هل تنجح الوساطة الدولية في حل نزاع السودان؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
رصد – نبض السودان
مر أكثر من سته أشهر منذ اندلاع القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي تلك الفترة، قُتل أكثر من 7 آلاف شخص وشرد ما يقرب من 4 ملايين آخرين، ولا يزال الصراع مستمرا، مع القليل من الأدلة على إحلال السلام في الوقت القريب، خصوصًا مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
وأفادت شبكة “ذا كونفرزيشن” الأسترالية، بأن الاستقرار في السودان يتطلب جهدا متضافرا من المجتمع الدولي، وحتى الآن، فشلت مجموعة متنوعة من الجهود، ومع ذلك، أعتقد أن تطبيق المزيج الصحيح من التدابير الدولية في الوقت المناسب يمكن أن يمنح السودان فرصة للسلام.
وتابعت أنه كما هو الحال مع الصومال ويوغوسلافيا السابقة، فإن السودان يُعرَف باسم “الدولية” ــ أي النظام السياسي الذي يمر بمرحلة انتقالية من الاستبداد إلى الديمقراطية، والأنظمة الأنقراطية عرضة للصراعات المسلحة.
وأضافت أن السودان شهد نزاعًا مسلحًا كبيرًا في منطقة دارفور الغربية في الفترة من 2003 إلى 2020، وقد أدى النزاع إلى نزوح ملايين السودانيين في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك أكثر من 40,000 لاجئ يعيشون حالياً في هذا المخيم في ميتشي، تشاد. عبد المنعم عيسى / غيتي إيماجز.
وأوضحت الشبكة أن كلا من تركيا وإثيوبيا ومصر عرضوا التوسط بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في السودان، وكذلك فعل الاتحاد الأفريقي، إلى جانب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، وهي كتلة تجارية تضم ثماني دول في أفريقيا، واقترحوا كينيا لتكون الوسيط الرئيسي.
وقد أسفرت الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية عن عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار، بما في ذلك وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة في الفترة من 18 إلى 21 يونيو 2023، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاقات ملموسة.
وتابعت الشبكة أن الوساطة الناجحة تتطلب أن يتمتع الوسيط بالنفوذ لتقديم الحوافز للأطراف المتحاربة، وكذلك الحفاظ على الحياد فيما بينها، وهو أمر تتمتع به مصر والإمارات فقط في هذا الملف، ولكن حتى الآن لا تزال كلتا الدولتين تعملان لإيجاد حلول قريبة لوقف القتال، ويبدو أنه يمكن أن يكون ثمة حل في حال تدخلت قوى عظمى دولية أخرى بشكل أكثر جدية.
وأوضحت الشبكة الأسترالية، أن حفظ السلام الدولي يمكن أن يكون فعالا في مناطق الصراع، وخاصة عندما يتم توفير الموارد اللازمة لهذه الجهود. غالبًا ما يتم الاستشهاد ببعثات حفظ السلام في ساحل العاج من عام 2004 إلى عام 2017 وفي كرواتيا من عام 1996 إلى عام 1998 على أنها قصص نجاح.
وكانت بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، أو UNAMIS، بعثة لحفظ السلام في دارفور من عام 2007 إلى عام 2020 استخدمت الشرطة والقوات لتوفير منطقة عازلة، ولم تحقق المهمات سوى نجاحات جزئية، ويرجع ذلك أساسًا إلى نقص الدعم من حكومة البشير، في عام 2020، بعد انتهاء بعثة الأمم المتحدة في السودان، تم تكليف بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، أو UNITAMS، بمساعدة التحولات السياسية في السودان، ومع ذلك، كانت تفتقر إلى الشرطة أو القوات، وكانت فعاليتها المحتملة موضع خلاف كبير.
وأفادت الشبكة بأن مراقبي السياسة السودانية وخبراء العلاقات الدولية اقترحوا العديد من الحلول لتحقيق الاستقرار في السودان، ومنع المزيد من الفظائع وحل الصراع في نهاية المطاف، وإرسال قوات حفظ السلام مع القوات والشرطة، وإشراك المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الفظائع، وتنسيق الحوار السياسي بين الجهات الفاعلة الدولية والأطراف المتحاربة.
وتابعت أن أحد الحلول المتكاملة يتمثل في الجمع بين حفظ السلام والوساطة، وهذا يعني تعزيز UNITAMS بالشرطة والقوات من قسم حفظ السلام التابع للأمم المتحدة، مع تشكيل جبهة دبلوماسية موحدة على المستوى الدولي.
وأضافت أن الإجراء قصير المدى لهذه الجبهة الموحدة هو الاستعانة بفريق الوساطة التابع للأمم المتحدة، ومع وجود قائمة من الوسطاء الدوليين ذوي الخبرة، يمكن لفريق الوساطة أن يحاول توفير فرص للحوار السياسي.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الدولية الوساطة تنجح هل فی السودان حفظ السلام
إقرأ أيضاً:
ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
يلعب الإعلام دوراً مفصليا في إعادة بناء المجتمع، وتحقيق السلام، والمساهمة في التنمية. إفماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب :
أولا : تعزيز السلام والمصالحة الوطنية
و لكي يتحقق ذلك يتوجب
أ. التزام وسائل الاعلام بتغطية إخبارية متوازنة وموضوعية لما يجري ، وتجنب الرسائل المتحيزة و خطابات التحريض على الكراهية..
ب. وسائل الإعلام عليها أن تعطي مساحة مقدرة لرسائل السلام والمصالحة، بالتركيز على مبادرات السلام وجهود المصالحة الوطنية النابعة من المجتمع نفسه، ذلك أن وسائل الاعلام كثيرا ما تعد رسائل تبدو و كأنها رغبة سلطوية رسمية مما يضعف التفاعل معها..
ج. على وسائل الإعلام توفير منصة للحوار حول القضايا المهمة، وإشراك جميع الأطراف بلا اقصاء لأحد.. بمشاركة متوازنة تقدم الرأي و الرأي الآخر الموضوعي بما يهدف للوصول للمشتركات في الأفكار و الأطروحات و الحلول
ثانيا . دعم إعادة الإعمار والتنمية. من خلال :
أ. تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية والمجتمعية في المناطق المتأثرة بالحرب، والاسهام في توجيه جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
ب. متابعة المشاريع التنموية القائمة و المستحدثة في البلاد، وتسليط الضوء على الإيجابيات في هذه المشروعات..
ج. على وسائل الإعلام أن تشجع المشاركة المجتمعية في جهود إعادة الإعمار والتنمية، وإبراز قصص نجاح المواطنين و أدوارهَم في بناء مستقبل أفضل لهم و لوطنهم .
د. إحياء قيم العمل و احترام الوقت.. و تعزيز خطاب التوازن بين الحقوق و الواجبات في علاقة المواطنين و الدولة..
ذلك أنه و لفترة مضت ساد خطاب الحق على الواجب.. و آن الأوان لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة حول موضوعات السلطة و الثروة، و كانت سببا في استمرار الصراع مما أضعف بنية الدولة و تسبب في تأخر جهود البناء و الاعمار و التقدم نحو الأفضل..
ثالثا : اعادة صياغة الخطاب الاعلامي السياسي و ضرورة تعزيز و نشر قيم الديمقراطية و الشورى، و حقوق الآخر و العناية و الدفاع عن حقوق الإنسان، وتسليط الضوء على الانتهاكات، والمطالبة بالعدالة .
ب. أن تضطلع وسائل الاعلام بدورها، في مراقبة الأداء الحكومي: و يجب عليها مراقبة أداء الحكومة ومؤسسات الدولة، وكشف الفساد وسوء الإدارة، والمساهمة في تعزيز الشفافية والمساءلة.
ج. توعية الجمهور بحقوقهم وواجباتهم، و الدور الذي يجب أن يقوموا به في بناء مجتمع قائم على احترام حقوق الإنسان.
رابعا؛ تعزيز خطاب اعلامي ينبني على الحقائق لا غيرها ومحاربة الشائعات و المعلومات المضللة والأخبار ذات الغرض..
أ. يجب على وسائل الإعلام التحقق من الحقائق قبل نشرها، والتأكد من مصداقية المصادر ، وتجنب نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ب. على وسائل الإعلام مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع.
خامسا : بناء ثقافة السلام والتسامح.
أ. هنالك قصص كثيرة و إيجابية عن التعايش السلمي والتسامح، يمكن لوسائل الإعلام أن تسهم في نشرها وتسليط الضوء على المبادرات الفردية و الرسمية و الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية.
ب. حسن ادارة قضايا التنوع الثقافي و تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم المتبادل والاحترام بين جميع أفراد المجتمع.
خاتمة.. خلاصة القول أن ما نحتاجه لادارة اعلام ما بعد الحرب في السودان أننا نريده اعلاما مسؤولاً ومهنياً، تقوم رؤيته على بناء مجتمع متماسك و قوي مؤمن بوحدته و تنوعه الثقافي، يسوده السلام والعدل والمساواة.
أ. يس إبراهيم
خبير اعلامي