الأمم المتحدة تحذر من زيادة أعداد النازحين في فلسطين: الوضع سيىء
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
حذرت منظمة الأمم المتحدة من تردي الأوضاع في فلسطين، في ظل الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وبحسب تقرير الوضع لمنظمة الأونروا التابعة للمنظمة الدولية، بخصوص قطاع غزة، لا يزال الوضع سيئًا مع تصاعد النزوح الجماعي بسرعة، والذي وصل لأكثر من 187.518 شخصًا وفقًا لأرقام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، متوقعة ارتفاع الأعداد.
وتابع التقرير الصادر عن الأونروا، أن هناك حوالي 137 ألفا و500 نازح دون مأوى في 83 مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مختلف أنحاء قطاع غزة، ومع ذلك، لم يتم تخصيص جميع المدارس كملاجئ للطوارئ، ما أدى إلى الاكتظاظ ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة.
وأشار التقرير إلى أنّ جهود الأمم المتحدة في فلسطين، خلال تلك الفترة، تهدف إلى توفير الخدمات الأساسية، لكنها تتعرض للعرقلة بسبب العدد الهائل من النازحين، لافتا إلى أنه يجرى حاليا توزيع الخبز على النازحين بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، ولسوء الحظ، فقد تأثرت 18 منشأة تابعة للأونروا، بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس، منذ 7 أكتوبر بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة المستمرة.
خسائر مدنية بين الفلسطنيينوبحسب التقرير، كانت الخسائر في صفوف المدنيين مدمرة، حيث قُتل 560 فلسطينيا، من بينهم 90 طفلا، وأصيب 2900 آخرين، وتعرض العديد من النازحين الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا لإصابات بسبب الغارات الجوية القريبة، كما توقف التعليم في المنطقة حيث أن جميع مدارس الأونروا، بما في ذلك المراكز المتخصصة، لا تزال مغلقة، مع تأثر الخدمات الصحية بشدة، حيث أن 15 مركزًا صحيًا فقط من أصل 22 مركزًا تابعًا للأونروا تقدم خدمات محدودة، كما أن المتصلين الذين يطلبون المساعدة عبر الخط الساخن المجاني يتزايدون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الامم المتحدة غزة فلسطين الأمم المتحدة فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
نادية صبرة تكتب: الجوع والدم
منذ بدأت المجاعة تطبق على أنفاس غزة، أصبح الخبز أثمن من الذهب وصار الناس يتسابقون إلى الموت لا إلى الحياة، وفي مشهد يعيد إلى الذاكرة صور حصار بيروت وجرائم صبرا وشاتيلا قتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال فقط لأنهم اقتربوا من موقع يفترض أنه مخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها شركة أمريكية خاصة داخل القطاع.
حين يصبح الخبز فخا للقتل واصطياد الضحايا، ففى الأيام الماضية رصدت طائرات استطلاع إسرائيلية تحوم فوق المناطق المخصصة لإنزال المساعدات، وما إن اقترب المدنيون الجياع من الشاحنات حتى بدء القنص.
شهادات من الهلال الأحمر الفلسطيني تؤكد أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الحشود المتجمعة قرب نقط الإنزال مخلفين عشرات القتلى والجرحى في دقائق، ليس فى الأمر اشتباه بوجود مقاومين ولا حتى ادعاء بوجود تهديد فقط فلسطينيون يلهثون خلف كيس طحين.
وبحسب وزارة الصحة فى غزة، ارتفع عدد الضحايا خلال الأسبوع الأخير فقط إلى أكثر من ثمانين شهيدا في ثلاثة حوادث متكررة عند مواقع توزيع المساعدات، فيما أصيب أكثر من مائتين آخرين بجراح متفاوتة أغلبها ناجمة عن الرصاص الحي.
كثير من الجثث كانت ممزقة الأجساد وبعضها دهستها عربات المساعدات فى الفوضى التي تلت إطلاق النار، وأصبح واضحا للجميع أن الخطة الأمريكية ما هي إلا شاحنات بغطاء عسكري، فمنذ بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطة “المساعدات البديلة” بعد استبعاد وكالات الأمم المتحدة، تحديدا الأونروا، من عمليات التوزيع فى غزة والنتائج كارثية، فالشركات الأمريكية الخاصة التي تتولى عملية الإسقاط والتوزيع لا تمتلك خبرة إنسانية ولا آلية واضحة للتنسيق مع السكان أو السلطات المحلية.
والأنكى أن الجيش الإسرائيلي هو من يحدد مواقع الإنزال ويشرف عمليا على حركة الشاحنات، وكأن الجوع وحده لا يكفي لذا جاء توزيع المساعدات ليضيف نكهة الدم إلى الطحين فى ظل غياب التنسيق مع المنظمات الدولية.
وفى غياب أي ضمانات لحماية المدنيين، تحولت المساعدات إلى مصيدة مفتوحة كل من يقترب يقتل لا فرق بين طفل جائع أو امرأة تبحث عن الدواء لذلك كان استبعاد الأمم المتحدة جريمة مقصودة، فحين قررت الولايات المتحدة وإسرائيل استبعاد الأونروا بذريعة “التورط مع حماس” لم يكن الهدف حماية المدنيين بل تجويعهم ولكن بشكل أكثر تنظيما وبطريقة شيطانية مبتكرة ظاهره رحمة وباطنه عذاب.
إن الأونروا رغم كل الانتقادات المزعومة كانت على الأقل قادرة على الوصول إلى السكان وتملك خبرة عقود فى التعامل مع أزمات اللاجئين، أما اليوم فالتوزيع يجري بلا خريطه بلا إشراف وبلا رحمة.
المفارقة أن الشاحنات الأمريكية لا تدخل من المعابر بل يتم إنزالها جوا فى مشاهد أقرب لأفلام الأكشن، بينما يتجمع الناس من كل صوب في غياب النظام والضمانات الأمنية، وحين تشتد الفوضى تكون البنادق الإسرائيلية حاضرة لتعيد الهدوء على طريقتها المعتادة الرصاص أولا، ولا أعرف بماذا سيصف التاريخ هذه المشاهد العبثية ولمن سيحمل مسئولياتها؟!
فى النهاية لم تعد المساعدات عملا إنسانيا بل غطاء سياسي لجرائم حرب يومية والمشهد واضح خطة أمريكية تتولى فيها شركات، خاصة إلقاء الفتتات على رؤوس الجوعى، فيما يطلق الاحتلال الرصاص على من يجرؤ على الاقتراب والنتيجة مذبحة خبز وتطبيع للموت وتصوير الجريمة على أنه حادث عرضي أو رد فعل أمني، والعالم لا يسمع ولا يرى ولا يعلق منه إلا القليل وعلى استحياء.