خَجِلٌ منكَ .. في ذكرى أمل دنقل
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
(١)
تفطرُ قلبك دمعةُ طِفلِ
تساقطَ شعره وشحُبَ
من أثرِ السَّرطانْ
تكتم غصةً على عجلٍ تغادرُ المكانْ
تهمهمُ: لِمَ لا يعيش الأبرياءُ في أمانْ
ولا تنهشُهم براثنُ الصِّراعِ
يكدحُ الفقراءُ ويقبضُ الأثرياءُ الثَّمن!!!
"تتقدَّسُ في صرخة الجُّوعِ"
"فوق الفراشِ الخشنْ"
ترتجي خبزاً يسدُّ رمق الجَّياعِ
من غير مَنْ
يعيد السّكينةَ للقاطنينَ صحارى الشَّجنْ
تلعنُ الشُّعراءَ المدجَّنينَ
ونشازَ لحن المغنينَ
تفلتُ من صمتِ المتعبينَ
تضمِّد آلامهم وترسم فوق الشِّفاه إبتساما
تطفر من فوّهةِ السِّلاحِ سلاما
تحمل عبء النِّضالِ القضيةْ
تخوض لاخائفاً لا محجماً
تسوّيَ دربَ القافلةْ
قِبلة الصامدينَ في النَّازلةْ
تمدُّ الأيادي الفتّيةْ
الجُرحُ ينزفُ والغافلونَ سادرونُ
في حروبٍ عبثيةْ
القبليةُ رياحٌ عتيَّةْ
تهزُّ ساقَ الوفاقِ
يلتهمُ الخسارُ محصلة التَّواثقِ الجَّنيَّةْ
إنفرط عقد الجِّباه الأبيةَّْ
القومُ في غيِّهِمُ
همَّهُمُ ساسَ يسوسُ
إبنُ سلولٍ بينهُمُ جلوسُ
قلت لنا أرى من البعيد شجرا
يقدح شررا
بنظرة استعلاءٍ ساخرةْ
قلنا لك هذا هراء سحرةْ
غارقون في عراكنا الأبديّ
الثَّغر عورةٌ مطيةٌ لغارة التَّمردِ
فاجأنا التَّتارُ في ضحى الغدِ
لا ظهرَ أبقينا ولا قضينا وطرا
(٢)
ما شبَّ ميزانُ عدلٍ واستقامَ
وأصلُ العودِ منخورا
الأرضُ مُلئتْ بالأسى وتفسَّخت جُورا
النَّصلُ أضحى اليوم مكسورا
"ما حاجتي للسّيفِ مشهورا"
ما دمتُ بأناشيدِ الحماسةِ
في التِّلفازِ منصورا
قضت الشهامةُ بات العِرض محسورا
الأفقُ طوّقهُ همٌّ وتسهيدُ
"يا نيلُ هل تجري المياهُ دماً لكي تفيضَ"
"ويصحو الأهلُ إن نودوا"
تجاسرَ التنَّورُ لا جبلٌ سيعصمنا
شطُّ السَّلامةِ دونه بيدُ
للبُّومِ شدنا مسارح زيفٍ
واجتبيناهُ فعافَ الدّارَ غِرِّيدُ
دمعٌ وأشلاءٌ وتشريدُ
جَفَتِ المروءةُ حضن منبرها
سُلبت واستُعبدت غيدُ
"عيدٌ بأيةحال عدتّ يا عيدُ"
الوطن بين أيادي الفتن مأسورا
غَرفَ التّشرذمُ نبع وحدتنا
الغلُّ شيَّد بيننا سورا
إن لم نداويه يظلُّ
بجوف الزّمنِ مطمورا
أضحى التنائي بديلاً عن تآلفنا
الغَزلُ على انكاثهِ نُقِضَ
فإذا التَّعاضدُ يغتدي بورا
بريطانيا
مايو _ إكتوبر ٢٠٢٣
ibrahim.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
دروب مصر.. مبادرة جديدة لإعادة قراءة الجمالية في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ
قال طارق الطاهر، المشرف على متحف "نجيب محفوظ"، إن المتحف نظم مجموعة من الورش الفنية والثقافية احتفالاً بالذكرى 114 لميلاد الروائي، بهدف إعادة توثيق دروب الجمالية المرتبطة بسيرة نجيب محفوظ وأماكنه المميزة.
وأضاف خلال اتصال هاتفي ببرنامج هذا الصباح على شاشة "إكسترا نيوز": "نحن ننظم على مدار الشهر حوالي أربع ورش مرتبطة بسيرة نجيب محفوظ وكتاباته. وقد نظمنا ورشة حول علاقة السينما بالأدب، طبقناها على فيلمين له، هما 'بين السماء والأرض' و'اللص والكلاب'. أما الورشة الحالية، والتي تستمر لأربعة أيام، فهي بعنوان 'دروب مصر'، وتركز على جولة ميدانية في الأماكن التي كتب عنها محفوظ، بهدف إنتاج معرض يعكس رؤية هذا الجيل لهذه المواقع".
الهوية الثقافيةوأضاف الطاهر أن الهدف من هذه الورشة لا يقتصر على الاحتفاء بالأدب فحسب، بل يمتد إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للمكان وربطها بالتنمية السياحية والعمرانية. وقال: "الورشة تسعى لإحياء روح هذه الأماكن، مثل حي الجمالية، التي كانت ركنًا أساسيًا في روايات محفوظ، وتسليط الضوء على احتياجاتها للتطوير بشكل يحافظ على هويتها الثقافية والتاريخية".
وأكد الطاهر أن المشروع يمثل تواصل الأجيال وإحياء تراث حي الجمالية بشكل يدمج بين الثقافة والفن والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن إعادة اكتشاف هذه الأماكن من خلال ورشة "دروب مصر" تساعد على إبراز قيمتها التاريخية والاجتماعية، وتعزز من العلاقة بين الأدب والمكان، مؤكداً أن الفكرة تكمل الجهود الوطنية والفردية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدن المصرية.