يدفعنا نحو التأمل في #المفردات والكلام وتأليف الأفكار لابل كان يحترم افكارنا وطريقة تعبيرنا عنها..كان مذهلاً..سحرني الرجل وأحببته…لا أظن أن الاستاذ خالد الكركي كان قد تجاوز الثلاثين من عمره وقتها..
في يوم ، دخل علينا في حصة #اللغة_العربية وقال اسمعوا…ويحفر الحب قلبي بالنار بالسكين..! وأضاف.. مش عشان عبدالحليم بغنيها،لكن اسمعوا هذا الكلام وكيف ان الحب يحفر في القلب ، وما هي ادواته ..
وبدأ يشرح عن اصول الشعر وكيفية استخدام ادوات اللغة في الترميز والاستعارات والتشبيه اللفظي لصياغة فكرة شعريّة مؤثرة..!في مساء ذلك اليوم ولم تكن وسائل المعرفة قد اخترقت حياتنا بعد..تلفزيون محدود القنوات لا يملكه الّا الأغنياء ، ولا فيديو ولا كمبيوتر ولا انترنت ..
غوغل وانستغرام وتويتر كانت من الخيال العلمي وفي طور التكوين..
اللهم وسائلنا للمعرفة كانت الراديو والكتاب وشريط الكاسيت..كنت أعرف عبدالحليم بالطبع ولكن لقلّة حجم الاهتمام والخيارات كانت الأغاني أو القصائد المغنّاة تتداخل مع بعضها البعض فلا نميز بين حبيبها وسمراء او بين لست قلبي ولا تكذبي ..ذهبت إلى بائع الأشرطة وطلبت منه أغنية ويحفر الحب قلبي..! قال شو هاي يحفر الحب قلبي..؟ قلت بلهجة الفاهم يارجل بالنار والسكين اغنية عبد الحليم..!فال ..اه ، قصدك حبيبها..؟!
قلت نعم..
بدأت استمع لعبد الحليم حافظ بعمق اكثر ، وفهمت من قصيدة حبيبها التي غنّاها عبد الحليم كم كان الاستاذ خالد الكركي عميقاً وكم كان متأثراً مؤثّراً ..حينها بدأت استمع اكثر للقصائد المغنّاة وأستوعب الجمل الجميلة ذات المعنى والأثر..اخترق محمد الموجي وجداني وبدأ يؤثر بي ، إذ كيف لهذا العبقري أن يؤلف جملة موسيقية تسحر الاستاذ والطفل معاً..
إلى اليوم وكلما طافت على مسمعي أغنية حبيبها يخطفني الزمن سريعاً الى الصف الثالث الثانوي ط ، وتلك الحقبة الجميلة من العمر …وكلما مررت في وسط البلد والتفت إلى موقع بائع الأشرطة الذي تحول إلى محل تركيب عطور اتذكر في الحال حبيبها ..!من أجل تلك الكلمة .. أحببت مدرستي والشعر وخالد الكركي والكرك ..وعشقت الموسيقى وعبدالحليم والموجي ..ومصر ايضاً..!!