بقايا المعقمات والمنظفات قد تكون السبب وراء مقاومة البكتيريا القاتلة للمضادات الحيوية
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
تشير دراسة مخبرية إلى أن معظم الميكروبات تموت عند تعرضها لمنتجات التنظيف الشائعة، لكن بقايا تلك المطهرات قد تدفع البكتيريا القاتلة إلى أن تصبح مقاومة للمضادات الحيوية.
إقرأ المزيدوالمبيدات الحيوية التي تشمل المعقمات والمطهرات، هي مواد كيميائية تستخدم على نطاق واسع في المنازل والمستشفيات والتصنيع لقتل الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض مثل البكتيريا.
وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الاثنين 9 أكتوبر في مجلة Nature Microbiology، ركز العلماء على نوع واحد من البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة تسمى "الراكدة البومانية" (Acinetobacter baumannii) التي صنفتها منظمة الصحة العالمية على أنها تهديد "خطير" بين "مسببات الأمراض ذات الأولوية"، وهي مجموعة من عائلات البكتيريا التي تشكل "أكبر تهديد" لصحة الإنسان.
وكشف الباحثون أن المستويات المنخفضة من العديد من المبيدات الحيوية الشائعة - على سبيل المثال، تلك التي قد تبقى على الأسطح والتي يصعب إزالتها من البيئة - يمكن أن تدفع البكتيريا إلى اكتساب القدرة على تحمل مضادات الحيوية.
وعلى وجه التحديد، تنمي "الراكدة البومانية" مقاومة لمضادات الحيوية التي تستهدف داخل الخلايا البكتيرية، ما يمنعها من صنع الحمض النووي أو البروتينات الجديدة.
إقرأ المزيدوقال ليبينغ لي، مؤلف الدراسة الرئيسي وزميل البحث في جامعة ماكواري في سيدني، لموقع "لايف ساينس": "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن المبيدات الحيوية بتركيزات منخفضة يمكن أن تؤثر على فعالية المضادات الحيوية وتؤدي إلى تطور مقاومة المضادات الحيوية. نقترح إجراء المزيد من التحقيقات والمسح حول الآثار الجانبية للمبيدات الحيوية المتبقية في سيناريوهات العالم الحقيقي لضمان أننا نستخدم هذه المواد الكيميائية الثمينة بحكمة وأمان".
وتعيش بكتيريا "الراكدة البومانية" عادة في التربة والمياه. وهي مُمْرِض انتهازي، ما يعني أنها لا تضر عادة الأشخاص الأصحاء ولكنها قد تنتهز الفرصة لمهاجمة أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو الدخول إلى أجسام المرضى في المستشفى عن طريق الجروح المفتوحة.
ويمكن أن تسبب "الراكدة البومانية" أمراضا خطيرة تشمل الالتهاب الرئوي، والتهابات مجرى الدم، والتهاب السحايا الناجم عن عدوى الجهاز العصبي، وقد طورت سلالات مختلفة مقاومة لمضادات الحيوية المتعددة.
وأدخل مؤلفو الدراسة الجديدة طفرات في جينوم "الراكدة البومانية" لتحديد الجينات التي ستساعد البكتيريا على البقاء عند معالجتها بعشرة مبيدات حيوية.
ومن خلال تعريض البكتيريا الطافرة لمنظفات مختلفة، حددوا العديد من جينات البقاء هذه، بعضها مشفر للبروتينات الموجودة في الجدار المحيط بالخلايا البكتيرية، والبعض الآخر مشفر للبروتينات داخل الخلايا، بما في ذلك البروتينات المشاركة في عملية التمثيل الغذائي أو التنفس، وهي العملية التي تصنع الخلايا من خلالها الطاقة.
إقرأ المزيدووفقا لتجارب الفريق، فإن إحدى الطرق الرئيسية التي تقتل بها هذه المبيدات الحيوية البكتيريا هي تعطيل النشاط الكهربائي عبر أغشية الخلايا، وهذا يعيق قدرة الخلايا على إنتاج الطاقة. ولكن إذا لم يكن تركيز المبيد الحيوي مرتفعا بدرجة كافية، فلن يقتل البكتيريا، بل يجعلها أقوى.
وفي الواقع، في سبعة من المبيدات الحيوية العشرة التي تم اختبارها، كانت المستويات المنخفضة من المنتجات كافية لتعطيل نشاط الغشاء ولكن ليس لقتل البكتيريا.
علاوة على ذلك، فإن هذا التعرض المنخفض المستوى جعل مضادات الحيوية التي تستهدف الأجزاء الداخلية من الخلايا غير قادرة على اختراق البكتيريا بسهولة.
ويبدو أن اثنين من المجرمين السيئين بشكل خاص هما الكلورهيكسيدين والبنزالكونيوم.
ولم تتأثر مضادات الحيوية التي تستهدف غلاف الخلية وما يزال بإمكانها قتل الميكروب. وافترض العلماء أن السبب في ذلك هو أن مضادات الحيوية التي تستهدف الداخل كانت أقل احتمالا لاستيرادها، على الأرجح لأن هذه العملية تتطلب طاقة من الخلية، ما يجعلها أقل فعالية ضد "الراكدة البومانية".
تم إجراء الدراسة فقط في أطباق المختبر، وليس في بيئة واقعية مثل المستشفى. ومع ذلك، قال العلماء إن هذا يشير إلى أنه قد يكون الوقت قد حان للحديث عن "إدارة المبيدات الحيوية".
وسيكون "الاهتمام الرئيسي" لإدارة المبيدات الحيوية هو معرفة كيفية تقليل كمية المبيدات الحيوية المتبقية في البيئة بعد التنظيف، لمنع تعرض البكتيريا لتركيزات منخفضة للغاية من المنظفات وبالتالي منعها من اكتساب المقاومة.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا امراض دراسات علمية فيروسات مضاد حيوي إلى أن
إقرأ أيضاً:
معرض “بقايا من الذاكرة”.. أعمال فنية تتحدى النسيان
دمشق-سانا
استضاف المركز الثقافي في حي المزة بدمشق اليوم معرض “بقايا من الذاكرة” للفنان غزوان عساف، والذي استلهم فيه نماذج من العمارة السورية، وسط حضور عدد من الفنانين والمتهمين.
ويضم المعرض عشرين لوحة فنية مصنوعة من الخشب والجبصين، تتحدث عن رحلة الألم والخراب والغياب، وتوثّق مشاهد من مدن سورية مدمّرة، ومنازل وأشياء يومية، تحوّلت إلى رموز تحكي آلام السوريين، ولكن أثرها باقٍ في الذاكرة الجماعية.
وأشار الفنان عساف في تصريح لمراسلة سانا إلى أن الفن يمكن أن يكون صرخة بصرية، تسلط الضوء على ما كانت عليه سوريا من جمالية في بيوتها وحاراتها التراثية، وتعايش سكانها رُغم اختلافهم.
وأوضح عساف أنه من خلال هذا المعرض حقق أمنية عمرها 8 سنوات حلم بها في غربته، بإقامة المعرض في سوريا بعد انتصار الثورة ونيل الحرية.
وأضاف: إن مشاعر الحزن والألم عند مغادرته الوطن حل محلها مشاعر الفرح والألم حاله كحال كل السوريين، ولفت إلى أن لديه مشاريع قادمة من اللوحات والأعمال التركيبية تتحدث عن التراث الثقافي، موجهة للمهجرين خارج سوريا، لتعويض الذاكرة المهدمة لديهم وتعريفهم ببلدهم التي تركوها سنوات طويلة، فالألم بحسب تعبيره واحد لدى السوريين في الداخل والخارج.
بدوره معاون وزير الثقافة أحمد الصواف أوضح أن المعرض يقدم رؤية بصرية تجسد التزاماً برسالة التوثيق للواقع الذي نصيغ منه الألم والأمل، فالإنسان يُبنى من الداخل بفكره، وللفن قدرة فريدة على التقاط التفاصيل التي تغيب عن الجانب السياسي، مؤكداً دور وزارة الثقافة في دعم كل الفعاليات والمبادرات الثقافية والفنية، كجزء من مسؤوليتها، ما يسهم في بناء الوعي وصون الذاكرة.
مدير الثقافة بدمشق يحيى النداف أشاد بإقامة المعرض الذي يعبر عن روح كل إنسان سوري، يرنو بعين الحرية بعد التحرير إلى بناء مستقبل جديد مشرق.
تابعوا أخبار سانا على